بازگشت

النورة في أحاديث أهل البيت


ان السنة في ذلك طلي النورة في كل اسبوع، فان لم يكن ففي كل خمسة عشر يوما، و ان من أتت عليه عشرون يوما فليستدن علي الله عزوجل وليتنور. و ان من تركه أكثر من شهر فلا صلاة له. و ان من أتت عليه أربعون يوما و لم يتنور فليس بمؤمن، ولا مسلم، و لا كرامة. و ان من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما. و انه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تدع منها فوق عشرين يوما. و يستحب اكثار طلي النورة في الصيف. فان طلية في الصيف خير من عشر في الشتاء. و ظاهر جملة من الأخبار استحباب الطلي ولو بعد يومين. وورد أن طول شعر الجسد يقطع ماء الصلب، و يخي المفاصل، و يورث الضعف والكسل و ان ازالة شعر الجسد بالنورة من أخلاق الأنبياء. و أنه تزيد ماء الصلب، و تقوي البدن، و تزيد في شحم الكليتين،و تسمن البدن.

و يستحب لمن أراد التنوير أن يأخذ جزء من النورة باصبعه و يجلعه علي طرف أنفه و يقول: «اللهم ارحم سليمان بن داود كما أمرنا بالنورة» أو يقول: «صلي الله علي سليمان بن داود كما أمرنا بالنورة» فانه لا تحرقه النورة ان شاء الله تعالي.



[ صفحه 618]



و أن يقول بعد الاطلاء: «اللهم طيب ما طهر مني، و طهر ما طالب مني، و أبدلني شعرا طاهرا لا يعصيك، اللهم اني تطهرت ابتغاء سنة المرسلين، و ابتغاء رضوانك و مغفرتك فحرم شعري و بشري علي النار، و طهر خلقي، و طيب خلقي، و ذك عملي، و اجعلني ممن يلقاك يوم القيامة علي الحنيفية السمحة السهلة ملة ابراهيم خليلك عليه السلام و دين محمد صلي الله عليه و آله وسلم حبيبك و رسولك، عاملا بشرايعك، تابعا لسنة نبيك، آخذا به، متأدبا بحسن تأديبك، و تأديب رسولك، وتأديب أوليائك الذين غذوتهم بأدبك، و زرعت الحكمة في صدورهم، و جعلتهم معادن لعلمك، صلواتك عليهم» فان من قال ذلك طهره الله من الأدناس في الدنيا و من الذنوب، وبدله شعرا لا يعصي، وخلق الله بكل شعرة من جسده ملكا يسبح له الي أن تقوم الساعة،و أن تسبيحة من تسبيحهم تعدل بألف تسبيحة من تسبيح أهل الأرض.

و في الرسالة الذهبية للرضا عليه السلام: انه اذا أردت استعمال النورة ولا يصيبك قروح، و لا شقاق، و لا سواد، فاغتسل بالماء البارد قبل أن تتنور.

و من أراد دخول الحمام للنورة فليجتنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة، و هو تمام يوم، و ليطرح في النورة شيئا من الصبر والأقاقيا والح، و يجمع ذلك و يأخذ منه اليسير اذا كان مجتمعا أو متفرقا، و لا يلقي في النورة شيئا من ذلك حتي تماث النورة بالماء الحار الذي طبخ فيه بابونج و مرزنجوش، أو ورد بنفسج يابس، و جميع ذلك أجزاء يسيرة مجموعة أو متفرقة بقدر ما يشرب الماء رائحته، وليكن الزرنيخ مثل سدس النورة، و يدلك الجسد بعد الخروج بشي ء بقلع رائحتها كورق الخوخ، والعصفر، والحناء، والورد، و السنبل منفردة أو مجتمعة. و من أراد أن يأمن احراق النورة فليقلل من تقليبها، و ليبادر اذا عمل في غسلها و أن يمسح البدن بشي ء من دهن الورد، فان أحرقت البدن. والعياذ بالله - يؤخذ عدس مقشر يسحق ناعما و يداف في ماء ورد وخل يطلي به الموضع الذي أثرت فيه النورة، فانه يبرأ باذن الله تعالي.

والذي يمنع من آثار النورة في الجسد هو أن يدلك الموضع بخل العنب المعنصل الثقيف و دهن الورد دلكا جيدا. انتهي ما في الرسالة الذهبية.

ويكره جلوس المتنور حال كونه عليه، لأنه يخاف منه عليه الفتق، و لذا مر أنه اذا أراد البول يبول قائما.



[ صفحه 619]



و يكره النورة يوم الأربعاء فانه يوم نحس مستمر، والتنوير فيه يورث البرص، و يجوز في سائر الأيام.

و اختلفت الأخبار في التنوير يوم الجمعة، ففي جملة منها المنع منه لأنه يورث البرص، و في جملة أخري انكار كراهته معللا بأنه: أي طهور أطهر من النورة يوم الجمعة؟!

و عن الصادق عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم كان يطلي العانة و ما تحت الاليين في كل جمعة.

و حمل بعض الأصحاب أحاديث الكراهة علي التقية، أو علي أنها منسوخة بفعله صلي الله عليه و آله وسلم، و بأخبار عدم الكراهة.

و يجوز دلك الجسد بعد النورة بكل من النخالة والدقيق المجرد والملتوت بالزيت، و ليس ذلك في الاسراف، لما ورد في ذلك من أنه ليس فيما أصلح البدن اسراف، انما الاسراف فيما أتلف المال و أضر بالبدن.

و يستحب خضاب جميع البدن من القرن الي القدم بالحناء بعد النورة، فان من فعل ذلك نفي عنه الفقر، و أمن من الجنون، و الجذام، والبرص، والأكلة الي أن يتنور مرة أخري.

و يجوز تولية الغير طلي ما عدا العورة من الجسد النورة.

و لا يكره الازار فوق النورة.

و يمكن القول باستحباب ازالة شعر الصدر واليدين والرجلين و نحوهما أيضا، لما عن أميرالمؤمنين عليه السلام من أن كثرة الشعر في الجسد تقطع الشهوة.

و ما عن الصادق عليه السلام أنه ما كثر شعر رجل قط الا قلت شهوته.



[ صفحه 620]