بازگشت

قوله في فلسفة التوحيد


قال الحسن بن عبد الرحمان الحماني:

قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: ان هشام بن الحكم زعم أن الله تعالي جسم ليس كمثله شي ء عالم، سميع، بصير، قادر، متكلم، ناطق، والكلام و القدرة و العلم يجري مجري واحدا، ليس فيها شي ء مخلوقا؟!.

فقال: قاتله الله، أما علم أن الجسم محدود، والكلام غير المتكلم؟!. معاذ الله، و أبرأ الي الله من هذا القول. لا جسم، و لا صورة، و لا تحديد. و كل شي ء سواه مخلوق. و انما تكون الأشياء بارادته و مشيئته من غير كلام، و لا تردد في نفس، و لا نطق بلسان» [1] .

و ليس عند أحد زيادة علي هذا القول الشريف.

و عن حمزة بن محمد، قال: «كتبت الي أبي الحسن عليه السلام، أسأله عن الجسم و الصورة؟.



[ صفحه 336]



فكتب: سبحان من ليس كمثله شي ء؛ لا جسم و لا صورة» [2] .

و كذلك جاء عن محمد بن حكيم قوله:«و صفت لأبي ابراهيم عليه السلام قول هشام بن سالم الجواليقي، و حكيت له قول هشام بن الحكم: انه جسم!.

فقال: ان الله تعالي لا يشبهه شي ء. أي فحش، أو خني - أي فساد - أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم، أو صورة، أو بخلقه، أو بتحديد و أعضاء؟!. تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا» [3] .

و كبرت كلمة تخرج من أفواه الواصفين له عز اسمه بغير ما وصف به نفسه تبارك و تعالي. حين قال لمحمد صلي الله عليه و اله و سلم في القرآن الكريم:

«قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد و لم يولد (3) و لم يكن له كفوا أحد(4)).

و روي يعقوب بن جعفر [4] أن أباابراهيم عليه السلام قال:

«لا أقول انه قائم فأزيله عن مكان، و لا أحد بمكان يكون فيه، و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح، و لا أحده بلفظ شق الفم، ولكن كما قال عزوجل: (انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (82)) [5] .



[ صفحه 337]



بمشيئته من غير تردد في نفس، صمدا، فردا، لم يحتج الي شريك يدبر له ملكه، و لا يفتح أبواب علمه» [6] .

فمن المعلوم أن كل حركة تستلزم المحرك، و المتحرك، و ما فيه الحركة، و ما اليه الحركة؛ و هذه الأمور الأربعة منفية عنه سبحانه و تعالي.

و كذلك روي يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي ابراهيم، موسي بن جعفر عليه السلام: أنه قال:

«ان الله تبارك و تعالي كان لم يزل بلا زمان و لا مكان، و هو الآن كما كان، لا يخلو منه مكان، و لا يشغل به مكان، و لا يحل فيه مكان (ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم و لا خمسة الا هو سادسهم و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أين ما كانوا...) [7] ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، و استتر بغير ستر مستور، لا اله الا هو الكبير المتعال» [8] .

و قال يعقوب بن جعفر أيضا:

«سمعت أباابراهيم، موسي بن جعفر عليه السلام، و هو يكلم راهبا من النصاري، فقال له في بعض ما ناظره به:

ان الله تبارك و تعالي أجل و أعظم من أن يحد بيد أو رجل، أو حركة أو سكون أو يوصف بطول أو قصر، أو تبلغه الأوهام، أو تحيط به صفة العقول - أو تحيط بصفته العقول - أنزل مواعظه و وعده و وعيده؛ أمر بلا شفة و لا لسان، ولكن كما شاء أن يقول له: كن، فكان، خبرا - أي علما - كما كان في اللوح» [9] .



[ صفحه 338]



و قال طاهر بن حاتم بن ماهويه:

«كتبت الي الطيب - يعني أباالحسن، موسي عليه السلام -: ما الذي لا تجري ء معرفة الخالق بدونه؟.

