بازگشت

كتابه إلي معقلة بن إسحاق، الحكم والآداب والسنن


رواه عبد الله بن الصّلت [1] في كتاب التّواقيع من اُصول الأخبار، قال:

حملت الكتاب - وهو الّذي نقلته من العراق - كتب مصقلة بن إسحاق [2] إلي عليّ بن جعفر رقعة، يعلمه فيها أنّ المنجّم كتب ميلاده ووقّت عمره وقتاً، وقد قارب ذلك الوقت وخاف علي نفسه، فأحبّ أن يسأله أن يدلّه علي عمل يعمله يتقرّب به إلي الله، فأوصل عليّ بن جعفر رقعته - الّتي كتبها - إلي موسي بن جعفرعليه السلام، فكتب إليه:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مَتَّعَنِيَ اللهُ بِكَ، قَرَأتُ رُقعَةَ فُلانٍ فَأَصابَني وَاللهِ إلي ما أَخرَجَني إلي بَعضِ لأئمّتك، سُبحانَ اللهِ، أنتَ تَعلَمُ حالَهُ مِنّا وَفي طاعَتِنا واُمورِنا فَما مَنَعَكَ مِن نَقلِ الخَبَرِ إلَينا. لِيَستَقبِلَ الأَمرَ بِبَعضِ السُّهولَةِ حَتّي لَو نَقَلتَ أنَّهُ رَأي رُؤيا في مَنامِهِ، أو بَلَغَ سِنَّ أبيهِ أو أنكَرَ شَيئاً مِن نَفسِهِ، فَكانَ الأَمرُ يَخِفُّ وقوعُهُ، وَيَسهُلُ خَطبُهُ وَيَحتَسِبُ هذِهِ الاُمورَ عِندَ اللهِ. بِالأَمسِ تَذكُرُهُ في اللَّفظِ بِأَن لَيسَ أحَدٌ يَصلُحُ لَنا غَيرُهُ وَاعتِمادُنا عَلَيهِ علي ما تَعلَمُ، فَليَحمِدِ اللهَ كَثيراً وَيَسأَلُهُ الإمتاعَ بِنِعمَتِهِ وَما أصلَحَ المَولي وَأَحسَنَ الأَعوانُ عَوناً بِرَحمَتِهِ وَمَغفِرَتِهِ، مُر فُلاناً لا فَجَعَنا اللهُ بِهِ، بِما يَقدِرُ عَلَيهِ مِنَ الصِّيامِ كُلَّ يَومٍ أو يَوماً وَيَوماً أو ثَلاثَةً فِي الشَّهرِ، وَلا يُخلي كُلَّ يَومٍ أو يَومَينِ مِن صَدَقَةٍ علي سِتّينَ مِسكيناً، وَما يُحرِّكُهُ عَلَيهِ النِّسبَةُ، وَما يَجري، ثُمَّ يَستَعمِلُ نَفسَهُ في صلاةِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ استِعمالاً شَديداً، وَكذلِكَ فِي الاستِغفارِ وَقِراءَةِ القُرآنِ، وَذِكرِ اللهِ تَعالي وَالاعتِرافِ فِي القُنوتِ بِذُنوبِهِ وَالاِستِغفارِ مِنها وَيَجعَلُ أبواباً فِي الصَّدَقَةِ وَالعِتقِ وَالتَّوبَةِ عَن أشياءَ يُسَمِّيها مِن ذُنوبِهِ، وَيُخلِصُ نِيَّتَهُ فِي اعتِقادِ الحَقِّ، وَيَصِلُ رَحِمَهُ وَيَنشُرُ الخَيرَ فيها، فَنَرجو أن يَنفَعَهُ اللهُ لِمَكانِهِ مِنّا، وَما وَهَبَ اللهُ تَعالي مِن رِضانا، وَحَمدِنا إيّاهُ، فَلَقَد وَاللهِ ساءَني أمرُهُ فَوقَ ما أصِفُ، وَأنا أرجو أن يَزيدُ اللهُ في عُمُرِهِ، وَيُبطِلُ قَولَ المُنَجِّمِ فيما أطلَعَهُ عَلَي الغَيبِ، وَالحَمدُ للَّهِِ.

وقد رأيت هذا الحديث في كتاب التّوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميريّ رحمه الله وقد رواه عن أحمد بن محمّد بن عيسي، بإسناده إلي الكاظم عليه السلام، يقول أبو القاسم عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطّاووس: فلو كان القول بعلم النّجوم محالاً، ما كان مولانا الكاظم صلوات الله عليه قد اهتمّ بتدبير زواله بما أشار إليه، ولا كان بلغ الأمر في استعمال صاحب القطع نفسه في صلاة الاستيجار، وكثرة الاستغفار، والعتق والصّدقة ممّا يدفع به الأخطار. [3] .

