بازگشت

المراقد و المساكن


و أما المراقد و المساكن فانها اذا كانت حارة عملت بعض عمل الحمام و الحركة بعد الطعام، و لم تجمع الحرارة الغريزية في قعر البدن، لكن تنشرها، فيبرد لذلك. و تمنع أيضا من الاستغراق في النوم، فيكثر لذلك التقلب و يسوء به الهضم، و يعطش به أيضا فضل اعطاش، فيضطر الي كثرة شرب الماء فتتضاعف البلية ان كان الماء مع ذلك حارا. و ذلك كله سبب لسوء الهضم ورداءته، و لذلك ان كان فيها عارض آخر مؤذ من نتن ريح أو جلة [1] أو بعض ما يؤذي و يمنع من الاستغراق في النوم.

و ليس ضرر المساكن الحارة قبل الطعام كضررها بعد الطعام. و علي أنه ينبغي أن يكون المرقد و المسكن غير مؤذ البتة، و لا يعرق فيهما صاحبهما و لا يقشعر، و يكون الي البرد أميل منه الي الحر، و الي الرطوبة أميل منه الي اليبس.


پاورقي

[1] الجلة: البعر و الروث.