فكتب: ليس كمثله شي ء، و لم يزل سميعا، و عليما، و بصيرا؛ و هو الفعال لما يريد» [10] .

فسبحان من (ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير (11)) [11] و عبارة: ليس كمثله شي ء، تطوي جميع الصور و المعاني التي تخطر في أفكارنا القاصرة. و في خواطرنا و بالنا... و تلقف جميع ما يأفك هذا الفكر الانساني العنيد الذي يريد أن يتصور الخالق الذي عزوجل عن أن يتصور، لأنه لا صورة له.

و قد قال الربيع بن مسلم: «سمعت أباالحسن عليه السلام، و سئل عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا جوف له» [12] .

و هذا المعني من جملة معاني الصمد التي تنفي الجسم و الصورة خاصة. اذ أن الصمد يعني أيضا المقصود والذي تتجه اليه الآمال.

و قال محمد بن عمير: «دخلت علي سيدي موسي بن جعفر عليه السلام، فقلت له: يابن رسول الله، علمني التوحيد.

فقال: يا أباأحمد، لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالي ذكره في كتابه فتهلك. و اعلم أن الله تعالي واحد، أحد، صمد، لم يلد فيورث، و لم



[ صفحه 339]



يولد فيشارك، و لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لا شريكا، و أنه الحي الذي لا يموت، و القادر الذي لا يعجز، و القاهر الذي لا يغلب، و الحليم الذي لا يعجل، و الدائم الذي لا يبيد، و الباقي الذي لا يفني، و الثابت الذي لا يزول، و الغني الذي لا يفتقر، و العزيز الذي لا يذل، و العالم الذي لا يجهل، و العدل الذي لا يجور، و الجواد الذي لا يبخل؛ و أنه لا تقدره العقول، و لا تقع عليه الأوهام، و لا تحيط به الأقطار، و لا يحويه مكان، و لا تدركه الأبصار، و هو اللطيف الخبير، و ليس كمثله شي ء، و هو السميع البصير؛ و ما يكون من نجوي ثلاثة الا هو رابعهم، ولا خمسة الا هو سادسهم، و لا أدني من ذلك و لا أكثر الا هو معهم أينما كانوا.

و هو الأول الذي لا شي ء قبله، و الآخر الذي لا شي ء بعده، و هو القديم و ما سواه مخلوق محدث، تعالي عن صفات المخلوقين علوا كبيرا» [13] .

و قد قطع هذا التعريف الكافي الوافي قول كل قائل، لأنه جامع مانع، مجمل مفصل ميسر، صدر عن الامام عليه السلام، و هو ما عرف الله تعالي به نفسه، فلماذا نحاول أن نعرفه نحن بغير ما عرف به نفسه؟.

و قال فتح بن عبدالله، مولي بني هاشم: «كتبت الي أبي ابراهيم عليه السلام، أسأله عن شي ء من التوحيد؟.

فكتب الي بخطه: الحمدلله الملهم عباده حمده (و ذكر مثل ما رواه سهل بن زياد الي قوله: و قمع وجوده حوائل الأوهام... ثم زاد فيه:) [14] أول



[ صفحه 340]



الديانة به معرفته، و كمال معرفته توحيده، و كمال توحيده نفي الصفات عنه، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، و شهادة الموصوف أنه غير الصفة، و شهادتهما جميعا بالتثنية الممتنع منه الأزل - و ورد:الممتنعة من الأزل -. فمن وصف الله فقد حده، و من حده فقد عده، و من عده فقد أبطل أزله، و من قال: كيف؟. فقد استوصفه، و من قال: فيم؟. فقد ضمنه، و من قال: علام؟. فقد جهله، و من قال: أين؟. فقد أخلي منه، و من قال: ما هو؟. فقد نعته، و من قال: الام؟. فقد غاياه؛ عالم اذ لا معلوم، و خالق اذ لا مخلوق، و رب اذ لا مربوب، و كذلك يوصف ربنا، و فوق ما يصفه الواصفون» [15] .

