بازگشت

قنوت الامام الكاظم


1- روي ابن طاووس باسناده ان الامام الكاظم عليه السلام يقول في قنوته:

يا مفزع الفازع و مأمن الهالع و مطمع الطامع و ملجأ الضارع يا غوث اللهفان و مأوي الحيران و مروي الظمأن و مشبع الجوعان و كاسي العريان و حاضر كل مكان بلا درك و لا عيان و لا صفة و لا بطان عجزت الافهام و ضلت الاوهام عن موافقة صفة دابة من الهوام فضلا عن الاجرام العظام مما انشأت حجابا لعظمتك و اني يتغلغل الي ما وراء ذلك بما لا يرام.

تقدست يا قدوس عن الظنون و الحدوس و انت الملك القدوس باري ء الاجسام و النفوس و منخر العظام و مميت الانام و معيدها بعد الفناء و التطميس أسألك يا ذا القدرة و العلا و العز و الثناء ان تصلي علي محمد و آله اولي النهي و المحل الاوفي و المقام الأعلي و ان تعجل ما قد تأجل و تقدم ما قد تأخر.

و تأتي بما قد اوجبت اثباته و تقرب ما قد تأخر في النفوس الحصرة اوانه و تكشف البأس و سوء اللباس و عوارض الوسواس الخناس في صدور الناس و تكفينا ما قد رهقنا



[ صفحه 132]



و تصرف عنا ما قد ركبنا و تبادر اصطلام الظالمين و نصر المؤمنين و الادالة علي المعاندين آمين رب العالمين. [1] .

2- روي ايضا باسناده أنه عليه السلام يدعو في قنوته:

اللهم اني و فلان بن فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا و مستودعنا و منقلبنا و مثوانا و سرنا و علانيتنا تطلع علي نياتنا و تحيط بضمائرنا علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه و معرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره و لا ينطوي عندك شي ء من أمورنا و لا يستتر دونك حال من اخوالنا و لا منك معقل يحصننا و لا حرز يحرزنا و لا مهرب لنا نفوتك به و لا يمنع الظالم منك حصونه و لا يجاهدونك عنه جنوده و لا يغالبك مغالب بمنعة و لا يعازك معاز بكثرة.

انت مدركه اينما سلك و قادر عليه اينما لجأ فمعاذ المظلوم منا بك و توكل المقهور منا عليك و رجوعه اليك و يستغيث بك اذا خذله المغيث و يستصرخك اذا قعد عنه النصير و يلوذ بك اذا نفته الافنية و يطرق بك اذا اغلقت عنه الابواب المرتجة و يصل اليك اذا احتجب عنه الملوك الغافلة تعلم ما حل به قبل ان يشكوه اليك و تعلم ما يصلحه قبل ان يدعوك له.

فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا عليما خبيرا قديرا و انه قد كان في سابق علمك و محكم قضاءك و جاري قدرك و نافذ امرك و قاضي حكمك و ماضي مشيتك في خلقك اجمعين شقيهم و سعيدهم و برهم و فاجرهم ان جعلت لفلان بن فلان علي قدرة فظلمني بها و بغي علي بمكانها و استطال و تعزز بسلطانه الذي خولته اياه.

و تجبر و افتخر بعلو حاله الذي نولته و عزه املاءك له و اطغاه حلمك عنه فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه و تعمدني بشر ضعفت عن احتماله و لم اقدر علي الاستنصاف منه لضعفي و لا علي الانتصار لقلتي و ذلي فوكلت امره اليك و توكلت في شأنه عليك و توعدته بعقوبتك و حذرته ببطشك و خوفته نقمتك.

فظن ان حلمك عنه من ضعف و حسب ان املاءك له من عجز و لم تنهه واحدة عن



[ صفحه 133]



اخري و لا انزحر عن ثانية باولي لكنه تمادي في غيه و تتابع في ظلمه و لج في عدوانه و استشري في طغيانه جراة عليك يا سيدي و مولاي و تعرضا لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين و قلة اكتراث بباسك الذي لا تحبسه عن الباغين.

فها انا ذا يا سيدي مستضعف في يده مستضام تحت سلطانه مستذل بفنائه مغضوب مغلوب مبغي علي مرغوب و جل خائف مروع مقهور قد قل صبري و ضاقت حيلتي و انغلقت علي المذاهب الا اليك و انسدت عني الجهات الا جهتك و التبست علي اموري في دفع مكروهه عني و اشتبهت علي الاراء في ازالة ظلمه و خذلني من استنصرته من خلقك و اسلمني من تعلقت به من عبادك.

