بازگشت

دعاؤه في الاحتراز لدفع الاعداء


الهي كم من عدو انتضي [1] علي سيف عداوته، و شحذ لي ظبة مديته [2] ، و ارهف لي شبا حده، و داف لي قواتل سمومه [3] ، و سدد نحوي صوائب سهمامه [4] .



[ صفحه 106]



و لم تنم عني عين حراسته، و اضمر ان يسومني [5] المكروه، و يجرعني ذعاف مرارته.

فنظرت الي ضعفي عن احتمال الفوادح، و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير من ناواني، و ارصادهم لي فيما لم اعمل فيه فكري في الارصاد لهم بمثله، فايدتني بقوتك، و شددت ازري بنصرك، و فللت [6] لي شبا حده، و خذلته بعد جمع عديده و حشده، و اعليت كعبي [7] عليه، و وجهت ما سدد الي من مكائده اليه، و رددته و لم يشف غليله [8] ، و لم تبرد حرارات غيظه، و قد عض علي انامله، و ادبر موليا قد اخفقت سراياه.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل، صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من باغ بغاني بمكائده، و نصب لي اشراك مصائده، و وكل بي تفقد رعايته، و اضبأ [9] الي اضباء السبع لطريدته، انتظارا لانتهاز فرصته [10] ، و هو يظهر لي بشاشة الملق، و يبسط لي وجها غير طلق.



[ صفحه 107]



فلما رايت دغل سريرته و قبح ما انطوي عليه لشريكه في ملبه، و اصبح مجلبا الي في بغيه، اركسته لام رأسه، و اتيت بنيانه من اساسه، فصرعته في زبيته، و ارديته في مهوي حفرته [11] ، و رميته بحجره، و خنقته بوتره، و ذكيته بمشاقصه، و كببته بمنخره، و رددت كيده في نحره، و وثقته [12] بندامته، و فتنته [13] بحسرته، فاستخذل و استخذأ [14] و تضاءل بعد نخوته، و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل ان يراني فيها يوم سطوته، و قد كدت يا رب لولا رحمتك يحل بي ما حل بساحته.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من حاسد شرق بحسده، و شجي بغيظه، و سلقني بحد لسانه، و وخزني بمؤق عينه، و جعل عرضي غرضا لمراميه، و قلدني خلالا لم تزل فيه، فناديتك يا رب مستجيرا بك، واثقا بسرعة اجابتك، متوكلا علي ما لم ازل اعرفه من حسن دفاعك، عالما انه لم يضطهد [15] من أوي الي ظل كنفك، و ان لا تقرع الفوادح من لجأ الي معقل الانتصار بك فحصنتني من باسه بقدرتك.



[ صفحه 108]



فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من سحائب مكروه قد جليتها، و سماء نعمة امطرتها، و جداول كرامة اجريتها، و اعين اجداث طمستها، و ناشئة رحمة نشرتها، و جنة عافية البستها، و غوامر كربات كشفتها، و امور جارية قدرتها، لم تعجزك اذ طلبتها، و لم تمتنع عليك اذ اردتها، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من ظن حسن حققت، و من عدم املاق جبرت، و من مسكنة فادحة حولت، و من صرعة مهلكة انعشت، و من مشقة ازحت [16] ، لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسألون، و لا ينقصك ما انفقت، و لقد سئلت فاعطيت و لم تسأل فابتدات، و استميح باب فضلك فما اكديت.

ابيت الا انعاما و امتنانا، و الا تطولا يا رب و احسانا، و ابيت يا رب الا انتهاكا لحرماتك و اجتراء علي معاصيك، و تعديا لحدودك، و غفلة عن وعيدك، و طاعة لعدوي و عدوك، لم يمنعك يا الهي و ناصري اخلالي بالشكر عن اتمام احسانك، و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.

اللهم فهذا مقام عبد ذليل، اعترف لك بالتوحيد، و اقر علي نفسه بالتقصير



[ صفحه 109]



في اداء حقك، و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك [17] عنده و احسانك اليه.

