بازگشت

دفع مضار الأغذية


الحامض يدفع اسخان الحلو، و اعطاشه، و توليده المرار، و تهييجه للدم، و احداثه للسدد.

والحلو يدفع تبريد الحامض للبدن، و مضرته للعصب، و تهييجه للرياح.

الحامض أيضا يدفع شدة اعطاش المالح، وشدة اسخانه.

والمالح يدفع عن لحامض غوصه في العصب و تلبسه به، والجشاء الحامض، والحموضة، والحرقة الكائنة علي فم المعدة منه.

والدسومة [1] تذهب بقحل [2] الملوحة، و تجفيفه و تعصيبه و تخشينه لآلات الغذاء.

والمالح يصلح من ارخاء الدسم لآلات الغذاء، و يدفع ما يولد من البشاعة و اسقاط شهوة الطعام و ايهام الشبع قبل الاكتفاء من الغذاء.

والقابض يدفع عن الحلو و عن الدسم اطلاقهما للبطن، و ارخاءهما للمعدة.



[ صفحه 663]



والحلو يدفع عن القابض تخشينه للصدر، وشدة عقله للبطن. و كذلك يفعل الدسم بالقابض، الا أن الدسم مع ذلك يملس مع ذلك ما يولد القابض من الخشونة والجراشة، و يمنع توليده للدم السوداوي. و أما الحلو فليس له بذاته أن يملس و يغري، بل أن يجلو و يجرد. ولكن ليس جلاء و جردا شديدا.

والمر يمنع الحلو من توليد السدد. والمر يمنع الحلو من شدة التقطيع.

والحريف والسحج [3] والثقب والأكال والانجلاء والحامض والمر والحريف مما يلطف و يقطع. الا أن الحامض مع تقطيعه لا يسخن. والحريف يسخن اسخانا قويا. والمر يسخن باعتدال. والدسم والتفه من المغلظة. الا أن التفه يبرد مع التغليظ، و أما الدسم فلا.

و أما الحلو فله بذاته أن يلطف أدني تلطيف. ولكن لأن الطبيعة تمتاز منه امتيازا كثيرا لموافقته لها، يحدث عنه في كثير من المواضع تغليظ، ولا سيما ان كان من جرم غليظ كالتمر من المفردات، وكالعصيدة [4] والفالوذج [5] من المركبات، أو من جرم قابض كحب الآس والخرنوب الشامي.


پاورقي

[1] الدسومة: أي: الدسم.

[2] القحل: اليبس. والقحولة: اليبوسة. والقاحل: اليابس والمجدب.

[3] السحج: المتقشر.

[4] العصيدة: دقيق يخلط بالسمن ثم يطبخ، الجمع: عصائد.

[5] الفالوذج: حلواء تتخذ من الدقيق والماء والعسل.