بازگشت

التطيب في أحاديث أهل البيت


فقد ورد أنه من سنن المرسلين، و أخلاق الأنبياء عليهم السلام و أن الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن.

و أنه يشد القلب، و يسمن البدن، و يزيل الغم، و يزيد في الجماع.

ولولا الا اختيار النبي الأكرم عليه السلام له من الدنيا لكفاه شرفا وفضلا.

وورد أنه لا ينبغي ترك استعماله كل يوم، فان لم يقدر فيوم و يوم لا، فان لم يقدر ففي كل جمعة، و لا يدع ذلك.



[ صفحه 594]



فان استحبابه مؤكد يوم الجمعة، و بعد الوضوء، و للصلاة، و لدخول المساجد. و أن صلاة المتطيب خير من سبعين صلاة بغير طيب.

و أن من تطيب أول النهار لم يزل لعقله معه الي الليل.

و أن ما أنفق في الطيب ليس بسرف.

و أن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم كان ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام.

ويكره رد هدية الطيب، وبه فسرت الكرامة التي لا يردها الا الحمار في الأخبار.

و يستحب تطيب النساء بما ظهر لونه وخفي ريحه، والرجال بما ظهر ريحه و خفي لونه.

و يكره للمرأة أن تخرج و هي متطيبة.و قد ورد أن المرأة اذا تطييت و خرجت من منزلها كانت في لعنة الله تعالي الي أن ترجع الي منزلها.

و يستحب تطييب الشارب بالطيب، فانه من أخلاق الأنبياء و كرامة للكاتبين.

وروي أن أول ما يستعمل الطيب في موضع السجود، ثم ساير البدن.

و يستحب التطيب بالمسك و شمه، و وضعه في اللبة. بالفتح - و هي المنحر.

و في مفرق الرأس تأسيا بالنبي والأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين.

و كذا يستحب التطيب بالعنبر، والزعمران، والعود، والغالية، و كذا الخلوق، لكن يكره ادمان الأخير والمبيت متخلقا.

و كذا يستحب التطيب بماء الورد، و قد ورد أن من ضرب في وجهه بكف من ماء الورد أمن ذلك اليوم من الذلة والفقر.

و أن من وضع علي رأسه ماء الورد أمن تلك السنة من البرسام، و أن من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم يرهق و تقضي حاجته، و لا يصيبه قتر و لا ذلة.

و أن ماء الورد يزيد في ماء الوجه و ينفي الفقر.

وقد ورد فضل كثير في الورد الأحمر المنصرف اليه اطلاق الورد عرفا وطبا و حديثا، فمما ورد فيه أنه سيد ريحان الجنة بعد الآس.

و أن من أراد أن يشم النبي صلي الله عليه و آله وسلم فليشم الورد، لأنه لما أسري به صلي الله عليه و آله وسلم الي السماء سقط من عرقه فنبت منه الورد فوقع في البحر فذهب السمك ليأخذها



[ صفحه 595]



و ذهب الدعموص ليأخذها، فقالت السمكة: هي لي، و قالت الدعموص: هي لي، فبعث الله عزوجل اليهما ملكا يحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة و نصفها للدعموص، و لذا تري أوراق الورد تحت جلناره خمسة: اثنتان منها علي صفة السمك، و اثنتان منها علي صفة الدعموص، و واحدة منها نصفها علي صفة السمك و نصفها علي صفة الدعموص [1] لكن في رواية أخري عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم: أن الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من جبرئيل، والورد الأصفر من البراق. [2] .

و يستحب شم الريحان و وضعه علي العينين، لأنه من الجنة.

و يكره رد هديته، و ان أراد رده قبله وشمه ثم أهدي به الي المهدي.

و يستحب تقبيل الوردة و الريحانة اذا تناولها و وضعها علي عينيه ثم الصلاة علي محمد و الأئمة عليهم السلام، فان من فعل ذلك كتب الله تعالي له من الحسنات مثل رمل عالج، و محا عنه من السيئات مثل ذلك، و لم تقع علي الأرض حتي يغفر له.

وروي أن النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان اذا رأي الفاكهة الجديدة قبلها و وضعها علي عينيه و فمه ثم قال: «اللهم كما أريتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية».