فهب لي يا الهي و سيدي من فضلك ما اريده سببا الي رحمتك، و اتخذه سلما اعرج فيه الي مرضاتك، و امن به من سخطك بعزتك و طولك، و بحق محمد نبيك و الائمة صلوات الله عليه و عليهم اجمعين، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح في كرب الموت و حشرجة الصدر [18] ، و النظر الي ما تقشعر منه الجلود، و تفزع اليه القلوب، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح سقيما موجعا مدنفا، في انين و عويل، يتقلب في غمه، و لا يجد محيصا، و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا، و لا يستطيع ضرا و لا نفعا، و هو في حسرة و ندامة، و انا في صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.



[ صفحه 110]



الهي و كم من عبد امسي و اصبح خائفا مرعوبا، مسهدا مشفقا وحيدا، وجلا هاربا طريدا، او منحجزا في مضيق، او مخباة من المخابي، قد ضاقت عليه الأرض برحبها، و لا يجد حيلة و لا منجي، و لا مأوي و لا مهربا، و انا في أمن و امان، و طمأنينة و عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة و لا يرحمونه، فقيدا من اهله و ولده، منقطعا عن اخوانه و بلده، يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل، و بأي مثلة يمثل، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه، قد غشيته الأعداء من كل جانب، و السيوف و الرماح و الة الحرب، يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده [19] ، و لا يعرف حيلة [20] ، و لا يجد مهربا، قد ادنف بالجراحات، او متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل، يتمني شربة من ماء، او نظرة الي اهله و ولده، و لا يقدر عليها، و انا في عافية من ذلك كله.



[ صفحه 111]



فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرياح و الاهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر علي حيلة، او مبتلي بصاعقة او هدم او غرق، او حرق او شرق، او خسف او مسخ او قذف، و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح مسافرا، شاحطا [21] عن اهله و وطنه و ولده، متحيرا في المفاوز، تائها مع الوحوش و البهائم و الهوام، وحيدا فريدا، لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا، او متأذيا ببرد او حر، او جوع او عري، او غيره من الشدائد، مما انا منه خلو و انا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و كم من عبد امسي و اصبح فقيرا عائلا، عاريا مملقا، مخفقا مهجورا، جائعا خائفا ظمانا [22] ، ينتظر من يعود عليه بفضل، او عبد وجيه هو اوجه مني عندك، او اشد [23] عبادة لك مغلولا مقهورا، قد حمل ثقلا من تعب العناء،



[ صفحه 112]



و شدة العبودية، و كلفة الرق، و ثقل الضريبة، او مبتلي ببلاء شديد لا قبل له به الا بمنك عليه، و انا المخدوم المنعم المعافي المكرم في عافية مما هو فيه.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين.

الهي و مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح شريدا طريدا، حيرانا متحيرا، جائعا خائفا، حاسرا في الصحاري و البراري، قد احرقه الحر و البرد، و هو في ضر من العيش، و ضنك [24] من الحياة، و ذل من المقام، ينظر الي نفسه حسرة لا يقدر لها علي ضر و لا نفع، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لانعمك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا علي فرش العلة، و في لباسها يتقلب يمينا و شمالا، لا يعرف شيئا من لذة الطعام، و لا من لذة الشراب، ينظر الي نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا اله الا انت، سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين و لانعمك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 113]



مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد دنا يومه من حتفه [25] ، و قد احدق به ملك الموت في اعوانه، يعالج سكرات الموت و حياضه، تدور عيناه يمينا و شمالا، ينظر الي احبائه و اودائه و اخلائه، قد منع عن الكلام، و حجب عن الخطاب، ينظر الي نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين و لانعمك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح في مضائق الحبوس و السجون، و كربها و ذلها و حديدها، تتداوله اعوانها و زبانيتها، فلا يدري اي حال يفعل به و اي مثلة يمثل به، فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة، ينظر الي نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد استمر عليه القضاء، و احدق به البلاء، و فارق اودائه و احبائه و اخلائه، و امسي حقيرا ذليلا في





