بازگشت

امامته و النصوص عليه


1 - قال الكليني رضوان الله عليه: احمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن عبدالله القلا، عن الفيض بن المختار قال: قلت لابي عليه السلام: خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل عليه ابوابراهيم عليه السلام، و هو يومئذ غلام، فقال: هذا صاحبكم، فتمسك به [1] .

2 - عنه قال عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابي ايوب الخزاز ، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: اسأل الله الذي رزق اباك منك هذه المنزلة ان يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: قد فعل الله ذلك. قال: قلت: من هو جعلت فداك؟ فاشار الي العبد الصالح و هو راقد قال: هذا الراقد و هو غلام [2] .

3 - عنه بهذا الاسناد، عن احمد بن محمد قال: حدثني ابوعلي الارجاني الفارسي، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سالت عبد الرحمن في السنة التي اخذ فيها ابوالحسن الماضي عليه السلام فقلت له: ان هذا الرجل قد صار في يد هذا و ما ندري الي ما يصير فهل بلغك عنه في احد من ولده شي ء؟ فقال لي: ما ظننت ان احدا يسألني عن هذه المسألة، دخلت علي جعفر بن محمد في منزلة فاذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له و هو يدعو، و علي يمينه موسي بن جعفر عليه السلام يؤمن علي دعائه فقلت له: جعلني الله فداك قد عرفت انقطاعي اليك و خدمتي لك، فمن ولي الناس بعدك؟ فقال: ان موسي قد لبس الدرع و ساوي عليه فقلت له: لا احتاج بعد هذا الي شي ء [3] .



[ صفحه 8]



4 - عنه عن احمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسي الصيقل، عن المفضل ابن عمر قال: كنت عند ابي عبدالله عليه السلام فدخل ابوابراهيم عليه السلام و هو غلام، فقال: استوص به، وضع امره عند من تثق به من أصحابك [4] .

5 - عنه عن احمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: حدثني اسحاق بن جعفر قال: كنت عند أبي يوما، فسأله علي بن عمر بن علي فقال: جعلت فداك الي من نفزع و يفزع الناس بعدك؟ فقال: الي صاحب الثوبين الاصفرين و الغديرتين - يعني الذؤابتين -و هو الطالع عليك من هذا الباب، يفتح البابين بيده جميعا، فما لبثنا ان طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما ثم دخل علينا ابوابراهيم [5] .

6 - عنه عن علي بن ابراهيم، عن ابيه،، عن ابن ابي نجران، عن صفوان الجمال، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال له منصور بن حازم: بأبي انت و امي ان الانفس يغدا عليها و يراح، فاذا كان ذلك. فمن؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: اذا كان ذلك فهو صاحبكم، و ضرب بيده علي منكب أبي الحسن عليه السلام الايمن - في ما أعلم -و هو يومئذ خماسي و عبدالله بن جعفر جالس معنا [6] .

7 - عنه عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن ابي نجران، عن عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان كان كون -و لا اراني الله ذلك -فبمن أئتم؟ قال: فأومأ الي ابنه موسي عليه السلام. قلت: فان حدث بموسي حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده. قلت: فان حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده، ثم قال: هكذا ابدا، قلت: فان لم أعرفه و لا أعرف موضعه؟ قال: تقول: اللهم اني أتولي من بقي من حججك من ولد الامام الماضي، فان ذلك يجزيك ان شاء الله [7] .

8 - عنه عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن عبدالله القلا: عن المفضل بن



[ صفحه 9]



عمر قال: ذكر ابوعبدالله عليه السلام أباالحسن عليه السلام -و هو يومئذ غلام -فقال: هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود اعظم بركة علي شيعتنا منه ثم قال لي: لا تجفوا اسماعيل [8] .

9 - عنه عن محمد بن يحيي و احمد بن ادريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن ابن الحسين، عن احمد بن الحسن الميثمي، عن فيض بن المختار في حديث طويل في أمر أبي الحسن عليه السلام حتي قال له ابوعبدالله عليه السلام: هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم اليه فاقر له بحقه، فقمت حتي قبلت رأسه و يده و دعوت الله عزوجل له، فقال ابوعبدالله عليه السلام: أما انه لم يؤذن لنا في اول منك، قال: قلت: جعلت فداك فأخبر به احدا؟

فقال: نعم أهلك و ولدك، و كان معي أهلي و ولدي و رفقائي و كان يونس بن ظبيان من رفقائي، فلما اخبرتهم حمدوا الله عزوجل و قال يونس: لا و الله حتي أسمع ذلك منه و كانت به عجلة، فخرج فاتبعته، فلما انتهيت الي الباب، سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول له: -و قد سبقني اليه -يا يونس الامر كما قال لك فيض. قال: فقال: سمعت و أطعت، فقال لي ابوعبدالله عليه السلام: خذه اليك يا فيض [9] .

10 - عنه عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، عن أبي عبدالله قال: كان ابوعبدالله عليه السلام يلوم عبدالله و يعاتبه و يعظه و يقول: ما منعك أن تكون مثل أخيك، فوالله اني لأعرف النور في وجهه، فقال عبدالله: لم، أليس أبي و أبوه واحدا و امي و امه واحدة؟ فقال له ابوعبدالله: انه من نفسي و انت ابني [10] .

11 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن سنان، عن يعقوب السراج قال: دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام و هو واقف علي رأس ابي الحسن موسي و هو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتي فرغ، فقمت



[ صفحه 10]



اليه فقال لي: ادن من مولاك فسلم، فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح ، ثم قال لي: اذهب فغير اسم ابنتك سميتها أمس، فانه اسم يبغضه الله، و كان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء. فقال ابوعبدالله: انته الي أمره ترشد، فغيرت اسمها [11] .

12 - عنه عن أحمد بن ادريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: دعا ابوعبدالله عليه السلام أباالحسن عليه السلام يوما و نحن عنده فقال لنا: عليكم بهذا، فهو و الله صاحبكم بعدي [12] .

