بازگشت

تجربتي في عالم الحناء


قال الاستاذ محمد عبدالرحيم في كتابه (الحناء): عام 1992 نشرت لي دار أسامة للطباعة والنشر كتابا حمل عنوان (الحناء يطيب البشرة و يزيد في الجمال) نال هذا الكتاب اعجاب الكثير من النساء والرجال لذين يهتمون في هذا المجال، وبيع منه طبعة كاملة في اليمن، و ذلك أن أهل اليمن يولون الحناء اهتماما زائدا. و منه أوجز التالي:

الحناء هي مستخرج من مسحوق أوراق نبات تعرف باسم (لوسونيا ألبا)، والمادة الفعالة في هذا النبات تعرف باسم (لوسون)، و هي التي تعطي للحناء لونها المعروف، و يؤخذ ورق الحناء من شجر الحناء، واليها يعود اسم الخضاب، و تزرع شجرة الحناء في المناطق الاستوائية، و تعتبر من الأشجار المعمرة، و يكون ورق الحناء جافا مخضر اللون ذا رائحة طيبة.

و تقوم النساء المتخصصات بهذه الحرفة بطحن الورق طحنا دقيقا، ثم يمزج بالماء والليمون، كما يضاف عليه بعض المواد الكيماوية ليجعلها غامقة اللون، و تصبح الحناء بعدها جاهزة للاستعمال، وهي علي شكل عجينة لينة.

و بعد أن تحني النسوة أرجلهن و أياديهن تترك فترة من الزمن حتي تجف.

و درجت التقاليد الشرقية الاهتمام بالعروس أثناء الاحتفال بزواجها، و تخصيص ليلة واحدة تسمي (ليلة الحناء)، تعهد العروس الي بعض النسوة ليقمن بتزيينها بالحناء ليضفي جمالا عليها استعدادا لليلة زفافها، و تستمر صبغة الحناء فترة من الزمن عالقة في الجسم.



[ صفحه 241]



عرفت الحناء منذ آلاف السنين، فقد استعملتها (كليوباترا) للزينة، و (شجرة الدر) لتجميل الكفين والقدمين، كما استخدمتها المرأة الشرقية في علاج تساقط الشعر، و جفاف الجلد.

والعروس الشرقية و خاصة في دول الخليج، والسودان، والمغرب العربي، واليمن، تستعمل الحناء كتعبير عن السعادة والفرحة، حيث تقام لهذا المناسبة احتفالات تضم نساء العائلة و صديقات العروس في الأفراح والليالي الملاح.

والجدير بالذكر أن النقش بالحناء لم تكن تقام مراسيمه الاحتفالية الا في اطار الحفلات العائلية كالزواج، أو الخطوبة، أو في حفلات الختان، الا أنه خرج عن هذا الاطار الرسمي ليصبح عادة بسيطة يمكن لأي عائلة أن تستدعي النقاشة أو الحناية في أي وقت و دون أي مناسبة.

و بعد انتهاء عملية الحناء (الغرامة) كما يقال في اللهجة المغربية العامية، و هذه العادة موجودة في أغلب بلدان العالم العربي، و هي عبارة عن مجموعة من الهدايا تعطي من طرف الضيوف الي النقاشة أو الحناية، وبذلك أصبح دور النقاشة ضروريا جدا وليس تكميليا علي مستوي حفلات الخطوبة، أو الزواج.

و للتعرف علي جودة الحناء الأصلية من الحناء المغشوشة يقول المتخصصون في هذا الصدد:

- ان النوع الجيد للحناء هو الذي اذا أخذنا منه جزءا قليلا في كفنا و فركناها بشدة، فاذا أخرجت بعض الغبار كانت أصلية، كذلك يكون النوع الجيد منها ذا رائحة ذكية.

و مع كثرة الاستعمال تستطيع النقاشة، أو الحناية التعرف علي النوع الجيد من النوع السي ء بمجرد القاء النظر عليها فقط.