بازگشت

دعاوه في الاحتراز لدفع الاعداء


الهي كم من عدو انتضي علي سيف عداوته، و شحذ لي ظبة مديته، و ارهف لي شباحده، و داف لي قواتل سمومه، و سدد نحوي صوائب سهامه، و لم تنم عني عين حراسته، و اضمر ان يسومني المكروه، و يجرعني ذعاف مرارته.

فنظرت الي ضعفي عن احتمال الفوادح، و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير من ناواني، و ارصادهم لي فيما لم اعمل فيه فكري في الارصاد لهم بمثله، فايدتني بقوتك، و شددت ازري بنصرك، و فللت لي شباحده، و خذلته بعد جمع عديده و حشده، و اعليت كعبي عليه، و وجهت ما سدد الي من مكائده اليه، و رددته و لم يشف غليله، و لم تبرد حرارات غيظه، و قد عض علي انامله، و ادبر موليا قد اخفقت سراياه.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل، صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من باغ بغاني بمكائده، و نصب لي اشراك مصائده، و وكل بي تفقد رعايته، و اضبأ الي

اضباء السبع لطريدته، انتظارا لانتهاز فرصته [1] ، و هو يظهر لي بشاشة الملق، و يبسط لي وجها غير طلق.

فلما رايت دغل سريرته و قبح ما انطوي عليه لشريكه في ملبه، و اصبح مجلبا الي في بغيه، اركسته لام رأسه، و اتيت بنيانه من اساسه، فصرعته في زبيته، و ارديته في مهوي حفرته [2] ، و رميته بحجره، و خنقته بوتره، و ذكيته بمشاقصه، و كببته بمنخره، و رددت كيده في نحره، و وثقته [3] بندامته، و فتنته [4] بحسرته، فاستخذل و استخذأ و تضاءل بعد نخوته، و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل ان يراني فيها يوم سطوته، و قد كدت يا رب لولا رحمتك يحل بي ما حل بساحته.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من حاسد شرق بحسده، و شجي بغيظه، و سلقني بحد لسانه، و و خزني بمؤق عينه، و جعل عرضي غرضا لمراميه، و قلدني خلالا لم يزل فيه، فناديتك يا رب مستجيرا بك، واثقا بسرعة اجابتك، متوكلا علي ما لم ازل اعرفه من حسن دفاعك، عالما انه لم يضطهد من أوي الي ظل كنفك، و ان لا تقرع الفوادح من لجأ الي معقل الانتصار بك فحصنتني من باسه بقدرتك.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من سحائب مكروه قد جليتها، و سماء نعمة امطرتها، و جداول كرامة اجريتها، و اعين اجداث طمستها، و ناشئة رحمة نشرتها، و جنة عافية البستها، و غوامر كربات كشفتها، و امور جارية قدرتها، لم تعجزك اذ طلبتها، و لم تمتنع عليك اذ اردتها.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من ظن حسن حققت، و من عدم املاق جبرت، و من مسكنة فادحة حولت، و من صرعة مهلكة انعشت، و من مشقة ازحت، لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسألون، و لا ينقصك ما انفقت، و لقد سئلت فاعطيت و لم تسأل فابتدات، و استميح باب فضلك فما اكديت.

ابيت الا انعاما و امتنانا، و الا تطولا يا رب و احسانا، و ابيت يا رب الا انتهاكا لحرماتك و اجتزاء علي معاصيك، و تعديا لحدودك، و غفلة عن وعيدك، و طاعة لعدوي و عدوك، لم يمنعك يا الهي و ناصري اخلالي بالشكر عن اتمام احسانك، و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.

اللهم فهذا مقام عبد ذليل، اعترف لك بالتوحيد، و اقر علي نفسه بالتقصير في اداء حقك، و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك [5] عنده و احسانك اليه.

