بازگشت

العقل و العلم


37- عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قال:

«ما بعث الله نبيا قط الا عاقلا، و بعض النبيين أرجح من بعض، و ما استخلف داود سليمان حتي اختبر عقله، و استخلف داود عليه السلام و هو ابن ثلاث عشر سنة، و مكث في ملكه أربعين سنة».

38- قال أبوالحسن عليه السلام:

«ان الله خلق العقل فقال له: أقبل و أدبر، فأقبل و أدبر، فقال: و عزتي ما خلقت شيئا أحسن منك و أحب الي منك، بك آخذ و بك أعطي».

39- قال يزيد بن الحسن، حدثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان الله عزوجل خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل و لا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، و الفهم روحه، و الزهد رأسه، و الحياء عينيه، و الحكمة لسانه، و الرأفة همه، و الرحمة قلبه، ثم حشاه و قواه بعشر أشياء: باليقين و الايمان



[ صفحه 21]



و الصدق و السكينة و الاخلاص و الرفق و العطية و القنوع و التسليم و الشكر، ثم قال عزوجل: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: تكلم، فقال: الحمدلله الذي ليس له ضد و لا ند و لا شبيه و لا كفو و لا عديل و لا مثل، الذي كل شي ء لعظمته خاضع ذليل، فقال الرب تبارك و تعالي: و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أحسن منك و لا أطوع لي منك و لا أرفع منك و لا أشرف منك و لا أعز منك، بك أؤاخذ، و بك أعطي، و بك أوحد، و بك أعبد، و بك أدعي، و بك أرتجي، و بك أبتغي، و بك أخاف، و بك أحذر، و بك الثواب، و بك العقاب. فخر العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك و تعالي ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع. فرفع العقل رأسه فقال: الهي أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه. فقال الله جل جلاله لملائكته: أشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه.

40- عن محمد بن عبيدة قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: يا محمد أنتم أشد تقليدا أم المرجئة؟

قال: قلت: قلدنا و قلدوا.

فقال: لم أسألك عن هذا، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول.

فقال أبوالحسن عليه السلام: ان المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته و قلدوه و أنتم نصبتم رجلا و فرضتم طاعته ثم لم تقلدوه، فهم أشد منكم تقليدا.

41- عن سماعة، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قلت له: أكل شي ء في كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم؟ أو تقولون فيه؟



[ صفحه 22]



قال: بل كل شي ء في كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم.

42- قال أبوالحسن عليه السلام: من أفتي الناس بغير علم لعنته ملائكة الأرض و ملائكة السماء.

43- عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قلت: أصلحك الله انا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شي ء الا و عندنا فيه شي ء مسطر و ذلك مما أنعم الله به علينا بكم، ثم يرد علينا الشي ء الصغير ليس عندنا فيه شي ء فينظر بعضنا الي بعض، و عندنا ما يشبهه فنقيس علي أحسنه؟ فقال:

و ما لكم و للقياس؟ انما هلك من هلك من قبلكم بالقياس.

ثم قال: اذا جاءكم ما تعلمون، فقولوا به و ان جاءكم ما لا تعلمون فها - و أهوي بيده الي فيه -.

ثم قال: لعن الله أباحنيفة كان يقول: قال علي و قلت أنا، و قالت الصحابة و قلت.

ثم قال: أكنت تجلس اليه؟

فقلت: لا ولكن هذا كلامه؛ فقلت: أصلحك الله أتي رسول الله صلي الله عليه و آله الناس بما يكتفون به في عهده؟

قال: نعم و ما يحتاجون اليه الي يوم القيامة.

فقلت: فضاع من ذلك شي ء؟

فقال: لا هو عند أهله.

44- عن عثمان بن عيسي قال: سألت أباالحسن موسي عليه السلام عن القياس.



[ صفحه 23]



فقال: و ما لكم و القياس ان الله لا يسأل كيف أحل و كيف حرم.

45- عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين و أغنانا الله بكم عن الناس حتي أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة و يحضره جوابها منا من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشي ء لم يأتنا فيه عنك و لا عن آبائك شي ء فننظر الي أحسن ما يحضرنا و أوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به؟

فقال: هيهات هيهات! في ذلك و الله هلك من هلك يا ابن حكيم. ثم قال: لعن الله أباحنيفة يقول: قال علي و قلت.

و قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت الا أن يرخص لي في القياس.

46- عن يونس بن عبدالرحمن، قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: بما أوحد الله؟

فقال: يا يونس لا تكونن مبتدعا، من نظر برأيه هلك، و من ترك أهل بيت نبيه صلي الله عليه و آله و سلم ضل، و من ترك كتاب الله و قول نبيه كفر.

47- عن سماعة قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان عندنا من قد أدرك أباك وجدك، و ان الرجل منا يبتلي بالشي ء لا يكون عندنا فيه شي ء فيقيس؟

فقال: انما هلك من كان قبلكم حين قاسوا.

48- عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: انا نتلاقي فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شي ء الا و عندنا فيه شي ء و ذلك شي ء



[ صفحه 24]



أنعم الله به علينا بكم، و قد يرد علينا الشي ء و ليس عندنا فيه شي ء و عندنا ما يشبهه فنقيس علي أحسنه؟

فقال: لا، و ما لكم و للقياس.

ثم قال: لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي و قلت، و قالت الصحابة و قلت.

ثم قال: كنت تجلس اليه؟

قلت: لا ولكن هذا قوله.

فقال أبوالحسن عليه السلام: اذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، و اذا جاءكم ما تعلمون فها (و وضع يده علي فمه)

فقلت: و لم ذاك؟

قال لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أتي الناس بما اكتفوا به علي عهده و ما يحتاجون اليه من بعده الي يوم القيامة.

49- عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن عليه السلام نقيس علي الأثر: نسمع الرواية فنقيس عليها، فأبي ذلك و قال: قد رجع الأمر اذا اليهم فليس معهم لأحد أمر.

50- قال أبوالحسن عليه السلام: انما هلك من كان قبلكم بالقياس و ان الله تبارك و تعالي لم يقبض نبيه حتي اكمله جميع دينه في حلاله و حرامه فجاءكم بما تحتاجون اليه في حياته و تستغيثون به و بأهل بيته بعد موته و انها صحيفة عند أهل بيته حتي ان فيه ارش الخدش.

ثم قال: ان أباحنيفة ممن يقول قال علي عليه السلام و قلت أنا.



[ صفحه 25]



51- عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له كل شي ء تقول به في كتاب الله و سنته أو تقولون فيه برأيكم؟

قال: بل كل شي ء نقوله في كتاب الله و سنة نبيه.

52- عن سماعة عن العبد الصالح عليه السلام قال: سألته فقلت: ان اناسا من اصحابنا قد لقوا أباك و جدك و سمعوا منهما الحديث فربما كان الشي ء يبتلي به بعض اصحابنا و ليس عندهم في ذلك شي ء يفتيه و عندهم ما يشبهه يسعهم ان يأخذوا بالقياس.

فقال: انه ليس بشي ء الا و قد جاء في الكتاب و السنة.

53- عن محمد بن حكيم عن ابي الحسن عليه السلام قال: قلت له: تفقهنا في الدين و روينا و ربما ورد علينا رجل قد ابتلي بشي ء صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شي ء و عندنا ما هو يشبهه مثله افنفتيه بما يشبهه؟

قال: لا و ما لكم و القياس في ذلك هلك من هلك بالقياس.

قال: قلت: جعلت فداك أتي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بما يكتفون به.

قال: أتي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بما استفتوا به في عهده و بما يكتفون به من بعده الي يوم القيامة.

قال: قلت: ضاع منه شي ء.

قال: لا هو عند أهله.

54- قال أبوالحسن موسي عليه السلام: دخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسجد فاذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟

فقيل: علامة.



[ صفحه 26]



فقال: و ما العلامة؟

فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها، و أيام الجاهلية، و الأشعار العربية.

قال: فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ذاك علم لا يضر من جهله، و لا ينفع من علمه.

ثم قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: انما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، و ما خلاهن فهو فضل.

55- قال موسي بن جعفر عليهماالسلام: وجدت علم الناس في أربع، أولها: أن تعرف ربك، و الثانية: أن تعرف ما صنع بك، و الثالثة: أن تعرف ما أراد منك، و الرابعة: أن تعرف ما يخرجك من دينك.

