بازگشت

املاؤه إلي أحمد بن بشارة، ما يداوي به السل


جعفر بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن بشارة [1] : حججت فأتيت المدينة فدخلت مسجد الرّسول صلي الله عليه وآله، فإذا أبو إبراهيم جالس في جنب المنبر، فدنوت فقبّلت رأسه ويديه وسلّمت عليه، فردّ عليّ السّلام وقال: كَيفَ أنتَ مِن عِلَّتِكَ؟

قُلتُ: شاكِياً بَعدُ - وَكانَ بِيَ السِّلُّ -. فقال:

خُذ هذا الدَّواءَ بِالمَدينَةِ قَبلَ أن تَخرُجَ إلي مَكَّةَ؛ فَإِنَّكَ تُعافي فيها. وَقَد عوفيتَ بِإِذنِ اللهِ تَعالي. فَاخرَجتُ الدَّواةَ وَالكاغِذَ وَأَملي عَلَينا:

يُؤخَذُ سُنبُلٌ وَقاقِلَةٌ وَزَعفَرانُ وَعاقِر قَرحا وَبَنجٌ وَخَربَقٌ أبيَضٌ، أجزاءٌ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَبرفيونُ جزءان، يُدَقُّ وَيُنخَلُ بحَريرَةٍ وَيُعجَنُ بِعَسَلٍ مَنزوعِ الرَّغوَةِ، وَيُسقي صاحِبُ السِّلِ مِنهُ مِثلَ الحُمُّصَةِ بِماءٍ مُسَخَّنٍ عِندَ النَّومِ، وَإِنَّكَ لا تَشرَبُ ذلِكَ إلّا ثَلاثَ لَيالٍ حَتّي تُعافي مِنهُ بِإِذنِ اللهِ تَعالي.

فَفَعَلتُ، فَدَفَعَ اللهُ عَنّي، فَعوفيتُ بِإِذنِ اللهِ تَعالي. [2] .

وفي الفصول المهمَّة: الحسين بن بسطام في طبّ الأئمّة عليهم السلام، عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم، عن أحمد بن بشارة، عن أبي عبد الله عليه السلام، في حديث أنّه قال له: كَيفَ أنتَ مِن عِلَّتِكَ؟ قُلتُ: شاكِياً، وَكانَ بِيَ السِّلُّ فَقالَ لي: خُذ هذا الدَّواءَ بِالمَدينَةِ قَبلَ أن تَخرُجَ إلي مَكَّةَ فَإِنَّكَ تُوافيها وَقَد عُوفيتَ بِإِذنِ اللهِ، فَأخرَجتُ الدَّواة وَالكاغِذَ وَأَملي عَلَينا:

يُؤخَذُ سُنبُلٌ وَقاقِلَةٌ وزَعفرانٌ وَعاقِر قَرحاءَ وَبَنجُ وَحِزبَقٌ أبيَضٌ وَفُلفُلُ أبيَضُ، أجزاءٌ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَبرَفيونُ جزءان، يُدَقُّ وَيُنخَلُ بِحَريرَةٍ وَيُعجَنُ بِعَسَلٍ مَنزوعِ الرَّغوَةِ وَيُسقي صاحِبُ السِّلِّ، مِثلَ الحُمُّصَّةِ بِماءٍ مُسَخَّنٍ عِندَ النَّومِ، فَإِنَّكَ لا تَفعَلُ ذلِكَ إلّا ثَلاثَ لَيالٍ حَتّي تُعافي مِنهُ بِإِذنِ اللهِ.

فَفَعَلتُ فَدَفَعَ اللهُ عَنّي وَعوفيتُ بِإِذنِ اللهِ. [3] .

