بازگشت

الحجامة الحديثة


نظرا لأن الحجامة الحديثة تتعامل مع دمنا، فسوف أقم شرحا لمدي أهمية هذا السائل الخاص جدا من قبل الشروع في مناقشة الموضوع.

الدم:

يعتبر الدم مسؤولا عن نقل العناصر الغذائية والاوكسجين الي كل خلية في الجسم، كما يحمل أيضا جميع فضلات العملية الغذائية من الخلايا لافرازها في الكليتين والرئتين. كما أن الدم يعتبر جهاز المناعة والحراسة للجسم. فمن خلال



[ صفحه 529]



دورة خلايا الدم البيضاء فان الانزيمات وغيرها من عناصر المناعة تقوم - علي امتداد الأربع و عشرين ساعة - بمهام «التفتيش عن و تدمير» كافة المواد الضارة (أو المغيرة علي الجسم). فالدم القذر لا يستطيع، ببساطة، انجاز هذه المهام بكفاءة. و نتيجة لذلك يؤدي سوء التغذية الي تقليص قدرة أجسامنا علي المقاومة الي حد كبير، فتتحول حالة تسمم الدم الي حالة مزمنة مما يمكن الجراثيم من غزو معظم الأنسجة غير الحصينة من أجسامنا. أننا نعيش في مجتمع حديث تقع خلاله المدنية في حصار عنيد من الاخطاء البيئية والغذائية.

ان الدم والأنسجة قادرة علي تكديس التوكسينات (المواد السامة) التي تنخر بالتدريج في الحيوية الوظيفية لأجسادنا. فاذا لم نتخلص من تلك التوكسينات - علي أساس منتظم - فان ذلك التكديس سيصبح أسوأ حالا الي أن تعجز أجسامنا عن احتمالها أكثر من ذلك و من ثم تتعرض للوهن، و هكذا يفقد الطبيب - السيطرة علي الموقف و من ثم يتخلي عن وظيفته و يستسلم للواقع المتمثل في الاصابة بأمراض السرطان، و ارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي والسكتة الدماغية، والربو، و تصلب الشرايين، والروماتيزم، و غيرها من الأسباب المؤدية الي الوفاة.

ان تسمم الدم أصبح مشكلة خطيرة في المجتمع المعاصر، كما أنه السبب المباشر للعديد من الآلام، والشقاء، والخسارة الفادحة للموارد البشرية النشيطة.