بازگشت

آداب شرب الماء في أحاديث أهل البيت


الذي ورد أنه سيد الأشربة في الدنيا والآخرة، و أن طعمه طعم الحياة، و منه خلق كل شي ء حي، والبارد منه ألذ، والمفور منه سبع مرات مع التبريد بين كل مرة و مرة بالقلب من اناء الي اناء يذهب بالحمي، ويقوي الساقين والقدمين.

و يستحب شرب الماء بعد الطعام، فانه يدير الطعام في المعدة، ويسكن الغضب، و يزيد في اللب، و يطفي ء المرار. و يستحب تقليله مهما أمكن، بل يكره اكثاره، فانه مادة لكل داء سيما بعد الدسم، فانه يهيج الداء. ويستحب شربه بعد التمر.

و يستحب لمن شرب الماء التسمية قبله، وشربه مصا ويكره عبا. و يستحب الشرب قياما نهارا، فان شربه من قيام نهارا أدر للعروق، و أقوي للبدن، وليلا يورث الماء الأصفر.



[ صفحه 497]



ويكره الشرب قائما ليلا، وقد حمل عليه ما ورد من أن شرب الماء قائما فابتلاه الله تعالي بداء لا دواء له، فلا يلومن الا نفسه، و كذا ما ورد من أنه يورث الماء الأصفر.

و ظاهر جملة من الأخبار انكار كراهة الشرب قائما مطلقا، وفصل بعضها بين الليل والنهار بحمل المانعة علي الليل، لأنه يورث الماء الأصفر، والمرخصة علي النهار.

ويكره الشرب بنفس واحد، سيما اذا كان من يناول الماء عبدا. نعم ان كان حرا فظاهر بعض الأخبار عدم البأس بالشرب بنفس واحد و ان كان الأفضل الشرب بثلاثة أنفاس بين كل اثنين منها تحميد.

و قد قال مولانا الصادق عليه السلام: ان الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب الله تعالي له بها الجنة، ثم قال في بيانه: انه ليأخذ الاناء فيضعه علي فيه فيسمي، ثم يشرب فينحيه و هو يشتهيه، فيحمدالله، ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه فيحمدالله، ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه، فيوجب الله عزوجل بها له الجنة.

ويستحب أن يدعو بالمأثور، و منه أن يقول عند الشرب: «الحمد لله الذي سقانا عذبا ذلولا [خ.ل: زلالا]، ولم يسقنا ملحا أجاجا، ولم يؤاخذنا بذنوبنا». و أن يقول: «الحمد لله الذي سقاني فأرواني، و أعطاني فأرضاني، وعافاني و كفاني. اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلي الله عليه و آله وسلم و تسعده بمرافقته، برحمتك يا أرحم الراحمين».

ورود أن من قال عند شرب الماء بالليل ثلاث مرات: «عليك السلام من ماء زمزم و ماء فرات» أو قال: «يا ماء! ماء زمزم و ماء فرات يقرؤك السلام» بعد تحريك الاناء، لم يضره شرب الماء بالليل.

ويستحب ذكر سيدالشهداء أرواحنا فداه والسلام عليه و لعن قاتله لمن شرب الماء، فان من فعل ذلك كتب الله عزوجل له مائة ألف حسنة، و حط عنه مائة ألف سيئة، و رفع له مائة ألف درجة، و كان كمن أعتق ألف نسمة، و حشره الله تعالي يوم القيامة ثلج الفؤاد.

و أحسن ما يشرب فيه الخزف، الا خزف مصر، فان الشرب فيه والغسل بطين مصر يذهب بالغيرة و يورث الدياثة.



[ صفحه 498]



و يكره الشرب بالأفواه من أفواه الأسقية، و من ثلمة الاناء، و من موضع عروته، و من أذنه فان الشيطان يقعد عند ذلك، و يشرب من ذلك الموضع، بل ينبغي الشرب من شفته الوسطي.

و يستحب الشرب باليد، و باليمني دون اليسري، بل يكره الشرب باليسري.

ويكره النفخ في قدح الماء، و يستحب شرب سؤر المؤمن تبركا كما مر، لأنه شفاء من سبعين داء، و من شرب سؤر المؤمن تبركا به خلق الله بينهما ملكا يستغفر لهما حتي تقوم الساعة.

ومن شرب من سؤر أخيه المؤمن يريد به التواضع، أدخله الله الجنة البتة.

و يستحب الاستشفاء بماء المطر النازل من ميزاب الكعبة، و كذا يستحب شرب ماء زمزم، والاستشفاء به، فانه شفاء من كل داء، و كذا شرب ماء الفرات والاستشفاء به، و قد ورد أنه يصب فيه ميزابان من الجنة، و انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة، وان ملكا من السماء يهبط كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسكا من مسك الجنة فيطرحها في الفرات، و ما من نهر في شرق الأرض و غربها أعظم بركة منه، و ان من حنك به كان شيعيا.

ورود أنه لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية علي حافتيه، و لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهة الا برأ، و أنه لو كان بيننا و بين الفرات كذا و كذا ميلا، لذهبنا اليه و استشفينا به.

و ورود استحباب شرب ماء نيل مصر، و ماء العقيق، و ماء سيحان و جيحان، لكن عن أميرالمؤمنين عليه السلام: ان ماء نيل مصر يميت القلب.

ويكره اختيار ماء دجلة، وماء بلخ للشرب، لأنهما كافران. و يكره شرب ماء حضرموت و كذا ماء الكبريت، والماء المر، والتداوي بهما، لأن نوحا عليه السلام لما دعي المياه أيام الطوفان أجابته، الا ماء الكبريت والماء المر، فلعنهما و دعا عليهما.

و يستحب شرب ماء السماء، فانه يطهر البدن، و يدفع الأسقام.

و ورد استحباب قراءة الحمد والاخلاص والمعوذتين سبعين مرة علي ماء السماء المجموع قبل وصوله الأرض في اناء، والاستشفاء به.

ويكره أكل البرد..



[ صفحه 499]



يستحب سقي الماء حتي علي الماء، وقد ورد ان من سقي مؤمنا شربة من ماء حيث يقدر علي الماء، أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة، و ان سقاه من حيث لا يقدر علي الماء، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد اسماعيل، و ان من سقي مؤمنا شربة من عطش سقاه الله من الرحيق المختوم.

ثم المعروف بين العوام تقديم الأصغر سنا في شراب الماء علي الأكبر، ولم أقف له الي الآن علي مستند، و هو خلاف قاعدة احترام الكبير، و مقتضي قول الشيخ العلامة ابن الأعسم في منظومته:



لا تعرضن شربه علي أحد

لكن متي يعرض عليك لا ترد



هو كراهة عرض الماء، ولم أقف له علي مستند، بل ينافيه ما مر من أن النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان اذا شرب لقم من عن يمينه. و يظهر ممن شرحه بالنظم من فضلاء الهند أنه أيضا لم يقف علي سنده، حيث حمله علي العرض بقصد الورود فقال:



لا تعرضن بشربه علي أحد

بقصد أن ذاك مما قد ورد



كما تراه شائعا بين العجم

و يحسبون أنه من الكرم



لكن متي يعرض عليك لا ترد

اذ لم يقابل قط احسان برد



و ان يكن مستهجنا عند العجم

بل يحسبون رده من الكرم



و ظاهره أنه لم يقف علي مستند الفقرة الثانية أيضا، ولكن يدل عليه ما ورد من أنه ما عرض الماء علي عاقل فأبي.