و هذا لعمري من أبلغ ما يقال، كجواب علي ذلك السؤال، و من جرب التعليق عليه لا يضاحه يفقده بلاغته و روعته.

و قال يونس بن عبد الرحمان يوما لموسي بن جعفر عليه السلام: أين كان ربك حين لا سماء مبنية، و لا أرض مدحية؟!.

قال: كان نورا في نور، و نورا علي نور، و خلق من ذلك النور ماء منكدرا، فخلق من ذلك الماء ظلمة، فكان عرشة علي تلك الظلمة.

قال: أنا سألتك عن المكان.



[ صفحه 341]



قال [عليه السلام]: كلما قلت: أين؟. فأين، هو المكان.

قال: وصفت فأجدت، انما سألتك عن المكان الموجود و المعروف.

قال: كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عن علمه.

قال: انما سألتك عن المكان.

قال: يا لكع، أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه، فقصر علم العلماء عن علمه؟!» [16] .

و خير جواب للمماحك أن يقال له: يا لكع. فانه سبحانه هو خالق المكان و ما في المكان، و قد كان قبل الكون و المكان، و لا تحيط عقولنا بكيف كان.

و قال الحسن بن راشد: «سئل أبوالحسن، موسي عليه السلام عن معني قول الله تعالي: (الرحمن علي العرش استوي (5))؟.

فقال: استوي علي ما دق و جل» [17] .

و ورد هذا الخبر في مصدر آخر هكذا عن الحسن بن راشد:

«سألت عن معني الله؟.

قال: استولي علي ما دق و جل» [18] .



[ صفحه 342]



و التفسير السابق ينطبق علي معني الاستواء علي العرش، لأنه الاستيلاء، و هذا التفسير ينطبق علي معني لفظة الجلالة، فان (الله) مشتق من لفظ الاله، و هو يعني من له ملك التأثير و التصرف، و يكون غيره مألوها له».

و روي عبد الأعلي، عن العبد الصالح، موسي بن جعفر عليه السلام، أنه قال:

«ان الله لا اله الا هو -كان حيا بلا كيف و لا أين، و لا كان في شي ء، و لا كان علي شي ء، و لا ابتدع لمكانه مكانا [19] ، و لا قوي بعدما كون الأشياء، و لا يشبهه شي ء يكون، و لا كان خلوا من القدرة علي الملك قبل انشائه، و لا يكون خلوا من القدرة بعد ذهابه؛ كان عزوجل الها، حيا بلا حياة حادثة، ملكا قبل أن ينشي ء شيئا، و مالكا بعد انشائه. و ليس لله حد، و لا يعرف بشي ء يشبهه، و لا يهرم للبقاء، و لا يصعق لدعوة شي ء - أي لا يخيفه أمر - و لخوفه تصعق الأشياء كلها.

و كان الله حيا بلا حياة حادثة، و لا كون موصوف، و لا كيف محدود، و لا أين موقوف، و لا مكان - أي مستقر - بل حي لنفسه، و مالك لم يزل له القدرة، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته و قدرته.

و كان أولا بلا كيف، و يكون آخرا بلا أين. كل شي ء هالك الا وجهه، له الخلق والأمر، تبارك رب العالمين» [20] .



[ صفحه 343]



قال محمد بن الفضيل: «سألت أباالحسن عليه السلام: هل رأي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم ربه عزوجل؟.

فقال: نعم، بقلبه رآه؛ أما سمعت الله عزوجل يقول: (ما كذب الفؤاد ما رأي (11)) [21] أي لم يره بالبصر، ولكن رآه بالفؤاد» [22] .

فلم ير النبي صلي الله عليه و اله و سلم كائنا حادثا، و لا موجودا محدودا ماثلا، بل شعر بعظمته ربه عزوعلا.

و قال يونس بن عبدالرحمان: «قلت لأبي الحسن، موسي بن جعفر عليه السلام: لأي علة عرج الله بنبيه صلي الله عليه و اله و سلم الي السماء، و منها الي سدرة المنتهي، و منها الي حجب النور، و خاطبه و ناجاه هناك، والله لا يوصف بمكان؟!.

