بازگشت

علمه و فضائله


1 - قال أبوالعباس الحميري القمي رضوان الله عليه: محمد بن عيسي عن ابن فضال عن علي بن حمزة قال: كنت عند ابي الحسن عليه السلام اذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش و قد اشتروهم له فكلم غلاما منهم و كان من الحبش جميل فكلمه بكلامه ساعة حتي اتي بجميع ما يريد اعطاه درهما فقال: اعط اصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ثم خرجوا.

فقلت: جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فماذا امرته قال امرته ان يستوصي باصحابه خيرا و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما و ذلك اني لما نظرت اليه علمت أنه غلام عاقل من ابناء ملكهم فاوصيته بجميع ما احتاج اليه فقبل وصيتي و مع هذا غلام صدق ثم قال: لعلك عجبت من كلامي اياه بالحبشية لا تعجب.

فما الذي خفي عليك من امر الامام اعجب و اكثر و ما هذا من الامام في علمه الآ كطير اخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء افتري الذي اخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا قال: فان الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده و عجائبه اكثر من ذلك و الطير حين اخذ من البحر قطرة لم ينقص من البحر شيئا كذلك العالم لا ينقص علمه شيئا و لا تنفد عجائبه [1] .

2 - قال ابوجعفر الكليني رضوان الله عليه: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسن ابن ابراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث برية أنه لما جاء معه الي أبي عبدالله عليه السلام فلقي أباالحسن موسي بن جعفر عليه السلام فحكي له هشام



[ صفحه 46]



الحكاية، فلما فرغ قال أبوالحسن عليه السلام لبرية: يا برية كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال: فابتدأ أبوالحسن عليه السلام يقرأ الانجيل؟ فقال برية: اياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال: فآمن برية و حسن ايمانه، و آمنت المرأة التي كانت معه.

فدخل هشام و برية و المرأة علي أبي عبدالله عليه السلام فحكي له هشام الكلام الذي جري بين أبي الحسن موسي عليه السلام و بين برية، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم، فقال برية: أني لكم التوراة و الانجيل و كتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها و نقولها كما قالوا، ان الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شي ء فيقول لا أدري [2] .

3 - قال الصدوق: حدثنا الحاكم أبوعلي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيي الصولي، قال: حدثني المبرد. قال: حدثني الرياشي، قال حدثنا أبوعاصم و رواه عن الرضا عليه السلام ان موسي بن جعفر (ع) تكلم يوما بين يدي أبيه عليه السلام، فاحسن، فقال له: يا بني الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء و سرورا من الأبناء و عوضا عن الاصدقاء [3] .

4 - قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: و قد روي الناس عن ابي الحسن موسي عليه السلام فاكثروا و كان افقه اهل زمانه حسب ما قدمناه و احفظهم لكتاب الله و احسنهم صوتا بالقرآن و كان اذا قرأ يحزن و يبكي السامعون لتلاوته و كان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين و سمي بالكاظم لما كظمه من الغيظ و صبر علي من فعل الظالمين به حتي مضي قتيلا في حبسهم و وثاقهم عليه السلام [4] .

5 - قال الطبرسي رضوان الله عليه: قد اشتهر في الناس ان أباالحسن موسي عليه السلام كان اجل ولد الصادق عليه السلام شأنا و اعلاهم في الدين مكانا و افصحهم لسانا و كان اعبد اهل زمانه و اعلمهم وافقههم [5] .



[ صفحه 47]



6 - قال ابن شهرآشوب لريان بن شبيب: قال المامون استاذن الناس علي الرشيد تحرك و مد بصره و عنقه اليه حتي دخل البيت كان فيه فلما قرب منه جثا الرشيد علي ركبتيه و عانقه ثم اقبل يسأل عن احواله و ابوالحسن يقول خير خير فلما قام عانقه و ودعه فقلت يا اميرالمؤمنين لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا علي ما عملته مع احد قط فمن هذا الرجل؟

فقال: يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسي بن جعفر بن محمد اذا اردت العلم الصحيح فعند هذا قال المأمون فعند ذلك انغرس في قلبي حبهم. هشام بن الحكم قال موسي بن جعفر عليه السلام لا برهة النصراني كيف علمك بكتابك قال: انا عالم به و بتاويله قال: فابتدأ موسي عليه السلام يقرأ الانجيل فقال ابرهة و المسيح لقد كان يقرأها هكذا و ما قرأ هكذا الا المسيح و انا كنت اطلبه منذ خمسين سنة فاسلم علي يده [6] .

