بازگشت

دعاوه في تفريج الهموم و الغموم (1)


بسم الله الرحمن الرحيم، سبحانك اللهم و بحمدك، اثني عليك و ما عسي ان يبلغ من ثنائي عليك و مجدك مع قلة عملي و قصر ثنائي، و انت الخالق و انا المخلوق، و انت الرازق و انا المرزوق، و انت الرب و انا المربوب، و انت القوي و انا الضعيف اليك، و انا السائل و انت الغني، لا يزول ملكك و لا يبيد عزك، و لا تموت و انا خلق اموت و ازول و افني.

و انت الصمد الذي لا تطعم، و الفرد الواحد بغير شبيه، و الدائم بلا مدة، و الباقي الي غير غاية، و المتوحد بالقدرة، و الغالب علي الامور بلا زوال و لا فناء، تعطي من تشاء كما تشاء، المعبود بالعبودية، المحمود بالنعم، المرهوب بالنقم، حي لا يموت، صمد لا يطعم، و قيوم لا ينام، و جبار لا يظلم، و محتجب لا يري، سميع لا يشك، بصير لا يرتاب، غني لا يحتاج، عالم لا يجهل، خبير لا يذهل.

ابتدأت المجد بالعز، و تعطفت الفخر بالكبرياء، و تجللت البهاء بالمهابة، و الجمال بالنور، و استشعرت العظمة بالسلطان الشامخ، و العز الباذخ، و الملك الظاهر، و الشرف القاهر، و الكرم الفاخر، و النور الساطع، و الالاء المتظاهرة، و الاسماء الحسني، و النعم السابغة، و المنن المتقدمة، و الرحمة الواسعة.

كنت اذ لم يكن شي ء، و كان عرشك علي الماء اذ لا ارض مدحية، و لا سماء مبنية، و لا شمس تضي ء، و لا قمر تجري، و لا نجم يسري، و لا كوكب دري، و لا سحابة منشأة، و لا دنيا معلومة، و لا اخرة مفهومة، و تبقي وحدك وحدك كما كنت وحدك، علمت ما كان قبل ان يكون، و حفظت ما كان قبل ان يكون، لا منتهي لنعمتك.

نفذ علمك فيما تريد و ما تشاء، و سلطانك فيما تريد و فيما تشاء، من تبديل الارض و السماوات، و ما ذرأت فيهن، و خلقت و برأت من شي ء، و انت تقول له كن فيكون، لا اله الا انت وحدك لا شريك لك.

انت الله الله الله العلي العظيم الحي القيوم، الله الله الله الحليم الكريم، الله الله الله الفرد الصمد، الله الله الله بديع السماوات و الأرض، عزك عزيز، و جارك منيع، و امرك غالب، و انت ملك قاهر عزيز فاخر، لا اله الا انت، خلوت في الملكوت و استترت بالجبروت، و حارت ابصار ملائكتك المقربين و ذهلت عقولهم في فكر عظمتك.

لا اله الا انت تري من بعد ارتفاعك و علو مكانك ما تحت الثري و منتهي الأرضين السفلي، من علم الاخرة و الاولي، و الظلمات و الهوي، و تري بث الذر في الثري، و تري قوام النمل علي الصفا، و تسمع خفقان الطير في الهواء، و تعلم تقلب الساري [1] في الماء.

تعطي السائل، و تنصر المظلوم، و تجيب المضطر، و تؤمن الخائف، و تهدي السبيل، و تجبر الكسير، و تغني الفقير، قضاؤك فصل، و حكمك عدل،

و امرك جزم [2] ، و وعدك صدق، و مشيتك عزيزة، و قولك حق، و كلامك نور، و طاعتك نجاة، ليس لك في الخلق شريك، و لو كان لك شريك لتشابه علينا و ذهب كل اله بما خلق و لعلا علوا كبيرا.

جل قدرك عن مجاورة الشركاء، و تعاليت عن مخالطة الخلطاء، و تقدست عن ملامسة النساء، فلا ولد لك و لا والد، كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر، المنزل البرهان المضي ء، الذي انزلت علي محمد نبي الرحمة، القرشي الزكي التقي النقي، الأبطحي المضري الهاشمي صلوات الله عليه و علي اله و سلم و رحم و كرم.

بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله احد، الله الصمد، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد، فلا اله الا انت، ذل كل عزيز لعزتك، و صغرت كل عظمة لعظمتك، و لا يفزعك ليل دامس، و لا قلب هاجس، و لا جبل باذخ، و لا علو شامخ، و لا سماء ذات ابراج، و لا بحار ذات امواج، و لا حجب ذات ارتاج، و لا ارض ذات فجاج، و لا ليل داج، و لا ظلم ذات ادعاج، و لا سهل و لا جبل، و لا بر و لا بحر، و لا شجر و لا مدر، و لا يستتر منك شي ء، و لا يحول دونك ستر، و لا يفوتك شي ء، السر عندك علانية، و الغيب عندك شهادة، تعلم وهم القلوب، و رجم الغيوب، و رجع الألسن و خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.

