بازگشت

آداب الاكل والشرب و متعلقاتهما في أحاديث أهل البيت


و فيه مقامات:

الأول: يجب الأكل والشرب عند الضرورة اليهما، و ينبغي الاقتصار في الأكل - سيما لصاحب الأوجاع والتخم والمزاج الضعيف - علي لقمة الصباح والغداء والعشاء، و عدم الأكل بينها، وقد ورد أن لقمة الصباح مسمار البدن،



[ صفحه 632]



وورد استحباب أكل شي ء ولو خبزا و ملحا قبل الخروج من المنزل، فانه أعز للمؤمن و أقضي لحاجته. وورد أن في الأكل بين الأكلات المزبورة فساد البدن.

و يستحب العشاء ولو بلقمة من خبز، ولو بشرية من ماء، فانه قوة للجسم. و صالح للجماع، و يتأكد الاستحباب في حق الكهل - و هو من تجاوز الثلاثين - و الشيخ [1] - و هو من تجاوز الأربعين - و ينبغي للرجل اذا أسن أن لا يبيت الا وجوفه ممتلي من الطعام. يعني امتلاء غير مكروه...

ويكره ترك العشاء سيما ليلتي السبت و الأحد متواليتين، فان من تركه فيهما ذهبت منه قوة لا ترجع اليه أربعين يوما.

وورد أن في ترك العشاء خراب البدن، و انه ينقص قوة لا تعود اليه، و ان طعام الليل أنفع من طعام النهار، و ان في الجسد عرقا يقال له: عرق العشاء، فاذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق حتي يصبح، يقول: أجاعك الله كما أجعتني، و أظماك الله كما ظمأتني.

و يستحب البكور في الغداء، فانه يطيل العمر، و كون العشاء بعد صلاة العشاء، فانه عشاء النبيين و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.

و يكره الأكل في حال الجنابة، لأنه يورث الفقر، و يخاف عليه من البرص. و تخف الكراهة أو ترتفع يغسل اليدين و المضمضة، و أفضل من ذلك الوضوء.

و يستحب غسل اليدين جميعا قبل أكل الطعام و بعده و ان لم يأكل الا باحداهما، و قد ورد أنهما يذيبان الفقر، و يزيدان في الرزق، و ان أوله ينفي الفقر، و آخره ينفي الهم. ان من غسل يده قبل الطعام و بعده عاش في سعة، و عوفي من بلوي جسده. و انه زيادة في العمر، و اماطة للغمر [2] [خ. ل: عن الثياب]، و يجلو البصر. و لا فرق بين كون الطعام مايعا كالمرق أو غير مايع كالخبز و نحوه، و لا بين كونه يباشر بيده أو بآلة كالملعقة. و ينبغي عدم مسح اليد من الغسل قبل الطعام



[ صفحه 633]



بالمنديل، والأكل قبل أن تيبس، فانه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد.

و يستحب أن يبدأ صاحب الطعام في الضيافة قبل الضيف بغسل اليد قبل الطعام، ثم من علي يمينه، ثم يدور عليهم الي الأخير.

و في الغسل الأخير يبدأ بمن علي يسار صاحب المنزل أو يسار باب المجلس، و يكون صاحب الطعام آخر من يغسل.

و يستفاد من بعض المراسيل أن مراعاة الترتيب المذكور انما هو حيث لا يكون في المجلس امام أو فقيه عدل، والا بدأ بهما، والله العالم. و كذا يستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل قبل الجميع، و يكون هو آخر من يمتنع من الأكل.

و كذا الحال في رئيس المجلس الذي يحتشمه أهل المجلس. و يستحب أن تجمع غسالة الأيدي في اناء واحد عند تعدد الغاسلين، لأنه أدعي للمحبة، و يحسن الأخلاق.

و يستحب أن يدعو اذا وضعت المائدة بين يديه بالمأثور، مثل قول: «اللهم هذا من منك و من فضلك وعطائك، فبارك لنا فيه، و سوغناه، وارزقنا خلفا اذا أكلناه فرب محتاج اليه، رزقت فأحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرين» و قول: «سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك اللهم ما أكثر تا تعطينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا و علي فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات».

و يستحب أن يجلس عند ارادة الأكل جلسة العبد، و يأكل أكل العبيد من حيث التواضع.

وورد أن النبي صلي الله عليه و آله وسلم كان يجلس عند الأكل علي نحو جلوس التشهد، وكان يضع ركبته اليمني علي اليسري، و ظاهر رجله اليمني علي باطن رجله اليسري.