13 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل أو غيره، عن محمد بن الوليد، عن يونس، عن داود بن زر بي، عن ابي ايوب النحوي قال: بعث الي ابوجعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه و هو جالس علي كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب، قال: فلما سلمت عليه رمي بالكتاب الي و هو يبكي فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات.

فانا لله و انا اليه راجعون -ثلاثا -و أين مثل جعفر؟ ثم قال لي: اكتب، قال: فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: اكتب ان كان أوصي الي رجل واحد بعينه فقدمه و اضرب عنقه قال: فرجع اليه الجواب، أنه قد اوصي الي خمسة واحدهم ابوجعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبدالله و موسي و حميدة [13] .

14 - عنه عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن النضر بن سويد بنحو من هذا الا أنه ذكر أنه أوصي الي ابي جعفر المنصور و عبدالله و موسي و محمد بن جعفر و مولي لأبي عبدالله عليه السلام قال: فقال ابوجعفر: ليس الي قتل هؤلاء سبيل [14] .

15 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن الحسين، عن صفوان الجمال قال: سألت اباعبدالله عليه السلام عن صاحب هذا الامر فقال: ان صاحب هذا الامر لا يلهو و لا يلعب، و اقبل أبوالحسن موسي و هو صغير و معه



[ صفحه 11]



عناق مكية و هو يقول لها : اسجدي لربك -فاخذه أبوعبدالله عليهماالسلام و ضمه اليه و قال: بأبي و امي من لا يلهو و لا يلعب [15] .

16 - عنه عن علي بن محمد، عن بعض اصحابنا، عن عيسي بن هشام قال: حدثني عمر الرماني، عن فيض بن المختار قال: اني لعند ابي عبدالله عليه السلام اذا أقبل ابوالحسن موسي عليه السلام - و هو غلام - فالتزمته و قبلته فقال ابوعبدالله عليه السلام: انتم السفينة و هذا ملاحها، قال: فحججت من قابل و معي الفا دينار فبعثت بألف الي ابي عبدالله عليه السلام و ألف اليه، فلما دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام قال: يا فيض عدلته بي؟ قلت انما فعلت ذلك لقولك، فقال: أما و الله ما أنا فعلت ذلك. بل الله عزوجل فعله به [16] .

17 - روي زيد النرسي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اني ناجيت الله و نازلته في اسماعيل ابني ان يكون بعدي فأبي ربي الا ان يكون موسي ابني [17] .

18 - عنه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان شيطانا قد ولع بابني اسمعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس و انه لا يتصور في صورة نبي و لا وصي فمن قال لك من الناس ان اسمعيل ابني حي لم يمت فانما ذلك الشيطان تمثل له في صورة اسمعيل ما زلت ابتهل الي الله عزوجل في اسمعيل ابني ان يحييه لي و يكون القيم من بعدي فابي ربي ذلك و ان هذا شي ء ليس الي الرجل منا يضعه حيث يشاء و انما ذلك عهد من الله عزوجل بعهده الي من يشاء شاء الله ان يكون ابني موسي و أبي ان يكون اسمعيل و لو جهد الشيطان ان يتمثل بابني موسي ما قدر علي ذلك أبدا و الحمد لله [18] .

19 - روي عبدالله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن ظريف عن ابيه ظريف بن ناصح قال: كنت مع الحسين بن زيد و معه ابنه المسمي بعلي اذ مربنا ابوالحسن موسي ابن جعفر صلي الله عليه فسلم ثم جاز، فقلت: جعلت فداك يعرف موسي قائم آل محمد قال: فقال لي: ان يكن احد يعرفه فهو، ثم قال: و كيف لا يعرفه و عنده خط علي بن



[ صفحه 12]



أبي طالب و املاء رسول الله صلي الله عليه و آله فقال له ابنه: كيف لم يكن ذاك عند ابي زيد بن علي.

فقال: يا بني ان علي بن الحسين عليه السلام و محمد بن علي سيد الناس و امامهم فلزم يا بني اباك زيدا أخاه فتادب بادبه و تفقه بفقهه، قال: فقلت، فأراه يا أبة ان حدث بموسي يوصي الي أحد من اخوته؟ قال: لا و الله لا يوصي الا الي ابنه أما تري اي بني هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة الا في أولادهم. [19] .

20 - عنه عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي عن عيسي شلقان قال: دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام و انا اريد ان اسئله عن ابي الخطاب فقال لي مبتدئا قبل ان اجلس: يا عيسي ما منعك ان تلقي ابني فتسأله عن جميع ما تريد؟ قال عيسي: فذهبت الي العبد الصالح عليه السلام و هو قاعد في الكتاب و علي شفتيه اثر المداد، فقال لي مبتدئا: يا عيسي ان الله تبارك و تعالي اخذ ميثاق النبيين علي النبوة فلم يتحولوا عنها ابدا و أخذ ميثاق الوصيين علي الوصية فلم يتحولوا عنها ابدا واعار قوما الايمان زمانا ثم سلبهم اياه.

ان اباالخطاب ممن اعير الايمان وسلبه الله، فضممته الي و قبلت بين عينيه ثم قلت: بأبي أنت و امي «ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم» ثم رجعت ابي عبدالله عليه السلام، فقال لي: ما صنعت يا عيسي؟ فقلت له: بأبي انت و امي أتيته فاخبرني مبتدئا من غير أن أسأله عن جميع ما اردت ان اسأله عنه فعملت و الله عند ذلك انه صاحب هذا الامر، فقال يا عيسي ان ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم، ثم اخرجه ذلك اليوم من الكتاب فعلمت ذلك اليوم انه صاحب هذا الامر [20] .

21 - قال الشيخ الصدوق رضوان الله عليه: حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسي بن عمران النخعي،



[ صفحه 13]



عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضل بن عمر قال: دخلت علي سيدي جعفر بن محمد عليهماالسلام، فقلت: يا سيدي لو عهدت الينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي: يا مفضل الامام من بعدي ابني موسي و الخلف المأمول المنتظر «م ح م د» ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي [21] .

