بازگشت

كتابه إلي هشام


قال هشام بن الحكم [1] : أردت شراء جارية بمني، وكتبت إلي أبي الحسن اُشاوره فلم يردّ عليّ جواباً، فلمّا كان في الطّواف مرّ بي يرمي الجمار علي حمار، فنظر إليّ وإلي الجارية من بين الجواري ثمّ أتاني كتابه:

لا أري بِشِرائِها بَأساً، إن لَم يَكُن في عُمُرِها قِلَّةٌ.

قلت: لا والله ما قال لي هذا الحرف إلّا وهاهنا شي ء، لا والله لا اشتريتها، قال: فما خرجت من مكّه حتّي دفنت. [2] .

وفي بصائر الدّرجات: حدّثنا محمّد بن عيسي عن الحسين بن عليّ الوشا عن هشام قال: أردت شراء جارية بثمن وكتبت إلي أبي الحسن عليه السلام استشيره في ذلك فأمسك فلم يجبني، فإنّي من الغد عند مولي الجارية إذ مرّ بي وهي جالسة عند جَوارٍ، فصرت بتجربة الجارية فنظر إليها، قال: ثمّ رجع إلي منزله فكتب: إليّ:

لا بَأسَ إن لَم يَكُن في عُمُرِها قِلَّةٌ.

قال: فأمسكت عن شرائها فلم أخرج من مكّة حتّي ماتت. [3] .


پاورقي

[1] هشام بن الحكم

أبو محمّد مولي كندة. وكان ينزل بني شيبان بالكوفة انتقل إلي بغداد سنة تسع وتسعين ومئة ويقال: إنّ في هذه السنّة مات. له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان قال: حدّثنا عليّ بن حاتم قال: حدّثنا ابن ثابت قال: حدّثنا عبيدالله بن أحمدبن نهيك عن ابن أبي عمير عنه بكتابه علل التّحريم وكتابه الفرائض وكتابه الإمامة وكتابه الدّلالة علي حدث الأجسام وكتابه الرّدّ علي الزّنادقة وكتابه الرّدّ علي أصحاب الإثنين وكتابه التّوحيد وكتابه الرّد علي هشام الجواليقيّ وكتابه الرّدّ علي أصحاب الطّبائع وكتابه الشّيخ والغلام في التّوحيد وكتابه التّدبير في الإمامة وهو جمع عليّ بن منصور من كلامه وكتابه الميزان وكتابه في إمامة المفضول وكتابه الوصيّة والرّدّ علي منكريها وكتابه الميدان وكتابه اختلاف النّاس في الإمامة وكتابه الجبر والقدر وكتابه الحكمين وكتابه الرّدّ علي المعتزلة وطلحة والزّبير وكتابه القدر وكتابه الألفاظ وكتابه الاستطاعة وكتابه المعرفة وكتابه الثّمانية أبواب وكتابه علي شيطان الطّاق وكتابه الأخبار وكتابه الرّدّ علي المعتزلة وكتابه الرّدّ علي أرسطاليس (أرسطاطاليس) في التّوحيد وكتابه المجالس في التّوحيد وكتابه المجالس في الإمامة.

وأمّا مولده فقد قلنا: الكوفة ومنشؤه واسط وتجارته بغداد. ثمّ انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضّاح. وروي هشام عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسي عليهماالسلام وكان ثقة في الروايات حسن التّحقيق بهذا الأمر. (راجع: رجال النّجاشي: ج2 ص397 الرّقم 1165، الفهرست للطّوسي: الرّقم 783، رجال الكشّي: ح 475).

وفي الفهرست: كان من خواص سيّدنا ومولانا موسي بن جعفرعليه السلام، وكانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في الاُصول وغيرها، وكان له أصل. أخبرنا به جماعة، عن أبي جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد، عن الصّفار، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيي عن هشام بن الحكم. وأخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، عن حميد، عن عبيدالله بن أحمدبن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن هشام. وله من المصنّفات كتب كثيرة منها: كتاب الإمامة... كان هشام يكنّي أبا محمّد وهو مولي بني شيبان، كوفيّ، ونزل بغداد ولقي أبا عبد الله جعفر بن محمّد وابنه أبا الحسن موسي عليهماالسلام وله عنهما روايات كثيرة.روي عنهما فيه مدائح له جليلة، وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب بالنّظر، وكان حاذقاً بصناعة الكلام، حاضر الجواب، سئل يوماً عن معاوية بن أبي سفيان أشهد بدراً قال: نعم من ذلك الجانب وكان منقطعاً إلي يحيي بن خالد البرمكيّ وكان القيم بمجالس كلامه ونظره. وكان ينزل الكرخ من مدينة السّلام في درب الجنب، وتوفي بعد نكبة البرامكة بمدّة يسيرة متستراً، وقيل: بل في خلافة المأمون، وكان لاستتاره قصّة مشهورة. (الرّقم783).

وداره عند قصر وضّاح في الطّريق الّذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطّرائف والخلنج، وعليّ بن منصور من أهل الكوفة وهشام مولي كندة مات سنة تسع وسبعين ومئة بالكوفة، في أيّام الرّشيد. (رجال الكشّي: ج2 ص526 ح475 وراجع ص564 - 527 ورجال الطّوسي: الرّقم4750 و5153).

[2] كشف الغمّة: ج3 ص33، بحار الأنوار: ج48 ص19 ح2.

[3] بصائر الدّرجات: ص263 ح4، بحار الأنوار: ج48 ص53 ح51.