بازگشت

الامامة


76- قال العبد الصالح عليه السلام: ان الحجة لا تقوم لله علي خلقه الا بامام حي يعرف.

77- قال أبوالحسن موسي عليه السلام: قال أبو عبدالله عليه السلام: ان الله عزوجل خلقنا فأحسن خلقنا، و صورنا فأحسن صورنا، و جعلنا خزانه في سمائه و أرضه، و لنا نطقت الشجرة، و بعبادتنا عبدالله عزوجل، و لولانا ما عبدالله.78- سأل أبوالحسن عليه السلام رجل من أهل فارس فقال له: أتعلمون الغيب؟

فقال: قال أبوجعفر عليه السلام: يبسط لنا العلم فنعلم و يقبض عنا فلا نعلم. و قال: سر الله عزوجل أسره الي جبرائيل عليه السلام، و أسره جبرائيل الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و أسره محمد الي من شاء الله.

79- عن ابراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم ورث النبيين كلهم؟

قال: نعم.

قلت: من لدن آدم حتي انتهي الي نفسه؟



[ صفحه 31]



قال: ما بعث الله نبيا الا و محمد صلي الله عليه و آله و سلم أعلم منه.

قال: قلت: ان عيسي ابن مريم كان يحيي الموتي باذن الله.

قال: صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقدر علي هذه المنازل.

قال: فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال (مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين) حين فقده فغضب عليه فقال: (لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) [1] و انما غضب لأنه كان يدله علي الماء، فهذا - و هو طائر - قد أعطي ما لم يعط سليمان، و قد كانت الريح و النمل و الانس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين، و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه، و ان الله يقول في كتابه: (و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتي) [2] و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان، و نحيي به الموتي، و نحن نعرف الماء تحت الهواء، و ان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب، ان الله يقول: (و ما من غائبة في السماء و الأرض الا في كتاب مبين) [3] ثم قال: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) [4] فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي ء.



[ صفحه 32]



80- عن هشام بن الحكم في حديث بريه [5] أنه لما جاء معه الي أبي عبدالله عليه السلام فلقي أباالحسن موسي بن جعفر عليه السلام فحكي له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبوالحسن عليه السلام لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم. ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه. قال: فابتدأ أبوالحسن عليه السلام يقرأ الانجيل. فقال بريه: اياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك. قال: فآمن بريه و حسن ايمانه، و آمنت المرأة التي كانت معه.

فدخل هشام و بريه و المرأة علي أبي عبدالله عليه السلام فحكي له هشام الكلام الذي جري بين أبي الحسن موسي عليه السلام و بين بريه، فقال أبوعبدالله عليه السلام: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).

فقال بريه: أني لكم التوراة و الانجيل و كتب الأنبياء؟

قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرأوها و نقولها كما قالوا، ان الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شي ء فيقول لا أدري.

81- قال أبوابراهيم عليه السلام: السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه، لو وضع عند شر خلق الله كان خيرهم، لقد حدثني أبي أنه حيث بني بالثقفية - و كان قد شق له في الجدار - فنجد البيت، [6] فلما كانت صبيحة عرسه رمي ببصره فرأي حذوه خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك و قال لها: تحولي فاني أريد أن أدعو موالي في حاجة فكشطه فما منها مسمار الا وجده مصرفا طرفه عن السيف، و ما وصل اليه منها شي ء.



[ صفحه 33]



82- قال أبوالحسن موسي عليه السلام: ان الله عزوجل غضب علي الشيعة فخيرني نفسي أو هم، فوقيتهم والله بنفسي.

83- قال أبوالحسن الأول موسي عليه السلام مبلغ علمنا علي ثلاثة وجوه: ماض و غابر و حادث. فأما الماضي فمفسر، و أما الغابر فمزبور، و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع، و هو أفضل علمنا، و لا نبي بعد نبينا.

84- قال أبوالحسن عليه السلام: الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون.

85- عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي: نحن في العلم و الشجاعة سواء، و في العطايا علي قدر ما نؤمر.

86- قال موسي بن جعفر عليه السلام: قلت لأبي عبدالله: أليس كان أميرالمؤمنين عليه السلام كاتب الوصية و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المملي عليه و جبرائيل و الملائكة المقربون عليهم السلام شهود؟

قال: فأطرق طويلا ثم قال: يا أباالحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الأمر نزلت الوصية من عندالله كتابا مسجلا، نزل به جبرائيل مع أمناء الله تبارك و تعالي من الملائكة، فقال جبرائيل: يا محمد مر باخراج من عندك الا وصيك ليقبضها منا و تمشهدنا بدفعك اياها اليه ضامنا لها - يعني عليا عليه السلام - فأمر النبي صلي الله عليه و آله و سلم باخراج من كان في البيت خلا عليا عليه السلام و فاطمة فيما بين الستر و الباب.

