بازگشت

كتاب الايمان و الكفر


295- قال حماد بن عمرو النصيبي: سأل رجل العالم عليه السلام فقال: أيها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عندالله؟ قال: ما لا يقبل عمل الا به، فقال: و ما ذلك؟ قال: الايمان بالله، الذي هو أعلي الأعمال درجة و أسناها حظا و أشرفها منزلة، قلت: أخبرني عن الايمان أقول و عمل أم قول بلا عمل؟ قال: الايمان عمل كله، و القول بعض ذلك العمل بفرض من الله بينه في كتابه، واضح نوره، ثابتة حجته، يشهد به الكتاب و يدعو اليه، قلت: صف لي ذلك حتي أفهمه.

فقال: ان الايمان حالات و درجات و طبقات و منازل فمنه التام المنتهي تمامه و منه الناقص المنتهي نفصانه و منه الزائد الراجح زيادته، قلت: و ان الايمان ليتم و يزيد و ينقص؟ قال: نعم، قلت: و كيف ذلك؟ قال: ان الله تبارك و تعالي فرض الايمان علي جوارح بني آدم و قسمه عليها و فرقه عليها فليس من جوارحهم جارحة الا و هي موكلة من الايمان بغير ما وكلت به أختها.

فمنها قلبه الذي به يعقل و يفقه و يفهم و هو أمير بدنه الذي لا تورد الجوارح و لا تصدر الا عن رأيه و أمره؛ و منها يداه اللتان يبطش بهما و رجلاه اللتان يمشي بهما و فرجه الذي الباه من قبله و لسانه الذي ينطق به



[ صفحه 139]



الكتاب و يشهد به عليها؛ و عيناه اللتان يبصر بهما؛ و أذناه اللتان يسمع بهما و فرض علي القلب غير ما فرض علي اللسان و فرض علي اللسان غير ما فرض علي العينين و فرض علي العينين غير ما فرض علي السمع.

و فرض علي السمع غير ما فرض علي اليدين و فرض علي اليدين غير ما فرض علي الرجلين و فرض علي الرجلين غير ما فرض علي الفرج و فرض علي الفرج غير ما فرض علي الوجه، فأما ما فرض علي القلب من الايمان فالاقرار و المعرفة و التصديق و التسليم و العقد و الرضا بأن لا اله الا الله وحده لا شريك له، أحدا، صمدا، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و أن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم عبده و رسوله.

296- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان الله تعالي جعل الاسلام دينه، و جعل كلمة الاخلاص حصنا له، فمن استقبل قبلتنا، و شهد شهادتنا، و أحل ذبيحتنا فهو مسلم، له ما لنا و عليه ما علينا.

297- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أربعة يستأنفون العمل: المريض اذا بري، و المشرك اذا أسلم، و الحاج: أذا فرغ و المنصرف من الجمعة ايمانا و احتسابا.

298- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: القلوب أربعة: قلب فيه ايمان و ليس فيه قرآن، و قلب فيه ايمان و قرآن، و قلب فيه قرآن و ليس فيه ايمان، و قلب لا ايمان فيه و لا قرآن فاما الأول كالتمرة طيب طعمها و لا طيب لها، و الثاني كجراب المسك طيب ان فتح و طيب ان وعاه، و الثالث كالآس طيب ريحها و خبيث طعمها، و الرابع كالحنظل خبيث ريحها و طعمها.



[ صفحه 140]



299- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم:أن لله آنية في الأرض فأحبها الي الله ما صفا منها ورق و صلب، و هي القلوب فأما ما رق منها فالرقة علي الاخوان و أما ما صلب منها فقول [الرجل في الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، و أما ما صفا ما صفت من الذنوب] القصد الي الله تعالي بالقلوب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال.

300- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما من شي ء أحب الي الله تعالي من الايمان، و العمل الصالح، و ترك ما أمر به أن يتركه.

301- قال الفضيل: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أي شي ء أفضل ما يتقرب به العباد الي الله فيما افترض عليهم؟ فقال: أفضل ما يتقرب به العباد الي الله طاعة الله و طاعة رسوله، و حب الله و حب رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و أولي الامر، و كان أبوجعفر عليه السلام يقول: «حبنا ايمان و بغضنا كفر».

302- روي الطبرسي باسناده عن الكاظم عليه السلام قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك و مشط و سجادة و سبحة فيها أربع و ثلاثون حبة و خاتم عقيق.

