536- عن علي بن يقطين أنه قال: أنمي الخبر الي أبي الحسن موسي ابن جعفر عليه السلام و عنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسي بن المهدي في أمره، فقال لأهل بيته: ما ترون؟ قالوا نري أن تتباعد منه، و أن تغيب شخصك عنه، فانه لا يؤمن من شره فتبسم أبوالحسن عليه السلام ثم قال:



زعمت شخينة أن ستغلب ربها

فليغلبن مغالب الغلاب



ثم رفع يده الي السماء و قال:

الهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، و أرهف لي شبا حده، و داف لي قواتل سمومه، و لم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن ملمات الجوائح، صرفت ذلك عني بحولك و قوتك، لا بحول مني و لا بقوة، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في الدنيا، متباعدا مما رجاه في الآخرة، فلك الحمد علي ذلك قدر استحقاقك سيدي.

اللهم فخذه بعزتك، و افلل حده عني بقدرتك، و اجعل له شغلا فيما يليه، و عجزا عما يناويه، اللهم و أعذني عليه عدوي [1] حاضرة تكون من غيظي شفاء، و من حنقي عليه وفاء [2] و صل اللهم دعائي بالاجابة، و انظم شكايتي بالتغيير و عرفه عما قليل ما أوعدت الظالمين، و عرفني ما وعدت



[ صفحه 218]



في اجابة المضطرين انك ذوالفضل العظيم، و المن الكريم.

قال: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا الا لقراءة الكتاب بموت موسي بن المهدي.

537- و بهذا الاسناد عن علي بن يقطين قال: كنت واقفا علي رأس هارون الرشيد اذ دعا موسي بن جعفر، و هو يتلظي عليه، فلما دخل حرك شفتيه بشي ء فأقبل هارون عليه و لاطفه و بره، و أذن له في الرجوع، فقلت له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك انك دخلت علي هارون و هو يتلظي عليك، فلم أشك الا أنه يأمر بقتلك، فسلمك الله منه، فما الذي كنت تحرك به شفتيك؟.

فقال عليه السلام: اني دعوت بدعائين أحدهما خاص و الآخر عام فصرف الله شره عني، فقلت: ما هما يا ابن رسول الله؟ فقال: أما الخاص اللهم انك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما فاحفظني لصلاح آبائي».

و أما العام «اللهم انك تكفي من كل أحد، و لا يكفي منك أحد، فاكفنيه بما شئت، و أني شئت» فكفاني الله شره.



[ صفحه 219]