بازگشت

ما جري بينه و بين المهدي


1 - قال الكليني: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد؛ و علي بن ابراهيم، عن أبيه جميعا، عن أبي قتادة القمي، عن أبي خالد الزبالي قال: لما أقدم بأبي الحسن موسي عليه السلام علي المهدي القدمة الأولي نزل زبالة فكنت أحدثه، فرآني مغموما فقال لي: يا أباخالد مالي أراك مغموما، فقلت: و كيف لا أغتم و انت تحمل الي هذه الطاغية و لا أدري ما يحدث فيك.

فقال: ليس علي بأس اذ كان شهر كذا و كذا و يوم كذا فوافني في أول الميل، فما كان لي هم الا احصاء الشهور والأيام حتي كان ذلك اليوم فوافيت الميل فما زلت عنده حتي كادت الشمس أن تغيب و وسوس الشيطان في صدري و تخوفت أن أشك فيما قال، فبينا أنا كذلك اذا نظرت الي سواد قد أقبل من ناحية العراق، فاستقبلتهم.

فاذا أبوالحسن عليه السلام أمام القطار علي بغلة، فقال: ايه يا أباخالد، قلت: لبيك يا بن رسول الله، فقال لا نشكن، ود الشيطان أنك شككت، فقلت: الحمدلله الذي خلصك منهم فقال: ان لي اليهم عودة لا أتخلص منهم. [1] .

2 - عنه عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، و علي بن ابراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله عزوجل فان الناس انما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم لها فقال له أبوالحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله عزوجل يا أميرالمؤمنين، فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله



[ صفحه 54]



جل اسمه يا أباالحسن.

فقال: قول الله عزوجل: «قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق» فأما قوله: «ما ظهر منها» يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية و أما قوله عزوجل: «و ما بطن» يعني ما نكح من الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلي الله عليه و آله اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده اذا لم تكن أمه فحرم الله عزوجل ذلك.

و أما الاثم فانها الخمرة بعينها و قد قال الله عزوجل في موضع آخر: «يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس» فأما الاثم في كتاب الله فهي الخمرة و الميسر و اثمهما أكبر كما قال الله تعالي، قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه و الله فتوي هاشمية قال: قلت له: صدقت و الله يا أميرالمؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت قال: فوالله ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي [2] .

3 - قال الشيخ ابوجعفر الصدوق: حدثنا أحمد بن يحيي المكتب، قال: حدثنا أبوالطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هارون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني أبي عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر الي ابي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم اليه موسي بن المهدي في أمره، فقال لاهل بيته: ما تشيرون؟ قالوا: نري أن تتباعد عنه و ان تغيب شخصك، فانه لا يؤمن شره، فتبسم ابوالحسن عليه السلام ثم قال:



زعمت سخينة أن ستغلب ربها

و ليغلبن مغالب الغلاب



ثم قال: رفع يده الي السماء، فقال: اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته وارهف لي شباحده و داف لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت



[ صفحه 55]



ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي ذلك عن ملمات الحوائج صرفت ذلك عني بذلك بحولك و قوتك لا بحولي و قوتي، فالقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما امله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته، فلك الحمد علي ذلك قدر استحقاقك، سيدي.

اللهم فخذه بعزتك واقلل حده عني بقدرتك و اجعل لي شغلا فيما يليه و عجزا عمن يناويه، اللهم و أعدني عليه من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء و من حقي عليه وفاء، و صل اللهم دعائي بالاجابة و انظم شكايتي بالتغيير، و عرفه عما قليل ما وعدت الظالمين و عرفني ما وعدت في اجابة المضطرين انك ذو الفضل العظيم و المن الكريم.