303- عبدالله بن حبيب، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله: (ان أكرمكم عندالله اتقاكم) ثم قال: اشدكم تقية.

304- قال عبيدالله بن اسحاق المدائني: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: ان الرجل من عرض الناس يلقاني فيحلف بالله أنه يحبني أفأحلف الله أنه لصادق؟ فقال: امتحن قلبك، فان كنت تحبه فاحلف و الا فلا.

305- الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن عليه السلام قال:



[ صفحه 141]



سمعته يقول: المتحابين في الله يوم القيامة علي منابر من نور قد أضاء وجههم و أجسادهم و نور منارهم كل شي ء حتي يعرفوا أنهم المتحابون في الله عزوجل.

306- الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: دب اليكم داء الأمم قبلكم البغضاء و الحسد.

307- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله - تعالي صلي الله عليه و آله و سلم: اذا أحب الله تعالي عبدا نادي مناد من السماء: ألا ان الله تعالي قد أحب فلانا فأحبوه، فتعيه القلوب و لا يلقي الا حبيبا محببا مذاقا عند الناس، و اذا أبغض الله تعالي عبدا نادي مناد من السماء: ألا ان الله تعالي قد أبغض الله تعالي عبدا نادي مناد من السماء: ألا ان الله تعالي قد أبغض فلانا فأبغضوه، فتعيه القلوب و تعي عنه الاذان، فلا تلقاه الا بغيضا مبغضا شيطانا ماردا.

308- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه فانه أصلح لذات البين.

309- قال عيسي شلقان: كنت قاعدا فمر أبوالحسن موسي عليه السلام و معه بهمة قال: قلت يا غلام ما تري ما يصنع أبوك؟ يأمرنا بالشي ء ثم ينهانا عنه، أمرنا أن نتولي أباالخطاب ثم أمرنا أن نلعنه و نتبرأ منه؟

فقال أبوالحسن عليه السلام و هو غلام: ان الله خلق خلقا للايمان لا زوال له و خلق خلقا للكفر لا زوال له و خلق خلقا بين ذلك أعاره الايمان يسمون المعارين، اذا شاء سلبهم و كان أبوالخطاب ممن أعير الايمان.



[ صفحه 142]



قال: فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته ما قلت لأبي الحسن عليه السلام و ما قال لي.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: انه نبعة نبوة.

310- يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ان الله خلق النبيين علي النبوة فلا يكونون الا أنبياء و خلق المؤمنين علي الايمان فلا يكونون الا مؤمنين، و أعار قوما ايمانا، فان شاء تممه لهم و ان شاء سلبهم اياه، قال: و فيهم جرت: (فمستقر و مستودع) و قال لي: ان فلانا كان مستودعا ايمانه، فلما كذب علينا سلب ايمانه ذلك.

311- قال صفوان سألني أبوالحسن عليه السلام و محمد بن الخلف جالس فقال لي: مات يحيي بن القاسم الحذاء؟ فقلت له: نعم و مات زرعة فقال: كان جعفر عليه السلام يقول: (فمستقر و مستودع) فالمستقر قوم يعطون الايمان و يستقر في قلوبهم، و المستودع قوم يعطون الايمان ثم يسلبونه.

312- سئل أبوالحسن الأول عن قول الله: (فمستقر و مستودع) قال: المستقر الايمان الثابت و المستودع المعار.

313- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها شتاء و لا قيظا، قيل: يا رسول الله و ما هي؟ النخلة.

314- قال أبوالحسن عليه السلام: المؤمن بعرض كل خير لو قطع أنملة أنملة كان خيرا له و لو ولي شرقها و غربها كان خيرا له.

315- قال محمد بن الفضيل: سألت أباالحسن عليه السلام عن قول الله



[ صفحه 143]



عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا توبوا الي الله توبة نصوحا) فقال: يتوب من الذنب، ثم لا يعود فيه. و احب العباد الي الله تعالي المفتنون، و التوابون.

316- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد علي البياض. فقال لهم: هؤلاء المقنطون من رحمة الله.

317- ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد الله و ان عمل سيئا استغفر الله منه و تاب اليه.

318- عن سماعة قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فان قليل الذنوب يجتمع حتي يصير كثيرا و خافوا الله في السر حتي تعطوا من أنفسكم النصف و سارعوا الي طاعة الله و أصدقوا الحديث و أدوا الأمانة فانما ذلك لكم و لا تدخلوا فيما لا يحل لكم، فانما ذلك عليكم.

319- علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: ان الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة علي الايمان فاذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة، و زرعها بالعلم، و زارعها و القيم عليها رب العالمين.

320- علي بن سويد، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: سألته عن الضعفاء، فكتب الي: الضعيف من لم ترفع اليه حجة و لم يعرف الاختلاف، فاذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف.

321- الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ألا اخبركم بخياركم؟ قالوا: بلي يا رسول الله. قال: هم



[ صفحه 144]



الضعفاء، المظلومون. و قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من ظلمك فقد نفعك و أضر بنفسه.

322- موسي بن بكير قال: سألت أباالحسن عليه السلام عن الكفر و الشرك أيهما أقدم؟ قال: فقال لي: ما عهدي بك تخاصم الناس، قلت: أمرني هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لي: الكفر أقدم و هو الجحود، قال الله عزوجل: (الا ابليس أبي و استكبر و كان من الكافرين).

323- قال ابراهيم ابن أبي بكر: سمعت أباالحسن موسي عليه السلام يقول: ان عليا عليه السلام باب من أبواب الهدي، فمن دخل من باب علي كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله فيهم المشيئة.

324- قال بكر بن موسي الواسطي: سألت أباالحسن موسي عليه السلام عن الكفر و الشرك أيهما أقدم؟

فقال: ما عهدي بك تخاصم الناس، قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك عن ذلك فقال لي: الكفر أقدم و هو الجحود قال: (الا ابليس أبي و استكبر و كان من الكافرين).

325- موسي بن بكير، عن أبي ابراهيم عليه السلام قال: ان عليا عليه السلام باب من أبواب الجنة، فمن دخل بابه كان مؤمنا و من خرج من بابه كان كافرا، و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في الطبقة التي الله فيهم المشيئة.

326- قال الحسين بن الحكم: كتبت الي العبد الصالح عليه السلام أخبره أني شاك و قد قال ابراهيم عليه السلام: (رب أرني كيف تحيي الموتي) و اني



[ صفحه 145]



أحب أن تريني شيئا، فكتب عليه السلام: أن ابراهيم كان مؤمنا و أحب أن يزداد ايمانا و أنت شاك و الشاك لا خير فيه، و كتب انما الشك ما لم يأت اليقين فاذا جاء اليقين لم يجز الشك، و كتب ان: الله عزوجل يقول: (و ما وجدنا لأكثرهم من عهد و ان وجدنا أكثرهم لفاسقين) قال: نزلت في الشاك.

327- قال أبوالحسن صلوات الله عليه: من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، و من ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه و من ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

328- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البتة.

329- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أربعة ليست غيبتهم غيبة: الفاسق لامعلن بفسقه و الامام الكذاب ان أحسنت لم يشكر، و ان أسأت لم يغفر، و المتفكهون بالأمهات، و الخارج عن الجماعة الطاعن علي أمتي الشاهر عليها بسيفه.

330- قال عبدالمؤمن الأنصاري: دخلت علي موسي بن جعفر عليه السلام و عنده محمد بن عبدالله الجعفري، فتبسمت اليه فقال: أتحبه؟ فقلت: نعم، و ما أحببته الا لكم، فقال عليه السلام: هو أخوك، و المؤمن أخو المؤمن لأمه و لأبيه، و ان لم يلده أبوه، ملعون من اتهم أخاه، ملعون من غش أخاه، ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون من اغتاب أخاه، و قال الصادق عليه السلام اياك و الغيبة فانها. ادام كلاب النار.

331- عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن موسي عليه السلام في رجلين يتسابان قال: البادي منهما أظلم، و وزره صاحبه عليه، ما لم يعتذر الي المظلوم.



[ صفحه 146]



332- علي بن جعفر عن [أخيه] أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: من قصد اليه رجل من اخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عزوجل.

333- علي بن جعفر قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فانما هي رحمة من الله عزوجل ساقها اليه، فان قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية الله عزوجل و ان رده عن حاجته و هو يقدر علي قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره الي يوم القيامة، مغفور له أو معذب، فان عذره الطالب كان أسوأ حالا.

