بازگشت

التوحيد


1- سئل أبوالحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام عن شي ء من الصفة، فقال: لا تجاوز عما في القرآن.

2- وصفت لأبي ابراهيم عليه السلام قول هشام بن سالم الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم انه جسم فقال: ان الله تعالي لا يشبهه شي ء، أي فحش أو خني أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد و أعضاء، تعالي الله من ذلك علوا كبيرا.

3- قيل لأبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: ان هشام بن الحكم زعم أن الله جسم ليس كمثله شي ء، عالم، سميع، بصير، قادر، متكلم، ناطق، و الكلام و القدرة و العلم يجري مجري واحد، ليس شي ء منها مخلوقا.

فقال: قاتله الله أما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم معاذ الله و أبرء الي الله من هذا القول، لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي ء سواه مخلوق، انما تكون الأشياء بارادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان.

4- وصفت لأبي الحسن عليه السلام قول هشام الجواليقي و ما يقول في



[ صفحه 8]



الشاب الموفق و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال: ان الله لا يشبهه شي ء.

5- قال يعقوب بن جعفر سمعت أباابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام و هو يكلم راهبا من النصاري، فقال له في بعض ما ناظره: ان الله تبارك و تعالي أجل و أعظم من أن يحد بيد أو رجل أو حركة أو سكون، أو يوصف بطول أو قصر، أو تبلغه الأوهام، أو تحيط به صفة العقول أنزل مواعظه و وعده و وعيده، أمر بلا شفة و لا لسان، ولكن كما شاء ان يقول له كن فكان خبرا كما أراد في اللوح.

6- كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم، و هشام بن سالم في الصورة، فكتب عليه السلام: دع عنك حيرة الحيران، و استعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان.

7- وصفت لأبي ابراهيم عليه السلام قول هشام الجواليقي، و حكيت له قول هشام بن الحكم: انه جسم، فقال: ان الله لا يشبهه شي ء، أي فحش أو خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد أو أعضاء؟! تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا.

8- عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول لأبي: مالي رأيتك عند عبدالرحمن بن يعقوب؟

قال: انه خالي.

فقال له أبوالحسن عليه السلام: انه يقول في الله قولا عظيما، يصف الله تعالي ويحده، والله لا يوصف. فاما جلست معه و تركتنا و اما جلست معنا و تركته.



[ صفحه 9]



فقال: ان هو يقول ما شاء أي شي ء علي منه اذا لم أقل ما يقول؟

فقال له أبوالحسن عليه السلام: أما تخافن أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي و كان أبوه من أصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون موسي عليه السلام تخلف عنه ليعظه، و أدركه موسي و أبوه يراغمه حتي بلغا طرف البحر فغرقا جميعا، فأتي موسي الخبر، فسأل جبرائيل عن حاله، فقال له: غرق رحمه الله و لم يكن علي رأي أبيه، لكن النقمة اذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع!.

9- قال أبوابراهيم عليه السلام: لا اقول انه قائم فازيله عن مكان، و لا احده بمكان يكون فيه، و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح، و لا احده بلفظ شق الفم، ولكن كما قال عزوجل: (انما أمره اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون) بمشيئته من غير تردد في نفس صمدا فردا لم يحتج الي شريك يدبر له ملكه، و لا يفتح له أبواب علمه.

10- ذكر عند أبي ابراهيم عليه السلام قوم يزعمون أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا، فقال: ان الله لا ينزل و لا يحتاج الي أن ينزل، انما منظره في القرب و البعد سواء، لم يبعد منه قريب، و لم يقرب منه بعيد، و لم يحتج الي شي ء بل يحتاج اليه و هو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم.

اما قول الواصفين: انه ينزل تبارك و تعالي فانما يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة، و كل متحرك محتاج الي من يحركه أو يتحرك به، فمن ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له علي حد تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فان الله جل و عز من صفة الواصفين، و نعت الناعتين و توهم



[ صفحه 10]



المتوهمين؛ و توكل علي العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين.

11- قال أبوابراهيم عليه السلام: لا أقول انه قائم فأزيله عن مكانه، و لا أحده، بمكان يكون فيه و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح، و لا أحده بلفظ شق فم، ولكن كما قال الله تبارك و تعالي: (كن فيكون) بمشيئته من غير تردد في نفس، صمدا فردا، لم يحتج الي شريك يذكر له ملكه، و لا يفتح له أبواب علمه.

