بازگشت

گلچيني از اندرزهاي امام كاظم (متن)


1. يا هشام، لكل شي ء دليل، و دليل العاقل التفكر، و دليل التفكر الصمت. و لكل شي ء مطية، و مطية العاقل التواضع، و كفي بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه.

يا هشام، ما بعث الله أنبياءه و رسله إلي عباده إلا ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، و أعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، و أكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة.

يا هشام، ما من عبد إلا و ملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلا رفعه الله، و لا يتعاظم إلا وضعه الله.

يا هشام، ان الله علي الناس حجتين: حجة ظاهرة، و حجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل و الأنبياء و الأئمة عليهم السلام، و أما الباطنة فالعقول.

يا هشام، من سلط ثلاثا علي ثلاث فكأنما أعان علي هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله، و محا طرائف حكمته بفضول كلامه، و أطفأ نور عبرته بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه علي هدم عقله، و من هدم عقله أفسد عليه دينه و دنياه. [1] .

يا هشام، إن كان يغنيك ما يكفيك فأدني ما في الدنيا يكفيك. و إن كان يغنيك ما يكفيك فليس شي ء من الدنيا يغنيك.

يا هشام، إن العقلاء زهدوا في الدنيا، و رغبوا في الآخرة، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة و مطلوبة و الاخرة طالبة و مطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتي يستوفي منها رزقه، و من طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته.

يا هشام، من أراد الغني بلا مال، و راحة القلب من الحسد، و السلامة في الدين، فليتضرع الي الله - عز و جل - في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغني، و من لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبدا.

يا هشام، من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره بإخوانه و أهله مد في عمر؟ [ه].

يا هشام، لا دين لمن لا مروة له، و لا مروة لمن لا عقل له، و إن أعظم الناس قدرا الذي لا يري الدنيا لنفسه خطرا، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها.

يا هشام، إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل، و ينطق إذا عجز القوم عن الكلام، و يشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شي ء فهو أحمق.

إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا يجلس في صدر المجلس الا رجل فيه هذه الخصال الثلاث أو واحدة منهن. فمن لم يكن فيه شي ء منهن فجلس فهو أحمق.

و قال الحسن بن علي عليهماالسلام إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يابن رسول الله، و من أهلها؟ قال: الذين قص الله في كتابه و ذكرهم فقال: (انما يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أولو العقول.

و قال علي بن الحسين عليهماالسلام: مجالسة الصالحين داعية الي الصلاح، و آداب العلماء زيادة في العقل، و طاعة ولاة العدل تمام العز، و استثمار المال تمام المروة، و ارشاد المستشير قضاء لحق النعمة، و كف الأذي من كمال العقل و فيه راحة البدن عاجلا و آجلا.

يا هشام، إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه و لا يسأل من يخاف منعه، و لا يعد ما لا يقدر عليه، و لا يرجو ما يعنف برجائه، و لا يقدم علي ما يخاف فوته بالعجز عنه.

و كان أمير المؤمنين عليه السلام يوصي أصحابه يقول أوصيكم بالخشية من الله في السر و العلانية، و العدل في الرضا و الغضب. و الاكتساب في الفقر و الغني. و أن تصلوا من قطعكم. و تعفوا عمن ظلمكم. و تعطفوا علي من حرمكم، و ليكن نظركم عبرا، وصمتكم فكرا. و قولكم ذكرا، و طبيعتكم السخاء؛ فإنه لا يدخل الجنة بخيل و لا يدخل النار سخي.

يا هشام، من كف نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة، و من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.

يا هشام، أفضل ما يتقرب به العبد إلي الله - بعد المعرفة به - الصلاة، و بر الوالدين، و ترك الحسد، و العجب و الفخر.

يا هشام، أصلح أيامك، الذي هو أمامك، فانظر أي يوم هو و أعد له الجواب؛ فإنك موقوف و مسؤول. و خذ موعظتك من الدهر و أهله؛ فإن الدهر طويلة قصيرة، فاعمل كأنك تري ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك. و اعقل عن الله، و انظر في تصرف الدهر و أحواله؛ فإن ما هو آت من الدنيا، كما ولي منها، فاعتبر بها.