334- قال علي بن يقطين: قال لي أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام: انه كان في بني اسرائيل رجل مؤمن و كان له جار كافر و كان يرفق بالمؤمن و يوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات الكافر بني الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها و يأتيه الرزق من غيرها، و قيل له: هذا بما كنت تدخل علي جارك المؤمن فلان ابن فلان من الرفق و توليه من المعروف في الدنيا.

335- في كتاب حقوق المؤمنين لأبي علي بن طاهر قال: استأذن علي ابن يقطين مولاي الكاظم عليه السلام في ترك عمل السلطان فلم يأذن له و قال: لا تفعل فان لنا بك أنسا، و لا خوانك بك عزا، و عسي أن يجبر الله بك كسرا، و يكسر بك نائرة المخلفين عن أوليائه، يا علي كفارة أعمالكم الاحسان الي اخوانكم اضمن لي واحدة و أضمن لك ثلاثا: أضمن لي أن لا تلقي أحدا من أوليائنا الا قضيت حاجته و أكرمته، و أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا و لا ينالك حد سيف أبدا، و لا يدخل الفقر بيتك أبدا، يا علي من سر مؤمنا فبالله بدأ و بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم ثني و بنا ثلث.



[ صفحه 147]



336- و عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين لأبي علي بن طاهر الصوري باسناده عن رجل من أهل الري قال: ولي علينا بعض كتاب يحيي بن خالد، و كان علي بقايا يطالبني بها، و خفت من الزامي اياها خروجا عن نعمتي، و قيل لي: انه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي اليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحب.

فاجتمع رأيي علي أني هربت الي الله تعالي و حججت و لقيت مولاي الصابر - يعني موسي بن جعفر عليه السلام - فشكوت حالي اليه فأصحبني مكتوبا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه الا من أسدي الي أخيه معروفا أو نفس عنه كربة، أو أدخل علي قلبه سرورا، و هذا أخوك والسلام.

قال: فعدت من الحج الي بلدي، و مضيت الي الرجل ليلا، و استأذنت عليه و قلت: رسول الصابر عليه السلام فخرج الي حافيا ماشيا، ففتح لي بابه، و قبلني و ضمني اليه، و جعل يقبل بين عيني، و يكرر ذلك كلما سألني عن رؤيته عليه السلام و كلما أخبرته بسلامته، و صلاح أحواله، استبشر، و شكر الله، ثم أدخلني داره و صدرني في مجلسه و جلس بين يدي.

فأخرجت اليه كتابه عليه السلام فقبله قائما و قرأه ثم استدعي بماله و ثبابه، فقاسمني دينارا دينارا، و درهما درهما، و ثوبا ثوبا، و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، و في كل شي ء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: أي والله، وزدت علي السرور، ثم استدعي العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة مما يتوجه علي منه، و ودعته، و انصرفت عنه.

فقلت: لا أقدر علي مكافاة هذا الرجل الا بأن أحج في قابل و أدعو له و ألقي الصابر عليه السلام و أعرفه فعله، ففعلت و لقيت مولاي الصابر عليه السلام



[ صفحه 148]



و جعلت أحدثه و وجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل سرك ذلك؟ فقال: أي والله لقد سرني و سر أميرالمؤمنين، و الله لقد سر جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لقد سر الله تعالي.

337- عن كتاب قضاء الحقوق باسناده عن جعفر بن محمد العاصمي قال: حججت و معي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة فأفردوا لي مكانا ننزل فيه فاستقبلنا أبوالحسن موسي عليه السلام علي حمار أخضر يتبعه طعام، و نزلنا بين النخيل، فجاء و نزل و أتي بالطشت و الأشنان فبدأ يغسل يديه و أدير الطشت عن يمينه حتي بلغ آخرنا ثم أعيد الي من علي يساره حتي أتي علي آخرنا، ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال: كلوا بسم الله ثم ثني بالخل ثم أتي بكتف مشوي.

فقال: كلوا بسم الله طعام كان يعجب رسول الله، ثم أتي بسكباج فقال: كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب أميرالمؤمنين ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام الحسن عليه السلام ثم أتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال: كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب الحسين فأكلنا، ثم أتي بأضلاع باردة.

فقال: كلوا بسم الله فان هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين، ثم أتي بجبن مبزر ثم قال: كلوا بسم الله فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلام ثم أتي بلوز فيه بيض كالعجة فقال: كلوا بسم الله فان هذا طعام كان يعجب أباعبدالله عليه السلام ثم أتي بحلواء ثم قال: كلوا فان هذا طعام يعجبني و رفعت المائدة.

فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال عليه السلام: مه ان ذلك يكون في المنازل تحت السقوف فأما في مثل هذا المكان فهو لعامة الطير و البهائم،



[ صفحه 149]



ثم أتي بالخلال فقال: من حق الخلال، أن تدير لسانك في فيك، فما أجابك ابتلعته، و ما امتنع فبالخلال، وتي بالطشت و الماء فابتدأ بأول من علي يساره حتي انتهي اليه فغسل ثم غسل من علي يمينه الي آخرهم.

ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل و التواسي؟ قلت: علي أفضا ما كان عليه أحد، قال: أيأتي أحدكم الي دكان أخيه أو منزله عند الضائقة فيستخرج كيسه و يأخذ ما يحتاج اليه فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: لستم علي ما أحب في التواصل.

338- عن عبدالمؤمن الأنصاري قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام و عنده محمد بن عبدالله بن محمد الجعفي فتبسمت اليه فقال: أتحبه؟ قلت: نعم، و ما أحببته الا، فيكم، فقال: هو أخاك، المؤمن أخو المؤمن لأمة و أبيه، فملعون من غش أخاه و ملعون من لم ينصح أخاه، و ملعون من حجب أخاه، و ملعون من اغتاب أخاه.

339- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: المؤمن مرآة لأخيه المؤمن، ينصحه اذا غاب عنه، و يميط عنه ما يكره اذا شهد، و يوسع له في المجلس.

240- روي عن كتاب المؤمن لابن سعيد الاهوازي باسناده عن نصر بن قابوس قال: قلت لأبي الحسن الماضي عليه السلام بلغني عن أبيك [الحسين] أنه أتاه آت فاستعان به عليه السلام علي حاجة، فذكر له أنه معتكف، فأتي الحسن عليه السلام فذكر له ذلك فقال: أما علم أن المشي في حاجة المؤمن حتي يقضيها خير من اعتكاف شهرين متتابعين في المسجد الحرام بصيامها؟ ثم قال أبوالحسن عليه السلام: و من اعتكاف الدهر.

341- الراوندي باسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول



[ صفحه 150]



الله صلي الله عليه و آله و سلم: من استفاد أخا في الله زوجه الله حورا.

342- المفيد باسناده قال الكاظم عليه السلام لعلي بن يقطين: من سر مؤمنا فبالله بدأ و بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم ثني، و بنا ثلث، و قال عليه لاسلام: ان لله حسنة أدخرها لثلاثة: لامام عادل و مؤمن حكم أخاه في ماله، و من سعي لأخيه المؤمن في حاجته.

343- روي أيضا عن كتاب قضاء الحقوق باسناده قال: قال أبوالحسن موسي عليه السلام: من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا، و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أقرب ما يكون العبد الي الله عزوجل اذا أدخل علي قلب أخيه المؤمن مسرة.

344- روي أيضا عن نوادر الراوندي: عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من الاسلام في شي ء، و من شهد رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين.

345- علي بن سويد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربه فيمن علي الله عزوجل عليه فيه المن.

346- عبدالرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: اتق المرتقي السهل اذا كان منحدره و عرا.

347- علي بن سويد المديني، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا، و منها



[ صفحه 151]



أن يؤمن العبد بربه فيمن علي الله تبارك و تعالي و لله تعالي عليه فيه المن.348- عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أباالحسن موسي عليه السلام يقول: ان الله عزوجل يقول: اني لم أغن الغني لكرامة به علي و لم أفقر الفقير لهوان به علي و هو مما ابتليت به الأغنياء بالفقراء و لولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة.

349- صفوان الجمال، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: ينبغي لمن عقل عن الله ألا يستبطئه في رزقه و لا يتهمه في قضائه.

350- قال أبوخديجة: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام فقال لي: ان الله تبارك و تعالي أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه و يتقي، و تغيب عنه في كل وقت يذنب فيه و يعتدي.

فهي معه تهتز سرورا عند احسانه و تسيخ في الثري عند اساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا و تربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرءا هم بخير فعمله أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله و العمل له.

351- قال أبوالحسن عليه السلام: حق علي الله أن لا يعصي في دار الا أضحاها للشمس حتي تطهرها.