12- ذكر عند أبي ابراهيم موسي عليه السلام قوم زعموا: أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا فقال:

ان الله لا ينزل، و لا يحتاج ان ينزل، انما منظره في القرب و البعد سواء لم يبعد منه بعيد، و لا يقرب منه قريب، و لم يحتج الي شي ء بل يحتاج اليه كل شي ء، و هو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم!

أما قول الواصفين: انه ينزل تبارك و تعالي عن ذلك علوا كبيرا، فانما يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة، و كل متحرك الي من يحركه أو يتحرك به فمن ظن بالله الظنون فقد هلك، فاحذروا في صفاته من ان تقفوا له علي حد تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فان الله جل و عز عن صفة الواصفين، و نعت الناعتين و توهم المتوهمين.

13- سئل ابوالحسن موسي عليه السلام عن معني قول الله تعالي: (الرحمن علي العرش استوي).

فقال: استولي علي ما دق و جل.



[ صفحه 11]



14- و سأل رجل يقال له عبدالغفار السمي أباابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام عن قول الله تعالي: (ثم دنا فتدلي - فكان قاب قوسين أو أدني) قال: أري ها هنا خروجا من حجب، و تدليا الي الأرض، و أري محمدا رأي ربه بقلبه، و نسب الي بصره، فكيف هذا؟

فقال ابوابراهيم: (دنا فتدلي)، فانه لم يزل عن موضع و لم يتدل ببدن.

فقال عبدالغفار: اصفه بما وصف به نفسه حيث قال: (دنا فتدلي) فلم يتدل عن مجلسه الا و قد زال عنه، و لولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.

فقال ابوابراهيم عليه السلام: ان هذه لغة في قريش، اذا أراد رجل منهم ان يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت، و انما التدلي: الفهم.

15- قال أبوالحسن عليه السلام ليونس مولي علي بن يقطين: يا يونس لا تتكلم بالقدر.

قال: اني لا أتكلم بالقدر؛ ولكني أقول: لا يكون الا ما أراد الله و شاء و قضي و قدر.

فقال: ليس هكذا أقول؛ ولكني أقول: لا يكون الا ما شاء الله و أراد و قدر و قضي. ثم قال: أتدري ما المشيئة؟

فقال: لا.

فقال: همه بالشي ء، أو تدري ما أراد؟

قال: لا.

قال: اتمامه علي المشيئة. فقال: أو تدري ما قدر؟



[ صفحه 12]



قال: لا.

قال: هو الهندسة من الطول و العرض و البقاء.

ثم قال: ان الله اذا شاء شيئا أراده، و اذا أراده قدره، و اذا قدره قضاه، و اذا قضاه أمضاه، يا يونس ان القدرية لم يقولوا بقول الله: (و ما تشاؤون الا أن يشاء الله)، و لا قالوا بقول أهل الجنة: (الحمدلله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، و لا قالوا بقول أهل النار: (ربنا غلبت علينا شقوتنا و كنا قوما ضالين)، و لا قالوا بقول ابليس: (رب بما أغويتني)، و لا قالوا بقول نوح: (و لا ينفعكم نصحي ان أردت أن أنصح لكم ان كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم و اليه ترجعون).

ثم قال: قال الله: «يابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء، و بقوتي أديت الي فرائضي، و بنعمتي قويت علي معصيتي، و جعلتك سميعا بصيرا قويا، فما أصابك من حسنة فمني، و ما أصابك من سيئة فمن نفسك، و ذلك لأني لا أسئل عما أفعل و هم يسألون».

ثم قال: قد نظمت لك كل شي ء تريده.

16- قيل لأبي الحسن عليه السلام، أخبرني عن الارادة من الله و من الخلق؟

قال: فقال: الارادة من الخلق الضمير و ما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل و أما من الله تعالي فارادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي و لا يهم و لا يتفكر، و هذه الصفات منفية عنه و هي صفات الخلق، فارادة الله، الفعل؛ لا غير ذلك يقول له: (كن فيكون) بلا لفظ و لا نطق بلسان و لا همة و لا تفكر و لا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له.



[ صفحه 13]



17- عن علي بن ابراهيم الهاشمي قال: سمعت أباالحسن موسي بن جعفر عليه السلام يقول: لا يكون شي ء الا ما شاء الله و أراد و قدر و قضي.

قلت: ما معني شاء؟

قال: ابتداء الفعل.

قلت: ما معني قدر؟

قال: تقدير الشي ء من طوله و عرضه.

قلت: ما معني قضي؟

قال: اذا قضي أمضاه، فذلك الذي لا مرد له.

