بازگشت

المقدمة


الحمدلله رب العالمين، و أفضل الصلاة و أتم السلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين الهداة المهديين، و لعنة الله علي أعدائهم أجمعين الي قيام يوم الدين.

الحمدلله الذي أعطي كل نفس خلقها و هداها، و ألهمها فجورها و تقواها، و علمها منافعها و مضارها، و ابتلاها و عافاها، و أماتها و أحياها.

ان أهمية الطب تعود الي حاجة الناس اليه، فالطب هو الذي يحفظ البدن، و يدفع عنه غوائل المرض و أنواع السقم.

قد أهتم ديننا بالطب اهتماما بالغا، و أرشد الي الاعتناء بالصحة و حفظها، فجاءت آيات كثيرة تقرر أمورا مختلفة من الأمور الطبية كالوقاية والحمية.

وقد أهتم النبي صلي الله عليه وآله وسلم و أهل بيته عليه السلام بالصحة و حفظها اهتماما بالغا، فقد بينوا منزلة العافية و تأثيرها علي سعادة الانسان.

فقال صلي الله عليه و آله وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافي في جسده، و عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».

لقد أوجب الاسلام الحفاظ علي النفس، و ما غاية الطب الا ذلك.

فالاسلام يعتبر الطب وظيفة شرعية،و أحد الواجبات التي لا مجال للتساهل فيها.

من هذا التراث الطبي العظيم، ما ورد الينا عن امامنا الكاظم عليه السلام، من أحاديث نافعة في هديه عليه السلام، في الطب الذي تطبب به، و وصفه لغيره.

و كان من هديه عليه السلام: في الاحتماء من التخم، والزيادة في الأكل علي قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب.

و كان من هديه عليه السلام: في العلاج بالأدوية الطبيعية، في علاج الأبدان، مما اعتادته من الأدوية والأغذية.

و كان من هديه عليه السلام: في تغذية المريض بألطف ما اعتاده من الأغذية،



[ صفحه 8]



و اصلاح الطعام، و دفع ضرر الأغذية والفاكهة،و اصلاحها بما يدفع ضررها.

و كان من هديه عليه السلام: في علاج الحمي، والجرح، والصرع، و عرق النسا، و يبس الطبع، وحكة الجسم، والصداع، والشقيقة، والأورام، والسموم، والاستفراغ و ما الي ذلك.

و كان من هديه عليه السلام: العلاج بشرب العسل، والحجامة، و في المطعم والمشرب، و في هيئة الجلوس للأكل، و تدبيره لأمر الملبس، والنوم واليقظة، و حفظ الصحة بالطيب، و ذكره لسنن و آداب، و وصايا طبية، تقوي البدن، و تحافظ علي صحته.

و بعد الانتهاء من تقديم جملة من هدي امامنا الكاظم عليه السلام، التي تضمنت حقائق طبية، و أقرها العلم الحديث، من مبادي ء وضعها منذ ذلك الزمن البعيد، لضمان الصحة النفسية والجسمية، و تضمنت في بعضها الآخر قواعد الوقاية من الأمراض، كما تضمنت وصف بعض طرق العلاج، و ارشادات صحية و أسس طبية.

و أخيرا ألا نستطيع أن نضع خطة عملية مستوحاة من هذه الأحاديث، لنسير عليها في حياتنا وقاية و علاجا، فتفيدنا قوة وصحة في أجسامنا، وصفاء في عقولنا، و سلامة في نفوسنا، فنسهم بذلك من الناحية الصحية في تحقيق قول الله سبحانه و تعالي فينا:

(كنتم خير أمة أخرجت للناس) (آل عمران: 110).

محسن عقيل



[ صفحه 11]