قال: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا الا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسي بن المهدي، ففي ذلك يقول بعض من حضر موسي بن جعفر عليهماالسلام من أهل بيته شعرا:



و سارية لم تسر في الارض تبتغي

محلا و لم تقطع بها البعد قاطع



سرت حيث لم تجدي الركاب و لم تنخ

لورد و لم يقصر لها العبد مانع



تمر وراء الليل و الليل ضارب

بحثمانه فيه سمير وهاجع



تفتح ابواب السماء و دونها

اذا قرع الابواب منهن قارع



اذ أوردت لم يرد الله وفدها

علي اهلها و الله رأي و سامع



و اني لا رجو الله حتي كانما

أري بجميل الظن ما الله صانع [3] .



4 - روي الشيخ الجليل ابوالنضر محمد بن مسعود العياشي السمرقندي رضوان الله عليه بسنده عن الحسن بن علي بن النعمان، قال: لما بني المهدي في الجسد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء فكل قال له: انه لا ينبغي ان يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له علي بن يقطين: يا اميرالمؤمنين لو كتبت الي موسي بن جعفر عليه السلام لا خبرك بوجه الامر في ذلك.

فكتب الي والي المدينة ان يسئل موسي بن جعفر عن دار أردنا ان ندخلها في المسجد



[ صفحه 56]



الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك؟ فقال: ذلك لأبي الحسن عليه السلام ، فقال ابوالحسن عليه السلام: و لا بد من الجواب في هذا، فقال له: الامر لا بد منه.

فقال له: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ان كانت الكعبة هي النازلة بالناس فالناس أولي بفنائها، و ان كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولي بفنائها فلما أتي الكتاب المهدي اخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فاتي أهل الدار أباالحسن عليه السلام فسألوه ان يكتب لهم الي المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب اليه ان أرضخ لهم شيئا فأرضاهم [4] .

5 - عنه، عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أباالحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله فان الناس يعرفون النهي و لا يعرفون التحريم؟ فقال له أبوالحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله يا اباالحسن؟ قال: قول الله تبارك و تعالي: «قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن والا ثم و البغي بغير الحق».

فأما قوله: «ما ظهر منها» فيعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي [كانت] ترفعها الفواجر في الجاهلية، و اما قوله: «و ما بطن» ينعي ما نكح من الاباء فان الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلي الله عليه و آله اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده اذا لم يكن أمه، فحرم الله ذلك.

و اما الاثم فانها الخمر بعينها و قد قال الله في موضع آخر: «و يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس»، فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر، و الميسر فهي النرد [و الشطرنج] و اثمهما كبير كما قال الله، و أما قوله: «البغي» فهو الزنا سرا قال: فقال المهدي: هذه و الله فتوي هاشمية [5] .

6 - قال الشيخ ابوجعفر الطوسي: السياري عن علي بن اسباط قال: لما ورد



[ صفحه 57]



ابوالحسن موسي عليه السلام علي المهدي وجده يرد المظالم فقال له: ما بال مظلمتنا يا أميرالمؤمنين لا ترد؟!! فقال له: و ما هي يا اباالحسن؟ فقال: ان الله عزوجل لما فتح علي نبيه صلي الله عليه و آله فدك و ما والاها و لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فانزل الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه و آله «و آت ذا القربي حقه» فلم يدر رسول الله صلي الله عليه و آله من هم.

فراجع في ذلك جبرئل عليه السلام فسأل الله عزوجل عن ذلك فاوحي الله اليه ان ادفع فدك الي فاطمة عليهاالسلام، فدعاها رسول الله صلي الله عليه و آله فقال لها: يا فاطمة ان الله تعالي امرني ان ادفع اليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله و منك، فلم يزل و كلاؤها فيها حياة رسول الله صلي الله عليه و آله، فلما و لي أبوبكر اخرج عنها و كلاءها، فاتته فسألته ان يردها عليها.

فقال لها: آتيني باسود أو احمر ليشهد لك بذلك، فجاءت بأميرالمؤمنين و الحسن و الحسين عليهم السلام وام ايمن فشهدوا لها بذلك فكتب لها بترك التعرض، فخرجت بالكتاب معها فلقيها عمر فقال لها: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن ابي قحافة .