[ صفحه 114]



ايدي الكفار و الأعداء، يتداولونه يمينا و شمالا، قد حمل في المطامير [26] ، و ثقل بالحديد، لا يري شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها، ينظر الي نفسه حسرة، لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد اشتاق الي الدنيا للرغبة فيها الي ان خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها، قد ركب الفلك و كسرت به و هو في افاق [27] البحار و ظلمها، ينظر الي نفسه حسرة لا يقدر لها علي ضر و لا نفع، و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك، فلا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لك من العابدين، و لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي و سيدي و كم من عبد امسي و اصبح قد استمر عليه القضاء، و احدق به البلاء و الكفار و الأعداء، و اخذته الرماح و السيوف و السهام، و جدل صريعا، و قد شربت الأرض من دمه، و اكلت السباع و الطيور من لحمه،



[ صفحه 115]



و انا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني، يا لا اله الا انت سبحانك من مقتدر لا يغلب، و ذي اناة لا يعجل صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لنعماءك من الشاكرين و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

و عزتك يا كريم لاطلبن مما لديك، و لالحن عليك، و لالجئن اليك، و لامدن يدي نحوك مع جرمها اليك، فبمن اعوذ يا رب و بمن الوذ، لا احد لي الا انت، افتردني و انت معولي و عليك معتمدي. [28] .

و اسألك باسمك الذي وضعته علي السماء فاستقلت، و علي الجبال فرست، و علي الأرض فاستقرت، و علي الليل فاظلم، و علي النهار فاستنار، ان تصلي علي محمد و ال محمد و ال محمد و ان تقضي لي جميع حوائجي، و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها، و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الاخرة يا ارحم الراحمين.

مولاي بك استعنت فصل علي محمد و ال محمد و اعني، و بك استجرت فصل علي محمد و ال محمد و اجرني، و اغنني بطاعتك عن طاعة عبادك، و بمسألتك عن مسألة خلقك، و انقلني من ذل الفقر الي عز الغني، و من ذل المعاصي الي عز الطاعة، فقد فضلتني علي كثير من خلقك جودا و كرما لا باستحقاق مني.



[ صفحه 116]



الهي فلك الحمد علي ذلك كله، صل علي محمد و ال محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين، و لالائك من الذاكرين، و ارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين.


پاورقي

[1] انتضي سيفه: استله من غمده.

[2] المدية: الشفرة، الظبة - بالضم و التخفيف - حد السيف و السنان، و مثله الشبا، الشحذ: التحديد كالتشحيذ، و مثله الارهاف.

[3] الدوف: تخليط الدواء.

[4] الصوائب جمع الصائب، و هو من السهام الذي لا يخطي ء.

[5] يسومني: يكلفني.

[6] فللت: كسرت.

[7] كعبي: شرفي و مجدي.

[8] غليله: حقده.

[9] اضبأ الصائد: اختبأ و استتر ليختل.

[10] الفرصة (خ ل).

[11] حفيرته (خ ل)، اقول: هي بمعني الزبية تحفر لصيد الفرس.

[12] وبقته (خ ل).

[13] فنيته (خ ل).

[14] استخذء: انخضع.

[15] لم يضطهد: لم يغلب.

[16] ازاحه: ابعده.

[17] عادتك (خ ل).

[18] الحشرجة: الغرغرة عند الموت.

[19] قد بلغ جهوده (خ ل).

[20] زيادة، و لا يهتدي سبيلا (خ ل).

[21] شحطه: طرده، شحط المكان: بعد.

[22] ظمانا: عطشانا.

[23] و اشد (خ ل).

[24] الضنك: الضيق.

[25] الحتف: الموت.

[26] المطمورة: الحفيرة تحت الارض تخبأ فيها الحبوب و غيرها، الحبس.

[27] الآفاق: النواحي.

[28] متكلي (خ ل).