ما لا يوافق المغتذي من طعام
و الطعام أيضا، و ان كان موصوفا بجودة الغذاء و لم يكن موافقا للمغتذي في وقته ذلك، لم يتولد عنه غذاء موافق، بل ضار. كما لا يولد لحوم الحملان و صفر
[ صفحه 660]
البيض في المحمومين كيلوسا موافقا لهم، و كما لا يولد التين و الجوز في المحرورين دما موافقا لهم، و لا ماء الشعير و الرائب في المفلوجين.
و في الأغذية المشهورة برداءة الخلط، كالجبن و النمكسود [1] و نحو ذلك، ما يوافق بدنا من الأبدان لخاصية فيها أو في ذلك البدن. و من الأغذية المشهورة بجودة الخلط، كلحوم الطيهوج و الدجاج و صفر البيض، ما يضر بدنا من الأبدان لخاصية فيها أو في ذلك البدن.
و لا سبيل الي معرفة هذا قياسا و استخراجا. و لذلك ينبغي أن يتعرف الآكل ما يلائمه و ما يوافقه، و ما لا يلائمه و لا يوافقه، بل يجده يضر به دائبا، فيجتنبه و يحذره و ان كان مشهورا بجودة الخلط، و يسأل الطبيب من يخدمه و يعالجه عما يعرفه من ذلك لئلا يشير عليه به.
و الطعام الحار بالفعل، و ان كان جيد الخلط، يرخي المعدة و يوهنها، فيفسد الهضم، و يثقل الرأس و يملأه بخارا.
و أما البارد جدا فانه يطفي ء حرارة المعدة، فيفسد لذلك الهضم أيضا، و ينحدر و هو فج سريعا غير منهضم و لا مستحيل، فيقل لذلك اغتذاء البدن منه. و الطعام غير المعتاد أيضا، و ان كان أحمد و أجود خلطا من المعتاد، كان المعتاد أوفق للمغتذي به، الا أن يتدرج الي اعتياد ذلك الأجود قليلا قليلا، الا أن يكون المعتاد رديئا جدا.
پاورقي
[1] النمكسود: لحم مقدد بالملح و مجفف بالشمس كالقديد.