بازگشت

وقت تناول الغذاء


و أما وقت تناول الغذاء فينبغي أن يكون بعد أن تتحرك الشهوة حركة مستلذة مستبانة، و ينصرف الطعام الأول، و تهش النفس للطعام الثاني، و تشتاق اليه بنصف ساعة، أو ساعة ولا يجاوز ذلك ساعتين، و بعد النوم الأطول و خروج ثفل [1] الطعام المتقدم و فقد جشائه.



[ صفحه 655]



و علي أن الشهوة لا تتحرك الا بعد ذلك في أكثر الأمور، و العماد عليها. فانه ان وقع تناول الغذاء قبل هذا القوت، فسد الهضم بمقدار الحاجة الي تأخيره، و مال الكيموس [2] الي النهوة و البلغم، و ولد علي الأيام أمراضا و أوجاعا في المعدة و الكبد و سقوط شهوة.

و ان تأخر عن هذا الوقت فسد الهضم أيضا بمقدار الحاجة الي تقديم وقت الطعام، و مال الكيموس الي المرار و التشيط و الاحتراق، و تتولد علي الأيام أمراض مرارية، و ضعف البدن، واصفر اللون. و ربما انصب الي المعدة في مثل هذه الأحوال، أعني المدافعة بتناول الغذاء مع صحة الشهوة، و أفسد الطعام ان تنوول في ذلك الوقت.

و لذلك ينبغي متي ذهبت الشهوة بعقب طول هيجانها، و كان مع الامتناع من الغذاء، أن يشرب جلاب [3] أو ماء العسل، الأوفق منهما بحسب المزاج و الزمان، و يتمشي. فان جاء قي ء أو اسهال فذاك، و ان لم يجي ء سكن أو نام الي أن ينطلق و تعاود الشهوة ثم يتناول الغذاء.


پاورقي

[1] الثفل: ما يتبقي من المادة بعد عصرها.

[2] الكيموس: الخلاصة الغذائية، و هي مادة لبنية بيضاء صالحة للامتصاص تستمد الأمعاء من المواد الغذائية أثناء مرورها بها.

[3] الجلاب: شراب يعقد بالسكر أو العسل و ماء الورد (فارسية) و الجلاب أيضا: شراب يتخذ من نقيع الزبيب.