بازگشت

مع السلاطين و الظالمين


كان في سني امامة الكاظم عليه السلام، بقية ملك أبي جعفر المنصور الدوانيقي، ثم ملك ابنه المهدي عشر سنين و شهرا و أياما، ثم ملك ابنه الهادي - موسي بن جعفر - سنة و خمسة عشر يوما، ثم ملك هارون بن محمد الملقب بالرشيد ثلاثا و عشرين سنة و شهرين و سبعة عشر يوما، و بعد مضي خمس عشرة سنة من ملك الرشيد، استشهد الامام عليه السلام مسموما في حبس هارون علي يد السندي بن شاهك، كما فصلنا سابقا. [1] .

و قد كانت هذه العهود الأربعة، عهود ظلم شديد لبني علي عليه السلام، أرهصت عن سلطة عباسية غاشمة، حادت عن خط رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و فعلت بنسله الأفاعيل، و شردتهم، و سجنتهم، و قتلتهم شر تقتيل، و دفنت بعضهم أحياء كأحجار أساس لقصور الطغيان الذي أربي علي طغيان بني أمية أضعافا مضاعفة!. ذاك أن الأمويين - و هم أعداء تقليديون لبني هاشم - قتلوا خمسة أئمة من أهل بيت النبي صلوات الله عليه و عليهم، و تزلفوا للكثير من



[ صفحه 138]



العلويين، و أغدقوا عليهم العطايا و الهبات، في حين أن العباسيين قاموا مطالبين برد الظلامة عن العلويين، ثم لما انتصروا انقلبوا عليهم و قتلوا ستة من الأئمة عليهم السلام، ظلما و عدوانا، و أرعبوا كل علوي، و نكلوا بمن وقع في أيديهم منهم، و ناصبوهم عداء سافرا، سافلا، حسدا من عند أنفسهم!.

فيا خلفاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم من بني العباس، بل يا مخالفيه و مفارقي دينه الذي جاء به من عند ربه، أما سمعتم قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «من صنع مع أحد من أهل بيتي يدا، كافأته عنها يوم القيامة» [2] .

فأية يد صنعتم مع أهل بيته، حين أخذتم تلك العترة الطاهرة بأقسي الشدة، و أخفتم ذريته عامة، و تعقبتم نسله و أنتم تحكمون باسمه؟!.

ألم تقع أنظاركم علي قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «ان الله حرم الجنة علي من ظلم أهل بيتي، أو أغار عليهم، أو سبهم». [3] .

أنا في شك من أنكم سمعتم شيئا عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و صدقتموه، مثلما أني علي يقين من أنكم كذبتم بقوله، و بوحي ربه، و كان شعاركم قول يزيد:



لعبت هاشم بالملك، فلا

خبر جاء، و لا وحي نزل



فكانت تصرفاتكم مع المؤمنين تصرفات و ثنيين في لباس مسلمين، و مرتدين عن الدين بسبيل ملك أعمي منكم البصائر و الأبصار.

لقد نهي الله تعالي عن الظلم، و ذم الظالمين و لعنهم، فمارستم الظلم بأبشع ألوانه، ثم أوصي النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالتمسك بكتاب الله فنبذتموه وراءكم ظهريا، ثم أمر بتولي أهل بيته الأطهار و اتباع أمرهم لأنهم مع الحق فخالفتم



[ صفحه 139]



وصيته بهم، ثم هجرتم السنة و خط الاسلام، و حكمتم بالأهواء الضالة في بني فاطمة الشريفة و أذقتموهم العذاب ألوانا حتي لو أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أوصاكم بتعذيبهم و قتلهم لأخذتكم الشفقة يا جبابرة التاريخ و ظلمة الحكام... و لقد نسيتم يوم الحساب و أهوال القيامة، حيث (تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و تري الناس سكاري و ما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد (2)) [4] .

فمن اعتقد بأنكم صدقتم بذلك اليوم العصيب، فقد غلط غلطا عظيما، و أخطأ خطأ جسيما، أو أنه جهل حقيقة أمركم، أو حقيقة الاسلام الذي لم تكونوا منه في حال من أحوالكم، و لا تسميتم باسم الاسلام و المسلمين. و من انتحل لكم أعذارا فقد شارككم في ظلمكم، و برر عملكم الباطل الذي كنتم عليه، و الذي يمقته الله تعالي و رسوله.