وفي بحار الأنوار: ومنه (كتاب ربيع الأبرار) روي عبد الله بن الصّلت في كتاب التّواقيع من اُصول الأخبار، قال: حملت الكتاب وهو الّذي نقلته من العراق، قال: كتب معقلة بن إسحاق [4] إلي عليّ بن جعفر رقعة يعلمه فيها أنّ المنجّم كتب ميلاده... وَكانَ الأمرُ يَخِفّ وُقوعُهُ، وَيَسُهلُ خَطبُهُ، وَيَحتَسِبُ هذِهِ الاُمورَ عِندَ اللهِ بِالأَمسِ. نَذكُرُهُ فِي اللَّفظَةِ بِأن لَيسَ أحَدٌ يَصلُحُ لَها غَيرُهُ وَاعتِمادُنا عَلَيهِ علي ما تَعلَمُ، نَحمَدُ اللهَ كَثيراً، وَنَسأَلُهُ الاستِمتاعَ بِنِعمَتِهِ، وَبِأَصلَحِ المَوالي وَأَحسَنِ الأَعوانِ عَوناً، وَبِرَحمَتِهِ وَمَغفِرَتِهِ، مُر فلاناً - لا فجعنا الله به - بِما يَقدِرُ عَلَيهِ مِنَ الصِّيامِ علي ما أصِفُ: إمّا كُلَّ يَومٍ، أو يَوماً وَيَوماً لا، أو ثَلاثَةً في الشَّهرِ، وَلا يَخلو كُلُّ يَومٍ أو يَومَينِ مِن صَدَقَةٍعلي سِتّينَ مِسكيناً، أو مايُحَرِّكُهُ عَلَيهِ النِّيَّةُ [5] وَما جَري وَتَمَّ، وَيَستَعمِلُ نَفسَهُ في صَلاةِاللَّيلِ وَالنَّهارِ استِعمالاً شَديداً، وَكذلِكَ فِي الاستِغفارِ وَقِراءَةِ القُرآنِ وَذِكرِ اللهِ تَعالي، وَالاِعتِرافِ فِي القُنوتِ بِذُنوبِهِ، وَيَستَغفِرُ اللهَ مِنها، وَيجعَلُ أبواباً فِي الصَّدَقَةِ وَالعِتقِ عَن أشياءَ يَعلَمُها [6] مِن ذُنوبِهِ، وَيُخلِصُ نِيَّتَهُ فِي اعتِقادِ الحَقِّ، وَيَصِلُ رَحِمَهُ، وَيَنشُرُ الخَيرَ فيها، وَنَرجو أن يَنفَعَهُ مَكانُهُ مِنّا، وَما وَهَبَ اللهُ مِن رِضانا عَنهُ وَحَمدِنا إيّاهُ، فَلَقَد وَاللهِ ساءَني أمرُهُ فَوقَ ما أصِفُ، علي أنَّهُ أرجو أن يَزيدَ اللهُ في عُمُرِهِ، وَيُبطِلَ قَولَ المُنجِّمِ، فَما أطلَعَهُ اللهُ عَلَي الغَيبِ وَالحَمدُ للَّهِِ.

وقد رأيت هذا الحديث في كتاب التّوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميريّ رحمة الله عليه، قد رواه عن أحمد بن محمّد بن عيسي، بإسناده إلي الكاظم عليه السلام.

والنّسخة كانت في هذه الرّواية سقيمة جدّاً، ولم نجدها في مكان آخر نصلحها به، فتركناها كما كانت. [7] .


پاورقي

[1] عبد الله بن الصّلت: عبد الله بن الصّلت أبو طالب.

عبد الله بن الصّلت: يكنّي أبا طالب القمّي مولي بني تيم الله بن ثعلبة، ثقة. عدّ من أصحاب الإمام الرّضا والجواد عليهما السلام. له كتاب أخبر جماعة، عن أبي المفضّل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عنه.(راجع: رجال النّجاشي: الرّقم 565، رجال الطّوسي: الرّقم 5327 و5567، الفهرست: الرّقم 448).

وقال الكشّي: أبو طالب القميّ، واسمه عبد الله بن الصّلت، قال محمّد بن مسعود: أبو طالب لم يدرك سديراً.محمّد بن مسعود، قال: حدّثني حمدان النّهديّ، قال: حدّثنا أبو طالب القميّ، قال: كتبت إلي أبي جعفر ابن الرّضاعليه السلام فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني أباه، قال: فكتب إليّ أن أندبني وأندب أبي.(رجال الكشّي: ج2 ص838 ح1074).

روي عن أبي الحسن، وأبي الحسن الرّضا عليهما السلام، وعن أبي ضمرة، وابن أبي عمير، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، والحسن بن عليّ بن بنت إلياس، والحسن بن محبوب، وحمّاد بن عيسي، وصفوان بن يحيي، وعبد الله بن المغيرة، وعليّ بن الحكم، ومحمّد بن سنان، والنّضر بن سويد، ويونس بن عبد الرّحمان. وروي عنه إبراهيم بن إسحاق الأحمريّ النّهاونديّ، وأحمد بن محمّد، والحسين بن سعيد، وعليّ بن إبراهيم، وعليّ بن إسماعيل، ومحمّد بن أحمد بن الصّلت القميّ. (راجع: معجم رجال الحديث: ج10 ص221 الرّقم 6927 و6928).

[2] مصقلة بن إسحاق: القميّ، الأشعريّ، من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام. (راجع: رجال الطّوسي: ح391 الرّقم5770).

[3] فرج المهموم: ص114، مسائل عليّ بن جعفر: ص349 ح864 نقلاً عنه.

[4] ما وجدنا له عنواناً في كتب الرّجال.

[5] وفي هامش المصدر: «النسبة».

[6] في المصدر: «يُسَمِّها»، وما أثبتناه من نسخة اُخري هو الصحيح.

[7] بحار الأنوار: ج58 ص255 ح46.