18- قال أبوالحسن عليه السلام: قال الله تبارك و تعالي يا ابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء و تقول، و بقوتي أديت الي فريضتي، و بنعمتي قويت علي معصيتي، (ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك) و ذلك اني اولي بحسناتك منك، و أنت اولي بسيئاتك مني، و ذاك اني لا اسئل عما أفعل و هم يسئلون.

19- عن صفوان بن يحيي قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام أخبرني عن الارادة من الله عزوجل و من الخلق؟

فقال: الارادة من الله تعالي احداثه الفعل لا غير ذلك، لأنه جل اسمه لا يهم و لا يتفكر.

20- كتب أيوب بن نوح الي أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الله عزوجل أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء و كونها أو لم يعلم ذلك حتي خلقها و أراد خلقها و تكوينها فعلم ما خلق عندما خلق و ما كون عندما كون؟



[ صفحه 14]



فوقع بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء.

21- عن الكاهلي قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام في دعاء: «الحمدلله منتهي علمه» فكتب الي: لا تقولن منتهي علمه، ولكن قل: منتهي رضاه.

22- قال العبد الصالح موسي بن جعفر عليهماالسلام: علم الله لا يوصف منه بأين، و لا يوصف العلم من الله بكيف، و لا يفرد العلم من الله، و لا بيان الله منه، و ليس بين الله و بين علمه حد.

23- سئل أبوالحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام عن معني الله. فقال: استولي علي ما دق و جل.

24- عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت علي سيدي موسي بن جعفر عليه السلام، فقلت له: يا ابن رسول الله علمني التويد.

فقال: يا أباأحمد لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالي ذكره في كتابه فتهلك، و اعلم أن الله تعالي واحد، أحد، صمد، لم يلد فيورث، و لم يولد فيشارك، و لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لا شريكا، و انه الحي الذي لا يموت، و القادر الذي لا يعجز، و القاهر الذي لا يغلب، و الحليم الذي لا يعجل، و الدائم الذي لا يبيد، و الباقي الذي لا يفني، و الثابت الذي لا يزول، و الغني الذي لا يفتقر، و العزيز الذي لا يذل، و العالم الذي لا يجهل، و العدل الذي لا يجور، و الجواد الذي لا يبخل، و انه لا تقدره العقول، و لا تقع عليه الأوهام، و لا تحيط به الأقطار، و لا يحويه مكان، و (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير) و (ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير). (ما يكون من نجوي ثلاثة الا و هو



[ صفحه 15]



رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أينما كانوا) و هو الأول الذي لا شي ء قبله، و الآخر الذي لا شي ء بعده، و هو القديم و ما سواه مخلوق محدث، تعالي عن صفات المخلوقين علوا كبيرا.

25- قال أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام: لا يكون شي ء في السماوات و لا في الأرض الا بسبع: بقضاء و قدر و ارادة و مشيئة و كتاب و أجل و اذن، فمن زعم غير هذا فقد كذب علي الله او رد علي الله عزوجل.

26- قال صفوان: قلت لعبد صالح: هل في الناس استطاعة يتعاطون بها المعرفة؟قال: لا؛ انما هو تطول من الله.

قلت: أفلهم علي المعرفة ثواب اذا كانوا ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع و السجود الذي أمروا به ففعلوه؟

قال: لا؛ انما هو تطول من الله عليهم و تطول بالثواب.

27- عن الرضا علي بن موسي عليهماالسلام قال: خرج أبوحنيفة ذات يوم من عند الصادق عليه السلام، فاستقبله موسي ابن جعفر عليه السلام فقال له: يا غلام ممن المعصية؟

قال: لا تخلوا من ثلاث: اما أن تكون من الله عزوجل، و ليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لا يكتسبه و اما أن تكون من الله عزوجل و من العبد، و ليس كذلك فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، و اما أن تكون من العبد و هي منه، فان عاقبه الله فبذنبه



[ صفحه 16]



و ان عفا عنه فبكرمه و جوده.

28- قال العبد الصالح موسي بن جعفر عليهماالسلام.

ان الله - لا اله الا هو - كان حيا بلا كيف و لا أين، و لا كان في شي ء، و لا كان علي شي ء، و لا ابتدع لمكانه مكانا و لا قوي بعد ما كون الأشياء، و لا يشبهه شي ء يكون، و لا كان خلوا من القدرة علي الملك قبل انشائه، و لا يكون خلوا من القدرة بعد ذهابه، كان عزوجل الها حيا بلا حياة حادثة، ملكا قبل أن ينشي ء شيئا و مالكا بعد انشائه، و ليس لله حد، و لا يعرف بشي ء يشبهه، و لا يهرم.

