بازگشت

العلف الاغريقي


كانت الحلبة تستخدم كدواء لعلاج الحيوانات المريضة قبل أن تصبح بذورها دواء شعبيا لمعالجة المرضي من البشر بزمن طويل، فقد كان الاغريقيون في الأزمنة القديمة يخلطون هذا النبات مع علف الحيوانات المعفن أو الذي هاجمته الحشرات و ذلك لجعله أكثر استساغة، و اكتشفوا أن الجياد المريضة والمواشي تأكل الحلبة عندما لم تكن تجد نوعا آخر تأكله من الغذاء.

اعتمد المصريون والرومان «العلف الاغريقي» و من هنا جاء اسم Fenu - Grec. يستخدم حاليا هذا النبات لتعطير طعام الجياد والمواشي، و ما زال بعض الأطباء البيطريين يستخدمونه لحث الجياد المريضة والمواشي علي الطعام.



[ صفحه 169]



بينما كان استعمال الحلبة ينتشر حول المتوسط تعلم العلماء القدماء أن بذوره تحتوي علي كمية كبيرة من اللعاب الصمغي Mucilage الذي يصبح هلاميا عندما يمزج مع الماء، و يفيد كعلاج للأنسجة الملتهبة أو المتهيجة.

كان الأطباء المصريون يستخدمون الحلبة في المراهم المستعملة في علاج الجروح و الخراجات، كما كانوا يوصون باستخدامها عن طريق الفم لمعالجة الحمي و الآلام التنفسية و المعوية. وصفها أبقراط و أطباء اغريق آخرون من معاصريه، و كذلك الأطباء الرومان لعلاج الحالات ذاتها.

كان أطباء الصين التقليديون يعطون الحلبة للمرضي الذين يعانون من الحمي و الفتوق و مشاكل الحويصلة المرارية و آلام العضلات و حتي العجز الجنسي.

في الهند حيث كانوا يمزجون الحلبة مع خليط من التوابل المحتوية علي الكاري (بهار هندي)، كان الأطباء التقليديون يستخدمون هذا النبات كعلاج لالتهاب المفاصل و التهاب القصبات و الاضطرابات الهضمية، و كانت الهنديات يأكلن البذور لزيادة ادرار حليبهن.

أما النساء العربيات، من ليبيا الي سوريا، فكن يأكلن البذور المحمصة لهذا النبات و ذلك لزيادة وزن أجسامهن حتي يبلغ أحجام شخصيات روبنز Rubens، و هو ما كان يعني لديهن بلوغ الجمال، و ذلك حسب الأذواق القديمة التي ظلت سائدة حتي القرن التاسع عشر.