و يستحب شم النرجس لورود فضائل كثيرة فيه، و كفي في فضله أنه أنبتة الله تعالي في النار التي أضرمت لابراهيم عليه السلام فجعلها الله تعالي بردا و سلاما.

و قال الرضا عليه السلام: لا تؤخر شم النرجس، فانه يمنع الزكام في مدة أيام الشتاء.

و عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم أنه قال: شموا النرجس في اليوم مرة، و لو في الأسبوع مرة، و لو في الشهر مرة، و لو في السنة مرة، و لو في الدهر مرة، فان في القلب حبة من الجنون و الجذام و البرص و شمه يقلعها.

و يستحب شم المرزنجوش، لقول النبي صلي الله عليه و آله وسلم: نعم الريحان المرزنجوش ينبت تحت ساقي العرش، و ماؤه شفاء العين.

ورود أن شمه يقوي الشامة.



[ صفحه 596]



و قد كان صلي الله عليه و آله وسلم اذا دفع اليه الريحان شمه ورده الا المرزنجوش فانه صلي الله عليه و آله وسلم كان لا يرده.

وورد أن الورد أحد و عشرون قسما و سيدها الآس.

و يلحق بالمقام البخور: فان فيه فضلا كثيرا، و ينبغي للرجل أن يبخر ثيابه بشي ء طيب الريح تأسيا بالأئمة عليهم السلام، وورد أن العود الخالص تبقي رائحة بخوره أربعين يوما، و العود المربي بسائر الروائح الطيبة تبقي رائحته عشرين يوما، و أن الرضا عليه السلام كان يتبخر بالعود الخالص، ثم كان يتطيب بماء الورد و المسك.

و النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يتبخر بالعود القماري، و أمر صلي الله عليه و آله وسلم بالتبخر بالعود الهندي قائلا: أن فيه سبعة أشفية. وورد أن تحفة الرجل الصائم أن يدهن لحيته و يبخر ثيابه، و تحفة المرأة الصائمة أن تمشط شعرها و تبخر ثيابها.

و أن النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يقول عند البخور: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم طيب عرقنا، وزك روائحنا، و احسن منقلبنا،و اجعل التقوي زادنا، والجنة معادنا، و لا تفرق بيننا و بين عافيتك ايانا، و كرامتك لنا، انك علي كل شي ء قدير».

و روي أنه صلي الله عليه و آله وسلم كان يقول عند التبخير والتطيب: «الحمد لله رب العالمين، اللهم أمتعني بما رزقتني، و لا تسلبني ما خولتني، واجعل ذلك رحمة ولا تجعله وبالا علي، اللهم طيب ذكري بين خلقك كما طيبت بشري و نشواي بفضل نعمتك عندي».

روي عن مولانا الصادق عليه السلام في سبب وجدان الطيب في الأرض أنه لما هبط آدم عليه السلام و حوا من الجنة الي الأرض استقر آدم عليه السلام علي جبل الصفا، و حوا علي جبل المروة، و كانت حوا ممشطة شعر رأسها بطيب الجنة و شادة به، فلما هبطت الي الأرض قالت في نفسها: ما أؤمل من المشاطة التي امتشطتها في الجنة و قد غضب علي ربي؟ فنقضت شعر رأسها، فأخذ الريح الرايحة الطيبة التي نزلت من شعرها الي المشرق والمغرب و أرسل أكثرها الي أرض الهند، فلذا ينبت أكثر النباتات التي لها روائح طيبة في الهند [3] .



[ صفحه 597]



و في خبر آخر: أن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة و وقع ما عليه من حلي الجنة، و ستر عورته بأوراق من ورق الجنة، وهبط الي الأرض، فأخذ ريح الجنوب رائحة تلك الورقة الي الهند، فأثر رائحته الطيبة أشجار الهند و نباتاتها، و لذا تكون أغلب النباتات ذوات الروائح الطيبة في الهند، وأكل من تلك الورقة من الحيوانات غزال المسك فجري الريح الطيب في لحمه و جسده، فاجتمع عند سرته و حصل منه المسك [4] .



[ صفحه 598]




پاورقي

[1] الدعموص: دويبة سوداء تغوص في الماء.

[2] البراق: الدابة التي ركبها رسول الله، صلي الله عليه و آله وسلم - ليلة المراج.

[3] الكافي: 6 / 513 باب أصل الطيب رقم 1.

[4] الكافي: 6 / 514 باب أصل الطيب برقم 3.