بازگشت

نفي الزمان و المكان


1 - قال الصدوق: حدثنا علي بن الحسين بن الصلت رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن علي بن الصلت، عن عمه أبي طالب عبدالله بن الصلت، عن يونس ابن عبدالرحمن، قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: لأي علة عرج الله بنبيه صلي الله عليه و آله و سلم الي السماء، و منها الي سدرة المنتهي، و منها الي حجب النور، و خاطبه و ناجاه هناك و الله لا يوصف بمكان.

فقال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي لا يوصف بمكان و لا يجري عليه زمان، و لكنه عزوجل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته، و يكرمهم بمشاهدته، و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، و ليس ذلك علي ما يقول المشبهون، سبحان الله و تعالي عما يشركون [1] .

2 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي ابراهيم موسي بن جعفر عليهماالسلام أنه قال:

ان الله تبارك و تعالي كان لم يزل بلا زمان و لا مكان و هو الآن كما كان، لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان، و لا يحل في مكان، ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، و استتر بغير ستر



[ صفحه 271]



مستور، لا اله الا هو الكبير المتعال [2] .

3 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي، عن علي ابن العباس، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي ابراهيم موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا.

فقال: ان الله تبارك و تعالي لا ينزل، و لا يحتاج الي أن ينزل، انما منظره في القرب و البعد سواء، لم يبعد منه قريب، و لم يقرب منه بعيد و لم يحتج بل يحتاج اليه، و هو ذوالطول، لا اله الا هو العزيز الحكيم.ما قول الواصفين: انه تبارك و تعالي ينزل فانما يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة - و كل متحرك محتاج الي من يحركه أو يتحرك به - فظن بالله الظنون فهلك.

فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له علي حد تحدوه بنقص أو زيادة أو تحرك أو زوال أو نهوض أو قعود، فان الله جل عن صفة الواصفين، و نعت الناعتين، و توهم المتوهمين، و توكل علي العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين [3] .

4 - عنه بهذا الاسناد عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر، عن أبي ابراهيم عليه السلام أنه قال: لا أقول: انه قائم فازيله عن مكانه، و لا أحده بمكان يكون فيه، و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح، و لا أحده بلفظ شق فم، و لكن كما قال تبارك و تعالي: «كن فيكون» بمشيته من غير تردد في نفس، فرد، صمد لم يحتج الي شريك يكون له في ملكه، و لا يفتح له أبواب علمه [4] .

5 - قال المفيد: قال يونس بن عبدالرحمن يوما لموسي بن جعفر عليهماالسلام: أين كان ربك حين لا سماء مبنية و لا أرضا مدحية؟ قال: كان نورا في نور و نورا علي نور، خلق من ذلك النور ماء منكدرا فخلق من ذلك الماء ظلمة فكان عرشه علي تلك الظلمة



[ صفحه 272]



قال: انما سألتك عن المكان، قال: قال: كلما قلت: أين فأين هو المكان، قال: وصفت فأجدت انما سألتك عن المكان الموجود المعروف قال: كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه، قال: انما سألتك عن المكان قال: يالكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه [5] .


پاورقي

[1] التوحيد: 175 و العلل: 1 / 126 و فيه تعالي عما يصفون.

[2] التوحيد: 178.

[3] التوحيد: 183.

[4] التوحيد: 183.

[5] الاختصاص: 60.