بازگشت

دعاوه في تفريج الهموم و الغموم (2)


عن عبدالله بن مالك الخزاعي، قال: دعاني هارون الرشيد

فقال: يا عبدالله! كيف أنت و موضع السر منك [1] ؟ فقلت: يا أميرالمؤمنين! ما أنا الا عبد من عبيدك، فقال: امض الي تلك الحجرة و خذ من فيها، و احتفظ به الي أن أسألك منه، فقال: دخلت فوجدت موسي بن جعفر عليه السلام.

فلما رأني سلمت عليه و حملته علي دابتي الي منزلي، فأدخلته داري و جعلته مع حرمي و أقفلت عليه و المفتاح معي، و كنت أتولي خدمته، و مضت الأيام فلم أشعر الا برسول الرشيد يقول: أجب أميرالمؤمنين، فنهضت و دخلت عليه و هو جالس و عن يمينه فراش و عن يساره فراش، فسلمت عليه فلم يرد غير أنه قال: ما فعلت بالوديعة؟ فكأني لم أفهم ما قال، فقال: ما فعل صاحبك؟ فقلت: صالح، فقال: امض اليه و ادفع اليه ثلاثة آلاف درهم و اصرفه الي منزله و أهله، فقمت و هممت بالانصراف، فقال: أتدري ما السبب في ذلك و ما هو؟ قلت: لا، يا اميرالمؤمنين.

قال: نمت علي الفراش الذي عن يميني، فرأيت في منامي قائلا يقول لي: يا هارون! أطلق موسي بن جعفر، فانتبهت، فقلت: لعلها لما في نفسي منه، فقمت الي هذا الفراش الآخر، فرأيت

ذلك الشخص بعينه، و هو يقول: يا هارون! أمرتك أن تطلق موسي بن جعفر، فلم تفعل! فانتبهت و تعوذت من الشيطان، ثم قمت الي هذا الفراش الذي أنا عليه و اذا بذلك الشخص بعينه و بيده حربة كأن أولها بالمشرق و آخرها بالمغرب، و قد أومأ الي و هو يقول: و الله يا هارون لئن لم تطلق موسي بن جعفر لأضعن هذه الحربة في صدرك و أطلعها من ظهرك، فأرسلت اليك فامض فيما أمرتك به، و لا تظهره الي أحد فأقتلك فانظر لنفسك.

قال: فرجعت الي منزلي و فتحت الحجرة و دخلت علي موسي بن جعفر فوجدته قد نام في سجوده، فجلست حتي استيقظ و رفع رأسه و قال: يا عبدالله! افعل ما امرت به، فقلت له: يا مولاي! سألتك بالله و بحق جدك رسول الله، هل دعوت الله عزوجل في يومك هذا بالفرج؟ فقال: أجل اني صليت المفروضة و سجدت و غفوت في سجودي، فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله قال: يا موسي! أتحب أن تطلق؟ فقلت: نعم يا رسول الله، فقال: ادع بهذا الدعاء:

يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا باري ء النسم، يا مجلي الهمم، يا مغشي الظلم، يا كاشف الضر و الألم، يا ذا الجود و الكرم، و يا سامع كل صوت.

يا مدرك كل فوت، يا محيي العظام و هي رميم، و منشئها بعد الموت، صل علي محمد و ال محمد و اجعل لي من امري فرجا و مخرجا، يا ذا الجلال و الاكرام.

فلقد دعوت به و رسول الله يلقنيه حتي سمعته يقول: قد استجاب الله فيك، ثم قلت له ما أمرني به الرشيد و اعطيته ذلك.


پاورقي

[1] مني (خ ل).