بازگشت

و من كتاب له في التوحيد،باب جوامع التوحيد


516- عن فتح بن عبدالله مولي بني هاشم قال: كتبت الي أبي ابراهيم عليه السلام أسأله عن شي ء من التوحيد فكتب الي بخطه:

الحمدلله الملهم عباده حمده - و ذكر مثل ما رواه سهل بن زياد الي قوله: وقمع وجوده جواثل الأوهام - ثم زاد فيه: أول الديانة به معرفته، و كمال معرفته توحيده، و كمال توحيده نفي الصفات عنه، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، و شهادة الموصوف أنه غير الصفة، و شهادتهما جميعا بالثنية الممتنع منه الأزل، فمن وصف الله فقد حده، و من حده فقد عده، و من عده فقد أبطل أزله، و من قال: كيف؟ فقد استوصفه، و من قال: فيم؟ فقد ضمنه، و من قال: علام؟ فقد جهله، و من قال: أين؟ فقد أخلا منه، و من قال ما هو؟ فقد نعته، و من قال؛ الي م؟ فقد غاياه، عالم اذ لا معلوم، و خالق اذ لا مخلوق، و رب اذ لا مربوب، و كذلك يوصف ربنا و فوق ما يصفه الواصفون. 517- قال محمد بن حكيم قال: كتب أبوالحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام الي أبي:



[ صفحه 194]



«ان الله أعلي و أجل و أعظم من أن يبلغ كنه صفته، صفوه بما وصف نفسه و كفوا عما سوي ذلك».

518- عن محمد بن علي القاساني، قال: كتبت اليه أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب «سبحان من لا يحد و لا يوصف، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير».

519- و روي أن هارون الرشيد كتب الي أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: عظني و أوجز.

فكتب اليه: «ما من شي ء تراه عينيك الا و فيه موعظة».

520- عن الحسين بن عبدالله بن جندب، قال: خرج الينا صحيفة، فذكر أن أباه كتب الي أبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك، اني قد كبرت و ضعفت و عجزت عن كثير مما كنت أقوي عليه، فأحب - جعلت فداك - أن تعلمني كلاما يقربني بربي و يزيدني فهما و عهلما. فكتب اليه:

«قد بعثت اليك بكتاب فاقرأه و تفهمه، فان فيه شفاء لمن أراد الله شفاءه و هدي لمن أراد الله هداه. فأكثر من ذكر بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» و اقرأها علي صفوان و آدم.

قال الراوي: آدم رجل كان من أصحاب صفوان.

قال علي بن الحسين عليهم السلام: ان محمدا صلي الله عليه و آله كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد صلي الله عليه و آله كنا أهل بيته أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب و مولد الاسلام، و انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان و بحقيقة النفاق، و ان شيعتنا المكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم. أخذ الله الميثاق علينا و عليهم، يردون مواردنا، و يدخلون مداخلنا،



[ صفحه 195]



ليس علي ملة ابراهيم خليل الرحمن غيرنا و غيرهم. انا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا، و نبينا آخذ بحجزة ربه. و ان الحجزة النور، و شيعتنا آخذون بحجزنا؛ من فارقنا هلك، و من تبعنا نجا، و الجاحد لولايتنا كافر، و متبعنا و تابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر، و لا يبغضنا مؤمن. من مات و هو محبنا كان حقا علي الله أن يبعثه معنا. نحن نور لمن تبعنا. و نور لمن أقتدي بنا و من رغب عنا ليس منا، و من لم يكن معنا فليس من الاسلام في شي ء. بنا فتح الله الدين و بنا يختمه، و بنا أطعمكم الله عشب الأرض، و بنا أنزل الله عليكم قطر السماء، و بنا آمنكم الله من الغرق في بحركم و من الخسف في بركم، و بنا نفعكم الله في حياتكم و في قبوركم و في محشركم، و عند الصراط، و عند الميزان، و عند دخولكم الجنان، ان مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة، و المشكاة، هو القنديل، فنحن المشكاة فيها مصباح، و المصباح هو محمد صلي الله عليه و آله، المصباح في زجاجة، و الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية - لا منكرة و لا دعية - يكاد زيتها يضي ء و لو لم تمسسه نار، نور - الفرقان - علي نور، يهدي الله لنوره من يشاء - لولايتنا من يشاء - و الله علي كل شي ء قدير، علي أن يهدي من أحب لولايتنا حقا علي الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه. نيرا برهانه، عظيما عندالله حجته، و يجي ء عدونا يوم القيامة مسودا وجهه، مدحضة عندالله حجته و حق علي الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا، و حق علي الله أن يجعل عدونا رفيقا للشياطين و الكافرين و بئس أولئك رفيقا. و لشهيدنا فضل علي الشهداء بعشر درجات، و لشهيد شيعتنا علي شهيد غيرنا سبع درجات. فنحن النجباء و نحن أفراط الأنبياء و نحن أبناء الأوصياء و نحن خلفاء الأرض، و نحن أولي الناس بالله، و نحن المخصوصون في كتاب الله،



[ صفحه 196]



و نحن أولي الناس بدين الله. و نحن الذين شرح الله لنا دينه، فقال الله تعالي: (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا و الذي أوحينا اليك) (يا محمد) (و ما وصينا به ابراهيم و موسي و عيسي) فقد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم، و نحن ورثة الأنبياء، (و نحن ذرية أولي العلم) (أن أقيموا الدين) (يا آل محمد) (و لا تتفرقوا) (فيه و كونوا علي جماعتكم) (كبر علي المشركين) (من أشرك بولاية علي بن أبي طالب) (ما تدعوهم اليه) (من ولاية علي) (ان الله) (يا محمد) (يجتبي اليه من يشاء و يهدي اليه من ينيب) من يجيبك الي [ولاية] علي بن أبي طالب عليه السلام.



[ صفحه 197]