22 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن احمد بن ابي عبدالله البرقي قال: حدثنا ابي، عن جدي احمد بن أبي عبدالله عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، و أبي علي الزراد، جميعا، عن ابراهيم الكرخي قال: دخلت علي ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام و اني لجالس عنده اذ دخل ابوالحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، و هو غلام، فقمت اليه فقبلته و جلست فقال ابوعبدالله عليه السلام: يا اباابراهيم أما انه [ل] صاحبك من بعدي، أما ليهكن فيه أقوام و يسعد [فيه] آخرون.

فلعن الله قاتله وضاعف علي روحه العذاب، أما ليخرجن الله من صلبه خير اهل الارض في زمانه، سمي جده، و وارث علمه و أحكامه و فضائله [و] معدن الامامة، و رأس الحكمة، يقتله جبار بني فلان، بعد عجائب طريقة حسدا له، ولكن الله [عزوجل] بالغ امره و لو كره المشركون، يخرج الله من صلبه تكملة أثني عشر اماما مهديا، اختصهم الله بكرامته و أحلهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله يذب عنه [22] .

23 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي عن زكريا بن آدم، عن داود بن كثير، قال: قلت لأبي عبدالله: جعلت فداك و قدمني للموت [23] قبلك ان كان كون فالي من؟ قال: الي ابني موسي، فكان ذلك الكون فوالله ما شككت في موسي عليه السلام طرفة عين قط، ثم مكثت نحوا من ثلاثين سنة، ثم



[ صفحه 14]



أتيت أباالحسن موسي فقلت له: جعلت فداك ان كان كون فالي من؟ قال: علي ابني، قال: فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في علي عليه السلام طرفة عين قط [24] .

24 - عنه قال: حدثنا علي بن عبدالله الوارق، قال، حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسي بن عبيد عن يونس بن عبدالرحمن، عن صفوان بن يحيي، عن أبي ايوب الخزار، عن سلمة بن محرز قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أن رجلا من العجلية قال لي: كم عسي أن يبقي لكم هذا الشيخ انما هو سنة أو سنتين حتي يهلك ثم تصيرون ليس لكم احد تنظرون اليه، فقال ابوعبدالله عليه السلام: ألا قلت له: هذا موسي بن جعفر عليه السلام قد ادرك ما يدرك الرجال و قد اشترينا له جارية تباح له، فكانك به انشاء الله و قد ولد له فقيه خلف [25] .

25 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد ابن محمد بن عيسي، عن عبدالله بن محمد الحجال، قال: حدثنا سعيد بن أبي الجهم عن نصر بن قابوس، قال: قلت لأبي ابراهيم موسي بن جعفر عليهماالسلام: اني سألت اباك عليه السلام من الذي يكون بعدك؟ فأخبرني انك أنت هو. فلما توفي ابوعبدالله عليه السلام ذهب الناس يمينا و شمالا، و قلت أنا و اصحابي بك فاخبرني من الذي يكون بعدك؟ قال: ابني علي عليه السلام [26] .

26 - عنه قال: حدثنا الحاكم ابوعلي الحسين بن احمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيي الصولي، قال: حدثني المبرد، قال: حدثني الرياشي، قال: حدثنا ابوعاصم ورواه عن الرضا عليه السلام، أن موسي بن جعفر عليه السلام تكلم يوما بين يدي ابيه عليه السلام، فاحسن، فقال له: يا بني الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء و سرورا من الابناء و عوضا عن الاصدقاء [27] .

27 - قال الكشي رحمه الله: جعفر بن احمد عن خلف بن حماد عن موسي بن بكر الواسطي قال: سمعت اباالحسن عليه السلام يقول: قال ابي عليه السلام سعد امري ء



[ صفحه 15]



لم يمت حتي يري منه خلفا تقر به عينه، و قد اراني الله عزوجل من ابني هذا خلفا و اشار بيده الي العبد الصالح عليه السلام -ما تقر به عيني [28] .

28 - عنه عن محمد بن الحسن قال: حدثني ابوعلي قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا اسمعيل بن عامر عن ابان، عن حبيب الخثعمي، عن ابن ابي يعفور قال: كنت عند الصادق عليه السلام اذ دخل عليه موسي عليه السلام فجلس فقال ابوعبدالله عليه السلام: يابن ابي يعفور هذا خير ولدي و أحبهم الي، غير ان الله عزوجل يضل قوما من شيعتنا فانهم قوم لاخلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم.

قلت: جعلت فداك قد زاعت [29] قلبي عن هؤلاء. قال: يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون: لم يمت، و ينكرون الائمة من بعده و يدعون الشيعة الي ضلالتهم، و في ذلك ابطال حقوقنا و هدم دين الله، يابن ابي يعفور و الله و رسوله منهم بري ء و نحن منهم براء [30] .

29 -عنه عن جعفر بن احمد بن ايوب عن احمد بن الحسن الميثمي عن ابي نجيح عن الفيض بن المختار، و عنه عن علي بن اسماعيل عن ابي نجيح عن الفيض قال: قلت لأبي عبدالله: جعلت فداك ما تقول في الارض اتقبلها من السلطان ثم اؤاجرها آخرين علي ان ما اخرج الله منها من شي ء كان من ذلك النصف أو الثلث أو اقل من ذلك او اكثر؟ قال: لا بأس.

قال له اسماعيل ابنه: يا ابة لم تحفظ قال: فقال يا بني او ليس كذلك اعامل اكرتي، ان كثيرا ما اقول الزمني فلا تفعل. فقام اسماعيل فخرج فقلت: جعلت فداك و ما علي اسماعيل ألا يلزمك اذا كنت افضت اليه الاشياء من بعدك كما افضت اليك بعد ابيك. قال: فقال يا فيض ان اسماعيل ليس كأنا من أبي.

