بازگشت

دعاؤه في المناجاة اذا قام الي محرابه في الليل


اللهم انك خلقتني سويا، و ربيتني صبيا، و جعلتني غنيا مكفيا، اللهم اني وجدت فيما انزلته من كتابك، و بشرت به عبادك، ان قلت: «يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - و انيبوا الي ربكم و اسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون» [1] .

و قد كان مني اللهم ما علمت، و ما انت اعلم به مني، فواسواتاه مما احصاه كتابك، فلولا المواقف التي ارجو فيها عفوك الذي شمل كل شي ء لالقيت بيدي، و لو ان احدا استطاع الهرب من ذنبه [2] ، لكنت انا احق بالهرب منه حيث لا يقدر، و لكن كيف لي بذلك، و انت لا يعزب [3] عنك مثقال ذرة الا اتيت بها، و كفي بك جازيا، و كفي بك حسيبا. [4] .

اللهم انك طالبي ان هربت، و مدركي ان فررت، فها انا بين يديك عبد ذليل، خاضع راغم، ان تعذبني فاني لذلك اهل، و هو يا رب منك عدل، و ان تغفر



[ صفحه 18]



فانك تغفر قبيحا، فلتسعني رحمتك و عفوك، و البسني عافيتك.

و اسالك بالحسني من اسمائك، و بما وارت [5] الحجب من بهائك، او ترحم هذه النفس الجزوعة [6] ، و هذا البدن الهلوع، الذي لا يستطيع حر شمسك، فكيف يستطيع حر نارك، و الذي لا يستطيع صوت رعدك، فكيف يستطيع صوت غضبك.

فارحمني اللهم اني امرؤ حقير، و خطري [7] يسير، ان تعذبني، فلم يزد عذابي في ملكك مثقال ذرة، و لو كان ذلك لسالتك الصبر علي ذلك، و احببت ان يكون الملك لك، و لكن سلطانك اعظم، و ملكك ادوم من ان يزيد فيه طاعة المطيعين، او تنقص منه معصية المذنبين، فاغفرلي يا ارحم الراحمين، و صل علي محمد و اهل بيته، و اجز عنا افضل ما جزيت المرسلين، يا رب العالمين.


پاورقي

[1] الزمر: 54 - 53.

[2] في الصحيفة السجادية: ربه.

[3] لا يعزب: لا يغيب.

[4] حسيبا: كافيا.

[5] وارت: سترت.

[6] الجزوعة: الكثيرة الجزع.

[7] خطري: قدري و منزلتي.