بازگشت

شرب الماء علي الطعام


و أما شرب الماء علي الطعام فينبغي أن يكون أقل المقدار الذي يمكن ما دام



[ صفحه 657]



يأكل، و بعد أن يدع الأكل بساعة. و لا يستوفي، بل يجرع الماء جرعا، و يكون باردا يبلغ قليله من تسكين العطش مبلغا تاما، لأن الماء اذا كثر في هذا الوقت منع المعدة من الاحتواء علي الطعام، و ولد النفخ و القراقر [1] و التمدد، و ساء الهضم الي النهوة. و في أكثر الأمر، يخرج الطعام عن المعدة قبل وقته، و يورث انطلاق البطن، و ربما أورث القي ء فنهك عليه البدن وضعف، و صار صاحبه معودا.

و أما قلة الشرب علي المائدة فمحمود، ان لم يكن معه عطش و كان الآكل لا يحتمل ذلك بعد شربه. فانه ان فعل الآكل ذلك نشط الطعام في المعدة و استوي و فسد، و هاج منه الجشاء الدخاني.

و لذلك ينبغي أن لا يحتمل الآكل العطش تحملا شديدا، و أن لا يميل أيضا الي الماء البارد و اعطاء نفسه ريها و شهوتها. لكن يكسر ثائرة العطش قليلا قليلا ما دام و بعد ذلك بساعة أو أكثر، الي أن يري المعدة قد خفت قليلا و نزل الطعام عنها، ثم يشرب من الماء ما تدعوه اليه نفسه.


پاورقي

[1] القراقر: الصوت الذي يصدره البطن.