قلت: جعلت فداك فقد كنا لا نشك ان الرجال ينحط [31] اليه من بعدك، و قد قلت



[ صفحه 16]



فيه ما قلت فان كان ما يخاف و اسأل الله العافية فالي من؟ قال: فامسك عني، فقبلت ركبتيه و قلت: ارحم سيدي فانما هي النار، اني و الله لو طمعت ان اموت قبلك لما باليت ولكني اخاف البقاء بعدك. فقال لي: مكانك، ثم قام الي ستر في البيت فرفعه فدخل ثم مكث قليلا.

ثم صاح: يا فيض ادخل، فدخلت فاذا هو في المسجد قد صلي فيه و انحرف عن القبلة فجلست بين يديه، فدخل اليه ابوالحسن عليه السلام و هو يومئذ خماسي و في يده درة فاقعده علي فخذه فقال له: بأبي انت و امي ما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بعلي اخي و هي في يده فضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

فقال ابوعبدالله عليه السلام يا فيض ان رسول الله افضت اليه صحف ابراهيم و موسي عليهماالسلام فأتمن عليها رسول الله عليا، و اتمن عليها علي الحسن، واتمن عليها الحسن الحسين، واتمن عليها الحسين علي بن الحسين، و أتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، و أتمتني عليها ابي، و كانت عندي و لقد أتمنت عليها ابني هذا علي حداثته و هي عنده، فعرفت ما اراد فقلت له: جعلت فداك زدني.

قال: يا فيض ان ابي كان اذا أراد الا ترد له دعوة اقعدني علي يمينه فدعا فأمنت فلا ترد له دعوة كذلك اصنع يا بني هذا، و لقد ذكرناك امس بالموقف فذكرناك بخير، فقلت له: يا سيدي زدني قال: يا فيض ان ابي كان اذا سافروانا معه فنعس و هو علي راحلته ادنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتي يقضي و طره من النوم، و كذلك يصنع بي ابني هذا. قال: قلت جعلت فداك زدني.

قال: اني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف. قلت: يا سيدي زدني. قال: هو صاحبك الذي سألت نه فأقر له بحقه، فقمت حتي قبلت رأسه و دعوت الله له. فقال ابوعبدالله عليه السلام اما انه لم يؤذن له في امرك منك. قلت: جعلت فداك اخبر به احدا؟ قال: نعم اهلك و ولدك و رفقاك، و كان معي اهلي و ولدي و يونس بن ظبيان من رفقائي.

فلما اخبرتهم حمدوا الله علي ذلك كثيرا. و قال يونس لا و الله حتي اسمع ذلك منه



[ صفحه 17]



و كانت فيه عجلة فخرج فاتبعت فلما انتهيت الي الباب سمعت اباعبدالله عليه السلام قد سبقني و قال: الأمر كما قال لك الفيض. قال: سمعت واطعت [32] .

30 - قال ابوجعفر الطبري الامامي: حدثني ابوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثني ابوالنجم بدر بن الطبرستاني، قال: حدثني ابوجعفر محمد بن علي الشلمغاني رفعه الي يعقوب السراج قال: دخلت علي ابي عبدالله و هو واقف علي ابي الحسن و هو في المهد فجعل يساره طويلا فلما فرغ قال لي: ادن فسلم علي مولاك فدنوت فسلمت عليه، ثم قال لي: امضي فغير اسم ابنتك، و كنت قد سميتها باسم الحميراء فغيرته [33] .

31 - عنه قال: روي الحسن، قال: اخبرنا احمد، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن ابيه، عن ابي بصير، قال: سمعت العبد الصالح يقول: لما حضر أبي الموت قال: يا بني لايلي غسلي غيرك، فاني غسلت أبي و غسل أبي أباه و الحجة يغسل الحجة، قال: فكنت أنا الذي غمضت أبي و كفنته و دفنته بيدي.

فقال: يا بني ان عبدالله أخاك يدعي الامامة بعدي فدعه و هو اول من يلحق بي من أهلي، فلما مضي ابوعبدالله أرخي ابوالحسن ستره و دعا عبدالله الي نفسه. قال ابوبصير: جعلت فداك ما بالك و حججت العام و نحره [34] عبدالله جزورا؟ قال: ان نوحا لما ركب السفينة و حمل فيها من كل زوجين اثنين حمل كل شي ء الا ولد الزنا فانه لم يحمله و قد كانت السفينة مأمورة فحج نوح فيها و قضي مناسكه.

قال ابوبصير: فظننت انه عرض بنفسه و قال: اما ان عبدالله لا يعيش اكثر من سنة فذهب اصحابه حتي انقضت، قال: في هذه فيها يموت، قال: فمات في تلك السنة [35] .

32 - قال النعماني: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر بن عبدالله المحمدي من كتابه في رجب سنة ثمان وستين



[ صفحه 18]



و مائتين، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا صفوان بن يحيي، عن اسحاق بن عمار الصيرفي قال: «وصف اسماعيل بن عمار أخي لأبي عبدالله عليه السلام دينه و اعتقاده، فقال: اني أشهد أن لا اله الا الله، أن محمدا رسول الله، و أنكم و وصفهم - يعني الأئمة - واحدا واحدا حتي انتهي الي أبي عبدالله عليه السلام، ثم قال: و اسماعيل من بعدك، قال: أما اسماعيل فلا» [36] .

33 - عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثني الحسن بن محمد سن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: حدثنا أبونجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في أرض أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها من أكرتي علي أن ما أخرج الله منها من شي ء كان لي من ذلك النصف أو الثلث و أقل من ذلك أو أكثر، هل يصلح ذلك؟ قال: لا بأس به.

فقال له اسماعيل ابنه: يا أبتاه لم تحفظ، قال: أو ليس كذلك أعامل أكرتي يا بني؟ أليس من أجل ذلك كثيرا ما أقول لك: ألزمني فلا تفعل، فقام اسماعيل و خرج، فقلت: جعلت فداك فما علي اسماعيل أن لا يلزمك اذ كنت متي مضيت أفضيت الأشياء اليه من بعدك ما أفضيت الأشياء اليك من بعد أبيك.