و انت رجاؤنا عند كل شدة، و غياثنا عند كل محل، و سندنا في كل كريهة، و ناصرنا عند كل ظلم، و قوتنا في كل ضعف، و بلاغنا في كل عجز.

كم من كريهة و شدة ضعفت فيها القوة، و قلت فيها الحيلة، اسلمنا فيها الرفيق، و خذلنا فيها الشفيق، انزلتها بك يا رب و لم نرج غيرك، ففرجتها و خففت ثقلها و كشفت غمرتها، و كفيتنا اياها عمن سواك، فلك الحمد، افلح سائلك و انجح طالبك، و عز جارك، و ربح متاجرك، و جل ثناؤك، و تقدست اسماؤك، و علا ملكك، و غلب امرك، و لا اله غيرك.

اسألك يا رب بأسماءك المتعاليات، المكرمة المطهرة، المقدسة العزيزة، و باسمك العظيم الذي

بعثت به موسي عليه السلام حين قلت: «اني انا الله»، في الدهر الباقي، و بعلمك الغيب و قدرتك علي الخلق، و باسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك و بكلماتك التامات.

يا اعز مذكور، و اقدمه في العز، و ادومه في الملك و الملكوت، يا رحيما بكل مسترحم،و يا رؤوفا بكل مسكين، يا اقرب من دعي و اسرعه اجابة، و يا مفرجا عن كل ملهوف، ويا خير من طلب اليه الخير [3] ، و اسرعه اعطاء و نجاحا، و احسنه عطفا و تفضلا، يا من خافت الملائكة من نوره المتوقد حول كرسيه و عرشه، صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون.

يا من يشتكي اليه منه و يرغب منه اليه مخافة عذابه في سهر الليالي، يا فعال الخير و لا يزال الخير فعاله، يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه و عباده بالساهرة فاذا هم قيام ينظرون، يا من اذا هم بشي ء امضاه، يا من قوله فعاله، يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء، و لا يفعل ما يشاء غيره.

يا من خص نفسه بالخلد و البقاء، و كتب علي جميع خلقه الموت و الفناء، يا من يصور في الأرحام ما يشاء كيف يشاء، يا من احاط بكل شي ء علما و احصي كل شي ء عددا، لا شريك لك في الملك و لا ولي لك من الذل، تعززت بالجبروت و تقدست بالملكوت، و انت حي لا تموت، و انت عزيز ذو انتقام، قيوم لا تنام، قاهر لا تغلب و لا ترام، ذو البأس الذي لا يستضام.

انت مالك الملك و مجري الفلك، تعطي من سعة و تمنع من قدرة، و تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء، و تعز من تشاء و تذل من تشاء، بيدك الخير انك علي كل شي ء قدير، تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل و تخرج الحي من الميت و تخرج الميت من الحي و ترزق من تشاء بغير حساب.

اسألك ان تصلي علي مولانا و سيدنا و رسولك محمد، حبيبك الخالص، و صفيك المستخص، الذي استخصصته بالحياة و التفويض، و ائتمنته علي وحيك، و مكنون سرك و خفي علمك، و فضلته علي من خلقت و قربته اليك، و اخترته من بريتك، البشير النذير،السراج المنير، الذي ايدته بسلطانك، و استخلصته لنفسك.

و علي اخيه و وصيه، و صهره و وارثه، و الخليفة لك من بعده في خلقك و ارضك، اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب، و علي ابنته الكريمة الفاضلة، الطاهرة الزاهرة الغراء فاطمة، و علي ولديهما الحسن و الحسين سيدي شباب اهل الجنة، الفاضلين الراجحين، الزكيين التقيين، الشهيدين الخيرين.

و علي علي بن الحسين زين العابدين و سيدهم ذي الثفنات، و علي محمد بن علي الباقر، و جعفر بن محمد الصادق، و موسي بن جعفر الكاظم، و علي بن موسي الرضا، و محمد بن علي الجواد، و علي بن محمد الهادي، و الحسن بن علي العسكريين، و المنتظر لامرك، و القائم في امرك بما يرضيك، و الحجة علي خلقك، و الخليفة لك علي عبادك، المهدي ابن المهديين، الرشيد المرشد ابن المرشدين الي صراط مستقيم، صلاة تامة، دائمة نامية باقية، شاملة متواصلة، و ان تغفر لنا و ترحمنا، و تفرج عنا كربنا و همنا و غمنا.

