بازگشت

فهل في الحبة السوداء شفاء من كل داء؟


جاء في كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري:

«و قال الخطابي: قوله: «من كل داء»، هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شي ء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها.

و قال أبوبكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب الي أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، و مع ذلك فان من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذي به، فان كان المراد بقوله تعالي في العسل: (فيه شفاء للناس) الأكثر والأغلب - أي لبعضهم - فحمل الحبة السوداء علي ذلك أولي. [1] .

و قد قام الدكتور أحمد القاضي، والدكتور أسامة قنديل في معهد أكبر الطبي في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية بدراسات حول علاقة الحبة السوداء Nigella sativum بالجهاز المناعي Immunity System في جسم الانسان حيث استنبطا من الحديث الشريف أعلاه أن تأثير الحبة السوداء يجب أن يكون من خلال تقوية الجهاز المناعي الذي له علاقة بأغلب الأمراض - خاصة الجرثومية والسرطانية - لكونها تظهر نتيجة لضعف الجهاز المناعي، الذي يدافع عن الجسم. و فعلا فقد توصلا و من خلال دراستين سريريتين الي أن استعمال من الحبة السوداء مرتين يوميا و لمدة أبعة أسابيع يؤدي الي زيادة في فعاليات الخلايا



[ صفحه 291]



اللمفاوية المساعدة T - Helper Lymphocytes بنسبة 55 درصد و كذلك بنسبة 74 درصد من نشاط الخلايا القاتلة الطبيعي Natural Killer Cells activitiy و هي الخلايا التي تقتل الجراثيم والخلايا الكابحة T - Helper T - Syppressor Lympocytes بمقدار 72 درصد و ذلك مقارنة بالمجموعة الثانية من الحالات (مجموعة السيطرة) التي لم تعط الحبة السوداء، ولم يظهر عندهم تحسن ملحوظ. [2] .

و قد وضع الباحثان خطة لاجراء المزيد من البحوث علي الحبة السوداء منها:

1 - تقويم التأثيرات المقوية للجهاز المناعي لدي تناول أكثر من (1) غم مرتين يوميا، و لمدة أطول و بجرعة أعلي.

2 - تقويم آثار الحبة السوداء علي مقاييس المناعة الأخري التي لم تدرس في أبحاثها.

3 - دراسة تأثيرات الحبة السوداء بمفردها، أو مع غيرها، من مقويات المناعة الطبيعية الأخري كالعسل مثلا علي المرضي المصابين بنقص المناعة كما في حالة مرضي الايدز و السرطان و غيرها.

و من هذه الحقائق العلمية والأمثلة المذكورة أعلاه يمكن اقناع الذين يعارضون السبق العلمي في القرآن الكريم حيث أشار أحدهم بقوله: «ان الأقوال الواهية عن السبق العلمي للقرآن الكريم لن تقنع غير المؤمن بأن القرآن الكريم كتاب منزل من عندالله و ليس من قول محمد النبي الأمي صلي الله عليه و آله وسلم». [3] .


پاورقي

[1] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج 10، ص 172 و ص 179 - 178.

[2] حسان باشا، الشفاء بالحبة السوداء بين الاعجاز النبوي والطب الحديث، ص 57 - 47.

[3] عبدالحافظ حلمي محمد، العلوم البايولوجية في خدمة تفسير القرآن الكريم، ص 72.