7 - و قال أيضا: و اخذ عنه العلماء ما لا يحصي كثرته و ذكر عنه الخطيب في تاريخ بغداد و السمعاني في الرسالة القوامية و ابوصالح احمد المؤذن في الاربعين و ابوعبدالله بن بطة في الابانة و الثعلبي في الكشف و البيان.

و كان احمد بن حنبل مع انحرافه عن اهل البيت عليهم السلام لما روي عنه قال: حدثني موسي بن جعفر قال: حدثني ابي جعفر بن محمد قال: حدثني ابي محمد بن علي قال: حدثني ابي علي بن الحسين قال : حدثني ابي الحسين بن علي قال: حدثني ابي علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله ثم قال: احمد و هذا اسناد لو قري ء علي المجنون لا فاق) [7] .

8 - قال ابن حجر العسقلاني: موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب الهاشمي العلوي ابوالحسن المدني الكاظم. روي عن ابيه و عبدالله بن دينار و عبدالملك بن قدامة الجمحي. و عنه اخواه علي و محمد و اولاده ابراهيم و حسين



[ صفحه 48]



و اسماعيل و علي الرضي و صالح بن يزيد و محمد بن صدقة العنبري. قال ابوحاتم ثقة صدوق امام من أئمة المسلمين.

قال يحيي بن الحسن بن جعفر النسابة: كان موسي بن جعفر يدعي العبد الصالح من عبادته و اجتهاده. و قال الخطيب: يقال انه ولد بالمدينة في سنة ثمان و عشرين و مائة و اقدمه المهدي الي بغداد ثم رده الي المدينة و اقام بها الي ايام الرشيد فقدم هارون منصرفا من عمرة رمضان سنة تسع و سبعين فحمله معه الي بغداد و حبسه بها الي ان توفي في محبسه.

و قال محمد بن صدقة العنبري توفي سنة ثلاث و ثمانين و مائة و قال غيره في رجب و مناقبه كثيرة. قلت: ان ثبت ان مولده سنة ثمان فروايته عن عبدالله بن دينار منقطعة لان عبدالله بن دينار توفي سنة سبع و عشرين [8] .

9 - قال عبدالله بن اسعد اليافعي في حوادث سنة ثلاث و ثمانين و مائة: و فيها توفي السيد ابوالحسن موسي الكاظم ولد جعفر الصادق كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر و هو احد الأئمة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الامامية و كان يدعي بالعبد الصالح من عبادته و اجتهاده و كان سخيا كريما كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها الف دينار و كان يسكن المدينة فاقدمه المهدي بغداد فحبسه فرأي في النوم اعني المهدي علي بن ابي طالب رضي الله عنه و هو يقول يا محمد «فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم».

قال الربيع و ارسل الي المهدي ليلا فراعني ذلك فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية و كان احسن الناس صوتا و قال علي بموسي بن جعفر فجئته به فعانقه و اجلسه الي جانبه و قال: يا اباالحسن اني رأيت اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم يقرأ علي كذا فتومنني ان تخرج علي او علي احد من اولادي.

فقال: و الله لا فعلت ذلك و ما هو من شأني قال: صدقت اعطوه ثلاثة الآف دينار



[ صفحه 49]



ورده الي اهله الي المدينة قال الربيع: فاحكمت امره ليلا فما اصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق ثم ان هارون الرشيد حبسه في خلافته الي ان توفي في حبسه [9] .

10 - قال ابن ابي حاتم الرازي الامام الحافظ: موسي بن جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب روي عن ابيه روي عنه ابنه علي بن موسي و اخوه علي بن جعفر سمعت ابي يقول ذلك. فاعبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق امام من أئمة المسلمين [10] .

11 - قال الذهبي: موسي بن جعفر [ت، ق] بن محمد بن علي العلوي الملقب بالكاظم، عن أبيه.