فالحقيقة لا تخفي علي أحد، و بنوالعباس طواغيت حكم فتكوا - أكثر ما فتكوا - بالمسلمين!. ولو أنهم صبوا غضبهم و حقدهم علي أعداء الاسلام لخدموا الدين خدمات جلي، ولكنهم - علي العكس - قربوا أعداء الدين، و أوسعوا لهم بسطهم، و شاطروهم السكر و الفجور و جعلوا لهم مواخير في قصورهم التي كانت تفيض دائما بروائح النتن من السكاري و الراقصات و المغنيات و سائر أهل الهوي و الفسق. و لو اطلعت علي تفاصيل ما كان يجري في دهاليز قصورهم من المنكرات، لرأيت عجبا، و لو قفت مشدوها، كيف تؤدي لذة التسلط الي ما لا يجوز في دين و لا في شرع.

نعم، غر العباسيين التسلط علي رقاب العباد، و غشهم عشراء سوء، و ساعدهم علي ذلك أكله مال المسلمين من وزراء و فقهاء و قواد و ولاة و عمال.



[ صفحه 140]



أهكذا عامل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أصحابه و رعيته؟.

لقد تسربل هؤلاء بسربال خلافته، و نزوا علي منبره، و خالفوا جميع ما جاء من عند ربه، و صدقني أنه لو حكم المسلمين يومئذ و ثني باسم ذلك المنبر الشريف، لكان أعدل منهم، و أرأف بالناس، و أرحم بالكل، و لجمع الفقهاء من حوله ليفتوا الناس بالحق، و لينقذوه من بعض المآزق!.

أما هم فقد حكموا المسلمين كما لو حكمهم الوثني الظالم الذي يظهر الاسلام و يبطن الكفر.

و أنا لم أظلمهم، و لا جردتهم من شخصياتهم المزيفة في التاريخ، الا لأني أحب أن أخلص الكثيرين من الجهل بحقيقة ما كان عليه خلفاء نبي الاسلام!!!

و ها أنذا أعرض حال بعض خلفائهم مع بعض أبناء رسول الله - صلي الله عليه و عليهم - دون أن أعرض الي شي ء مما كانوا عليه من الخروج عن ملة الاسلام، و للقاري ء أن يحكم بنفسه.

قد روي امامنا الكاظم، عن آبائه عليهم السلام جميعا، فقال:

«قال علي عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، دخل علي ابنته فاطمة عليهاالسلام، و اذا في عنقها قلادة، فأعرض عنها، فقطعتها و رمت بها. فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أنت مني يا فاطمة!.

ثم جاء سائل فناولته القلادة.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اشتد غضب الله علي من أهرق دمي و آذاني في عترتي» [5] .



[ صفحه 141]



و هذا الرسول هو سلطان السلاطين، و خيرة الله من الخلق أجمعين، و قد وقف من ابنته العظيمة هذا الموقف الصلب حين رأي في عنقها قلادة ذهب أو فضة من مال المسلمين. فكم و كم نثر هؤلاء الخلفاء من الدر و الجواهر علي أقدام الراقصات و المغنين، و كم و كم بعثروا من مال الله علي الخمور و اللهو و في أبواب المحرمات؟!. لقد اشتروا كثيرا من ضمائر العلماء - و فيهم العلماء - الذين قلدوهم هذه المناصب، و بايعوهم علي هذه المراكز، و خلعوا عليهم ألقابها و حللها.

فمن عذيري من المدافعين عن تلك الطغمة التي خضمت مال الله خضما، و أذاقت عباد الله الصالحين شظف العيش و مرارة الحياة، و ظلام السجون!.

ولكن، لا تعجب من المدافعين عن أهل الباطل، لأنهم يكونون قد ملأوا جيوبهم و كروشهم، و أتاحوا لهم فرصة العيش في نعيم القصور، و الخمور، و الفجور!. و أنا لا أزال أري أي ذنب العباسيين مزدوج يفوق ذنب الأمويين، لأنهم قاموا علي سلفهم ليردوا النصفة الي العلويين، حتي اذا صارت الكرة في مرماهم طمعوا بالملك، و تقمصوا الخلافة كما تقمصها السابقون لهم، و عرجوا علي العلويين فبدأوا بابادتهم، مع أن عليا، أميرالمؤمنين عليه السلام، لما انتهت اليه الخلافة و ظف في حكومته أربعة من بني العباس.