فقال جبرائيل: يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول: هذا كتاب ما كنت عهدت اليك و شرطت عليك و شهدت به عليك و أشهدت به عليك ملائكتي و كفي بي يا محمد شهيدا.



[ صفحه 34]



قال: فارتعدت مفاصل النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا جبرائيل ربي هو السلام و منه السلام و اليه يعود السلام صدق عزوجل و برهات الكتاب. فدفعه اليه و أمره بدفعه الي أميرالمؤمنين عليه السلام. فقال له: اقرأه. فقرأه حرفا حرفا.

فقال: يا علي هذا عهد ربي تبارك و تعالي الي و شرطه علي و أمانته، و قد بلغت و نصحت و أديت.

فقال علي عليه السلام: و أنا أشهد لك [بأبي و أمي أنت] بالبلاغ و النصيحة و التصديق علي ما قلت و يشهد لك به سمعي و بصري و لحمي و دمي.

فقال جبرائيل عليه السلام: و أنا لكما علي ذلك من الشاهدين.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:: يا علي أخذت وصيتي و عرفتها و ضمنت لله ولي الوفاء بما فيها.

فقال علي عليه السلام: نعم بأبي أنت و أمي علي ضمانها و علي الله عوني و توفيقي علي أدائها.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي اني أريد أني أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة.

فقال علي عليه السلام: نعم أشهد.

فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ان جبرائيل و ميكائيل فيما بيني و بينك الآن و هما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك.

فقال: نعم ليشهدوا و أنا - بأبي أنت و أمي - أشهدهم.

فأشهدهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرائيل عليه السلام فيما أمر الله عزوجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من



[ صفحه 35]



موالاة من والي الله و رسوله و البراءة و العداوة لمن عادي الله و رسوله و البراءة منهم علي الصبر منك و علي كظم الغيظ و علي ذهاب حقي و غصب خمسك و انتهاك حرمتك؟

فقال: نعم يا رسول الله.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد سمعت جبرائيل عليه السلام يقول للنبي: يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة و هي حرمة الله و حرمة رسول الله (ص) و علي أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرائيل حتي سقطت علي وجهي و قلت: نعم قبلت و رضيت و ان انتهكت الحرمة و عطلت السنن و مزق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتي أقدم عليك.

ثم دعا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاطمة و الحسن و الحسين و أعلمهم مثل ما أعلم أميرالمؤمنين، فقالوا مثل قوله، فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت الي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فقلت لأبي الحسن عليه السلام: بأبي أنت و أمي ألا تذكر ما كان في الوصية؟

فقال: سنن الله و سنن رسوله.

فقلت: أكان في الوصية توثبهم و خلافهم علي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فقال: نعم والله شيئا شيئا و حرفا حرفا، أما سمعت قول الله عزوجل: (انا نحن نحيي الموتي و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شي ء أحصيناه في امام مبين) والله لقد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأميرالمؤمنين



[ صفحه 36]



و فاطمة عليهماالسلام: أليس قد فهمتما ما تقدمت به اليكما و قبلتماه؟ فقالا: بلي و صبرنا علي ما ساءنا و غاظنا.

87- عن أبي بصير قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك بم يعرف الامام؟

قال: فقال: بخصال أما أولها فانه بشي ء قد تقدم من أبيه فيه باشارة اليه لتكون عليهم حجة و يسأل فيجيب و ان سكت عنه ابتدأ و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان.

ثم قال لي: يا أبامحمد أعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان. فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبوالحسن عليه السلام بالفارسية، فقال له الخراساني: والله جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها، فقال: سبحان الله اذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك؟

ثم قال لي: يا أبامحمد ان الامام لا يخفي عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي ء فيه الروح، فمن لم تكن هذه الخصال فيه فليس هو بامام.

88- عن ابن مسكان قال: سألت الشيخ [7] عن الأئمة عليهم السلام.

قال: من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات.

89- عن محمد بن منصور [8] قال: سألته عن قول الله عزوجل: (و اذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل ان الله لا يأمر



[ صفحه 37]



بالفحشاء أتقولون علي الله ما لا تعلمون).

قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أمر بالزنا و شرب الخمر أو شي ء من هذه المحارم؟

فقلت: لا.

فقال: ما هذه الفاحشة التي يدعون ان الله أمرهم بها؟

قلت: الله أعلم و وليه.

قال: فان هذا في ائمة الجور، ادعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمرهم الله بالائتمام بهم فرد الله ذلك عليهم فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب و سمي ذلك منهم فاحشة.

90- عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا عن قول الله عزوجل: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن).

قال: فقال: ان القرآن له ظهر و بطن، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر، و الباطن من ذلك أئمة الجور، و جميع ما أحل الله تعالي في الكتاب هو الظاهر، و الباطن من ذلك أئمة الحق.