352- ابن عرفة عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان لله عزوجل في كل يوم و ليلة مناديا يناي: مهلا مهلا عبادالله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع، و صبية رضع، و شيوخ ركع، لصب عليكم العذاب صبا، ترضون به رضا.

353- عن ابن محبوب قال: كتب معي بعض أصحابنا الي أبي



[ صفحه 152]



الحسن عليه السلام يسأله عن الكبائر كم هي و ما هي؟ فكتب: الكبائر: من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته اذا كان مؤمنا و السبع الموجبات: قتل النفس الحرام و عقوق الوالدين و أكل الربا، و التعرب بعد الهجرة و قذف المحصنات، و أكل مال اليتيم، و الفرار من الزحف.

354- عن محمد بن حكيم قال: قلت: لأبي الحسن عليه السلام: الكبائر تخرج من الايمان؟ فقال: نعم و ما دون الكبائر قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لا يزني الزاني و هو مؤمن و لا يسرق السارق و هو مؤمن.

355- عن سماعة قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب، فان قليل الذنوب يجتمع حتي يكون كثيرا و خافوا الله في السر حتي تعطوا من أنفسكم النصف.

356- علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام قال: حرمت الجنة علي ثلاثة النمام، و مدمن الخمر، و الديوث و هو الفاجر.

357- عن سماعة قال: سمعت أباالحسن موسي عليه السلام يقول: لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فان قليل الذنوب تجتمع حتي يصير كثيرا و خافوا الله في السر و العلانية حتي تعطوا من انفسكم النصف و سارعوا الي طاعة الله و اصدقوا الحديث و ادوا الأمانة فان ذلك لكم و لا تظلموا و لا تدخلوا فيما لا يحل لكم فانما ذلك عليك.

358- قال زيد النرسي: سمعت أباالحسن موسي عليه السلام يقول: قال أبي جعفر عليه السلام: يا بني ان ائتمن شارب الخمر علي أمانة فلم يردها عليه لم يكن له علي الله ضمان و لا أجر و لا خلف، ثم ان ذهب ليدعوا الله عليه لم يستجب الله دعائه.

359- عثمان بن عيسي، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ان



[ صفحه 153]



كان في يدك هذه شي ء فان استطعت أن لا تعالم هذه فافعل؛ قال: و كان عنده انسان فتذاكروا الاذاعة، فقال: احفظ لسانك تعز، و لا تمكن الناس من قياد رقبتك فتدل.

360- قال عثمان بن عيسي: حضرت أباالحسن صلوات الله عليه و قال له رجل: أوصني فقال له: احفظ لسانك تعز و لا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك.

361- موسي بن اسماعيل بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت عن سوء فسلم.

362- و عنه بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الرجل الصالح يجي ء بخبر صالح، و الرجل السوء يجي ء بخبر سوء.

263- عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح صلوات الله عليه: يا سماعة أمنوا علي فرشهم و أخافوني أما و الله لقد كانت الدنيا و ما فيها الا واحد يعبد الله و لو كان معه غيره لأضافه الله عزوجل اليه حيث يقول:

(ان ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا و لم يك من المشركين) فغبر بذلك ما شاء الله، ثم ان الله آنسه باسماعيل و اسحاق فصاروا ثلاثة، أما والله ان المؤمن لقليل و ان أهل الكفر لكثير أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك. فقال: صيروا أنسا للمؤمنين، يبثون اليهم ما في صدورهم فيستريحون الي ذلك و يسكنون اليه.

364- عن علي بن جعفر قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: ليس كل ما قال بولايتنا مؤمنا ولكن جعلوا أنسا للمؤمنين.



[ صفحه 154]



365- عبدالرحمن بن حجاج عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قلت له: يكون لليتيم عندي الشي ء و هو في حجري أنفق عليه منه و ربما أصبت مما يكون له من الطعام و ما يكون مني اليه أكثر؟ فقال: لا بأس بذلك أن الله يعلم من المفسد من المصلح.

366- عن أبي أيوب قال: سمعت أباحمزة يقول: سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره، يطلب به ثواب الله و تنجز ما وعده الله عزوجل الله و كل عزوجل به سبعين ألف ملك، من حين يخرج من منزله حتي يعود اليه ينادونه: ألا طبت و طابت لك الجنة، تبوأت من الجنة منزلا.

367- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأبي ذر الغفاري: كف أذاك عن الناس فانه صدقة تصدق بها علي نفسك.

368- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما من عمل أحب الي الله تعالي و الي رسوله من الايمان بالله و الرفق بعباده، و ما من عمل أبغض الي الله تعالي من الاشراك بالله تعالي و العنف علي عباده.

369- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما اصطحب اثنان الا كان أعظمهما أجرا عندالله تعالي و أحبهما عندالله تعالي و أحبهما عند الله تعالي أرفقهما بصاحبه.

370- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما وضع الرفق علي شي ء الا زانه و لا وضع الخرق علي شي ء الا شانه، فمن أعطي الرفق أعطي خير الدنيا و الآخرة و من حرمه خير الدنيا و الآخرة، و قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: من مات مداريا مات شهيدا.



[ صفحه 155]



371- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من أشار علي أخيه المسلم بسلاحه لعنته الملائكة حتي ينحيه.

372- و قال: قال عليه السلام أيضا: من شهر فدمه هدر.

373- هشام بن أحمر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي - و جري بيني و بين رجل من القوم كلام فقال لي -: أرفق بهم فان كفر أحدهم في غضبه و لا خير فيمن كان كفره في غضبه.

374- درست ابن أبي منصور، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: سأل رجل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ما حق الوالد علي ولده؟ قال: لا يسميه باسمه؛ و لا يمشي بين يديه؛ و لا يجلس قبله و لا يستسب له.

375- الراوندي باسناده، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال؛ قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أغث ملهوفا، و عليك بالاستغفار فانه المنجاة.

376- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ان فوق كل بر برا حتي يقتل الرجل شهيدا في سبيل الله، و فوق كل عقوق عقوقا حتي يقتل الرجل أحد والديه.

377- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اياكم و دعوة الوالد، فانها ترفع فوق السحاب حتي ينظر الله تعالي اليها، فيقول الله تعالي ارفعوها الي حتي أستجيب له، فاياكم و دعوة الوالد فانها أحد من السيف.

378- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ثلاثة لا ينظر الله



[ صفحه 156]



اليهم: المنان بالفعل، و العاق والديه، و مدمن خمر.

379- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم، و دعوة المسافر، و دعوة الوالد علي ولده.

380- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: نظر الولد الي والديه حبا لهما عبادة. و قال صلي الله عليه و آله و سلم: من أحزن والديه فقد عقهما.

381- و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: من نعمة الله علي الرجل أن يشبه والده.

382- و بهذا الاسناد قال: قال علي عليه السلام أبصر رسول الله رجلا له ولدان فقبل أحدهما و ترك الآخر فقال صلي الله عليه و آله و سلم: فهلا و اسيت بينهما.

383- سماعة بن مهران، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال لي: ما حبسك عن الحج؟ قال: قلت: جعلت فداك وقع علي دين كثير و ذهب مالي، و ديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي، فلولا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج، فقال لي: ان تصبر تغتبط و الا تصبر ينفذ الله مقاديره، راضيا كنت أم كارها.

384- و في كتاب المؤمن باسناده عن أبي الحسن عليه السلام قال: ما من أحد يبليه الله عزوجل ببلية فصبر عليها الا كان له أجر ألف شهيد.

385- و في كتاب الجامع، عن الكاظم عليه السلام قال: لن تكونوا مؤمنين حتي تعد البلاء نعمة و الرخاء مصيبة و ذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء.

386- عن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن عليه السلام في



[ صفحه 157]



بعض اطراف المدينة اذ ثني رجله عن دابته، فخر ساجدا، فأطال و أطال، ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟ فقال: انني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي.

387- و قال الكاظم عليه السلام: المعروف غل لا يفكه مكافأة أو شكر.

388- سماعة، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: حسن البشر يذهب بالسخيمة.

389- عن معتب قال؛ كان أبوالحسن موسي عليه السلام في حائط له يصرم فنظرت الي غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمي بها وراء الحائط، فأتيته و أخذته و ذهبت به اليه، فقلت: جعلت فداك اني وجدت هذا و هذه الكارة.

فقال للغلام: يا فلان قال: لبيك، قال: أتجوع؟ قال: لا يا سيدي، قال: فتعري؟ قال لا يا سيدي، قال: فلأي شي ء أخذت هذه؟ قال: اشتهيت ذلك،. قال: اذهب فهي لك و قال: خلوا عنه.

390- عن ابن فضال قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: ما التقت فئتان قط الا نصر أعظمهما عفوا.



[ صفحه 158]