فقال: يا فيض ان اسماعيل ليس [مني] كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنت لا أشك، في أن الرحال تحط اليه من بعدك فان كان ما نخاف - و انا نسأل الله من ذلك العافية - فالي من؟ فأمسك عني، فقبلت ركبته و قلت: ارحم شيبتي فانما هي النار، اني و الله لو طمعت أن أموت قبلك ما باليت ولكني أخاف أن أبقي بعدك.

فقال لي: مكانك، ثم قام الي ستر في البيت فرفعه و دخل فمكث قليلا، ثم صاح بي: يا فيض أدخل، فدخلت فاذا هو بمسجده قد صلي و انحرف عن القبلة، فجلست بين يديه فدخل عليه أبوالحسن موسي عليه السلام و هو يومئذ غلام في يده درة، فأقعده علي فخذه و قال له: بأبي أنت و أمي ما هذه المخفقة التي بيدك؟ فقال: مررت بعلي أخي



[ صفحه 19]



و هي في يده و هو يضرب بها بهيمة، فانتزعتها من يده.

فقال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا فيض ان رسول الله صلي الله عليه و آله أفضيت اليه صحف ابراهيم و موسي فائتمن عليها عليا ، ثم ائتمن عليها علي الحسن، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه، و ائتمن الحسين عليها علي بن الحسين، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين، محمد بن علي، و ائتمنني عليها أبي، فكانت عندي و قد ائتمنت ابني هذا عليها علي حداثته و هي عنده. فعرفت ما أراد.

فقلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا فيض ان أبي كان اذا أراد أن لا ترد له دعوة أجلسي عن يمينه و دعا، فأمنت، فلا ترد له دعوة، و كذلك أصنع بابني هذا و قد ذكرت أمس بالموقف فذكرتك بخير، قال فيض: فبكيت سرورا، ثم قلت له: يا سيدي زدني، فقال: ان أبي كان اذا أراد سفرا و أنا معه فنعس و كان هو علي راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتي يقضي و طره من النوم و كذلك يصنع بي ولدي هذا.

فقلت له: زدني جعلت فداك، فقال: يا فيض اني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجده بيوسف، فقلت: سيدي! زدني، فقال: هو صاحبك الذي سألت عنه، قم فأقر له بحقه، فقمت حتي قبلت يده و رأسه، و دعوت الله له فقال أبوعبدالله عليه السلام: أما انه لم يؤذن لي في المرة الأولي منك، فقلت: جعلت فداك أخبر به عنك؟ قال: نعم أهلك و ولدك و رفقاءك، و كان معي أهلي و ولدي، و كان معي يونس بن ظبيان من رفقائي.

فلما أخبرتهم حمدوا الله علي ذلك، و قال يونس: لا و الله حتي أسمع ذلك منه، و كانت به عجلة، فخرج فأتبعته فلما انتهيت الي الباب سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول - و قد سبقنا -: يونس! الأمر كما قال لك فيض اسكت و اقبل، فقال: سمعت و أطعت، ثم دخلت فقال لي أبوعبدالله عليه السلام حين دخلت يا فيض زرقه [زرقه] قلت: قد فعلت [37] .



[ صفحه 20]



34 - عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم من كتابه، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن درست بن أبي منصور، عن الوليد بن صبيح، قال: «كان بيني و بين رجل يقال له عبد الجليل كلام [في قدم] فقال لي: ان أبا عبدالله عليه السلام أوصي الي اسماعيل، قال: فقلت ذلك لأبي عبدالله عليه السلام ان عبد الجليل حدثني بأنك أوصيت الي اسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين فقال: يا وليد لا و الله فان كنت فعلت فالي فلان - يعني أباالحسن موسي عليه السلام - و سماء» [38] .

35 - عنه قال: أخبرنا عبد الواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن رباح الزهري الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن علي الحميري، قال: حدثني الحسن بن أيوب، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن جماعة الصائغ، قال: سمعت المفضل بن عمر يسأل أباعبدالله عليه السلام:هل يفرض الله طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء.

فقال له أبوعبدالله عليه السلام: الله أجل و أكرم و أرأف بعباده و أرحم من أن يفرض طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء صباحا و مساء، قال: ثم طلع أبوالحسن موسي عليه السلام، فقال له أبوعبدالله عليه السلام: أيسرك أن تنظر الي صاحب كتاب علي؟ فقال له المفضل: و أي شي ء يسرني اذا أعظم من ذلك، فقال: هو هذا صاحب كتاب علي، الكتاب المكنون الذي قال الله عزوجل: «لا يمسه الا المطهرون» [39] .

36 - عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد، قال، حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن اسحاق، عن أبيه قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فسألته عن صاحب الأمر من بعده قال لي: هو صاحب البهمة، و كان موسي عليه السلام في ناحية الدار صبيا و معه عناق مكية و هو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك [40] .



[ صفحه 21]



37 - عنه قال: حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن معاوية بن وهب قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فرأيت أباالحسن موسي عليه السلام و له يومئذ ثلاث سنين و معه عناق من هذه المكية و هو آخذ بخطام عليها و هو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك، ففعل ذلك ثلاث مرات، فقال له غلام صغير: يا سيدي قل لها تموت، فقال له موسي عليه السلام: ويحك أنا أحيي و اميت؟ الله يحيي و يميت [41] .

38 - عنه قال: و من مشهور كلام أبي عبدالله عليه السلام عند وقوفه علي قبر اسماعيل: غلبني الحزن لك علي الحزن عليك، اللهم اني وهبت لاسماعيل جميع ما قصر عنه مما افترضت عليه من حقي، فهب لي جميع ما قصر عنه فيما افترضت عليه من حقك [42] .