29- عن صفوان بن يحيي، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة من الله و من المخلوق.

قال: فقال: الارادة من المخلوق الضمير و ما يبدو له بعد ذلك من الفعل، و أما من الله عزوجل فارادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي، و لا يهم، و لا يتفكر، و هذه الصفات منفية عنه، و هي من صفات الخلق، فارادة الله هي الفعل لا غير ذلك يقول له: كن فيكون، بلا لفظ و لا نطق بلسان و لا همة و لا تفكر، و لا كيف لذك كما أنه بلا كيف.

30- عن يونس بن عبدالرحمن قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: لأي علة عرج الله بنبيه صلي الله عليه و آله و سلم و سلم الي السماء، و منها الي سدرة المنتهي، و منها الي حجب النور، و خاطبه و ناجاه هناك والله لا يوصف بمكان؟

فقال عليه السلام: ان الله تبارك و تعالي و لا يوصف بمكان و لا يجري عليه زمان، ولكنه عزوجل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته، و يكرمهم بمشاهدته، و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، و ليس ذلك



[ صفحه 17]



علي ما يقول المشبهون، سبحان الله و تعالي عما يشركون.

31- قال موسي بن جعفر عليهماالسلام:

ان الله تبارك و تعالي كان لم يزل بلا زمان و لا مكان و هو الآن كما كان، لا يخلو منه مكان و لا يشغل به مكان، و لا يحل في مكان، (ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أينما كانوا) ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، و استتر بغير ستر مستور، لا اله الا هو الكبير المتعال.

32- حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكي، عن علي ذكر عند أبي ابراهيم موسي بن جعفر قوم يزعمون أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا.

فقال: ان الله تبارك و تعالي لا ينزل، و لا يحتاج الي أن ينزل، انما منظره في القرب و البعد سواء، لم يبعد منه قريب، و لم يقرب منه بعيد و لم يحتج بل يحتاج اليه، و هو ذو الطول، لا اله الا هو العزيز الحكيم أما قول الواصفين: انه تبارك و تعالي فانما يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة - و كل متحرك محتاج الي من يحركه أو يتحرك به - فظن بالله الظنون فهلك.

فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له علي حد، تحدوه بنقص أو زيادة أو تحرك أو زوال أو نهوض أو قعود، فان الله جل عن صفة الواصفين، و نعت الناعتين، و توهم المتوهمين، و توكل علي العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم و تقلبك في الساجدين.

33- قال أبوابراهيم عليه السلام: لا أقول: انه قائم فأزيله عن مكانه، و لا



[ صفحه 18]



أحده بمكان يكون فيه، و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح، و لا أحده بلفظ شق فم، ولكن كما قال تبارك و تعالي: (كن فيكون) بمشيئته من غير تردد في نفس، فرد، صمد لم يحتج الي شريك يكون له في ملكه، و لا يفتح له أبواب علمه.

34- قال يونس بن عبدالرحمن يوما لموسي بن جعفر عليهماالسلام: أين كان ربك حين لا سماء مبنية و لا أرضا مدحية؟

قال: كان نورا في نور و نورا علي نور، خلق من ذلك النور ماء منكدرا فخلق من ذلك الماء ظلمة فكان عرشه علي تلك الظلمة. قال:

انما سألتك عن المكان.

قال: قال: كلما قلت: أين فأين هو المكان.

قال: وصفت فأجدت انما سألتك عن المكان الموجود المعروف.

قال: كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه.

قال: انما سألتك عن المكان.

قال: يالكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه.

35- عن طاهر بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت الي الطيب - يعني أباالحسن موسي - عليه السلام: ما الذي لا تجزي ء معرفة الخالق بدونه فكتب ليس كمثله شي ء و لم يزل سميعا و بصيرا، و هو الفعال لما يريد.

36- عن محمد بن عمير قال: سألت أباالحسن موسي جعفر عليهماالسلام عن معني قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه».



[ صفحه 19]



فقال: الشقي من علم الله و هو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال الأشقياء و السعيد من علم الله و هو في بطن أمه أنه سيعمل أعمال السعداء.

قلت له: فما معني قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»؟

فقال: ان الله عزوجل خلق الجن و الانس ليعبدوه و لم يخلقهم ليعصوه، و ذلك قوله عزوجل: (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون) فيسر كلا لما خلق له، فالويل لمن استحب العمي علي الهدي.



[ صفحه 20]