فهب لي يا الهي و سيدي من فضلك ما اريده سببا الي رحمتك، و اتخذه سلما اعرج فيه الي مرضاتك، و امن به من سخطك بعزتك و طولك،و بحق محمد نبيك و الائمة صلوات الله عليه و عليهم اجمعين، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر، و النظر الي ما تقشعر منه الجلود، و تفزع اليه القلوب، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح سقيما موجعا مدنفا، في انين و عويل، يتقلب في غمه، و لا يجد محيصا، و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا، و لا يستطيع ضرا و لا نفعا، و هو في حسرة و ندامة، و انا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح خائفا مرعوبا، مسهدا مشفقا وحيدا، وجلا هاربا طريدا، او منحجزا في مضيق، او مخباة من المخابي، قد ضاقت عليه الأرض برحبها، و لا يجد حيلة و لا منجي، و لا مأوي و لا مهربا، و انا في أمن و امان، و طمأنينة و عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة و لا يرحمونه، فقيدا من اهله و ولده، منقطعا عن اخوانه و بلده، يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل، و بأي مثلة يمثل، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه، قد غشيته الأعداء من كل جانب، و السيوف و الرماح و الة الحرب، يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده [6] و لا يعرف حيلة [7] ، و لا يجد مهربا، قد ادنف بالجراحات، او متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل، يتمني شربة من ماء، او نظرة الي اهله و ولده، و لا يقدر عليها، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الاهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر علي حيلة، او مبتلي بصاعقة او هدم او غرق، او حرق او شرق، او خسف او مسخ او قذف، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح مسافرا، شاحطا عن اهله و وطنه و ولده، متحيرا في المفاوز، تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام، وحيدا فريدا، لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا، او متأذيا ببرد او حر، او جوع او عري، او غيره من الشدائد، مما انا منه خلو و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح فقيرا عائلا، عاريا مملقا، مخفقا مهجورا، جائعا خائفا ظمانا، ينتظر من يعود عليه بفضل، او عبد وجيه هو اوجه مني عندك، او اشد [8] عبادة لك مغلولا مقهورا، قد حمل ثقلا من تعب العناء، و شدة العبودية، و كلفة الرق، و ثقل الضريبة، او مبتلي ببلاء شديد لا قبل له به الا بمنك عليه، و انا المخدوم المنعم المعافي المكرم في عافية مما هو فيه، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح شريدا طريدا، حيرانا متحيرا، جائعا خائفا، خاسرا في الصحاري و البراري، قد احرقه الحر و البرد، و هو في ضر من العيش، و ضنك من الحياة، و ذل من المقام، ينظر الي نفسه حسرة لا يقدر لها علي ضر و لا نفع، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا علي فرش العلة، و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا، لا يعرف شيئا من لذة الطعام، و لا من لذة الشراب، ينظر الي نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا اله الا انت، سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين و لانعمك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد دنا يومه من حتفه، و قد احدق به ملك الموت في اعوانه، يعالج سكرات الموت و حياضه، تدور عيناه يمينا و شمالا، ينظر الي احبائه و اودائه و اخلائه، قد منع عن الكلام، و حجب عن الخطاب، ينظر الي نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين و لانعمك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح في مضائق الحبوس و السجون، و كربها و ذلها و حديدها، تتداوله اعوانها و زبانيتها، فلا يدري اي حال يفعل به و اي مثلة يمثل به، فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة، ينظر الي نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد استمر عليه القضاء، و احدق به البلاء، و فارق اودائه و احبائه و اخلائه، و امسي حقيرا ذليلا في ايدي الكفار و الأعداء، يتداولونه يمينا و شمالا، قد حمل في المطامير، و ثقل بالحديد، لا يري شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها، ينظر الي نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد اشتاق الي الدنيا للرغبة فيها الي ان خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها، قد ركب الفلك و كسرت به و هو في افاق البحار و ظلمها، ينظر الي نفسه حسرة لا يقدر لها علي ضر و لا نفع، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد استمر عليه القضاء، و احدق به البلاء و الكفار و الأعداء، و اخذته الرماح و السيوف و السهام، و جدل صريعا، و قد شربت الأرض من دمه، و اكلت السباع و الطيور من لحمه، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني، يا لا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لنعماءك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

و عزتك يا كريم لاطلبن مما لديك، و لالحن عليك، و لالجئن اليك، و لامدن يدي نحوك مع جرمها اليك، فبمن اعوذ يا رب و بمن الوذ، لا احد لي الا انت، افتردني و انت معولي و عليك معتمدي. [9] .

و اسألك باسمك الذي وضعته علي السماء فاستقلت، و علي الجبال فرست، و علي الأرض فاستقرت، و علي الليل فاظلم، و علي النهار فاستنار، ان تصلي علي محمد و ال محمد و ان تقضي لي جميع حوائجي، و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها، و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الاخرة يا ارحم الراحمين.

مولاي بك استعنت فصل علي محمد و ال محمد و اعني، و بك استجرت فصل علي محمد و ال محمد و اجرني، و اغنني بطاعتك عن طاعة عبادك، و بمسألتك عن مسألة خلقك، و انقلني من ذل الفقر الي عز الغني، و من ذل المعاصي الي عز الطاعة، فقد فضلتني علي كثير من خلقك جودا و كرما لا باستحقاق مني.

الهي فلك الحمد علي ذلك كله، صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.


پاورقي

[1] الفرصة (خ ل).

[2] حفيرته (خ ل).

[3] و بقته (خ ل).

[4] فنيته (خ ل).

[5] عادتك (خ ل).

[6] قد بلغ جهوده (خ ل).

[7] زيادة: و لا يهتدي سبيلا (خ ل).

[8] و اشد (خ ل).

[9] متكلي (خ ل).