39 - عنه قال: و روي عن زرارة بن أعين أنه قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و عن يمينه سيد ولده موسي عليه السلام و قدامه مرقد مغطي، فقال لي: يا زرارة جئني بداود بن كثير الرقي، و حمران، و أبي بصير، و دخل عليه المفضل بن عمر، فخرجت فأحضرته من أمرني باحضاره، و لم تزل الناس يدخلون واحدا اثر واحد حتي صرنا في البيت ثلاثين رجلا، فلما حشد المجلس قال: يا داود اكشف لي عن وجه اسماعيل، فكشف عن وجهه.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا داود أحي هو أم ميت؟ قال داود: يا مولاي هو ميت، فجعل يعرض ذلك علي رجل رجل حتي أتي علي آخر من في المجلس و انتهي عليهم بأسرهم، كل يقول: هو ميت يا مولاي، فقال: اللهم اشهد، ثم أمر بغسله و حنوطه و ادراجه في أثوابه، فلما فرغ منه قال للمفضل: يا مفضل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه فقال: أحي هو أم ميت؟ فقال: ميت، قال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل الي قبره.



[ صفحه 22]



فلما وضع في لحده قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، و قال للجماعة: أحي هو أم ميت؟ قلنا له: ميت، فقال: اللهم اشهد و اشهدوا فانه سيرتاب المبطلون، يريدون اطفاء نور الله بأفواههم - ثم أوما الي موسي عليه السلام - «و الله متم نوره و لو كره المشركون»، ثم حثونا عليه التراب، ثم أعاد علينا القول، فقال: الميت المحنط المكفن المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا: اسماعيل، قال: اللهم اشهد، ثم أخذ بيد موسي عليه السلام، و قال هو حق و الحق منه الي أن يرث الله الأرض و من عليها.

وجدت هذا الحديث عند بعض اخواننا، فذكر أنه نسخة من أبي المرجي بن محمد الغمر التغلبي و ذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرو يه عن أبي الفرج وراق بندار القمي عن بندار، عن محمد بن صدقة؛ و محمد بن عمرو، عن زرارة.

أن أباالمرجي ذكر أنه عرض هذا الحديث علي بعض اخوانه فقال: انه حدثه به الحسن بن المنذر باسناد له عن زرارة، و زاد فيه أن أباعبدالله عليه السلام قال: و الله ليظهرن [عليكم] صاحبكم و ليس في عنقه لأحد بيعة، و قال: فلا يظهر صاحبكم حتي يشك فيه أهل اليقين «قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون [43] .

40 - عنه قال: حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الأنصاري، عن صفوان بن مهران الجمال، قال: سأل منصور بن حازم، و أبوأيوب الخزاز أباعبدالله عليه السلام و أنا حاضر معهما، فقالا: جعلنا الله فداك ان الأنفس يغدي عليها و يراح، فمن لنا بعدك؟ فقال: اذا كان ذلك فهذا -فضرب يده الي العبد الصالح موسي عليه السلام و هو غلام خماسي بثوبين أبيضين - و قال: هذا، و كان عبدالله بن جعفر حاضرا يومئذ البيت [44] .

41 - قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: أحمد بن محمد بن عيسي؛ و محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن رجل من المسامعة



[ صفحه 23]



اسمه مسمع بن عبدالملك و لقبه كردين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: دخلت عليه و عنده اسماعيل ابنه و نحن اذ ذاك نأتم به بعد أبيه فذكر في حديث له طويل أنه سمع أباعبدالله عليه السلام يقول فيه خلاف ما ظننا فيه، فأتيت رجلين من أهل الكوفة يقولان به فأخبرتهما فقال واحد منهما: سمعت و أطلعت و رضيت، و قال الآخر -و أهوي الي جيبه بيده فشقه -.

ثم قال: لا و الله لا سمعت و لا رضيت و لا أطعت حتي أسمعه منه، ثم خرج متوجها نحو أبي عبدالله عليه السلام فتبعته فلما كنا بالباب استأذنا فأذن لي فدخلت قبل، ثم أذن له فلما دخل قال له أبوعبدالله عليه السلام: يا فلان أيريد كل امري ء منكم أن يؤتي صحفا منشرة؟ ان الذي أخبرك فلان الحق، فقال: جعلت فداك اني أحب أن أسمعه منك، فقال: ان فلانا امامك و صاحبك من بعدي -يعني أبا الحسن موسي عليه السلام -و لا يدعيها فيما بيني و بينه الا كاذب مفتر، فالتفت الي الكوفي و كان يحسن الكلام النبطية و كان صاحب قبالات فقال: درقه فقال له أبوعبدالله عليه السلام: ان درقة بالنبطية خذها أجل فخذها [45] .

42 - قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: فممن روي صريح النص بالامامة من ابي عبدالله عليه السلام علي ابنه ابي الحسن موسي عليه السلام من شيوخ اصحاب ابي عبدالله عليه السلام و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم المفضل بن عمر الجعفي و معاذ بن كثير و عبدالرحمن بن الحجاج و الفيض بن المختار و يعقوب السراج و سليمان بن خالد و صفوان الجمال و غيرهم ممن يطول بذكرهم الكتاب و قد روي ذلك من اخويه اسحق وعلي ابنا جعفر عليه السلام و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان [46] .

43 - قال أيضا: و روي محمد بن الوليد قال: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام يقول سمعت ابي جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول الجماعة من



[ صفحه 24]



خاصته و اصحابه استوصوا بابني موسي عليه السلام خيرا فانه افضل ولدي و من اخلف من بعدي و هو القائم مقامي و الحجة لله تعالي كافة خلقه من بعدي [47] .

44 - قال أيضا: و كان علي بن جعفر شديد التمسك باخيه موسي عليه السلام و الانقطاع اليه و التوفر علي اخذه معالم الدين منه و له مسائل مشهورة عنه وجوابات رواها سماعا منه عليه السلام و الاخبار فيما ذكرناه اكثر من ان تحصي علي ما بيناه و صفناه [48] .