أجل، فعلوها، و خانوا قصدهم حين ذاقوا حلاوة الحكم، فكادوا - أول ما كادوا - لأبناء عمومتهم، فصدق فيهم قول الله تبارك و تعالي: (و من الناس من يعبد الله علي حرف فان أصابه خير اطمان به و ان أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا و الأخرة ذلك هو الخسران المبين (11) يدعوا من دون الله ما لا يضره و ما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد (12) يدعوا لمن ضره أقرب من



[ صفحه 142]



نفعه لبئس المولي و لبئس العشير (13)) [6] .

فليدافعوا عن أنفسهم غدا بين يدي ربهم في يوم العدل ان استطاعوا؛ و لن ينفعهم دفاع من دافع عنهم في دار الدنيا، بل يجعله شريكا معهم في موبقاتهم و آثامهم - قطعا، و جزما -.

«حكي أنه مغص بعض الخلفاء - أي أحس بوجع في أمعائه - فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه، و أخذ جليدا فأذا به بدواء، ثم أخذ ماء و عقده بدواء و قال: هذا الطب، الا أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عندالله يدعوا له.

فقال له الخليفة: علي بموسي بن جعفر.

فأتي به، فسمع في الطريق أنينه؛ فدعا الله سبحانه و زال مغص الخليفة، فقال له: بحق جدك المصطفي أن تقول: بم دعوت لي؟.

فقال عليه السلام: قلت: اللهم كما أريته ذل معصيته، فأره عز طاعتي.

فشفاه الله من ساعته» [7] .

نعم، رأي الخليفة الجبار ذل معصيته حين اضطر - راغما - أي يلجأ الي دعاء الامام مفتقرا اليه، ثم رأي عز طاعة الامام عليه السلام حين رأي ربه يستجيب لدعائه فورا.

و هذا الخليفة الجبار كادت تقتله نخسة ريح في أمعائه عجز أمهر أطباء القصر عن معالجته و قال: هذا الدواء لهذه العلة، ولكنه لم يشفها، فلا بد من دعاء ولي من أولياء الله ليزيل ذلك العارض. و قد نطق الطبيب بالحق، فرفس بذلك كبرياء الخليفة التعيس الذي لجأ لطب الامام عليه السلام، و قال:



[ صفحه 143]



علي بموسي بن جعفر!. فرغم أنفه، و ذلت كبرياؤه أمام مغص مزق أمعاءه.

أما الامام عليه السلام فقد ضرب جبروت الخليفة بكلمة قاصفة جردته من خيلائه و زهوه، و عرته من هالة تعظيمه حين قال للخليفة: قلت اللهم كما أريته ذل معصيته، فأره عز طاعتي، حين تريه علاقتي بك يارب الأرباب.

فما هي الا لحظة ظهر فيها الامام صلوات الله عليه عملاق سماء!. و بدا فيها الخليفة الممغوص قزم أرض..

أفلا تعرف ربك الا عنده الشدة يا سلطان الزمان؟!.

و لا تعرف ولي الله الا عند الضيق و تخيل الموت؟!.

فمثلك مثل الذين (فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الي البر اذا هم يشركون (65)) [8] بل أنت من الذين (و اذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الي البر فمنهم مقتصد و ما يجحد بأياتنا الا كل ختار كفور (32)) [9] .

و أنت يا سلطان الزمان لا تضطر أحدا للبرهنة علي جحدك بآيات ربك و الكفر بها، فان سيرتك غنية بالزلل و الخطل.

و عن أبي محمد، الحسن العسكري عليه السلام، قال:

«قال رجل من خواص الشيعة لموسي بن جعفر عليه السلام، و هو يرتعد، بعدما خلا به: يابن رسول الله، ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في اظهار اعتقاد وصيتك و امامتك!.



[ صفحه 144]



فقال موسي عليه السلام: و كيف ذلك؟.