فقال لها: أرينيه، فأبت، فانتزعه من يدها فنظر فيه و تفل فيه و محاه و خرقه و قال: هذا لأن اباك لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب و تركها و مضي، فقال له المهدي: حدها لي فحدها فقال: هذا كثير فأنظر فيه [6] .

7 - قال الوزير الجليل علي بن عيسي الاربلي: و لقد نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسي بن جعفر ففي بعض الليالي رأي المهدي في منامه علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يقول له: يا محمد «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم» قال الربيع: فارسل الي ليلا فراعني و خفت من ذلك، و جئت اليه و اذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا، فقال: علي الآن بموسي بن



[ صفحه 58]



جعفر؛ فجئته به فعانقه و و أجلسه الي جانبه و قال: يا اباالحسن رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم فقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج علي أو علي أحد من ولدي؟ فقال: و الله لا فعلت ذلك و لا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده الي أهله الي المدينة، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح الا و هو في الطريق خوف العوايق [7] .

8 - قال ابومنصور احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي رضوان الله عليه: روي علي ابن يقطين أنه قال: امر ابوجعفر الدوانيقي يقطين أن يحفر له بئرا بقصر العبادي، فلم يزل يقطين في حفرها حتي مات أبوجعفر و لم يستنبط منها الماء، و اخبر المهدي بذلك فقال له: احفر أبدا حتي يستنبط الماة و لو انفقت عليها جميع ما في بيت المال.

قال: فوجه يقطين أخاه أباموسي في حفرها، فلم يزل يحفر حتي ثقبوا ثقبا في أسفل الأرض فخرجت منه الريح قال: فها لهم ذلك ، فاخبروا به أباموسي.

فقال: انزلوني قال: فانزل و كان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراع، فاجلس في شق محمل و دلي في البئر، فلما صار في قعرها نظر الي هول، و سمع دوي الريح في اسفل ذلك، فأمرهم ان يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم، ثم دل فيه رجلا في شق محمل فقال: ايتوني بخبر هذا ما هو؟

قال: فنزلا في شق محمل فمكثا مليا ثم حركا الحبل فاصعدا، فقال لهما: ما رأيتما؟

قالا: امرا عظيما، رجالا، و نساءا، و بيوتا، و آنية، و متاعا، كله ممسوخ من حجارة، فاما الرجال و النساء فعليهم ثيابهم، فمن بين قاعد و مضطجع و متكي ء فلما مسسناهم اذا ثيابهم تتفشا شبه الهباء، و منازل قائمة، قال: فكتب بذلك ابوموسي الي المهدي.

فكتب المهدي الي المدينة الي موسي بن جعفر، يسأله: ان يقدم عليه فقدم عليه،



[ صفحه 59]



فاخبره فبكي بكاءا شديدا، و قال: يا اميرالمؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد، غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم، هؤلاء أصحاب الأحقاف.

قال: فقال له المهدي: يا اباالحسن و ما الاحقاف؟ قال: الرمل [8] .

9 - قال ابن شهرآشوب: لما بويع محمد المهدي دعا حميد بن قحطبة نصف الليل و قال ان اخلاص ابيك و اخيك فينا اظهر من الشمس و حالك عندي موقوف فقال: افديك بالمال و النفس فقال: هذا لساير الناس قال: افديك بالروح و المال و الاهل و الولد والدين فقال: لله درك فعاهده علي ذلك و امره بقتل الكاظم عليه السلام في السحرة بغتة فنام فرأي في منامه عليا عليه السلام بشير اليه و يقرأ «فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض و تقطعوا ارحامكم» فانبته مذعورا و نهي حميدا عما امره و اكرم الكاظم و وصله [9] .