فاستشرت نصيحي فاشار علي بالرغبة اليك و استرشدت دليلي فلم يدلني الا اليك فرجعت اليك يا مولاي صاغرا راغما مستكينا عالما انه لا فرج لي الا عندك و لا خلاص لي الا بك انتجز وعدك في نصرتي و اجابة دعائي لان قولك الحق الذي لا يرد و لا يبدل و قد قلت تباركت و تعاليت و من بغي عليه لينصرنه الله و قلت جل ثناؤك و تقدست اسماؤك ادعوني استجب لكم.

فها انا ذا فاعل ما امرتني به لامنا عليك و كيف امن به و انت عليه دللتني فصل علي محمد و آل محمد و استجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد و اني لا علم يا سيدي ان لك يوما تنتقم فيه من الظالم للمظلوم و اتيقن ان لك وقت تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لانك لا يسبقك معاند و لا يخرج من قبضتك منابذ و لا تخاف فوت فائت و لكن جزعي و هلعي لا يبلغان الصبر علي اناتك و انتظار حلمك.

فقدرتك يا سيدي فوق كل قدرة و سلطانك غالب كل سلطان و معاد كل احد اليك و ان امهلته و رجوع كل ظالم اليك و ان انظرته و قد اضرتي يا سيدي حلمك عن فلان و طول اناتك له و امهالك اياه فكاد القنوط يستولي علي لو لا الثقة بك و اليقين بوعدك و ان كان في قضائك النافذ و قدرتك الماضية انه ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي و يكف عن مكروهي و ينتقل عن عظيم ما ركب مني.

فصل علي محمد و آل محمد و اوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل ازالة نعمتك التي



[ صفحه 134]



انعمت بها علي و تكدير معروفك الذي صنعته عندي وان كان علمك به غير ذلك من مقامه علي ظلمي فاني أسألك يا ناصر المظلومين المبغي عليهم اجابة دعوتي فصل علي محمد و آل محمد و خذه من مأمنه اخذ عزيز مقتدر و افجاه في غفلته مفاجاة مليك منتصر.

و اسلبه نعمته و سلطانه و افضض عنه جموعه و اعوانه و مزق كل ممزق و فرق انصاره كل مفرق و اعره من نعمتك التي لا يقابلها بالشكر و انزع عنه سريال عزك الذي لم يجازه باحسان و اقصمه يا قاصم الجبابرة و اهلكه يا مهلك القرون الخالية و ابره يا مبير الامم الظالمة و اخذله يا خاذل الفرق الباغية و ابتر عمره و ابتز ملكه و عف اثره و اقطع خيره و أطف ناره و اظلم نهاره.

كور شمسه اذهق نفسه و اهشم سوقه و جب سنامه و ارغم انفه و عجل حتقه و لا تدع له جنة الا هتكتها و لا دعامة الا قصمتها و لا كلمة مجمعة الا فرقتها و لا قائمة علو الا وضعتها و لا ركنا الا وهنته و لا سببا الا قطعته و ارنا انصاره عباديد بعد الالفة و شتي بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرؤوس بعد الظهور علي الامة و اشف بزوال امره القلوب الوجلة و الافئدة اللهفة و الامة المتحيرة و البرية الضايعة.

و ادل ببواره الحدود المعطلة و السنن الداثرة و الاحكام المهملة و المعالم المغبرة و الآيات المحرفة و المدارس المهجورة و المحاريب المجفوة و المشاهد المهدومة و اشبع به الخماص الساغبة و ارو به اللهوات اللاغبة و الاكباد الطامية و ارح به الاقدام المتعبة و اطرقه بليلة لا أخت لها و بساعة لا مثوي فيها و بنكبة لا انتعاش معها و بعثرة لا اقالة منها و ابح حريمه و نغص نعيمه.

و أره بطشتك الكبري و نقمتك المثلي و قدرتك التي فوق قدرته و سلطانك الذي هو اعز من سلطانه و اغلبه لي بقوتك القوية و محالك الشديد و امنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيها ذليل و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره و كله الي نفسه فيما يريد انك فعال لما تريد و ابرأه من حولك و قوتك و كله الي حوله و قوته و ازل مكره بمكرك و ادفع مشيته بمشيتك.

و اسقم جسده و ايتم ولده و اقض اجله و خيب امله و ادل دولته و اطل عولته و اجعل شغله في بدنه و لا تفكه من حزنه و صير كيده في ضلال و امره الي زوال و نعمته الي انتقال



[ صفحه 135]



و جده في سفال و سلطانه في اضمحلال و عاقبته الي شر مال و امته بغيظه ان امته و ابقه بحسرته ان ابقيته و قني شره و همزه و لمزه و سطوته و عداوته و المحه لمحة تدمر بها عليه فانك اشد بأسا و أشد تنكيلا. [2] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: 54.

[2] مهج الدعوات: 58 - 54.