بازگشت

الدهن في أحاديث أهل البيت


وفيه فضل كثير و أوامر أكيدة، وقد ورد أن الدهن يذهب بالسوء و البؤس، ويلين البشرة، و يرزن الدماغ و يزيد فيه، و يسهل مجاري الماء، و يذهب القشف [1] - و هو قذر الجلد - ورثاثة الهيئة، و سوء الحال، و يسفر اللون و يكشفه، و يظهر الغني، و يذهب بالداء من الرأس والعينين.

و يتأكد استحبابه في الليل، فان دهن الليل يجري في العروق، ويربي البشرة، و يبيض الوجه.

و يستحب للمرأة ادمان الأدهان والاكثار منه [2] و يكره ذلك للرجل، بل



[ صفحه 610]



يجتزي به في السنة مرة، أو في الشهر مرة، أو في الأسبوع مرة [3] .

و يستحب التبرع بالدهن للمؤمن، فقد ورد أن من دهن مؤمنا كتب الله له بكل شعرة نورا يوم القيامة.

وسيد الأدهان دهن البنفسج. فان فضله عليها كفضل أهل البيت عليهم السلام علي الناس. أو كفضل الاسلام علي بقية الأديان أو كمثل الشيعة في الناس.

و انه بارد بالصيف لين حار في الشتاء، لين للشيعة، يابس علي أعداء أهل البيت عليهم السلام. و ليس لسائر الأدهان هذه الفضيلة، و لو علم الناس ما في البنفسج لقامت أوقيته بدينار.

و يستحب التداوي بالبنفسج دهنا، و سعوطا، للجراح، والحمي، والصداع.

و يستحب الأدهان بدهن الخيري، ودهن البان، و هو الفستق الهندي، لورود المدح فيهما.

وورد أن دهن اللبان الذكر أمان من كل بلاء. و أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يستعملونه. و أن من ادهن بدهن البان ثم قام بين يدي السلطان لم يضره باذن الله عزوجل.

وشكا رجل الي أبي عبدالله عليه السلام شقاقا في يديه و رجليه فقال: خذ قطنة واجعل فيها بانا وضعها في سرتك، فامتثل المأمور فعوفي و ذهب منه الشقاق.

و يستحب الادهان بدهن الزنبق و هو الرازقي و يسمي: الكيس أيضا، والسعوط به، لما ورد من أنه ليس شي ء خيرا منه للجسد. و أن فيه لمنافع كثيرة وشفاء من سبعين داء. و كان باب الحوائج عليه السلام يستعط به.

و يستحب أكل دهن الزيت والادهان به، فان من فعل ذلك لم يقربه الشيطان أربعين صباحا.

و يستحب السعوط بدهن السمسم، لما روي من حب النبي صلي الله عليه و آله وسلم ذلك، و كان هو صلي الله عليه و آله وسلم اذا اشتكي رأسه استعط بدهن الجلجان و هو السمسم.



[ صفحه 611]



و يستحب عند الادهان الابتداء بالرأس، ثم باللحية، ثم بالحاجبين، ثم الشارب. و يستحب ادخاله الأنف وشمه، كل ذلك تأسيا بالنبي صلي الله عليه و آله وسلم.

و يستحب دهن الحاجبين عند الصداع، و كون دهن الشارب غير دهن الحاجبين جنسا.

و يستحب وضع الدهن علي الراحة. أي الكف - و قول: «اللهم اني أسألك الزين والزينة والمحبة في الدنيا، و أعوذ بك من الشين والشنآن والمقت في الدنيا والآخرة»، ثم جعله علي اليافوخ [4] ، ثم علي الحاجبين واللحية والصدر و غيرها.

و قال الرضا عليه السلام: من أراد أن لا يشتكي سرته فيدهنها متي دهن رأسه، و من أراد أن لا تنشق شفتاه لا يخرج فيها ناسور فليدهن حاجبه من دهن رأسه.



[ صفحه 612]




پاورقي

[1] القشف: قذر الجلد، ورثاثة الهيئة، و سوء الحال، و رجل قشف. ككتف - لوحته الشمس أو الفقر فتغير. مجمع البحرين.

[2] لم أجد رواية تشير الي الاستحباب و انما توجد رواية في الكافي: 6 / 520 باب كراهية ادمان الدهن برقم 1 بسنده عن أبي عبدالله 5 قال: لا يدهن الرجل كل يوم، يري الرجل شعثا لا يري متزلقا كأنه امرأة.

[3] الكافي: 6 / 520 باب كراهية ادمان الدهن برقم 3 بسنده عن اسحاق بن جرير، قال: قلت لأبي عبدالله 5: في كم ادهن؟ قال: في كل سنة مرة فقلت: اذن يري الناس بي خصاصة، فلم أزل أماكسه، فقال: ففي كل شهر مرة لم يزدني عليها، و حديث 2.

[4] اليافوخ: أعلي الدماغ. مجمع البحرين.