91- قال أبوالحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: (و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله): يعني من اتخذ دينه رأيه بغير امام من ائمة الهدي.

92- قال أحمد بن عمر الحلال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أخبرني عمن عاندك و لم يعرف حقك من ولد فاطمة هو و سائر الناس سواء في العقاب؟

فقال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: عليهم ضعفا العقاب.



[ صفحه 38]



93- قال أحمد بن عمر: سألت أباالحسن عليه السلام: لم سمي أميرالمؤمنين عليه السلام؟

قال: لأنه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله (و نمير أهلنا).

و في رواية أخري قال: لأن ميرة المؤمنين من عنده يميرهم العلم.

94- قال أبوالحسن عليه السلام في قول الله عزوجل (يوفون بالنذر) الذي أخذ عليهم من ولايتنا.

95- عن عبدالله بن جندب قال: سألت أباالحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: (و لقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون).

قال: امام الي امام.

96- قال أبوالحسن عليه السلام في قوله: (و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا): هم الأوصياء.

97- عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أباالحسن عليه السلام عن قوله تعالي (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله علي الظالمين).

قال: المؤذن أميرالمؤمنين.

98- عن علي بن جعفر قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: لما رأي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم تيما وعديا و بني أمية يركبون منبره أفظعه، فأنزل الله تبارك و تعالي قرآنا يتأسي به: (و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبي) ثم أوحي اليه: يا محمد اني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت اذا أمرت فلم تطع في وصيك.

99- عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي عليه السلام في قوله تعالي: (و بئر معطلة و قصر مشيد).



[ صفحه 39]



قال: البئر المعطلة الامام الصامت، و القصر المشيد الامام الناطق.

100- عن صفوان بن يحيي قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول: لولا أنا نزداد لأنفدنا.

101- عن الحسن بن محمد بن بشار. قال: حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ببغداد ممن كان ينقل عنه، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت، فما رأيت مثله قط في فضله و نسكه.

فقلت له: من؟ و كيف رأيته؟

قال: جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين الي الخير، فأدخلنا علي موسي بن جعفر عليهماالسلام فقال لنا السندي: يا هؤلاء انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس يزعمون أنه قد فعل به و يكثرون في ذلك و هذا منزله و فراشه موسع عليه غير مضيق و لم يرد به أميرالمؤمنين سوءا و انما ينتظر به أن يقدم فيناظر أميرالمؤمنين و هذا هو صحيح موسع عليه في جميع أموره، فسلوه، قال: و نحن ليس لنا هم الا النظر الي الرجل و الي فضله و سمته.

فقال موسي بن جعفر عليه السلام: أما ما ذكر من التوسعة و ما أشبهها فهو علي ما ذكر غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في سبع تمرات و أنا غدا أخضر و بعد غد أموت.

قال: فنظرت الي السندي بن شاهك يضطرب و يرتعد مثل السعفة.

102- عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبدالله عليه السلام أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون علي عبدالله بن جعفر أنه



[ صفحه 40]



صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده و ذلك أنهم رووا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: ان الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة. فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟

قال: في مائتين خمسة.

فقلنا: ففي مائة؟

فقال: درهمان و نصف.

فقلنا: والله ما تقول المرجئة هذا.

قال: فرفع يده الي السماء فقال: والله ما أدري ما تقول المرجئة.

قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري الي أين نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حياري لاندري الي أين نتوجه و لا من نقصد؟ و نقول: الي المرجئة؟ الي القدرية؟ الي الزيدية؟ الي المعتزلة؟ الي الخوارج؟ فنحن كذلك اذا رأيت رجلا شيخا لا أعرفه، يومي الي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس فينظرون الي من اتفقت شيعة جعفر عليه السلام عليه، فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول: تنح فاني خائف علي نفسي و عليك، و انما يريدني لا يريدك، فتنح عني لا تهلك و تعين علي نفسك، فتنحي غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت علي الموت حتي ورد بي علي باب أبي الحسن عليه السلام ثم خلاني و مضي، فاذا خادم بالباب فقال لي: أدخل رحمك الله، فدخلت فاذا أبوالحسن موسي عليه السلام فقال لي ابتداء منه: لا الي المرجئة و لا الي القدرية و لا الي الزيدية و لا الي المعتزلة و لا الي الخوارج الي الي.



[ صفحه 41]



فقلت جعلت فداك مضي أبوك؟

قال: نعم.

قلت: مضي موتا؟

قال: نعم.

قلت: فمن لنا من بعده؟

فقال: ان شاء الله أن يهديك هداك.

قلت جعلت فداك ان عبدالله يزعم أنه من بعد أبيه.

قال: يريد عبدالله أن لا يعبد الله.

قال: قلت: جعلت فداك فمن لنا من بعده؟

قال: ان شاء الله أن يهديك هداك.

قال: قلت: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: لا. ما أقول ذلك.