و قال علي بن الحسين عليهماالسلام: إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض و مغاربها، بحرها و برها، و سهلها و جبلها عند ولي من أولياء الله، و أهل المعرفة بحق الله كفي ء الظلال - ثم قال عليه السلام - أو لا حر يدع [هذه] اللماظة لأهلها - يعني الدنيا - فليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها. فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس.

يا هشام، إن المسيح عليه السلام قال للحواريين: يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة، و تذكرون شوكها و مؤونة مراقيها، و تنسون طيب ثمرها و مرافقها، كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده، و تنسون ما تفضون إليه من نعيمها و نورها و ثمرها.

يا عبيد السوء، نقوا القمح، و طيبوه، و أدقوا طحنه تجدوا طعمه و يهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الإيمان و أكملوه تجدوا حلاوته و ينفعكم غبه.

بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به و لم يمنعكم منه ريح نتنه. كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه و لا يمنعكم منه سوء رغبته فيها.

يا عبيد الدنيا، بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلا تنظروا بالتوبة غدا؛ فإن دون غد يوما و ليلة و قضاء الله فيهما يغدو و يروح. بحق أقول لكم: إن من ليس عليه دين من الناس أروح و أقل هما ممن عليه الدين و إن أحسن القضاء، و كذلك من لم يعمل الخطيئة أروح هما ممن عمل الخطيئة و إن أخلص التوبة و أناب. و إن صغار الذنوب و محقراتها من مكائد إبليس، يحقرها لكم، و يصغرها في أعينكم، فتجتمع و تكثر، فتحيط بكم.

بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله و صدقها بفعله. و رجل أتقنها بقوله و ضيعها بسوء فعله، فشتان بينهما، فطوبي للعلماء بالفعل و ويل للعلماء بالقول.

يا عبيد السوء، اتخذوا مساجد ربكم سجونا لأجسادكم و جباهكم. و اجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوي، و لا تجعلوا قلوبكم مأوا للشهوات، ان أجزعكم عند البلاء لأشدكم حبا للدنيا. و إن أصبركم علي البلاء لأزهدكم في الدنيا.

يا عبيد السوء، لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة، و لا بالثعالب الخادعة، و لا بالذئاب الغادرة، و لا بالأسد العاتية، كما تفعل بالفرائس. كذلك تفعلون بالناس، فريقا تخطفون و فريقا تغدرون بهم.

بحق أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا و باطنه فاسدا. كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم و قد فسدت قلوبكم. و ما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم و قلوبكم دنسة. لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب و يمسك النخالة. كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم و يبقي الغل في صدوركم.

يا عبيد الدنيا، إنما مثلكم مثل السراج يضي ء للناس و يحرق نفسه. يا بني إسرائيل، زاحموا العلماء في مجالسهم و لو جثوا علي الركب؛ فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر.

يا هشام، تعلم من العلم ما جهلت. و علم الجاهل مما علمت. عظم العالم لعلمه، ودع منازعته. و صغر الجاهل لجهله و لا تطرده و لكن قربه و علمه.

يا هشام، الحياء من الإيمان، و الإيمان في الجنة. و البذاء من الجفاء، و الجفاء في النار.

يا هشام، بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين، يطري أخاه إذا شاهده، و يأكله إذا غاب عنه، إن أعطي حسده و إن ابتلي خذله. إن أسرع الخير ثوابا البر، و أسرع الشر عقوبة البغي. و إن شر عبادالله من تكره مجالسته لفحشه. و هل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم. و من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.

يا هشام، الغضب مفتاح الشر. و أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. و إن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل.

يا هشام، عليك بالرفق؛ فإن الرفق يمن، و الخرق شؤم، إن الرفق و البر و حسن الخلق يعمر الديار و يزيد في الرزق.

يا هشام، قول الله (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) جرت في المؤمن و الكافر، و البر و الفاجر. من صنع إليه معروف فعليه أن يكافي ء به. و ليست المكافاة أن تصنع كما صنع حتي تري فضلك. فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء.

يا هشام، إن مثل الدنيا مثل الحية مسها لين و في جوفها السم القاتل، يحذرها الرجال ذووا العقول، و يهوي إليها الصبيان بأيديهم.

يا هشام، اصبر علي طاعة الله، و اصبر عن معاصي الله، فإنما الدنيا ساعة، فما مضي منها فليس تجدله سرورا و لا حزنا. و ما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر علي تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت.

يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتي يقتله.

