كتب أبو إبراهيم عليه السلام إلي عبد الله بن جُندَب، فقال:

إذا سَجَدتَ فَقُل: اللهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ، واُشهِدُ مَلائِكَتَكَ وَأنبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَميعَ خَلقِكَ، بِأَنَّكَ أنتَ اللهُ رَبّي، وَالإِسلامُ ديني، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَعَلِيٌّ وَلِيِّي، وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ وَمحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَجَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَموسي بنُ جَعفَرٍ وَعَلِيُّ بنُ موسي وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وَالخَلَفُ الصّالِحُ صَلواتُكَ عَلَيهِم أئِمَّتي، بِهِم أتوَلّي وَمِن عَدُوِّهِم أتبرّأ.

اللهُمَّ! إنّي اُنشِدُكَ دَمَ المَظلومِ - ثَلاثاً -.

اللهُمَّ إنّي أنشُدُكَ بِوَأيِكَ علي نَفسِكَ لِأَوليائِكَ لَِتُظهَرِنَّهُم علي عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِم أن تُصَلِّيَ علي مُحَمَّدٍ وَعَلَي المُستَحفَظينَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ - ثَلاثاً -.

وَتَقولُ: اللّهُمَّ! إنّي اُنشدُكَ بِإِيوائِكَ (بَوأيكَ) علي نَفسِكَ لِأَعدائِكَ لَتَهلِكَنَّهُم وَلَتَخزِيَنَّهُم بِأَيديهِم وَأَيدي المُؤمِنينَ أن تُصَلِّيَ علي مُحَمَّدٍ وَعَلَي المُستَحفَظينَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ - ثَلاثاً -.

وَتَقولُ: اللهُمَّ! إنّي أسأَلُكَ اليُسرَ بَعدَ العُسرِ - ثَلاثاً -.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيمَنَ عَلَي الأَرضِ وَتَقولُ: يا كَهفي حينَ تُعيينِيَ المَذاهِبُ، وَتَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ بِما رحُبَت! وَيا بارِئَ خَلقي رَحمَةً لي وَكانَ عَن خَلقي غَنِيّاً، صَلِّ علي مُحَمِّدٍ وَعَلَي المُستَحفَظينَ مِن آلِ مُحَمَّدٍ - ثَلاثاً -.

ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيسَرَ عَلَي الأَرضِ، وَتَقولُ: يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ! وَيا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ! قَد وَعِزَّتِكَ بَلَغَ مَجهودي فَفَرِّج عَنِّي - ثلاثاً -.

ثُمَّ تَقولُ: يا حَنّانُ! يا مَنّانُ! يا كاشِفَ الكُرَبِ العِظامِ - ثَلاثاً -.

ثُمَّ تَعودُ إلَي السُّجودِ، وَتَضَعُ جَبهَتَكَ عَلَي الأَرضِ، وَقُل: شُكراً شُكراً - مِئَةً مَرَّةٍ -.

ثُمَّ تَقولُ: يا سامِعَ الصَّوتِ! يا سابِقَ الفَوتِ! يا بارِئَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ، صَلِّ علي مُحَمِّدٍ وَعلي آلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وَكَذا. [1] .

أقولُ: قال العلّامة المجلسي رحمة الله عليه: هذا الدّعاء رواه الكليني [2] والصّدوق [3] والشّيخ [4] وغيرهم رضوان الله عليهم، بأسانيد حسنة لا تقصر عن الصّحيح، عن عبد الله بن جندب، قال: سألت أبا الحسن الماضي عليه السلام عمّا أقول في سجدة الشّكر، فقد اختلف أصحابنا فيه، فقال: قل وأنت ساجد، وذكر الدّعاء، وفيها وعليّ وفلان وفلان إلي آخرهم أئمّتي.

وفي الفقيه ذكر أسماءهم عليهم السلام، وليس في الكافي والتّهذيب: «اللّهمّ إنّي أنشدك بوأيك علي نفسك لأعدائك» إلي قوله: ثلاثاً. وفي الفقيه موجود هكذا: «لتهلكنّهم بأيدينا وأيدي المؤمنين» ومقدّمة علي فقرة الأولياء، وفيها جميعاً: «بعدوّك وعدوّهم» وليس فيها ففرّج عنّي... [5] .