قال: لأني حضرت معه اليوم في مجلس فلان - أي بعض أعوان الخليفة - و كان معه رجل من كبار أهل بغداد، فقال له صاحب المجلس: أنت تزعم أن صاحبك موسي بن جعفر امام دون هذا الخليفة القاعد علي سريره؟.

قال له صاحبك هذا: ما أقول هذا، بل أزعم أن موسي بن جعفر غير امام، و ان لم أكن أعتقد أنه غير امام، فعلي و علي من يعتقد ذلك لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين.

فقال له صاحب المجلس: جزاك الله خيرا، و لعن من و شي بك الي.

فقال له موسي بن جعفر عليه السلام: ليس كما ظننت؛ ولكن صاحبك أفقه منك. انما قال عني: موسي غير امام، أي ان الذي هو غير امام فموسي غيره. فهو اذا امام - فانما أثبت بقوله هذا امامتي، و نفي امامة غيري.

يا عبدالله، متي يزول عنك هذا الذي ظننته بأخيك هذا من النفاق؟ تب الي الله.

ففهم الرجل ما قاله واغتم، ثم قال: يابن رسول الله، مالي مال فأرضيه به، لكن قد وهبت له شطر عملي من تعبدي و صلاتي عليكم أهل البيت و من لعنتي لأعدائكم.

قال موسي عليه السلام: الآن خرجت من النار». [10] .

فقد كان امامنا الكاظم عليه السلام، يعيش تلك الفترة في ظل عهود شديدة



[ صفحه 145]



الظلم، و كذلك كان أشياعه و اتباعه في ضيق خانق لما كانوا يعانون من جور الحكام، و كانت دماؤهم أرخص ما يكون لدي الخليفة و من دار في فلكه، اذ كانوا مستضعفين، سريعا ما يؤخذون للذبح بلا محاكمة و لا استجواب.

و هذا ما جعل الشيعة يتفننون في صياغة الأجوبة علي الأسئلة المحرجة لكي تسلم رؤوسهم. فتأمل هذه الدقة العجيبة في جواب ذلك الفقيه الذي خلص نفسه في مجلس الخليفة من سؤال يرفعه الي حبل المشنقة؛ فنطق بالحق الذي يعتقده و يؤمن به في قرارة نفسه، و أوهم الخليفة و صاحبه النمام أنه علي مذهبهم من انكار امامة الامام. ثم لعنهم أثناء جوابه لعنا يظنه السامع يلتصق بكل من يعتقد بامامة الكاظم عليه السلام، و هو علي العكس.

ان جواب ذلك الفقيه من أبرع الأجوبة، و قد خفي مفهومه الحقيقي علي السامعين، و لم يفسره الا الامام عليه السلام حين سمع نصه، و أوضح معناه الخفي لصاحبه.... فما أصعب الحياة بين أهل النفاق و المروق. و ان جواب ذلك المتشيع في مجلس الخليفة و جلاوزته: أزعم أن موسي غير امام، قول فيه مغالطة لفظية بارعة، أرضت كبرياء الخليفة و أشبعت غرور أهل المجلس، و هي في الواقع قد صفعت تلك الكبرياء و ذلك الغرور.

«روي عن أبي الحسن، موسي بن جعفر الكاظم، أنه قال: لما سمعت هذا البيت و هو لمروان بن أبي حفصة:



أني يكون، و لا يكون، و لم يكن

لبني البنات وراثة الأعمام



دار في ذلك ليلتي - أي أزعجه كثيرا -. فقمت تلك الليلة، فسمعت هاتفا في منامي يقول:



أني يكون، و لا يكون، و لم يكن

للمشركين دعائم الاسلام



لبني البنات نصيبهم من جدهم

و العم متروك بغير سهام



[ صفحه 146]



ما للطليق و للتراث، و انما

سجد الطليق مخافة الصمصام



و بقي ابن نسلة واقفا متلددا

فيه، و يمنعه ذوو الأرحام



ان ابن فاطمة المنوة باسمه

حاز التراث سوي بني الأعمام» [11] .