وفي البحارِ ذُكِرَ ذَيلَ هذهِ الرِّوايةِ بيانٌ: المراد بالبنج بزره أو ورقه قبل أن يعمل ويصير مسكراً، وقد يقال: إنّه نوع آخر غير ما يعمل منه المسكر. قال ابن بيطار في جامعه: بنج هو السّيكران بالعربيّة، قال ديقوريدس: له قضبان غلاظ، وورق عراض صالحة الطّول، مشقّقة الأطراف إلي السّواد، عليها زغب [4] ، وعلي القضبان ثمر، شبيه بالجُلَّنار في شكله، متفرّق في طول القضبان، واحد بعد واحد، كلّ واحد منها مطبق بشي ء شبيه بالتّرس، وهذا الثّمر ملآن بزراً شبيهاً ببزر الخشخاش. وهو ثلاثة أصناف: منه ماله دهن، لونه إلي لون الفرفير، وورق شبيه بورق النّبات الّذي يقال له: عين اللّوبيا، وورق أسود، وزهره شبيه بالجُلَّنار مشوك. ومنه ماله زهر لونه شبيه بلون التُّفاح، وورقه وزهره ألين من ورق وحمل الصّنف الأوّل، وبزر لونه إلي الحمرة شبيه ببزر النّبات الّذي يقال له: أروسمين، وهو التّوذري. وهذان الصّنفان يجنّنان ويسبّتان، [5] وهما رديّان لا منفعة فيها في أعمال الطّب. وأمّا الصّنف الثّالث فإنّه ينتفع به في أعمال الطّب، وهو ألينها قوّة وأسلسها، وهو ألين في المجسّ [6] وفيه رطوبة تدبق [7] باليد، وعليه شي ء فيما بين الغبار والزّغب، وله زهر أبيض، وبزر أبيض، وينبت في القرب من البحر، وفي الخرابات. فإن لم يحضر هذا الصّنف فليستعمل بدله الصّنف الّذي بزره أحمر. وأمّا الصّنف الّذي بزره أسود فينبغي أن يرفض، لأنّه شرّها. وقد يدقّ الثّمر مع الورق والقضبان كلّها رطبة، وتخرج عصارتها وتجفّف في الشّمس. وإنّما تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إليها، وقد يؤخذ البزر علي حدته وهو يابس، يدقّ ويرشّ عليه ماء حارّ في الدّقّ وتخرج عصارته. وعصارة هذا النّبات هي أجود من صمغه، وأشدّ تسكيناً للوجع، وقد يدقّ هذا النّبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص وتخزن.

قال: وإذا اُكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشّوكران من الطُّلا. وقال الرّازي: يعرض لمن شرب البنج سكر شديد، واسترخاء الأعضاء، وزبد يخرج من الفم، وحمرة في العين. وقال عيسي بن عليّ: من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله، ويعرض لشاربه ذهاب العقل، وبرد البدن كلّه، وصفرة اللّون، وجفاف اللّسان، وظلمة في العين، وضيق نفس شديد، وشبيه بالجنون، وامتناع الكلام. وقال جالينوس: أمّا البنج الّذي بزره أسود فهو يحرّك جنوناً أو سباتاً، والّذي بزره أيضاً أحمر حمرة معتدلة هو قريب من هذا في القوّة، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقّاهما جميعاً ويحذرهما ويجانبهما مجانبة من لا ينتفع به. وأمّا البنج الأبيض البزر والزّهرة فهو أنفع الأشياء في علاج الطّبّ، وكأنّه في الدّرجة الثّالثة من درجات الأشياء الّتي تبرد - انتهي -. وأبرفيون معرّب فربيون ويقال له: فرفيون. قالوا: هو صمغ المازربون، حارّ يابس في الرّابعة، وقيل: يابس في الثّالثة، الشّربة منه قيراط إلي دانق، يخرج البلغم من الوركين والظّهر والأمعاء، ويفيد عرق النّسا والقولنج. [8] .


پاورقي

[1] ما وجدنا له عنواناً في كتب الرّجال.

[2] طبّ الأئمّة لابني بسطام: ص85، بحار الأنوار: ج62 ص179 ح1، مستدرك الوسائل: ج16 ص463 ح20551 كلاهما نقلاً عنه.

[3] الفصول المهمة في اُصول الأئمّة: ج3 ص192 ح2835.

[4] الزّغب بفتح المعجمتين: صغار الشّعر والرّيش.

[5] أي يورثان الجنون والسّبات وهو تعطّل القوي كالغشي والنّوم.

[6] المجس: موضع اللّمس.

[7] أي تلصق.

[8] بحار الأنوار: ج62 ص179.