بازگشت

يونس بن عبد الرحمان


وجدت بخطّ جبريل بن أحمد في كتابه، حدّثني أبو سعيد الآدميّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن الرّبيع الأقرع، عن محمّد بن الحسن البصريّ، عن عثمان بن رشيد البصريّ، قال: أحمد بن محمّد الأقرع ثمّ لقيت محمّد بن الحسن فحدّثني بهذا الحديث، قال: كنّا في مجلس عيسي بن سليمان [1] ببغداد، فجاء رجل إلي عيسي، فقال: أردت أن أكتب إلي أبي الحسن الأوّل عليه السلام في مسألة أسأله عنها: جُعِلتُ فِداكَ عِندَنا قَومٌ يَقولونَ بِمَقالَةِ يُونُسَ، فَاُعطيهِم مِنَ الزَّكاةِ شَيئاً؟ قال: فكتب إليّ: نَعَم، أعطِهِم فَإِنَّ يُونُسَ أوَّلُ مَن يُجيبُ عَلِيّاً إذا دعا.

قال: كنّا جلوساً بعد ذلك فدخل علينا رجل، فقال: قد مات أبو الحسن موسي عليه السلام، وكان يونس [2] في المجلس، فقال يونس: يا معشر أهل المجلس، إنّه ليس بيني وبين الله إمام إلّا عليُّ بن موسي الرّضاعليه السلام، فهو إمامي عليه السلام. [3] .


پاورقي

[1] عيسي بن سليمان: روي عن محمّد بن زياد، وروي عنه يونس. روي عن أبي إبراهيم عليه السلام، وروي عنه الحسن بن عليّ بن يقطين، وعمر بن عبد العزيز. (راجع: معجم رجال الحديث: ج2 ص252 الرّقم9180).

[2] يونس بن عبد الرّحمان، مولي عليّ بن يقطين بن موسي، مولي بني أسد أبو محمّد كان وجهاً متقدّماً عظيم المنزلة، ولد في أيّام هشام بن عبد الملك، ورأي جعفر بن محمّد عليهماالسلام بين الصّفا والمروة ولم يرو عنه. وروي عن أبي الحسن موسي والرّضا عليهما السلام، وكان الرّضاعليه السلام يشير إليه في العلم والفتيا. وكان ممّن بُذِل له علي الوقف مال جزيل وامتنع (فامتنع) من أخذه وثبت علي الحقّ. وقد ورد في يونس بن عبد الرّحمان رحمه الله مدح وذمّ. قال أبو عمرو الكشّي: عن فضل بن شاذان قال: حدّثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قميّ، وكان وكيل الرّضاعليه السلام وخاصّته، فقال: إنّي سألته فقلت: إنّي لا أقدر علي لقائك في كلّ وقت، فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال: خذ عن يونس بن عبد الرّحمان. وهذه منزلة عظيمة. ومثله عن عبد الله بن جعفر الحميريّ، قال: قال لنا أبو هاشم داوود بن القاسم الجعفريّ رحمه الله: عرضت علي أبي محمّد صاحب العسكرعليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس، فقال لي: تصنيف من هذا؟ فقلت تصنيف يونس مولي آل يقطين. فقال: أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة.

و عن أبي الجليل الملقب بشاذان، قال: حدّثني أحمد بن أبي خلف ظئر أبي جعفرعليه السلام، قال: كنت مريضاً فدخل عليّ أبو جعفرعليه السلام يعودني في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة، حتّي أتي عليه من أوّله إلي آخره، وجعل يقول: رحم الله يونس، رحم الله يونس، رحم الله يونس.

و سهل بن بحر قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: ما نشأ في الإسلام رجل من سائر النّاس، كان أفقه من سلمان الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرّحمان رحمه الله.

والفضل بن شاذان يقول: حجّ يونس بن عبد الرّحمان أربعاً وخمسين حجّة، واعتمر أربعاً وخمسين عمرة، وألّف ألفَ جلدٍ ردّاً علي المخالفين، ويقال: انتهي علم الأئمّة عليهم السلام إلي أربعة نفر: أوّلهم سلمان الفارسيّ، والثّاني جابر، والثّالث السّيّد، والرّابع يونس بن عبد الرّحمان.

ومدائح يونس كثيرة، وكانت له تصانيف كثيرة أكثر من ثلاثين، وقيل: إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد، وزيادة كتاب جامع الآثار، وكتاب الشّرائع، وكتاب العلل، وكتاب اختلاف الحديث ومسائله عن أبي الحسن موسي عليه السلام. أخبر بجميع كتبه ورواياته جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن الحسن، وعن أحمد بن محمّد بن الحسن، عن أبيه. وأخبر ابن أبي جيّد، عن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله والحميريّ وعليّ بن إبراهيم ومحمّد بن الحسن الصّفّار كلّهم عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار وصالح بن السّنديّ، عن يونس. ورواها محمّد بن عليّ بن الحسين، عن حمزة بن محمّد العلويّ ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل وصالح، عن يونس. وأخبر ابن أبي جيّد عن محمّد بن الحسن عن الصّفار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس. وقال محمّد بن عليّ بن الحسين: سمعت محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه الله يقول: كتب يونس الّتي هي بالرّوايات كلّها صحيحة يعتمد عليها إلّا ما ينفرد به محمّد بن عيسي بن عبيد ولم يروه غيره، فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتي به. وعدّه من أصحاب أبي الحسن موسي والرّضا عليهما السلام. (راجع: رجال النّجاشي: ج2 ص420 الرّقم 1209، رجال الطّوسي: الرّقم 5167 و5478، الفهرست: الرّقم 813، رجال الكشّي: ج2 ص357 و401 ح 954 - 910).

[3] رجال الكشّي: ج2 ص783 ح933 وراجع: وسائل الشيعة: ج9 ص229 ح11903.