ويكره الأكل علي السرير، والتريع أيضا. بوضع احدي الرجلين علي فخذ الأخري - و منبطحا علي البطن، و متكئا علي الظهر، أو أحد الشقين كما يصنعه الملوك والمتكبرون، و لا بأس بالاعتماد علي اليسري، بل لا يبعد استحبابه.

ويكره الأكل في السوق، و أما ماشيا فقد ورد النهي عنه، وورد صدوره



[ صفحه 634]



منهم عليهم السلام، وحيث أن الفعل مجمل، فلعل ما صدر منهم عليهم السلام كان في مقام الضرورة [3] ، فالأولي تركه عند عدم الضرورة.

و يستحب عند الشروع في الأكل التسمية، فان من سمي بعد عنه الشيطان، ولم يسأل عن نعيم ذلك، و من لم يسم أكل الشيطان معه.

وورد أنه اذا وضعت المائدة حفها أربعة آلاف ملك، فاذا قال العبد: بسم الله، قالت الملائكة: بارك الله عليكم في طعامكم، ثم يقولون للشيطان: أخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم، فاذا فرغوا فقالوا: الحمدلله، قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم، و اذا لم يسموا قالت الملائكة للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم، فاذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله عليها، قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم.

ويستحب أن يسمي عند أكل كل لون علي انفراده، و علي كل لقمة. وقد ضمن أميرالمؤمنين عليه السلام لمن سمي عند أكل الطعام أن لا يضره، فقيل له: قد سميت وضرني، فقال: لعلك أكلت ألوانا فسميت علي بعضها دون بعض.

و يستحب اعادة التسمية عند قطعها بالكلام، ولو قال: بسم الله علي أوله و آخره: قيل: أجزأ. ولو نسي التسمية في الابتداء أستحب له ذلك حيثما ذكر، بقول: بسم الله علي أوله و آخره فانه اذا سمي عند التذكر تقيأ الشيطان ما أكل، و أستقل الانسان بالطعام.

و يستحب التحميد بعد التسمية، فقد ورد أن من قال عند رفع اللقمة: بسم الله و الحمدلله رب العالمين، ثم وضع اللقمة في فيه، غفر الله له ذنوبه قبل أن تصير اللقمة الي فيه.

و يستحب عند ارادة الأكل أن يقول: «اللهم اني أسألك خير الأسماء مل ء الأرض والسماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر معه داء».

و اذا خاف من أكل شي ء قال: «بسم الله خير الأسماء، بسم الله مل ء الأرض والسماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر مع اسمه شي ء و لا داء»، و يأكل فانه لا يضر مع هذا الدعاء شي ء.



[ صفحه 635]



ويكره رد السائل بعد حضور الطعام.

و ينبغي عند أكل طعام ذي رائحة اطعام من يشم رائحته.

و يستحب الابتداء عند الأكل بالملح أو الخل، والختم بشي ء منهما أو بهما، أو الابتداء بالملح والختم بالخل. وقد ورد أن من افتتح طعامه بالملح و ختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلاء، منها الجنون والجذام والبرص و وجع الحلق الأضراس و وجع البطن.

و أن الناس لو علموا ما في الملح لاختاروه علي الترياق المجرب. و أن من ذر الملح علي أول لقمة فأكلها استقبل الغني، و أن الله و ملائكته يصلون علي خوان عليه خل و ملح.

وورد أن البدأة بالخل ليشد الذهن، و يزيد في العقل.

وورد أنهم عليهم السلام كانوا يبدأون بالملح و يختمون بالخل.

و يستحب الأكل باليمين مع الاختيار دون الشمال و دونهما. نعم ورد أن شيئين يؤكلان باليدين جميعا: العنب والرمان.

و يستحب تصغير اللقمة، و اجادة المضغ، و قلة النظر في وجوه الناس، و خلع النعل عند الأكل، و عدم الأكل الا مع الجوع، بل يكره الأكل علي الشبع و عدم الجوع، لأنه يورث البرص والحماقة والبله. وعن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال للحسن عليه السلام: ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال: بلي، قال: لا تجلس علي الطعام الا و أنت جائع، و لا تقم عن الطعام الا و أنت تشتهيه، وجود المضغ، و اذا نمت فاعرض نفسك علي الخلاء، فاذا استعملت هذا أستغنيت عن الطب.

و يستحب طول الجلوس علي المائدة، فانه لا يحسب من العمر، والحمد والشكر في الأثناء، و رفع الصوت بذلك، وترك أستعجال الذي يأكل وان كان عبدا، و كذا محادثته المانعة من الأكل لا مطلق الكلام كما يزعم، غايته اقتضاء الكلام تجديد التسمية كما مر.