يا هشام، ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنا استزاد منه. و إن عمل سيئا استغفر الله منه و تاب إليه.

يا هشام، تمثلت الدنياللمسيح عليه السلام في صورة امرأة زرقاء، فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: كثيرا، قال: فكل طلقك؟ قالت: لا بل كلا قتلت. قال المسيح عليه السلام: فويح لازواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين.

يا هشام، إن الزرع ينبت في السهل و لا ينبت في الصفا. فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع و لا تعمر في قلب المتكبر الجبار؛ لأن الله جعل التواضع آلة العقل، و جعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلي السقف برأسه شجة. و من خفض رأسه استظل تحته و أكنه. و كذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، و من تواضع لله رفعه.

يا هشام، ما أقبح الفقر بعد الغني. و أقبح الخطيئة بعد النسك. وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته.

يا هشام، لا خير في العيش إلا لرجلين: لمستمع واع، و عالم ناطق.

يا هشام، قال رسول الله عليه السلام: إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة. و المؤمن قليل الكلام كثير العمل، و المنافق كثير الكلام قليل العمل.

يا هشام، أوحي الله تعالي إلي داود عليه السلام قل لعبادي: لا يجعلوا بيني و بينهم عاملا مفتونا بالدنيا فيصدهم عن ذكري، و عن طريق محبتي، و مناجاتي، أولئك قطاع الطريق من عبادي، إن أدني ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة محبتي و مناجاتي من قلوبهم.

يا هشام، إياك و مخالطة الناس، و الأنس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا، و مأمونا، فآنس به، و اهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية.

و ينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله. و إذا تفرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره. و إذا مر بك أمران لا تدري أيهما خير و أصوب، فانظر أيهما أقرب إلي هواك فخالفة؛ فإن كثير الصواب في مخالفة هواك. و إياك أن تغلب الحكمة و تضعها في أهل الجهالة.

قال هشام: فقلت له: فإن وجدت رجلا طالبا له غير أن عقله لا يتسع لضبط ما ألقي إليه؟

قال عليه السلام: فتلطف له في النصيحة، فإن ضاق قلبه [ف] لا تعرضن نفسك للفتنة، واحذر رد المتكبرين؛ فإن العلم يدل أن يملي علي من لا يفيق. قلت: فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها؟

قال عليه السلام: فاغتنم جهله عن السؤال حتي تسلم من فتنة القول، و عظيم فتنة اعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم، و لكن رفعهم بقدر عظمته و مجده. و لم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم و لكن آمنهم بقدر كرمه، و جوده، و لم يفرج المحزونين بقدر حزنهم و لكن بقدر رأفته و رحمته. فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد إلي من يؤذيه بأوليائه، فكيف بمن يؤذي فيه؟! و ما ظنك بالتواب بالتواب الرحيم الذي يتوب علي من يعاديه، فكيف بمن يترضاه و يختار عداوة الخلق فيه؟!

يا هشام، إياك و الطمع. و عليك باليأس مما في أيدي الناس. و أمت الطمع من المخلوقين؛ فإن الطمع مفتاح للذل. و اختلاس العقل و اختلاق المروات، و تدنيس العرض، و الذهاب بالعلم، و عليك بالاعتصام بريك، و التوكل عليه. و جاهد نفسك لتردها عن هواها؛ فإنه واجب عليك كجهاد عدوك.

قال هشام: فقلت له: فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة؟ قال عليه السلام: أقربهم إليك، و أعداهم لك، و أضرهم بك، و أعظمهم لك عداوة، و أخفاهم لك شخصا مع ذنوه منك، و من يحرض أعداءك عليك و هو إبليس الموكل بوسواس [من] القلوب فله فلتشتد عداوتك. و لا يكونن أصبر علي مجاهدته لهلكتك منك علي صبرك لمجاهدته؛ فإنه أضعف منك ركنا في قوته، و أقل منك ضررا في كثرة شره. [2] .

2. في تحف العقول؛ قال عليه السلام: إياك أن تمنع في طاعة الله، فتنفق مثليه في معصية الله. [3] .

3. و قال عليه السلام: المؤمن مثل كفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه. [4] .

4. و قال عليه السلام عند قبر حضره: إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، و إن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره. [5] .

5. و قال عليه السلام: أربعة من الوسواس: أكل الطين، وفت الطين و تقليم الأظفار بالاسنان، و أكل اللحية.