قال: فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة. ثم قلت له: جعلت فداك عليك امام؟

قال: لا. فداخلني شي ء لا يعلم الا الله عزوجل اعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه اذا دخلت عليه.

ثم قلت له: جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك؟

فقال: سل تخبر و لا تذع، فان أذعت فهو الذبح. فسألته فاذا هو بحر لا ينزف. قلت: جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألقي اليهم



[ صفحه 42]



و أدعوهم اليك؟ و قد أخذت علي الكتمان؟

قال: من آنست منه رشدا فألق اليه و خذ عليه الكتمان فان أذاعوا فهو الذبح - و أشار بيده الي حلقه -

قال: فخرجت من عنده فلقيت أباجعفر الأحول فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدي فحدثته بالقصة قال: ثم لقينا الفضيل و أبابصير فدخلا عليه و سمعا كلامه و سألاه و قطعا عليه بالامامة، ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع الا طائفة عمار و أصحابه و بقي عبدالله لا يدخل اليه الا قليل من الناس، فلما رأي ذلك قال: ما حال الناس؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس؛ قال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.

103- عن محمد بن فلان الواقفي قال: كان لي ابن عم يقال له: الحسن بن عبدالله كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه و كان يتقيه السلطان لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه و يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر و كان السلطان يحتمله لصلاحه، و لم تزل هذه حالته حتي كان يوم من الأيام اذ دخل عليه أبوالحسن موسي عليه السلام و هو في المسجد فرآه فأومأ اليه فأتاه.

فقال له: يا أباعلي، ما أحب الي ما أنت فيه و أسرني الا أنه ليست لك معرفة، فاطلب المعرفة.

قال: جعلت فداك و ما المعرفة؟ قال: اذهب فتفقه و اطلب الحديث.

قال: عمن؟

قال: عن فقهاء أهل المدينة، ثم اعرض علي الحديث.



[ صفحه 43]



قال: فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له: اذهب فاعرف المعرفة.

و كان الرجل معنيا بدينه فلم يزل يترصد أباالحسن عليه السلام حتي خرج الي ضيعة له، فلقيه في الطريق فقال له: جعلت فداك اني أحتج عليك بين يدي الله فدلني علي المعرفة.

قال: فأخبره بأميرالمؤمنين عليه السلام و ما كان بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أخبره بأمر الرجلين فقبل منه.

ثم قال له: فمن كان بعد أميرالمؤمنين عليه السلام؟

قال: الحسن عليه السلام ثم الحسين عليه السلام حتي انتهي الي نفسه ثم سكت.

قال: فقال له: جعلت فداك فمن هو اليوم؟

قال:ان أخبرتك تقبل؟

قال: بلي جعلت فداك؟

قال: أنا هو.

قال: فشي ء أستدل به؟

قال: اذهب الي تلك الشجرة - و أشار (بيده) الي أم غيلان - فقل لها: يقول لك موسي بن جعفر: أقبلي.

قال: فأتيتها فرأيتها والله تخد الأرض خدا حتي وقفت بين يديه، ثم أشار اليها فرجعت قال: فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة، فكان لايراه أحد يتكلم بعد ذلك.



[ صفحه 44]



104- عن عبدالله بن المفضل مولي عبدالله بن جعفر بن أبي طالب قال: لما خرج الحسين بن علي. المقتول بفخ [9] و احتوي علي المدينة، دعا موسي بن جعفر الي البيعة، فأتاه.

فقال له: يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أباعبدالله فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبدالله ما لم يكن يريد.

فقال له الحسين: انما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه و ان كرهته لم أحملك عليه والله المستعان، ثم ودعه.

فقال له أبوالحسن موسي بن جعفر حين ودعه: يا ابن عم انك مقتول فأجد الضراب فان القوم فساق يظهرون ايمانا و يسترون شركا و انا لله و انا اليه راجعون، أحتسبكم عندالله من عصبة، ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان، قتلوا كلهم كما قال عليه السلام.



[ صفحه 45]




پاورقي

[1] النمل: 21.

[2] الرعد: 31.

[3] النمل: 75.

[4] فاطر: 32.

[5] في بعض النسخ [بريهة] مكان بريه في جميع المواضع.

[6] أي زين له ظاهر الجدار بعد اخفاء السلاح فيه.

[7] الشيخ أحد ألقاب الامام الكاظم (ع).

[8] محمد بن منصور مشترك بين عدة رواة يروون عن الكاظم عليه السلام.

[9] بفتح الفاء و تشديد الخاء بئر بين التنعيم و بين مكة، و بينه و بين مكة فرسخ تقريبا و الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام و أمه زينب بنت عبدالله بن الحسن خرج في أيام موسي الهادي بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين و كان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع و ستين و مائة بعد موت المهدي بمكة و خلافة الهادي ابنه (آت).