معني هذه الأربع.

الأولي: وجوب معرفة الله تعالي التي هي اللطف.

الثانية: معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر والعبادة.

الثالثة: ان تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك و ندبك الي فعله لتفعله علي الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب.

الرابعة: أن تعرف الشي ء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.

57- روي موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: لا خير في العيش الا لمستمع واع او عالم ناطق.



[ صفحه 27]



58- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أربع يلزم من كل ذي حجي و عقل من أمتي.

قيل: يا رسول الله ما هن؟

قال: استماع العلم و حفظه و نشره عند أهله و العمل به.

59- روي موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: سائلوا العلماء، و خالطوا الحكماء، و جالسوا الفقراء.

60- روي موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: النظر في وجه العالم حبا له عبادة.

61- قال الكاظم عليه السلام: من تكلف ما ليس من علمه ضيع عمله و خاب أمله.

62- روي موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان من البيان لسحرا، و من العلم جهلا، و من الشعر حكما، و من القول عدلا.

63- قال موسي بن جعفر عليه السلام: أولي العلم بك ما لا يصلح لك العمل الا به و أوجب العمل عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، و ألزم العلم لك ما دلك علي صلاح قلبك؛ و أظهر لك فساده، و أحمد العلم عاقبة ما زاد في علمك العاجل، فلا تشتغلن بعلم ما لا يضرك جهله، و لا تغفلن عن علم ما يزيد في جهلك تركه.

64- روي موسي بن جعفر عليهماالسلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر و من تعلم و هو كبير كان بمنزلة الكتاب علي وجه الماء.



[ صفحه 28]



65- و بهذا الاسناد قال: قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من أحب الدنيا ذهب خوف الأخرة من قلبه، و ما آتي الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا الا ازداد من الله تعالي بعدا أو ازداد الله عليه غضبا.

66- سئل أبوالحسن عليه السلام: هل يسع الناس ترك المسألة عما يحتاجون اليه؟ فقال: لا.

67- قال أبوالحسن الأول عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: من حفظ من امتي أربعين حديثا مما يحتاجون اليه من أمر دينهم، بعثه الله عزوجل يوم القيامة فقيها عالما.

68- قال أبوالحسن عليه السلام: دخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المسجد فاذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟

فقالوا: علامة يا رسول الله.

فقال: و ما العلامة؟

قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها و أيام الجاهلية و بالأشعار.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: ذاك علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه.

69- قال الكاظم عليه السلام: انما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، و ما خلاهن هو فضل.

70- قال موسي بن جعفر عليه السلام: فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنا و عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج اليه اشد علي ابليس من الف عابد، لأن العابد همه ذات نفسه فقط و هذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله و امائه، لينقذهم من يد ابليس و مردته، فلذلك هو افضل عندالله



[ صفحه 29]



من الف عابد و الف الف عابدة.

71- قال الكاظم عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا سهر الا في ثلاث: متهجد بالقرآن، او في طلب العلم أو عروس تهدي الي زوجها.

72- و روي موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا.

قيل: يا رسول الله ما دخولهم في الدنيا؟

قال: اتباع السلطان، فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم علي أديانكم.

73- و قال العبد الصالح عليه السلام: اذا جاءك الحديثان المختلفان فقسهما علي كتاب الله و علي أحاديثنا، فان أشبههما فهو حق و ان لم يشبههما فهو باطل.

74- قال أبوابراهيم عليه السلام قال؛ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ألا، هل عسي رجل يكذبني و هو علي حشاياه متكي ء؟

قالوا: يا رسول الله و من الذي يكذبك؟

قال: الذي يبلغه الحديث فيقول: ما قال هذا رسول الله قط، فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته، و ما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله و لن أقول الا الحق.

75- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: اتقوا تكذيب الله.

قيل: يا رسول الله و كيف ذاك؟

قال: يقول أحدكم: قال الله، فيقول الله كذبت لم أقله. أو يقول: لم يقل الله، فيقول الله عزوجل: كذبت قد قلته.



[ صفحه 30]