45 - قال امين الاسلام أبوعلي الطبرسي رضوان الله عليه: دليل الاعتبار الذي قدمناه كما دل علي امامة آبائه يدل علي امامته و امامة الأئمة من ذريته و انا دللنا علي بطلان جميع أقوال مخالفي الشيعة القائلين بعصمة الامام و النص، فان الشيعة اختلفت بعد وفاة أبي عبدالله علي أقوال قائل يقول: ان الصادق لم يمت و لا يموت حتي يظهر فيملا الأرض عدلا و هم الناووسية و انما سموا بذلك لأن رئيسهم في مقالتهم رجل يقال له: عبدالله بن الناووس و قولهم باطل بقيام الدليل علي موته كقيامه علي موت أبائه عليهم السلام و بانقراض هذه الفرقة بأسرها و لو كانت محقة لما انقرضت .

و قائل يقول بامامة عبدالله بن جعفر و هم الفطحية و قولهم يبطل بأنهم لم يعولوا في ذلك علي نص عليه من أبيه بالامامة و اذا عولوا علي ذلك لأنه أكبر ولده، و أيضا فانهم رجعوا عن ذلك، الا من شد منهم و انقرضت الجماعة الشاذة أيضا فلا يوجد منهم أحد و انما نحكي مذهبهم علي سبيل التعجب و ما هذه صفته فلا شك في فساده.

و قائل يقول بامامة اسماعيل بن جعفر علي اختلاف بينهم، فمنهم من أنكر وفاته في حياة أبيه و زعم أنه بقي و نص أبوه عليه و هم شذاذ.

و منهم من قال: ان اسماعيل توفي في زمن أبيه غير أنه قبل وفاته نص علي ابنه محمد فكان هو امام بعده و هؤلاء هم القرامطة نسبوا الي رجل يقال له: فرمطوية و يقال لهم: المباركية نسبوا الي المبارك مولي اسماعيل بن جعفر عليه السلام.



[ صفحه 25]



و قول هؤلاء يبطل من وجهين: أحدهما أن مذهبهم يقضي ببطلان حكاية دعوي التواتر عنهم بالنص و ذلك أن من أصلهم المعروف أن الدين مستور عن جمهور الخلق و انما يدعوا قوم بأعيانهم لا يبلغون التواتر و لا يوجد الحق الا عنهم و لا يحل لأحد من هؤلاء أن يوعز الي الخلق شيئا منه الا بعد العهود و المواثيق فقد ثبت فساد من ادعي عليهم التواتر و انما يعولون علي أخبار آحاد و تأويلات في معني الأعداد و قياس ذلك بالسماوات و الأرضين و النجوم و غير ذلك من الشهور و الأيام مما يجري مجري الخرافات.

و هذا لا يعارض ما ذهبنا من ايراد النصوص الظاهرة و التواتر بها من الأمم الكثيرة و المتظاهرة، و الوجه الآخر أن لا يكون نص من الله تعالي علي من يعلم موته قبل امامته من حيث يكون ذلك نقضا للغرض و يكون عبثا و كذبا و اذا لم يبق اسماعيل بعد أبيه بطل قول من ادعي له النص بخلافته و لا فصل بين من أنكر وفاته في عصر أبيه و ادعي أن ذلك كان تلبيسا و بين من أنكر موت أبي عبدالله من الناووسية.

كذلك من ادعي أنه نص علي ابنه محمد لأن الامامة اذا لم تحصل لاسماعيل في حياة أبيه لفساد وجود امامين معا في زمان واحد فكيف يصح نصه علي ابنه اذ النص علي الامام لا يوجب الامامة الا اذا كان من امام .

و قائل يقول بامامة موسي بن جعفر و هم الشيعة الامامية فاذا فسدت الأقوال المتقدمة ثبتت امامة أبي الحسن موسي و الا أدي الي خروج الحق عن جميع أقوال الأمة و أيضا فان الجماعة التي نقلت النص عليه من أبيه وجده و آبائه عليهم السلام قد بلغوا من الكثرة الي حد يمتنع معه منهم التواطؤ علي الكذب اذ لا يحصرهم بلد و مكان و لا يضمهم صقع و لا يحصيهم انسان.

و أما ألفاظ النص عليه من أبيه فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن ثبيت، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة يرزقك عن عقبك قبل الممات مثلها، فقال: فعل الله ذلك: قلت: من؟ جعلت فداك ، فأشار الي العبد الصالح و هو راقد فقال: هذا الراقد



[ صفحه 26]



و هو يومئذ غلام [49] .

46 - قال الفتال النيسابوري رضوان الله عليه: و الامام بعد ابي عبدالله ابوالحسن موسي و يكني أيضا بأبي ابراهيم و يعرف بالعبد الصالح و باالكاظم لاجتماع خصال الفضل فيه و لنص ابيه عليه بالأمامة و اعتبار الشرايط العقلية و يكني اباعلي أيضا قال الفيض بن المختار: قلت لأبي عبدالله عليه السلام خذ بيدي من النار من لنا بعدك قال فدخل ابوابراهيم و هو يومئذ غلام فقال: هذا صاحبكم فتمسك به [50] .

47 - قال أبوالحسن علي بن عيسي الاربلي رحمة الله عليه: كان الامام كما قدمناه بعد أبي عبدالله عليه السلام ابنه أباالحسن موسي بن جعفر العبد الصالح عليه السلام، لاجتماع خلال الفضل فيه و الكمال و لنص أبيه بالامامة عليه و اشارته بها اليه، و كان مولده عليه السلام بالابواء سنة ثمان و عشرين و مأة، و قبض عليه السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست خلون من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مأة، و له يومئذ خمس و خمسون سنة.

و أمه أم ولد و يقال لها: حميدة البربرية ، و كانت مدة خلافته و مقامه في الامامة بعد أبيه عليهماالسلام خمسا و ثلثين سنة، و كان يكني أباابراهيم و أبا الحسن و أباعلي، و يعرف بالعبد الصالح، و ينعت ايضا بالكاظم.

