بازگشت

عدد مرات الغذاء


و أما عدد مرات الغذاء فينبغي أن يكون بحسب العادة، و حسب الاحتمال، و حال المعدة.

فان من كانت عادته جارية بأن يأكل في النهار مرة الي أن صار أن يأكل مرتين علي غير تدريج طويل الي ذلك، ساء هضمه و فسد الي النهوة. فمن جرت عادته بالأكل مرتين، ان هو أكل مرة واحدة ضعف بدنه و نهك، و سقطت قوته، و عرضت له أمراض مرارية و يابسة.

و من كان جيد الهضم، كثير اللحم و الدم، فينبغي أن يتدرج الي اكثار مرات الغذاء، لأن قوة البدن و خصبه تابع لكثرة الغذاء بعد أن ينهضم هضما محمودا و بالضد. و لذلك يجب أن يتدرج من يحتمل أن يأكل مرة أخري في اليوم والليلة الي ذلك، فيقل مقدار الأكلة الثانية، ثم يزيد قليلا قليلا حتي يعتدل و يبلغ من ذلك غاية ما يحتمله، و هو أن لا يعرض معه الأعراض التي وصفنا من تمدد المعدة والجشاء الحامض، و نحو ذلك.

و من كانت معدته صغيرة فهو يضطر الي أن يأكل مرتين أو مرات، لأن مثل هذه المعدة لا تفي بأن يردها ما يحتاج اليه البدن من الغذاء ضربة واحدة لصغرها. فاذا كان الانسان يصيبه ثقل في المعدة و تمدد، و هو من ذلك يجوع بعد قليل و ينحف بدنه علي الأيام، فان معدته لا تفي لصغرها بمقدار ما يحتاج اليه البدن في غذائه. و لذلك يحتاج أن يأخذ من الطعام بمقدار ما لا يقع منه تمدد في معدته، و يأكل أكلة أخري بعد هضم الأول. فان أكل من هذه حاله حتي تثقل معدته في ضربة واحدة لم يستمره، و ان أكل ضعفي ذلك الطعام الذي يثقل معدته في مرة واحدة أو أضعافه في مرتين أو ثلاثة استمراه استمراء محكما. فينبغي أن يتفقد هذه المعاني، ثم تكون مرات الغذاء بحسبها.