فان ارث النبي صلي الله عليه و اله و سلم، جعله خلفاؤه قضية سياسية حادوا فيها عن حكم الله تعالي في المواريث، و ابتدعوا فيها حكما عجيبا ما أنزل الله به من سلطان، لا في القرآن، و لا في السنة النبوية الشريفة. و هي في الأساس كانت ترمي - من أول الأمر - الي اضعاف بني هاشم ماديا اضعافا لا تقوم لهم معه قائمة، لأنها بحد ذاتها حرب اقتصادية مدمرة.

أما في العهد العباسي، فاتخذت طابعا آخر الي جانب حرب الافقار، اذ رموا من ورائها الي اثبات حق العباس - عم النبي - بالارث مع وجود فاطمة و بني فاطمة عليها و عليهم السلام جميعا، و أن العباس يحجبها و يحجب بنيها عن الارث، بقصد ابعاد بنيها و بني علي عليه السلام عن خلافة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و لجر النار الي قرصهم جرا شرعيا.

و هذا البيت من الشعر السفيه، أقام الامام عليه السلام و أقعده ليله كله، لأنه يحتوي تهجما سافرا و سافلا علي حقهم الرباني، يتجرأ به شاعر وقح دني ء



[ صفحه 147]



يعيش علي فتات مائدة السلطان و يلحس الصحون ليملأ كرشا أجوف لا يحب أن يدخله الرزق الحلال!. و ما زالت فتات موائد السلطان لا تنال الا بالكذب علي الله تعالي و رسوله، فليكن ذلك، ولو أدي الي قول البهتان و الافك العظيم الذي يخول الدني ء الجلوس علي مائدة القصر ليلتقط الفضلات.

ان أمثال هذا الشاعر - التاجر، الفاجر - قد كانوا مجهولين و ممتهنين، فروجوا أنفسهم بمثل هذه الافتراءات علي الله و رسوله، فضجت بها مجالس الباطل و عجت، و خولتهم أن يلجوا الي مجلس السلطان من باب اللحوسة لدس رخيص يرضي الظلام. و لم يكن ذلك الا من زنادقة لا يمتون الي الدين بصلة... ف(ويل لكل أفاك أثيم (7)) [12] .

فالنبي صلي الله عليه و اله و سلم يأرق و يضطرب لأنين العباس و هو في القيد يوم أسر، و بنوالعباس يقتلون أبناء رسول الله تحت كل حجر و مدر، و يشردونهم في كل مكان!.



[ صفحه 148]




پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 324 - 323، اعلام الوري ص 286 و تواريخ أهل البيت ص 183 و وفاة الامام موسي الكاظم ص 51 و انظر المصادر الباقية في موردها السابق.

[2] ذخائر العقبي ص 19 و كثير من المصادر الاسلامية.

[3] المصدر السابق ص 20.

[4] سورة الحج: 2.

[5] المحجة البيضاء ج 4 ص 208.

[6] سورة الحج: 13 - 11.

[7] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 305.

[8] سورة العنكبوت: 65.

[9] سورة لقمان: 32.

[10] هو الي الرقم الأول (1) في مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 316-315 و هو الي الرقم الثاني (1) أي بكامله في الاحتجاج ج 2 ص 395-394.

[11] يريد بالطليق، العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلي الله عليه و اله و سلم. فقد أسر يوم بدر، اذ أسره أبويسر، كعب بن عمرو الأنصاري، و كان رجلا صغير الجثة، و كان العباس رجلا قويا عظيما، فقال النبي صلي الله عليه و اله و سلم لأبي اليسر: كيف أسرته؟. قال:أعانني رجل ما رأيته قبل ذلك و لا بعد. فقال النبي صلي الله عليه و اله و سلم: لقد أعانك عليه ملك كريم. و لما أمسي القوم و الأساري محبوسون في الوثاق، و فيهم العباس، بات رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم تلك الليلة ساهرا. فقال بعض أصحابه: ما يسهرك يا رسول الله؟ قال: سمعت أنين العباس. فقام رجل من القوم فأرخي من وثاقه شيئا، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ما بالي لا أسمع أنين العباس؟. فقال رجل من القوم: أرخيت من وثاقه شيئا. قال: افعل ذلك بالأساري كلهم. (راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 288 و الدرجات الرفيعة للسيد علي خان المدني ص 80 و انظر الاحتجاج ج 2 ص 394.

[12] سورة الجاثية: 7.