ويكره الأكل من رأس الثريد، و يستحب الأكل من جوانبه و مما يليه لا مما في قدام غيره.

و يستحب الأكل بثلاث أصابع أقلا، وهي الابهام والسبابة والوسطي،



[ صفحه 636]



و أفضل منه الأكل بالجميع، بل بالكف. و يكره الأكل بالأصبعين فانه أكل الشيطان.

ويكره رمي الفاكهة قبل استقصاء أكلها، بل يتم أو يطعم الباقي محتاجا. و يكره وضع منديل علي الركبتين فوق الثوب عند الأكل.

و يستحب مناولة المؤمن القمة والماء والحلواء، وقد كان النبي صلي الله عليه و آله وسلم اذا أكل لقم من بين عينيه، و اذا شرب سقي من عن يمينه. و عن الصادق عليه السلام: ان من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله عنه بها مرارة يوم القيامة.

و يستحب اذا حضر الخبز أن لا ينتظر به غيره، و أكله اذا حضر قبل اللحم والأدام.

ويكره وضع الخبز تحت القصعة وشمه و قطعه بالسكين، بل يستحب كسره باليد. و يكره أيضا قطعه بالسن، وقد عد من مورثات الفقر، وورد في بعض الأخبار عدم البأس بقطعه بالسكين عند عدم الأدام.

و يكره أكل الطعام الحار جدا، لأنه ممحوق البركة، و للشيطان فيه نصيب، بل يستحب تركه حتي يبرد لكن لا بالمرة، بل يستحب أكله قبل أن تذهب حرارته بالكلية، و ذكر النار عند احساس حرارته. وقد ورد أن البركة في السخونة، و أن الطعام السخن أطيب.

ويكره النفخ في الطعام و الشراب، سيما اذا كان معه من يخاف أن يعافه. وورد عدم البأس بالنفخ علي الطعام ليبرد، و احتمل حمله علي حال الاستعجال والضرورة.

و يكره التملي من المأكل، لأن الله يبغض كثرة الأكل.

وقد ورد أن أقرب ما يكون العبد الي الشيطان حين يملأ بطنه، وما من شي ء أبغض الي الله سبحانه من بطن مملوة، وليس شي ء أضر علي قلوب المؤمنين من كثرة الأكل، و أنها تذهب بماء الوجه.

وورد الأمر بجعل ثلث البطن للطعام، و ثلث للشراب، و ثلث للنفس، ولو وصل التملي الي حد الافراط حرم. [4] .



[ صفحه 637]



ويكره ارتكاب ما يورث التخمة، فقد ورد أن كل داء من التخمة الا الحمي فانها ترد ورودا.

ويستحب التحميد عند الشبع من الطعام، فان من فعل ذلك لم يسأل عن نعيم ذلك.

وورد أن ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة، فيسمون في أول طعامهم و يحمدون في آخره، فترفع المائدة حتي يغفر لهم.

وورد استحباب أن يقول: «الحمدلله الذي يطعم و لا يطعم». و يستحب اذا رفعت المائدة الدعاء بالمأثور و هو قول: «الحمدلله الذي حملنا في البر والبحر، و رزقنا من الطيبات، وفضلنا علي كثير ممن خلق [خلقه] تفضيلا، الحمدلله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا و أيدنا و آوانا و أنعم علينا و أفضل، «الحمدلله الذي يطعم ولا يطعم» و قول: «الحمدلله هذا منك و من محمد صلي الله عليه و آله وسلم» و قول: «الحمدلله الذي أشبعنا في جايعين، و أروانا في ضامئين، و آوانا في ضائعين، و حملنا في راجلين، و آمننا في خائفين، و أخدمنا في عانين» و قول: «اللهم لك الحمد بمحمد رسولك صلي الله عليه و آله وسلم [لك الحمد]، اللهم لك الحمد صل علي محمد و علي أهل بيته».

و يستحب الدعاء لصاحب الطعام بعد الفراغ منه.

و يستحب غسل اليدين بعد الطعام، كما مر.

و يستحب مسح الوجه والرأس والحاجبين ببلل هذا الغسل، و قول: «الحمدلله المحسن المجمل المنعم المفضل، اللهم اجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و [خ.ل: لا] ذلة، اللهم اني أسألك الزينة والمحبة، و أعوذ بك من المقت والبغضة»، فقد ورد أن ذلك يدفع رمد العين.