10 - عنه، عن علي بن يقطين و عبدالله بن احمد و الوضاح قال لما حمل رأس صاحب فخ الي موسي بن المهدي انشاء يقول:



بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا



فلسنا كمن كنتم تصيبون سلمه

فيقبل قيلا أو يحكم قاضيا



ولكن حد السيف فيلكم مسلط

فنرضي اذا ما اصبح السيف راضيا



فان قلتم انا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكنا اسانا التقاضيا



ثم اخذ في ذكر الطالبيين و جعل ينال منهم الي ان ذكر موسي بن جعفر و حلف الله بقتله فتكلم في القاضي ابويوسف حتي سكن غضبه و انهي الخبر الي الامام عليه السلام و عنده جماعة من اهل بيته فقال لهم: ماتشيرون؟ قالوا نشير عليك ان تتباعد عن هذا الرجل و ان تغيب شخصك عنه فانه لا يؤمن شره فتبسم ابوالحسن و تمثل:



زعمت سخينة ان ستقتل نهار

و لتغلبن مغلب الغلاب



[ صفحه 60]



زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا

ابشر بطول سلامة يا مربع



ثم رفع رأسه الي السماء و قال: الهي كم من عدو و شحذ لي ظبة مديته و ارهف لي شباحده دفع لي قواتل سمومه و لم تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الحوائج صرفت ذلك بحولك و قوتك - الي آخر الدعاء.

ثم اقبل علي اصحابه فقال لهم يفرج روعكم فانه لا يأتي اول كتاب من العراق الا بموت موسي بن المهدي قالوا و ما ذاك اصلحك الله قال و حرمة صاحب القبر قد مات من يومه هذا و الله انه لحق مثل ما انكم تنطقون ثم تفرق القوم فما اجتمعوا الا لقرأته الكتب الواردة بموت موسي بن المهدي و قال بعض اهل بيته شعرا منه:



يمر وراء الليل و الليل ضارب

بجثمانه فيه سمير و هاجع



تفتح ابواب السماء و دونها

اذا قرب الابواب منهن قارع



اذا وردت لم يردد الله وفدها

علي اهلها و الله راء و سامع



و اني لارجو الله حتي كانني

اري بجميل الظن ما هو صانع [10] .



11 - عنه قال: حج المهدي فلما صار في فتق العبادي ضج الناس من العطش فامر ان يحفر بئر فلما بلغوا قريبا من القرار هبت عليهم ريح من البئر فوقعت الدلاء و منعت من العمل فخرجت الفعلة خوفا علي أنفسهم فاعطي علي بن يقطين لرجلين عطاء كثيرا ليحفرا فنزلا فابطئا ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت الوانهما فسئلهما عن الخبر.

فقالا: انا رأينا اثارا و اثاثا و رأينا رجالا و نساء فكلما اومانا الي شي ء منهم صار هباء فصار المهدي يسئل عن ذلك و لا يعلمون فقال موسي بن جعفر عليهماالسلام: هؤلاء اصحاب الاحقاف غضب الله عليهم فساخت بهم و ديارهم و أموالهم [11] .

12 - قال المسعودي: «فروي» عن ابي خالد الزبالي قال: ورد علينا موسي و قد حمله المهدي فخرجت فتلقيته من (زبالة) علي اميال ثم شيعته فلما ودعته بكيت فقال ما يبكيك يا أباخالد فقلت يا سيدي قد حملت و لا ادري ما يكون فقال: اما في هذه المرة فلا



[ صفحه 61]



خوف علي منهم و انا اعود اليك يوم كذا من شهر كذا في ساعة كذا فترقب مواقاتي و انتظرني عند اول ميل.

و مضي فلقي المهدي و صرف الله كيده عنه و لم يعرض له و سأله عرض حوايجه فعرض ما رأي عرضها فقضاها و سأله الاذن فأذن له فخرج متوجها الي المدينة، قال ابوخالد: و لما كان ذلك اليوم خرجت نحو الطريق انتظره فأقمت حتي اصفرت الشمس و خفت أن يكون قد تأخر و اردت الانصراف.

فرأيت سوادا قد أقبل و اذا بنداء من ورائي فالتفت فاذا مولاي موسي امام القطر علي بغلة له يقول يا اباخالد قلت لبيك يا مولاي يا ابن رسول الله الحمد لله الذي خلصك وردك فقال: يا اباخالد لي اليهم عودة لا أخلص منها و رجع الي المدينة [12] .