اللهم اني اسألك و لا اسأل غيرك، و ارغب اليك و لا ارغب الي سواك، و اسألك بجميع مسائلك و احبها اليك، و ادعوك و اتضرع اليك، و اتوسل اليك باحب مسائلك اليك و أحظاها عندك و كلها حظي عندك، ان تصلي علي محمد و ال محمد و ان ترزقني الشكر عند النعماء، و الصبر عند البلاء، و النصر علي الأعداء، و ان تعطيني خير السفر و الحضر، و القضاء و القدر، و خير ما سبق في ام الكتاب، و خير الليل و النهار.

اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين يا رب العالمين، و ارزقني خشوع الخاشعين، و عمل الصالحين، و صبر الصابرين، و اجر المحسنين، و سعادة المتقين،و قبول الفائزين، و حسن عبادة العابدين، و توبة التائبين، و اجابة المخلصين، و يقين الصديقين، و البسني محبتك، و الهمني الخشية لك، و اتباع امرك و طاعتك، و نجني من سخطك، و اجعل لي الي كل خير سبيلا، و لا تجعل للشيطان علي سبيلا و لا للسلطان، و اكفني شرهما و شر ذلك كله و علانيته و سره.

اللهم ارزقني الاستعداد عند الموت، و اكتساب الخير قبل الفوت حتي تجعل ذلك عدة في اخرتي، و انسا لي في وحشتي، يا ولي نعمتي اغفرلي خطيئتي، و تجاوز عن زلتي، و اقلني عثرتي، و فرج عني [4] كربتي، و ابرد باجابتك حر غلتي، و اقض لي حاجتي، و سد بغناك فاقتي، و اعني في الدنيا و الاخرة، و احسن معونتي، و ارحم في الدنيا غربتي، و عند الموت صرعتي، و في القبر وحشتي، و بين اطباق الثري وحدتي، و لقني عند المسائلة حجتي، و استر عورتي، و لا تؤاخذني علي زلتي، و طيب لي مضجعي، و هنئني معيشتي.

يا صاحبي الشفيق، و يا سيدي الرفيق، و يا مونسي في كل طريق، و يا مخرجي من حلق المضيق، يا غياث المستغيثين، و يا مفرج كرب المكروبين، و يا حبيب التائبين، يا قرة عين العابدين، يا ناصر اوليائه المتقين، يا مونس احبائه المستوحشين، و يا مالك يوم الدين.

يا رب العالمين، يا اله الأولين و الاخرين، بك اعتصمت، و بك وثقت، و عليك توكلت، و اليك انبت، و بك انتصرت، و بك احتجزت، و اليك هربت، فصل علي محمد و ال محمد و اعطني الخير فيمن اعطيت، و اهدني فيمن هديت، و عافني فيمن عافيت، و اكفني فيمن كفيت، و قني شر ما قضيت، فانك تقضي و لا يقضي عليك.

لا مانع لما اعطيت، و لا مضل لمن هديت، و لا مذل لمن واليت، و لا ناصر لمن عاديت، و لا ملجأ و لا ملتجأ منك الا اليك، فوضت امري اليك، ارزقني الغنيمة [5] من كل بر، و السلامة من كل وزر.

يا سامع كل صوت، يا محيي كل نفس بعد الموت، يا من لا يخاف الفوت، صل علي محمد و ال محمد و أجلب لي الرزق جلبا، فاني لا استطيع له طلبا، و لا تضرب بالطلب وجهي، و لا تحرمني رزقي، و لا تحبس عني اجابتي، و لا توقف مسألتي، و لا تطل حيرتي، و شفع ولايتي، بمحمد نبيك و صفيك،

و خاصتك و خالصتك و رسولك، النذير المنذر، الطيب الطاهر، و اخيه اميرالمؤمنين و قائد المؤمنين الي جنات النعيم، و بفاطمة الكريمة الزاهرة [6] الطاهرة، و الأئمة من ذريتهم الطاهرين الأخيار، صل [7] عليهم اجمعين، و ارزقني رزقا واسعا و انت خير الرازقين.

فقد قدمت وسيلتي بهم اليك، و توجهت بك اليك، يا بر يا رؤوف، يا رحيم يا الله يا الله، يا ذا المعارج يا ذا المعارج، فانك ترزق من تشاء بغير حساب، اللهم صل علي محمد و ال محمد و ارحمنا و اعتقنا من النار، و اختم لنا بخير، انك علي كل شي ء قدير، امين امين يا رب العالمين.


پاورقي

[1] التيار (خ ل).

[2] حزم (خ ل).

[3] منه الخير (خ ل).

[4] عن كربتي (خ ل).

[5] القسمة (خ ل).

[6] الغراء (خ ل).

[7] صلي الله (خ ل).