و أرسل عدل ثقة أمين قدس سره منذ نيف و عشرين سنة رواية باستحباب المضمضة عند الغسل بعد الطعام مرتين، و ابتلاع ماء المضمضة الأولي، فانه لا يمر بدا الا أزالة، و قذف ما المضمضة الثانية، فانه داء، ولكني لم أعثر علي هذه الرواية الي الآن، وليته. قدس سره - كان حيا فاستعلمه محلها (مرآة الكمال لعبدالله المامقاني).

و يستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر الغسل الأخير، لا الغسل قبل الطعام كما مر.



[ صفحه 638]



و يستحب غسل أيدي الصبيان أيضا من الغمر، فان الشيطام يشم الغمر، فيفزع الصبي في رقاده و يتأذي به الملكان.

و يستحب أن يلعق الانسان بعد الأكل أصابعه في فيه فيمصها قبل الغسل الأخير، فانه اذا فعل ذلك قال الله عزوجل: بارك الله فيك. و ان يلطع ظرف الطعام، فان من لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها.

و يكره مسح اليد بالمنديل وفيها شي ء من الطعام حتي يمصها، أو يكون الي جانبه صبي فيمصه.

و يكره ايواء منديل الغمر في البيت فانه مريض الشيطان.

و يستحب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسعد [5] ، فانه يطيب الفم، و يزيد في الجماع، و لا تصيبه علة في فمه، و غسل خارجة بالأشنان، من دون أن يأكل شيئا منه، فان أكله يبخرالفم، و يورث السل، و يذهب بماء الظهر، و يوهن الركبتين.

و يستحب تخليل الأسنان بعد الأكل، فانه يطيب الفم، و ينقيه، و يصلح اللثة والنواجذ، و يجلب الزرق. و يكره تركه لتأذي الملاكة من ريح ما بين الأسنان. و يجوز الخلال بكل عود، ويكره بعود الريحان والرمان، فانهما يهيجان عرق الجذام، و بالقصب والآس [6] ، فانهما يحركان عرق الأكلة [7] ، و بالطرفاء [8] فانه يورث الفقر.

و روي ان من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أيام.

و يستحب أكل ما دار عليه اللسان من بقية الطعام و أخرجه، ورمي ما أخرجه الخلال و ما كان في الأضراس، فان ابتلاعه يورث جراعة الأمعاء. و يكره ازدراد [9] ما يتخلل به فان منه يكون الدبيلة. و هي الطاعون - و دمل يكون في الجوف، و يقتل صاحبه غالبا.



[ صفحه 639]



و يستحب تتبع ما يسقط من الخوان في المنزل من الطعام و لو مثل السمسم و أكله، فانه شفاء من كل داء، و ينفي الفقر عنه، وعن ولده الي السابع، و يكثر الولد، و أنه مهور حور العين،و أنه أمان من الجنون و الجذام، والبرص، والمرة الصفراء، والحمق، و هذا بخلاف الصحراء، فان المسنون فيها ترك ما يسقط من سفرته للطير والسبع ولو كان فخذ شاة.

و ينبغي اكرام الطعام ويكره ان يداس بالرجل، بل لعله يحرم اذا كان بقصد الاهانة [10] ، و كذا يكره ان تداس السفرة بالرجل، و يكره الأكل علي الخوان المرتفع من الأرض، لأنه من فعل المتكبرين، و اذا حضر الطعام في وقت الصلاة، فان لم يؤد الأكل الي فوات وقت الفضيلة أو عروض الكسل المانع من التوجه قدم الأكل، والا قدمت الصلاة.

و يستحب بعد الطعام - سيما الغداء - الاستلقاء و وضع الرجل اليمني علي اليسري، ويكره عند الجشاء رفع الرأس الي السماء، وكذا عند البزاق. و يستحب تقصير الجشاء [11] اذا أمكن و [قول]: «الحمدلله» بعده، لأنه نعمة من الله سبحانه.

و يستحب الاجتماع علي أكل الطعام، و أكل الرجل مع عياله و مماليكه صغارا و كبارا و خدمه حتي السودان والبواب والسايس والحجام، وكثرة الأيدي علي الطعام، بل يكره عزل مائدة للسودان والخدم.

وقد ورد ان من عزل ملعون، ويستثني من ذلك ما اذا حضر من يعد ذلك نقصا علي [الرجل] الجليل [12] ، لأمر الرضا عليه السلام بتفرق هؤلاء عند احساس مجي ء المأمون لعنه الله.



[ صفحه 640]



ويكره أكل الزاد منفردا، و كذا الأكل مع المرأة في اناء واحد، فانه يورث النسيان.

