بازگشت

الختان والتهاب المجاري البولية


أكدت العديد من الدراسات الحديثة المنشورة عام 1989 أن احتمال حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين يبلغ 39 ضعف ما هو عليه عند المختونين. ففي دراسة أجريت علي أكثر من 400000 طفل وطفلة خلال عشر سنوات وجد البروفسور و يزويل و زملاؤه ارتفاع نسبة التهاب المجاري البولية عند الأطفال الذكور و ذلك نتيجة لحدوث الالتهاب عند الأطفال غير المختونين.

وقد قدر الباحثون أنه لو لم يجر الختان في الولايات المتحدة فانه سيكون هناك عشرون ألف حالة أخري من التهاب الحويضة والكلية سنويا.

والتهاب المجاري البولية عند الوليدين قد لا يكون أمرا بسيطا، فقد وجد الباحثون أن 36 درصد من الوليدين (و عمرهم أقل من شهر واحد) الذين أصيبوا بالتهاب في المجاري البولية قد أصيبوا في الوقت ذاته بتسمم في الدم بالجرثوم نفسه. كما أنه حدثت بعض حالات التهاب السحايا و قصور في الكليتين.



[ صفحه 553]



و لا يقتصر الأمر علي هذا فحسب، فان الاختلاطات الطويلة الأمد لالتهاب المجاري البولية عند الأطفال قد تكون خطيرة، فقد يحدث تندب في الكلية عند 15 - 10 درصد من هؤلاء الأطفال، و قد يحصل ارتفاع في ضغط الدم أو قصور في الكليتين.

جاء في تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة موضوع الختان Task Force on Circumcision في الولايات المتحدة في تقريرها الذي أصدرته عام 1989 و نشر في مجلة أمراض الأطفال الأميركية الشهيرة «Pediatrics» في شهر آب (أغسطس) عام 1989.

«أظهرت الدراسات التي أجريت علي الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب المجاري البولية أن أكثرهم كان من الذكور في الفترات الأولي من العمر، في حين تصبح الاصابة أكثر عند الاناث في المراحل المتأخرة من الطفولة. و أن 95 درصد من الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب المجاري البولية كانوا غير مختونين.

وفي دراسة أجريت عام 1985 علي أكثر من 000 , 200 رجل، وجد أن نسبة الاصابة بالتهاب المجاري البولية عند غير المختونين كانت أكثر من عشرة أضعاف ما هي عليه عند المختونين. و قد أثبت الباحثون أنه كلما انخفض عدد الذين يختنون ازدادات معدلات الاصابة بالتهابات المجاري البولية.

و أكدت دراسة أخري أجريت في مستشفي عسكري بالولايات المتحدة الفرضية التي تقول أن الختان يمنع تشكل المستعمرات الجرثومية تحت القلفة، و بذلك يقي من حدوث الالتهابات البولية عند الأطفال الذكور».

و في دراسة أجريت علي 5261 طفل ولدوا في المستشفيات العسكرية في أميركا عام 1985، وجد البروفسور ويزويل أن هناك ازديادا كبيرا في معدل حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين. ثم تابع البروفسور عمله بمراجعة ملفات 698 , 427 طفل (منهم 755 , 219 طفل) ولدوا في المستشفيات العسكرية الأميركية و نشر هذا البحث عام 1987.

بينت هذه الدراسة أن نسبة حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين بلغ عشرة أضعاف ما هو عليه عند المختونين.



[ صفحه 554]



و وجد الباحثون في دراسة أخري نشرت عام 1988 ازديادا في تكاثر الجراثيم الممرضة في المنطقة ما خلف القلفة عند غير المختونين في الأشهر الستة الأولي من العمر.

و افترض الدكتور «روبرتس» عام 1986 أن الختان يقي ضد التهابات المجاري البولية بمنعه تشكل المستعمرات الجرثومية في القلفة.

و لا تنفصل جلدة القلفة ذاتيا عادة في السنوات الأولي من العمر، و لهذا فان العناية بنظافة العضو الجنسي تكون غير كافية عند غير المختونين.

و يعتقد الدكتور روبرتس أن التصاق الجراثيم بالقلفة يؤدي الي تشكل مستعمرات جرثومية في هذه المنطقة و بالتالي يصعد الالتهاب الي المجاري البولية والكليتين.