بازگشت

رواية إسحاق بن أبي عبد الله


إسحاق بن أبي عبد الله [1] ، قال: كنت مع أبي الحسن موسي عليه السلام حين قدم من البصرة، فبينما نحن نسير في البطائح في هول أرياح إذ سايرنا قوم في السّفينة، فسمعنا لهم جلبة.

فقال عليه السلام: ما هذا؟ فقيل: عروس تهدي إلي زوجها. قال: ثمّ مكثنا ما شاء الله تعالي، فسمعنا صراخاً وصيحةً.

فقال عليه السلام: ما هذا؟ فقيل: العروس أرادت تغرف ماء فوقع سوارها في الماء.

فقال: احبِسوا وَقولوا لِمَلّاحِهِم يَحبِسُ، فحبسنا وحبس ملّاحهم، فجلس ووضع أبو الحسن عليه السلام صدره علي السّفينة وتكلّم بكلام خفيّ، وقال للملاح: انزِل. فنزل الملّاح بفوطة، فلم يزل في الماء نصف ساعة وبعض ساعة فإذا هو بسوارها، فجاء به. فلمّا أخرج الملاح السّوار قال له إسحاق أخوه: جعلت فداك، الدّعاء الّذي قُلتَ أخبِرنا به.

فقال له: استُرهُ إلّا مِمَّن تَثِقُ بِهِ، ثُمّ قال:

يا سابِقَ كُلِّ فَوتٍ، ويا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ، وَيا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ، يا كاسِيَ العِظامِ لَحماً بَعدَ المَوتِ، يا مَن لا تَغشاهُ الظُّلماتُ الحِندِسِيَّةُ، وَلا تَتَشابَهُ عَلَيهِ الأصواتُ المُختَلِفَةُ، وَيا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شأنٍ، يا مَن لَهُ عِندَ كُلِّ شَي ءٍ مِن خَلقِهِ سَمعٌ حاضِرٌ، وَبَصَرٌ نافِذٌ، لا يُغَلِّطُهُ كَثرَةُ المَسائِلِ، وَلا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّينَ، يا حَيُّ حينَ لا حَيٌّ في دَيمومَةِ مُلكِهِ وَبَقائِهِ، يا مَن سَكَنَ العُلي وَاحتَجَبَ عَن خَلقِهِ بِنورِهِ، يا مَن أشرَقَ بِنورِهِ دَياجِيَ الظُّلَمِ، أسأَلُكَ باسمِكَ الواحِدِ الأَحَدِ، الفَردِ الوِترِ الصَّمَدِ، أن تُصَلِّيَ علي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الطَّيِّبِينَ الطّاهِرينَ. [2] .


پاورقي

[1] لم نجد له ترجمة في كتب الرّجال التي بأيدينا.

[2] الثّاقب في المناقب: ص459 ح387.