و ورد النهي عن الأكل مع الأم، مخافة سبق اليد الي ما سبقت عينها اليه فيوجب العقوق، وقد علل مولانا السجاد عليه السلام عدم أكله مع أمه أيضا بذلك.

و يستحب أكل سؤر المؤمن وشربه، لأنه شفاء من كل داء. و يكره سؤر مالا يؤكل لحمه اذا كان طاهر العين سيما الفار فان سؤره يورث النسيان.

و يحرم حضور مائدة يشرب عليها الخمر [13] أو غيرها من المسكرات، سواء أكل من محلل تلك المائدة أم لم يأكل، و ان أكل كان عاصيا، ولم يكن ما في بطنه محرما. ما لم يأكل من المحرم، و ان جيي ء بالمسكر في أثناء المائدة وجب القيام منها، و أما الحضور علي مائدة يعصي عليها بغير شرب المسكر فلا يحرم [14] ، الا أن يتوقف النهي عن المنكر. مع اجتماع شرايطه - علي القيام، أو ترك الأكل، فانه يجب لذلك. [15] .

و يحرم الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة [16] .

ويكره ترك الاناء الذي فيه شي ء من المأكول والمشروب بغير غطاء، فان الشيطان يبزق فيه و يأخذ منه شيئا، و يستفاد من بعض الأخبار كراهة القيام في أثناء الطعام قبل الفراغ منه حتي لاحترام المولي.



[ صفحه 641]




پاورقي

[1] الشيخ هو من جاوز سنه أربعين سنة، والشاب من تجاوز البلوغ الي ثلاثين سنة، و ما بينهما كهل، فالشيخ فوق الكحل. (مجمع اللبحرين).

[2] و الغمر - بالتحريك - الدسم و الزهوة من اللحم، و منه الحديث: لا يبيتن أحدكم ويده غمرة. (مجمع البحرين).

[3] أو لبيان أصل الجواز.

[4] وذلك لأن الافراط في التملي وكثرة الأكل يوجب الاضرار بالنفس و هو محرم شرعا.

[5] السعد. بضم السين - طيب معروف بين الناس، و منه الحديث: اتخذوا السعد لأسنانكم فانه يطيب الفم. مجمع البحرين.

[6] الآس: فسره المجلسي (قدس سره) بسعف النخل. [منه (قدس سره)].

[7] الآكلة: تسوس الأسنان.

[8] الطرفاء: عود وحش.

[9] الازدراد: هو الابتلاع.

[10] لا ريب عند المتشرعة عملا ولدي الفقهاء فتوا أن اهانة الخبز محرمة بلا ريب، بل اهانة غير الطعام محرمة ان رجعت الاهانة الي اهانة صانعها، نعم ربما يناقش في مصداق الاهانة، فتدبر.

[11] التجشي: اخراج ريح من الفم مع الصوت عند الشبع.

[12] أقول: اذا كان عزل المائدة ناشئا عن تكبر الشخص و ترفعه علي من حضره فذاك محرم قطعا، واللعن في الحديث محمول عليه. أما اذا لم يكن عن ذلك فلا دليل عليه، بل ربما في بعض الموارد يكون مكروها كما اذا كان عدم عزل المائدة موجبا لتحقير المؤمن، بل ربما يكون حراما، فتفطن.

[13] أقول: اذا كان حضوره علي المائدة التي يشرب عليها الخمر يصدق عليه عرفا امضاء و موافقة أو ترويجا لذلك المحرم كان حضورا محرما قطعا، و ان كان غيابه عن تلك المائدة موجبا للارتداع أو مصداقا لانكار المنكر كانت غيبته واجبا بلا ريب، و ربما يناقش في بعض مصاديق المسألة، فتدبر.

[14] لعدم دليل صالح علي الحرمة بالعنوان الأولي، و عند الشك فالمعول عليه أصالة حلية الجلوس، و عدم وجوب القيام عن المائدة.

[15] و ذلك لدليل وجوب النهي عن المنكر ان اجتمعت شرائطه.

[16] حرمة الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة مما قام الاجماع عليه بين الامامية، بل ادعي اجماع المسلمين عليه، و قد وردت روايات كثيرة في الباب ولا تخلو بعضها من مناقشة، والعمدة في الحكم هو الاجماع المحقق، ولا وجه للمناقشة في دلالة بعض النصوص أو سندها بعد ثبوت الاجماع. نعم الحكم بجواز اقتنائها للزينة و عدم الجواز، فهو مما يقع الكلام فيه، والمشهور بين المتأخرين الجواز، والله الهادي الي الصواب.