13 - قال الخطيب البغدادي: حدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا احمد ابن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيي الصولي حدثنا عون بن محمد قال: سمعت اسحاق الموصلي - غير مرة - يقول حدثني الفضل بن الربيع عن أبيه أنه لما حبس المهدي موسي بن جعفر رأي المهدي في النوم علي بن أبي طالب و هو يقول يا محمد «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم؟».

قال الربيع: فارسل الي ليلا فراعني ذلك، فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية - و كان أحسن الناس صوتا - و قال علي بموسي بن جعفر. فجئته به فعانقه و أجلسه الي جانبه، و قال: يا اباالحسن اني رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو علي أحد من ولدي.

فقال: الله لا فعلت ذاك، و لا هو من شأني، قال صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده الي أهله الي المدينة، قال الربيع فاحكمت أمره ليلا، فما أصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق [13] .

14 - قال ابن الاثير في حوادث سنة ثمان و ستين و مائة: و قال الربيع: رأيت



[ صفحه 62]



المهدي يصلي في بهو له في ليلة مقمرة، فما أدري أهو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه، فقرأ: «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم».

قال: فتمم صلاته، ثم التفت و قال: يا ربيع! قلت: لبيك! قال: [علي] بموسي؛ فقلت في نفسي: من موسي؟ ابنه أم موسي بن جعفر، و كان محبوسا عندي؟ فجعلت أفكر، فقلت: ما هو الا موسي بن جعفر، فأحضرته، فقطع صلاته، ثم قال: يا موسي! اني قرأت هذه الآية، فخفت أن أكون قد قطعت رحمك، فوثق لي أنك لا تخرج [علي]. قال: نعم، فوثق له فخلاه [14] .

15 - قال اليافعي: قال الربيع و ارسل الي المهدي ليلا فراعني ذلك فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية و كان احسن الناس صوتا و قال علي بموسي بن جعفر فجئته به فعانقه و اجلسه اي جانبه و قال يا اباالحسن اني رأيت اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم يقرأ علي كذا فتومنني ان تخرج علي أو علي احد من اولادي.

فقال و الله لا فعلت ذلك و ما هو من شأني قال صدقت اعطوه ثلاثة الآف دينار ورده الي اهله الي المدينة قال الربيع فاحكمت امره ليلا فما اصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق [15] .

16 - قال ابن الوردي: و أقدمه المهدي بغداد من المدينة و حبسه فرأي في النوم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و هو يقول: يا محمد فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم. فانتبه ليلا و أحضر موسي و عانقه و أخبره بالمنام و قام: تؤمنني أن تخرج علي و علي أحد من ولدي، فقال: و الله لا فعلت ذلك و لا هو من شأني، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار ورده الي المدينة، و أقام بها الي أيام هارون، و الله أعلم [16] .

17 - قال ابن عماد الحنبلي في ترجمة أبي الحسن موسي عليه السلام: فأقدمه المهدي بغداد و حبسه فرأي المهدي في نومه عليا كرم الله وجهه و هو يقول له: يا محمد فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم، فاطلقه علي أن لا يخرج عليه و لا علي أحد من بنيه و اعطاه ثلاثة آلاف ورده الي المدينة [17] .



[ صفحه 63]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 477 و قرب الاسناد: 140.

[2] الكافي: 6 / 406.

[3] عيون الاخبار: 1 / 79.

[4] تفسير العياشي: 1 / 185.

[5] تفسير العياشي 2 / 17.

[6] التهذيب:4 / 148.

[7] كشف الغمة: 2 / 213.

[8] الاحتجاج: 2 / 159.

[9] المناقب: 2 / 365.

[10] المناقب: 2 / 370.

[11] المناقب: 2 / 373.

[12] اثبات الوصية: 190.

[13] تاريخ بغداد: 13 / 30.

[14] كامل التواريخ: 6 / 85.

[15] مرآت الجنان 1 / 394.

[16] تتمة المختصر: 1 / 310.

[17] شذرات الذهب: 1 / 304.