بازگشت

السواك في طب أهل البيت


السواك، و هو من السنن السنية الاكيدة، حتي أنه ورد عن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم أنه قال: ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتي ظننت أنه سيجعله فريضة.

و قال صلي الله عليه و آله وسلم: لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة.

و قد استفاضت الأخبار بأنه من سنن المرسلين و أخلاقهم، و أنه طهور للفم، و مرضاة للرب، و يضاعف الحسنات سبعين ضعفا، و تحضره الملائكة و يفرحون به و يصافحونه لما يرون عليه من النور، وهو يمر بطريقة القرآن، ويزيد في الحفظ



[ صفحه 280]



والعقل، والفهم، والفصاحة، و يذهب بالسقم والحفر والنسيان و وسوسة الصدر، و يبيض الأسنان و ينقيها و يذهب أوجاعها، ويشد اللثة، ويطيب الفم، و يقلل البلغم و يقطعه، و يجلو البصر و يذهب بغشاوته و دمعته، و ينبت الشعر، و يرغم الشيطان و يشهي الطعام، و يصلح المعدة، و يشيعه الملائكة عند خروجه من البيت، و يستغفر له حملة العرش والكروبيون، و كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة ثواب ألف سنة، و رفع الله له أرفع درجة، و فتح الله له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء، و اعطاه الله كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا، و فتح عليه أبواب الرحمة، ولا يخرج من الدنيا حتي يري مكانه في الجنة، وقد أقتدي بالأنبياء و دخل معهم الجنة.

و ان من استاك كل يوم لم يخرج من الدنيا حتي يري ابراهيم عليه السلام في المنام، و كان يوم القياة في عدد الانبياء، وقضي الله له كل حاجة كانت له في أمر الدنيا و الآخرة، و يكون يوم القيامة في عدد الانبياء، وقضي الله له كل حاجة كانت له في أمر الدنيا الآخرة، ويكون يوم القيامة في ظل العرش يوم لا ظل الا ظله، ويكون في الجنة رفيق ابراهيم عليه السلام ورفيق جميع الأنبياء.

و أن ركعتين بسواك أحب الي الله عزوجل من سبعين ركعة بغير سواك.

و في خبر آخر: أن صلاة واحدة بسواك تفضل علي صلاة أربعين يوما بغير سواك.

و في ثالث: أن من استاك في كل يوم مرة رضي الله عنه و له الجنة، ومن استاك كل يوم مرتين فقد داوم سنة الأنبياء صلوات الله عليهم، و كتب الله له بكل صلاة يصليها ثواب مائة ركعة، و استغني من الفقر. و أنه لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في اللحاف.

و يتأكد استحبابه عند كل وضوء. فقد ورد أن السواك شطر الوضوء، والوضوء شطر الايمان. و من نسي الاستياك عند الوضوء استاك بعده ثم تمضمض ثلاث مرات. و كذا يتأكد السواك عند كل صلاة سيما صلاة الليل، بل هو من آداب الانتباه بعد نصف الليل، وقد كان النبي صلي الله عليه و آله وسلم يستاك كل ليلة ثلاث مرات: مرة قبل نومه، و مرة اذا قام من نومه الي ورده، و مرة قبل خروجه الي صلاة الصبح.

ويكره ترك السواك الي ثلاثة أيام ولو مرة واحدة.



[ صفحه 281]



و عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: اذا قمت بالليل فاستك، فان الملك يأتيك فيضع فاه علي فيك، فليس من حرف تتلوه و تنطق به الا صعد الي السماء، فليكن فوك طيب الريح.

و يستحب الاستياك عرضا تأسيا بالنبي صلي الله عليه و آله وسلم.

وهل المراد عرض الأسنان أو عرض الفم؟ كل محتمل، و أن كان الأول أظهر، و به فسره بعضهم من غير تردد، و لعله لأن السن هو المستاك فيكون المندوب استياك عرضه دون الفم. و يجوز للصائم أن يستاك في أي أوقات النهار شاء، و يكره أن يستاك بعود رطب، و لا بأس بأن يبله بالماء ثم ينفضه أو يمسحه حتي لا يبقي فيه شي ء من الماء. والأفضل أن يستاك بالغداة دون العشي. لأنه ليس من صائم يبس شفتاه بالعشي الا كان نورا بين عينيه يوم القيامة. و تتأدي السنة بكل عود و أفضلها عود الأراك، لأن النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يستاك به، أمره بذلك جبرائيل. و عود الزيتون، لأنه أيضا سواكه صلي الله عليه و آله وسلم و سواك الأنبياء قبله. فان لم يجد عودا أستاك بالخرقة أو باصبعه، كما أنه لو خاف في صلاة الليل مفاجأة الفجر يستاك باصبعه، بل ورد علي الاطلاق عن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم أن التسوك بالابهام والمسبحة عند الوضوء سواك.

و يستحب اتخاذ خمسة مساويك و كتابه اسم كل من الصلوات الخمس علي واحد منها، والاستياك عند كل منها بمسواكها تأسيا بالرضا عليه السلام.

ويكره السواك في الحمام، لأنه يورث وباء الأسنان كما مر، و في الخلاء لأنه يورث البخر كما مر.

و يستحب الدعاء عند السواك يقول: «اللهم ارزقني حلاوة نعمتك، و ارزقني برد روحك، و اطلق لساني بمناجاتك، و قربني منك مجلسا، و أرفع ذكري في الأولين، اللهم يا خير من سئل، يا أجود من أعطي حولنا مما تكره الي ما تحب و ترضي، و ان كانت القلوب قاسية، و ان كانت الأعين جامدة، و ان كنا أولي بالعذاب فأنت أولي بالمغفرة، اللهم أحييني في عافية، و أمتني في عافية».

ثم ان مقتضي اطلاق الأخبار هو استجاب السواك حتي بعد سقوط الأسنان، لكن المروي عن مسلم مولي أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنه عليه السلام ترك السواك قبل أن يقبض بسنتين، و ذلك أن أسنانه ضعفت، ولأجله أفتي غير واحد



[ صفحه 282]



بسقوط استحباب السواك عند ضعف الأسنان من الكبر مطلقا، وهو كما تري بعدما تقرر في محله من اجمال الفعل، فلعل تركه عليه السلام كان لوصول ضعف اسنانه الي حد يأذيها السواك ويزيد اسنانه وهنا، فلا يثبت الاطلاق.