قال ابن أبي حاتم: صدوق امام. و قال أبوه و أبوحاتم الرازي: ثقة امام.

قلت: روي عنه بنوه: علي الرضا، و ابراهيم، و اسماعيل، و حيسن؛ و أخواه علي، و محمد؛ و انما أوردته لأن العقيلي ذكره في كتابه، و قال: حديثه غير محفوظ يعني في الايمان؛ قال: الحمل فيه علي أبي الصلت الهروي.

قلت: فاذا كان الحمل فيه علي أبي الصلت فما ذنب موسي تذكره؟

و في مسند الشهاب باسناد مظلم الي سهل بن ابراهيم، عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده - متصلا - قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، و بعد ينفي الهم و يصح البصر.

و جاء عن موسي، عن آبائه - مرفوعا: نعم المال النخل الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل.

و قد كان موسي من أجواد الحكماء و من العباد الأتقياء. و له مشهد معروف ببغداد. مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة. و له خمس و خمسون سنة، و حديثه قليل جدا [11] .

12 - قال ابن عماد الفقيه الحنبلي في حوادث سنة ثلاث و ثمانين و مائة: و فيها السيد الجليل ابوالحسن موسي الكاظم بن جعفر الصادق و والد علي بن موسي الرضا ولد



[ صفحه 50]



سنة ثمان و عشرين و مائة روي عن أبيه قال أبوحاتم ثقة امام من أئمة المسلمين و قال غيره كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر بلغه عن رجل الأذي له فبعث بألف دينار و هو احد الأئمة الاثني عشر المعصومين علي اعتقاد الامامية سكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد و حبسه فرأي المهدي في نومه عليا كرم الله وجهه و هوي يقول له: يا محمد فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا ارحامكم. فاطلقه علي ان لا يخرج عليه و لا علي أحد من بنيه و اعطاه ثلاثة آلاف ورده الي المدينة ثم حبسه هارون الرشيد في دولته و مات في حبسه و قيل ان هارون قال: رأيت حسينا في النوم قد أتي بالحرية و قال: ان خليت عن موسي هذه الليلة و الا نحرتك بها فخلاه و اعطاه ثلاثين ألف درهم و قال موسي رأيت النبي صلي الله عليه و سلم و قال لي: يا موسي حبست ظلما فقل هذه الكلمات لا تبيت هذه الليلة في الحبس: يا سامع كل صوت يا سائق الفوت يا كاسي العظام لحما و منشرها بعد الموت أسألك باسمائك الحسني و باسمك الأعظم الاكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه احد من المخلوقين يا حليما ذا اناة يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا فرج عني، و اخباره كثيرة شهيرة رضي الله عنه [12] .

13 - قال الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في باب اولاد الامام جعفر الصادق عليه السلام: ولده الذكور ستة و الاناث واحد منهم موسي الكاظم و هو وارثه علما و معرفة و كمالا و فضلا سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان عند أهل العراق معروفا بباب قضاء الحوائج، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم. و سأله الرشيد كيف تقولون أنتم انا ذرية رسول الله صلي الله عليه و سلم و أنتم ذرية علي فتلا: «و من ذريته داود و سليمان» الي ان قال: و عيسي و ليس له أب و تلا ايضا: «فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم...» الآية و لم يدع صلي الله عليه و آله و سلم عند مباهلة النصاري غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين فكان الحسن و الحسين هما الابناء رضي الله عنهم، و من بديع كراماته ما حكاه ابن الجوزي و الرامهرمزي و غيرهما [13] .



[ صفحه 51]




پاورقي

[1] قرب الاسناد: 144.

[2] الكافي: 1 / 227.

[3] عيون الاخبار: 2 / 127.

[4] الارشاد: 279.

[5] اعلام الوري 295.

[6] المناقب: 2 / 372.

[7] المصدر: 2 / 378.

[8] تهذيب التهذيب: 10 / 339.

[9] مرآت الجنان: 1 / 394.

[10] الجرح و التعديل: 8 / 139.

[11] ميزان الاعتدال: 4 / 201.

[12] شذرات الذهب: 1 / 304.

[13] ينابيع المودة: 435.