بازگشت

دعاوه في يوم المباهلة


عن محمد بن صدقة العنبري، عن أبي ابراهيم موسي بن جعفر عليهماالسلام قال:

يوم المباهلة اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجة، تصلي في ذلك اليوم ما اردت من الصلاة، فكلما صليت ركعتين استغفرت الله تعالي بعقبها سبعين مرة، ثم تقوم قائما و تؤمي بطرفك في موضع سجودك، و تقول و أنت علي غسل:

الحمدلله رب العالمين، الحمدلله فاطر السماوات و الارض، الحمدلله الذي له ما في السماوات و ما في الارض، الحمدلله الذي خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

الحمدلله الذي عرفني ما كنت به جاهلا، و لو لا تعريفه اياي لكنت هالكا، اذ قال و قوله الحق: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربي» [1] .

فبين لي القرابة فقال سبحانه: «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا» [2] .

فبين لي اهل البيت بعد القرابة، ثم قال تعالي مبينا عن الصادقين الذين امرنا بالكون معهم و الرد اليهم بقوله سبحانه: «يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين» [3] .

فاوضح عنهم و ابان عن صفتهم بقوله جل ثناؤه: «قل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين» [4] .

فلك الشكر يا رب و لك المن حيث هديتني و ارشدتني حتي لم يخف علي الاهل و البيت و القرابة، فعرفتني نساءهم و اولادهم و رجالهم.

اللهم اني اتقرب اليك بذلك المقام الذي لا يكون اعظم منه فضلا للمؤمنين، و لا اكثر رحمة لهم بتعريفك اياهم شأنه، و ابانتك فضل اهله، الذين بهم ادحضت باطل اعدائك، و ثبت بهم قواعد دينك، و لولا هذا المقام المحمود الذي انقذتنا به و دللتنا علي اتباع المحقين من اهل بيت نبيك الصادقين عنك، الذين عصمتهم من لغو المقال و مدانس الافعال لخصم اهل الاسلام، و ظهرت كلمة اهل الالحاد و فعل اولي العناد، فلك الحمد و لك المن و لك الشكر علي نعمائك و اياديك.

اللهم فصل علي محمد و ال محمد الذين افترضت علينا طاعتهم، و عقدت في رقابنا ولايتهم، و اكرمتنا بمعرفتهم، و شرفتنا باتباع اثارهم، و ثبتنا بالقول الثابت الذي عرفوناه، فاعنا علي الاخذ بما بصروناه، و اجز محمدا عنا افضل الجزاء بما نصح لخلقك، و بذل وسعه في ابلاغ رسالتك، و اخطر بنفسه في اقامة دينك، و علي اخيه و وصيه و الهادي الي دينه و القيم بسنته، علي اميرالمؤمنين، و صل علي الائمة من ابنائه الصادقين، الذين وصلت طاعتهم بطاعتك، و ادخلنا [5] بشفاعتهم دار كرامتك يا ارحم الراحمين.

اللهم هؤلاء اصحاب الكساء و العباء يوم المباهلة، اجعلهم شفعاءنا، اسالك بحق ذلك المقام المحمود و اليوم المشهود ان تغفرلي و تتوب علي انك انت التواب الرحيم.

اللهم اني اشهد ان ارواحهم و طينتهم واحدة، و هي الشجرة التي طاب اصلها و اغصانها، و ارحمنا بحقهم، و اجرنا من مواقف الخزي في الدنيا و الاخرة بولايتهم، و اوردنا موارد الامن من اهوال يوم القيامة بحبهم، و اقرارنا بفضلهم، و اتباعنا اثارهم، و اهتدائنا بهداهم، و اعتقادنا ما عرفوناه من توحيدك، و وقفونا عليه، من تعظيم شأنك و تقديس اسمائك و شكر الائك، و نفي الصفات ان تحلك، و العلم ان يحيط بك، و الوهم ان يقع عليك، فانك اقمتهم حججا علي خلقك، و دلائل علي توحيدك، و هداة تنبه عن امرك، و تهدي الي دينك، و توضح ما اشكل علي عبادك، و بابا للمعجزات التي يعجز عنها غيرك، و بها تبين حجتك و تدعوا الي تعظيم السفير بينك و بين خلقك.

و انت المتفضل عليهم، حيث قربتهم من ملكوتك، و اختصصتهم بسرك، و اصطفيتهم لوحيك، و اورثتهم غوامض تأويلك رحمة بخلقك و لطفا بعبادك، و حنانا علي بريتك، و علما بما تنطوي عليه ضمائر امنائك و ما يكون من شأن صفوتك، و طهرتهم في منشئهم و مبتدئهم، و حرستهم من نفث نافث اليهم، و اريتهم برهانا علي من عرض بسوء لهم.

فاستجابوا لامرك، و شغلوا انفسهم بطاعتك، و ملؤوا اجزاءهم من ذكرك، و عمروا قلوبهم بتعظيم امرك، و جزءوا اوقاتهم فيما يرضيك، و اخلوا دخائلهم من معاريض الخطرات الشاغلة عنك.

فجعلت قلوبهم مكامن لارادتك، و عقولهم مناصب لامرك و نهيك، و السنتهم تراجمة لسنتك، ثم اكرمتهم بنورك حتي فضلتهم من بين اهل زمانهم و الاقربين اليهم، فخصصتهم بوحيك، و انزلت اليهم كتابك، و امرتنا بالتمسك بهم و الرد اليهم و الاستنباط منهم.

اللهم انا قد تمسكنا بكتابك و بعترة نبيك صلواتك عليهم الذين اقمتهم لنا دليلا و علما، و امرتنا باتباعهم.

اللهم فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون: «فما لنا من شافعين - و لا صديق حميم» [6] ، و اجعلنا من الصادقين المصدقين لهم المنتظرين لايامهم الناظرين الي شفاعتهم، و لا تضلنا بعد اذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب، امين رب العالمين.

اللهم صل علي محمد و علي اخيه و صنوه، اميرالمؤمنين و قبلة العارفين، و علم المهتدين، و ثاني الخمسة الميامين الذين فخر بهم الروح الامين، و باهل الله بهم المباهلين، فقال و هو اصدق القائلين: «فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين» [7] .

ذلك الامام المخصوص بمؤاخاته يوم الاخاء، و المؤثر بالقوت بعد ضر الطوي، و من شكر الله سعيه في «هل اتي»، و من شهد بفضله معادوه، و اقر بمناقبه جاحدوه، مولي الانام، و مكسر الاصنام، و من لم تأخذه في الله لومة لائم صلي الله عليه و اله ما طلعت شمس النهار، و اورقت الاشجار، و علي النجوم المشرقات من عترته، و الحجج الواضحات من ذريته.


پاورقي

[1] الشوري: 23.

[2] الاحزاب: 33.

[3] التوبة: 119.

[4] آل عمران: 61.

[5] ادخلتنا (خ ل).

[6] الشعراء: 100.

[7] آل عمران: 61.