بازگشت

كتابه إلي علي بن يقطين


أحمدُ بنُ مِهران، عن محمّد بن عليّ، عن ابن محرز، عن عليّ بن يقطين [1] ، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: كتب إليّ من الحبس:

إنَّ فُلاناً ابني سَيِّدُ وُلدي، وَقَد نَحَلتُهُ كُنيَتي. [2] .

وفي رواية اُخري: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن الحسين بن نُعيم الصّحّاف قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد، فقال عليُّ بن يقطين: كنت عند العبد الصّالح جالساً، فدخل عليه ابنه عليّ فقال لي:

يا عليُّ بنَ يَقطين؛ هذا عَلِيٌّ سَيِّدُ وُلدي، أما إنّي قَد نَحَلتُهُ كُنيَتي.

فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثمّ قال: وَيحَكَ كَيفَ قُلتَ؟ فقال عليّ بن يقطين: سَمِعتُ وَاللهِ مِنهُ كَما قُلتُ. فَقالَ هشامُ: أخبَرَكَ أنّ الأمرَ فيهِ من بَعدِهِ.

أحمدُ بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسين بن نُعيم الصّحّاف [3] ، قال: كنتُ عِندَ العَبدِ الصّالِحِ، وَفي نسخة: الصّفوانيّ قال: كُنتُ أنا - ثمّ ذكر مثله -. [4] .


پاورقي

[1] عليّ بن يقطين

عليّ بن يقطين بن موسي البغداديّ، سكنها وهو كوفيّ الأصل مولي بني أسد. أبو الحسن وكان أبوه يقطين بن موسي داعية، طلبه مروان فهرب، وولد عليّ بالكوفة سنة أربع وعشرين ومئة، وكانت اُمّه هربت به وبأخيه عبيد إلي المدينة حتّي ظهرت الدّولة ورجعت، مات سنة اثنتين وثمانين ومئة، فيّ أيّام موسي بن جعفرعليه السلام ببغداد وهو محبوس في سجن هارون بقي فيه أربع سنين. روي عليّ بن يقطين عن أبي عبد الله عليه السلام حديثاً واحداً، روي عن موسي عليه السلام فأكثر، وله كتاب، ثقة جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسي عليه السلام عظيم المكان في الطّائفة. وكان يقطين من وجوه الدُّعاة. فلمّا ظهرت الدّولة الهاشميّة ظهر يقطين وعادت أُمّ عليّ بعليّ وعبيد. فلم يزل يقطين في خدمة السّفّاح والمنصور، ومع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة وكذلك ولده وكان يحمل الأموال إلي جعفر بن محمّد عليهماالسلام ونُمَّ خبره إلي المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما. وتوفي عليّ بن يقطين بمدينة السّلام سنة اثنتين وثمانين ومئة، وسنُّه سبع وخمسون سنة، وصلّي عليه وليُّ العهد محمّد بن الرّشيد، وتوفّي أبوه بعده سنة خمس وثمانين ومئة. ولعليّ بن يقطين كتب منها: كتاب ما سئل عن الصّادق عليه السلام من الملاحم وكتاب مناظرة الشّاك بحضرته عليه السلام، وله مسائل عن أبي الحسن موسي عليه السلام. وأخبر بكتبه ومسائله أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النّعمان والحسين بن عبيد الله، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه. ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله والحميريّ ومحمّد بن يحيي وأحمد بن إدريس كلّهم عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أخيه الحسين بن عليّ بن يقطين، عن أبيه عليّ بن يقطين. ورواه محمّد بن عليّ بن الحسين عن الحسين بن أحمد المالكيّ، عن أحمد بن هلال، عن عليّ بن يقطين. (راجع: رجال النّجاشي: ج2 ص107 الرّقم713، الفهرست للطّوسي: ص154 الرّقم388).

وفي فضله وقدره روايات كثيرة وهنا يكتفي إلي بعضها مختصراً:

قال عبد الله بن يحيي الكاهليّ: كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ أقبل عليّ بن يقطين فالتفت أبو الحسن عليه السلام إلي أصحابه فقال: من سرّه أن يري رجلاً من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله فلينظر إلي هذا المقبل. فقال له رجل من القوم: هو إذن من أهل الجنّة؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أمّا أنا فأشهد أنّه من أهل الجنّة.

ومحمّد بن عيسي قال: سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أنّ عليّاً وعبيداً ابني يقطين أدخلا علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: قربّوا منّي صاحِبَ الذُّؤابتين - وكان عليّاً - فَقُرّبَ مِنُه فضمَّهُ إلَيه ودَعا له بخَير.

والحسن بن عبد الرّحيم قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لعليّ بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثاً. فقال عليّ: جُعلت فداك وما الخصلة الّتي أضمنها لك؟ وما الثّلاث اللّواتي تضمنهن لي؟ قال: فقال أبو الحسن عليه السلام: الثّلاث اللّواتي أضمنهنّ لك: أن لا يصيبك حرّ الحديد أبداً بقتل. ولا فاقة. ولا سجن حبس، قال: فقال عليّ: وما الخصلة الّتي أضمنها لك؟ قال: فقال: تضمن أن لا يأتيك وليٌّ أبداً إلّا أكرمته، قال: فضمن عليٌّ الخصلة وضمن له أبو الحسن الثّلاث. وقال أيضاً:

زعم الحسين بن عليّ: أنّه أحصي لعليّ بن يقطين بعض السّنين ثلاثمئة ملبّ، أو مئتين وخمسين ملبّياً، وإن لم يكن يفوته من يحجّ عنه. وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كلّ سنة للّحجّ، مثل الكاهليّ وعبد الرّحمان بن الحجّاج، وغيرهما، ويعطي أدناهم ألفَ درهم، وسمعت من يحكي في أدناهم خمسمئة درهم وكان أمره بالدّخول في أعمالهم، فقال: إن كنت لابدّ فاعلاً، فانظر كيف يكون لأصحابك؟ فزعم أُميَّةُ كاتبه وغيره أنّه كان يأمر بجبايتهم في العلانيّة ويردّ عليهم في السّرّ، وزعمت رحيمة أنّها قالت لأبي الحسن الثّاني عليه السلام: ادع لعليّ بن يقطين فقال: قد كفي عليّ بن يقطين. وقال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة عليّ بن يقطين أنّي ذكرته في الموقفّ...

وإسماعيل بن موسي قال: رأيت العبد الصّالح عليه السلام علي الصّفا يقول: إلهي في أعلي علّيين اغفر لعليّ بن يقطين. (راجع: رجال الكشّي: ج2 ص729 ح829 - 805).

[2] الكافي: ج1 ص313 ح10.

[3] الحسين بن نُعَيْم الصّحّاف الكوفيّ، مولي بني أسد، ثقة، وأخواه: عليّ ومحمّد، رووا عن أبي عبد الله عليه السلام، له كتاب. (راجع رجال النجاشي: ج1 ص164 الرقم 119، الفهرست: ص110 الرقم 216، رجال الطوسي: ص 183 الرقم 2208).

[4] الكافي: ج 1 ص 311 ح 1.