بازگشت

دم المشكوك


1- احمد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الكوفي، قال: تزوج بعض أصحابنا جارية معصرا لم تطمث، فلما افتضها سال الدم فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيام، قال: فأروها القوابل و من ظنوا أنه يبصر ذلك من النساء، فاختلفن؛ فقال بعضهن: هذا دم الحيض، و قال بعضهن: هو دم العذرة، فسألوا عن ذلك فقهائهم، فقالوا: هذا شي ء قد أشكل علينا و الصلاة فريضة واجبة.

فلتتوضأ و لتصل و ليمسك عنها زوجها حتي تري البياض، فان كان دم الحيض لم تضرها الصلاة، و ان كان دم العذرة كانت قد أدت الفريضة، ففعلت الجارية ذلك و حججت في تلك السنة، فلما صرنا بمني بعثت الي أبي الحسن موسي عليه السلام فقلت: جعلت فداك ان لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا فان رأيت أن تأذن لي فآتيك فأسألك عنها؟

فبعث الي: اذا هدأت الرجل و انقطع الطريق فأقبل ان شاء الله، قال خلف: فرعيت الليل حتي اذا رأيت الناس قد قل اختلافهم بمني توجهت الي مضربه، فلما كنت قريبا اذا أنا بأسود قاعد علي الطريق، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من الحاج، قال: ما اسمك؟ قلت: خلف بن حماد، قال: ادخل بغير أذن؛ فقد أمرني أن أقعد ههنا، فاذا أتيت أذنت لك، فدخلت فسلمت فرد علي السلام و هو جالس علي فراشه وحده ما في الفسطاط غيره.

فلما صرت بين يديه سألني عن حالي، فقلت له: ان رجلا من مواليك تزوج جارية معصرا لم تطمث، فافترعها زوجها فغلب الدم سائلا نحوا من عشرة أيام لم ينقطع، و ان



[ صفحه 191]



القوابل اختلفن في ذلك؛ فقال بعضهن: دم الحيض، و قال بعضهن: دم العذرة، فما ينبغي لها أن تصنع؟ قال: فلتتق الله فان كان من الحيض فلتمسك عن الصلاة حتي تري الطهر و ليمسك عنها بعلها، و ان كان من العذرة فلتتق الله و لتتوضأ و لتصل و ليأتها بعلها ان أحب ذلك.

فقلت: و كيف لهم أن يعلموا مما هو حتي يفعلوا ما ينبغي؟ قال: فالتفت يمينا و شمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد، ثم نفذ الي؛ فقال: يا خلف سر الله سر الله سر الله فلا تذيعوه، و لا تعلموا هذا الخلق أصول دين الله بل ارضوا لهم بما رضي الله لهم من ضلال، (قال) ثم عقد بيده اليسري تسعين.

ثم قال: تستدخل قطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها اخراجا رقيقا، فان كان الدم مطوقا في القطنة فهو من العذرة، و ان كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض، قال خلف: فاستخفني الفرح فبكيت، فقال: ما أبكاك؟ (بعد أن سكن بكائي) فقلت: جعلت فداك، من كان يحسن هذا غيرك؟ قال: فرفع رأسه الي السماء فقال: اي والله ما أخبرك الا عن رسول الله صلي الله عليه و آله، عن جبرئيل، عن الله عزوجل [1] .

2- روي الشيخ الطوسي عن أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد عن خلف بن حماد قال: قلت: لأبي الحسن الماضي عليه السلام جعلت فداك ان رجلا من مواليك سألني ان اسألك عن مسألة فتأذن لي فيها؟ فقال لي: هات فقلت: جعلت فداك رجل تزوج جارية أو اشتري جارية طمثت أو لم تطمث و في اول ما طمثت فلما افترعها غلب الدم فمكثت أياما و ليالي فأريت القوابل فبعض قال من الحيضة و بعض قال من العذرة.

قال: فتبسم فقال: ان كان من الحيض فليمسك عنها بعلها و لتمسك عن الصلاة و ان كان من العذرة فلتوضأ و لتصل و يأتيها بعلها ان أحب، قلت: جعلت فداك و كيف لها ان تعلم من الحيض هو أو من العذرة؟ فقال: يا خلف سر الله فلا تذيعوه تستدخل قطنة ثم تخرجها فان خرجت القطنة مطوقة بالدم فهو من العذرة و ان خرجت مستنقعة بالدم فهو من الطمث. [2] .



[ صفحه 192]




پاورقي

[1] المحاسن: 307.

[2] التهذيب: 1 / 385.