بازگشت

كتابه إلي إبراهيم بن عبد الحميد


الحسن بن عليّ بن النّعمان، عن عثمان بن عيسي، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال: كتب إليّ أبو الحسن - قال عثمان بن عيسي [1] : وكنت حاضراً بالمدينة -:

تَحَوَّل عَن مَنزِلِكَ.

فاغتم بذلك، وكان منزله منزلاً وسطاً بين المسجد والسّوق، فلم يتحوّل. فعاد إليه الرّسول: تحوّل عن منزلك، فبقي. ثمّ عاد إليه الثّالثة: تحوّل عن منزلك، فذهب وطلب منزلاً، وكنت في المسجد ولم يجئ إلي المسجد إلّا عتمة.

فقلت له: ما خلفك؟ فقال: ما تدري ما أصابني اليوم؟

قلت: لا. قال: ذهبت أستقي الماء من البئر لأتوضّأ، فخرج الدّلو مملوءاً خرءاً، وقد عجنّا وخبزنا بذلك الماء، فطرحنا خبزنا وغسلنا ثيابنا، فشغلني عن المجي ء، ونقلت متاعي إلي المنزل الّذي اكتريته، فليس بالمنزل إلّا الجارية، السّاعة أنصرف وآخذ بيدها. فقلت: بارك الله لك، ثمّ افترقنا، فلمّا كان سحر تلك اللّيلة خرجنا إلي المسجد فجاء فقال: ما ترون ما حدث في هذه اللّيلة؟ قلت: لا. قال: سقط والله منزلي السّفلي والعلوي. [2] .

وفي دلائل الإمامة: محمّد بن أبي عمير، عن عثمان بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد [3] ، قال: أرسل إليّ أبو الحسن عليه السلام أن: تَحَوَّل عَن مَنزِلِكَ.

فشقّ ذلك عليّ، فقلت: نعم. ولم أتحوّل فأرسل إليّ: تَحَوَّل.

فطلبت منزلاً فلم أجد، وكان منزلي موافقاً لي، فأرسل إليَّ الثّالثة أن: تَحَوَّلَ عَن مَنزِلِكَ.

قال عثمان: فقلت: لا والله، لا أدخل عليك هذا المنزل أبداً. قال: فلمّا كان بعد يومين عند العشاء إذا أنا بإبراهيم قد جاء، فقال: ما تدري ما لقيت اليوم؟ فقلت: وما ذاك؟ قال: ذهبت استقي ماءً من البئر، فخرج الدّلو ملآن عذرة، وقد عجنّا من البئر، فطرحنا العجين، وغسلنا ثيابنا، فلم أخرج منذ اليوم، وقد تحوّلت إلي المنزل الّذي اكتريت. فقلت له: وأنت أيضاً تتحوّل. وقلت له: إذا كان غداً - إن شاء الله - حين ننصرف من الغداة نذهب إلي منزلك، فندعو لك بالبركة. فلمّا خرجت من المنزل سحراً، فإذا إبراهيم عند القبر، فقال: تدري ما كان اللّيلة؟ فقلت: لا والله. فقال: سقط منزلي العلو والسّفل. [4] .


پاورقي

[1] راجع الكتاب: السّادس والخمسون.

[2] قرب الإسناد: ص337 ح1241، بحار الأنوار: ج48 ص45 ح46.

[3] راجع الكتاب: الأربعون.

[4] دلائل الإمامة: ص326 ح280.