ممن روي صريح النص بالامامة عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام علي ابنه ابي الحسن موسي عليه السلام من شيوخ أصحاب ابي عبدالله عليه السلام و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم: المفضل بن عمر الجعفي؛ و معاذ بن كثير، و عبدالرحمن بن الحجاج، و الفيض بن المختار، و يعقوب السراج، و سليمان بن خالد، و صفوان الجمال، و غيرهم ممن يطول بذكرهم الكتاب [51] .

و قد روي ذلك من اخوته اسحاق و علي ابنا جعفر و كانا من الفضل و الورع علي مالا يختلف فيه اثنان.



[ صفحه 27]



فروي موسي الصيقل عن المفضل بن عمر الجعفي رحمه الله قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل أبوابراهيم موسي عليه السلام و هو غلام، فقال أبوعبدالله عليه السلام: استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك.

48 - قال المحدث الكبير ابن شهرآشوب السروي: يزيد بن اسباط قال دخلت علي ابي عبدالله عليه السلام في مرضته التي مات فيها فقال لي: يا يزيد اتري هذا الصبي اذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه فاشهد علي باني اخبرتك ان يوسف انما كان ذنبه عند اخوته حتي طرحوه في الجب الحسد له حين اخبرهم انه رأي احد عشر كوكبا و الشمس و القمر وهم له ساجدون و كذلك لا بد لهذا الغلام من ان يحسد.

ثم دعا موسي و عبدالله و اسحاق و محمد و العباس و قال لهم: هذا وصي الاوصياء و عالم علم العلماء و شهيد علي الاموات و الاحياء ثم قال: يا يزيد ستكتب شهادتهم و يسئلون.

و لما نص الصادق علي موسي و هو غلام قال فيض بن المختار: جعلت فداك اخبر به احدا قال نعم اهلك و ولدك و رفقاك قال فاخبرت يونس بن ظبيان فقال لا و الله حتي اسمع ذلك منه فلما انتهي الي الباب سمعت الصادق يقول له الامر كما قاله لك فيض ثم دخلت فقال لي: يا فيض وزقه اي أحتفظ به بالنبطية.

و روي صريح النص عليه بالامامة من ابيه ثقات منهم اخوه علي و اسحاق و المفضل بن عمر الجعفي و معاذ بن كثير و عبدالرحمن بن الحجاج و الفيض بن المختار و يعقوب السراج و سليمان بن خالد و صفوان بن مهران الجمال و حمران بن اعين و ابوبصير و داود الرقي و يزيد بن سليط و يونس بن ظبيان.

و قطع عليه العصابة الا طائفة عمار الساباطي اعتبار القطع علي عصمة الامام و وجوب النص عليه يوجب امامته و يبطل امامة كل من يدعي له الامامة لانهم بين من لم يكن مقطوعا علي عصمته و بين من يدعي له العصمة و لم يكن مقطوعا عليه و في ثبوت الامرين ثبوت امامته خلفا عن سلف بالنص عليه من ابيه و عن ابائه و عن النبي



[ صفحه 28]



عليهم السلام [52] .

49 - قال العلامة المجلسي رضوان الله عليه نقلا عن البصائر: احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابيه، عن ابن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سألته و طلبت و مضيت اليه ان يجعل هذا الامر الي أسماعيل، فابي الله الا أن يجعله لأبي الحسن موسي عليه السلام [53] .

50 - روي أيضا عن الحسين بن محمد، عن المعلي، عن الوشاء، عن عمرو بن أبان عن ابي بصير قال: كنت عند أبي عبدالله فذكروا الاوصياء، و ذكر اسماعيل فقال: لا و الله يا ابامحمد ما ذاك الينا و ما هو الآ الي الله عزوجل ينزل واحد بعد واحد [54] .



[ صفحه 29]




پاورقي

[1] الكافي: 1 / 307.

[2] الكافي: 1 / 308.

[3] الكافي: 1 / 308.

[4] الكافي: 1 / 308.

[5] الكافي: 1 / 308.

[6] الكافي: 1 / 309.

[7] الكافي: 1 / 309.

[8] الكافي: 1 / 309.

[9] الكافي: 1 / 309.

[10] الكافي: 1 / 309.

[11] الكافي: 1 / 310.

[12] الكافي: 1 / 310.

[13] الكافي: 1 / 310.

[14] الكافي: 1 / 310.

[15] الكافي: 1 / 311.

[16] الكافي: 1 / 311.

[17] اصل زيد النرسي: ق 39.

[18] اصل زيد النرسي: ق 39.

[19] قرب الاسناد: 132.

[20] قرب الاسناد: 143 و الدلائل: 164.

[21] كمال الدين: 334.

[22] كمال الدين: 334.

[23] كذا في الاصل و في الهامش: في بعض النسخ (الموت).

[24] عيون الاخبار: 1 / 22.

[25] عيون الاخبار: 1 / 29.

[26] المصدر: 1 / 31.

[27] المصدر: 2 / 127.

[28] رجال الكشي: 371.

[29] في الاصل المنقول منه: ازغت قلبي.

[30] رجال الكشي: 392.

[31] كذا و الظاهر ان الرجال ينحط.

[32] رجال الكشي: 302.

[33] دلائل الامامة: 161.

[34] كذا في الاصل المطبوع و الحديث مضطرب.

[35] دلائل الامامة: 163.

[36] غيبة النعماني: 324.

[37] غيبة النعماني: 324.

[38] غيبة النعماني: 326.

[39] المصدر: 326.

[40] المصدر: 327.

[41] غيبة النعماني: 327.

[42] غيبة النعماني: 327.

[43] غيبة النعماني: 328.

[44] المصدر: 328.

[45] الاختصاص: 290.

[46] الارشاد: 270.

[47] الارشاد: 272.

[48] الارشاد: 272.

[49] اعلام الوري: 288.

[50] روضة الواعظين: 181.

[51] كشف الغمة: 2 / 219.

[52] المناقب: 2 / 381.

[53] بحار الانوار: 48 / 25.

[54] البحار: 48 / 25.