بازگشت

الحليب في الطب القديم


و تحدث أطباء العرب عن فوائد الحليب في الغذاء والعلاج، و هذا ملخص ما قالوه: الحليب (اللبن) محمود، يولد دما جيدا، و يرطب البدن اليابس، و يغذو غذاء حسنا، وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية. و اذا شرب مع العسل نقي القروح الباطنة من الأخلاط العفنة، و شربه - مع السكر يحسن اللون جدا. و هو يتدارك ضرر الجماع، و يوافق الصدر والرئة. جيد لأصحاب السل، ردي ء للرأس والمعدة والكبد والطحال، و أصحاب الصداع، مؤذ للدماغ والرأس الضعيف، و وجع المفاصل، والنفخ في المعدة والأحشاء، و يصلحه العسل والزنجبيل. و نصح النبي صلي الله عليه و آله وسلم لمتناوله أن يتمضمض بعده بالماء للخلاص من بقايا دسمه في الفم.

و قالوا: ان الحليب - كله - أنفع المشروبات للبدن الانساني، لما اجتمع فيه من التغذية الدموية، ولاعتياده حال الطفولة، و موافقته للفطرة الأصلية.

و قالوا: أوفق الألبان ألبان النساء الصحيحات الأبدان، المتوسطان في السن، الجيدات الغذاء، و يعد ألبانهن في الجودة والموافقة: ألبان الحيوانات التي لم تبعد عن طبيعة الانسان: كالضأن، والبقر، والمعز، والخيل، والحمر الوحشية، والظباء، و ما يجري مجراها.

و تحدثوا مفصلا عن حليب الضأن فقالوا: هو أغلظ الألبان و أرطبها، وفيه من الدسومة والزهومة ما ليس في لبن الماعز والبقر، و هو يولد فضولا بلغمية. و يحدث في الجلد بياضا اذا أدمن استعماله، لذلك يجب شربه بالماء.

ولبن المعز: لطيف معتدل، مرطب، مطلق للبطن، نافع من قروح الحلق والسعال اليابس و نفث الفم.

ولبن البقر: يغذو البدن و يخصبه، ويطلق البطن باعتدال، و هو من أعدل الألبان و أفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز لفي الرقة والغلظ والدسم.

ولبن الابل: أرطب الألبان كلها، و أقلها دسما و نصحوا لمتناول اللبن أن يأخذه بالغداة، ولا يدخل شيئا عليه، و يحذر التعب بعده.



[ صفحه 463]