وثلاث يجلين البصر: النظر إلي الخضرة، و النظر إلي الماء الجاري، و النظر إلي الوجه الحسن. [6] .

6. و قال عليه السلام: ليس حسن الجوار كف الأذي، و لكن حسن الجوار الصبر علي الأذي. [7] .

7. و قال عليه السلام: اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجات الله، و ساعة لأمر المعاش، و ساعة لمعاشرة الإخوان و الثقات الذين يعرفونكم عيوبكم، و يخلصون لكم في الباطن، و ساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، و بهذه الساعة تقدرون علي الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقر، و لا بطول عمر؛ فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل، و من حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال، و ما لا يثلم المروة، و ما لا سرف فيه. و استعينوا بذلك علي أمور الدين؛ فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه. [8] .

8. و قال عليه السلام: تفقهوا في دين الله؛ فإن الفقه مفتاح البصيرة، و تمام العبادة، و السبب إلي المنازل الرفيعة، و الرتب الجليلة في الدين و الدنيا. و فضل الفقيه علي العابد كفضل الشمس علي الكواكب. و من لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا. [9] .

9. و قال عليه السلام لعلي بن يقطين: كفارة عمل السلطان الإحسان إلي الإخوان. [10] .

10. و قال عليه السلام: كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونا يعدون. [11] .

11. و قال عليه السلام: ينادي مناد يوم القيامة: ألا من كان له علي الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا و أصلح، فأجره علي الله. [12] .

12. و قال عليه السلام: السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلي الله عنه حتي يدخله الجنة، و ما بعث الله نبيا إلا سخيا. و ما زال أبي يوصيني بالسخاء، و حسن الخلق حتي مضي. [13] .

13. و قال عليه السلام: عونك للضعيف من أفضل الصدقة. [14] .

14. و قال عليه السلام: تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل. [15] .

15. و قال عليه السلام: المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان.

16. روي عن موسي بن جعفر عليه السلام أنه قال: التودد إلي الناس نصف العقل، و كثرة الهم يورث الهرم، و العجلة هي الخرق. و من ضرب بيده علي فخذه، أو ضرب بيده الواحدة علي الاخري عند المصيبة فقد حبط أجره، و المصيبةلا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها إلا بالصبر و الاسترجاع عند الصدمة، و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي دين أو حسب.

و من بذر و أسرف زالت عنه النعمة، و أداء الأمانة و الصدق يجلبان الرزق. و الخيانة و الكذب يجلبان الفقر و النفاق، و إذا أراد الله بالذرة شرا أنبت لها جناحين فطارت فأكلها الطير، و الصنيعة لا تتم صنيعة لصاحبها إلا بثلاثة أشياء: تصغيرها و سترها و تعجيلها، فمن صغر الصنيعة عند المؤمن فقد عظم أخاه، و من عظم الصنيعة عنده فقد صغر أخاه، و من كتم ما أولاه من صنيعة فقد كرم فعاله، و من عجل ما وعد فقد هني ء العطية. [16] .

17. في كشف الغمه؛ سمع موسي عليه السلام رجلا يتمني الموت فقال له: هل بينك و بين الله قرابة يحاميك لها؟ قال، لا، قال: فهل لك حسنات قدمتها تزيد علي سيئاتك؟ قال: لا، قال: فأنت إذا تتمني هلاك الأبد.

18. و قال عليه السلام: من استوي يوماه فهو مغبون، و من كان آخر يوميه شر هما فهو ملعون، و من لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، و من كان إلي النقصان فالموت خير له من الحياة. [17] .

19. و قال ابن حمدون في تذكرته: قال موسي بن جعفر عليه السلام: وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربك، و الثانية أن تعرف ما صنع بك، و الثالثة، أن تعرف ما أراد منك، و الرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك. [18] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار، ج 78، ص 300.

[2] همان، ص 315.

[3] بحارالأنوار، ج 78، ص 320.

[4] همان.

[5] همان.

[6] همان.

[7] همان.

[8] همان، ص 321.

[9] همان.

[10] همان.

[11] همان، ص 322.

[12] همان، ص 324.

[13] همان.

[14] همان، ص 326.

[15] همان.

[16] همان، ص 327.

[17] همان.

[18] همان، ص 328.