فقال: ان الله تبارك و تعالي لا يوصف بمكان، و لا يجري عليه زمان، ولكنه عزوجل أراد أن يشرف به - أي بالنبي صلي الله عليه و اله و سلم - ملائكته و سكان سماواته، و يكرمهم بمشاهدته، و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه.

و ليس ذلك علي ما يقول المشبهون، سبحان الله و تعالي عما يشركون» [23] .

و بالموضوع قال يعقوب بن جعفر الجعفري: «سأل رجل يقال له عبدالغفار السمي، أباابراهيم، موسي بن جعفر عليه السلام، عن قول الله تعالي: (ثم دنا فتدلي (8) فكان قاب قوسين أو أدني (9)) [24] .

قال: أري هاهنا



[ صفحه 344]



خروجا من حجب، و تدليا الي الأرض. و أري محمدا رأي ربه بقلبه و نسبه الي بصره. فكيف هذا؟!.

فقال أبوابراهيم: دنا فتدلي، فانه لم يزل عن موضع، و لم يتدل ببدن.

فقال عبدالغفار: أصفه بما وصف نفسه حيث قال: (دنا فتدلي (8)) فلم يتدل عن مجلسه الا و قد زال عنه، و لولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.

فقال أبوابراهيم عليه السلام: ان هذه لغة في قريش، اذ أراد أحد منهم أن يقول: قد سمعت: يقول: قد تدليت، و انما التدلي الفهم» [25] .

فقد جل سبحانه عن التدلي من مكان الي مكان، أو التحرك من جهة الي جهة، و لا كان تدليه كما زعم عبدالغفار، خروجا من حجب عظمته و اطلالا علي السماوات و الأرض و من فيهن.

و عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن أبي ابراهيم عليه السلام، قال:

«ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا، فقال:

ان الله لا ينزل و لا يحتاج الي أن ينزل؛ انما منظره - أي نظره و علمه و احاطته - في القرب و البعد سواء. فلم يبعد منه بعيد، و لا يقرب منه قريب، ولم يحتج الي شي ء بل يحتاج اليه كل شي ء. و هو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم.

أما قول الواصفين أنه ينزل، فتبارك و تعالي عن ذلك علوا كبيرا. انما



[ صفحه 345]



يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة، و كل متحرك يحتاج الي من يحركه أو يتحرك به. فمن ظن بالله الظنون هلك!. فاحذروا من صفاته أن تقفوا له عند حد تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فان الله جل و عز عن صفة الواصفين أو نعت الناعتين، و توهم المتوهمين (و توكل علي العزيز الرحيم (217) الذي يراك حين تقوم (218) و تقلبك في الساجدين (219)) « [26] .

و التعليق علي هذا القول يفسد بلاغته، و شرحه يبعد عن معناه و يشوه مبناه و يجلب اليه الركاكة.

قال صفوان بن يحيي:

«قلت لأبي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة، من الله و من المخلوق؟.

فقال: الارادة من المخلوق الضمير و ما يبدو له بعد ذلك من الفعل.

و أما من الله عزوجل فارادته احداثه، لا غير ذلك. لأنه لا يروي و لا يهم و لا يتفكر. و هذه الصفات منفية عنه، و هي من صفات الخلق. فارادة الله هي الفعل لا غير ذلك، يقول له: كن، فيكون، بلا لفظ، و لا نطق لسان، و لا همة و لا تفكر، و لا كيف لذلك كما أنه بلا كيف» [27] .

و المراد بالضمير عند المخلوق، هو ما يحدث في قلبه بين تصور الفعل و وقوع الفعل. و أما عندالله سبحانه و تعالي فليس بين علمه و فعله



[ صفحه 346]



تصور و لا تفكر و لا همة حتي يحدث الفعل. وليس بين ارادته و تكوينه الا: كن، فيكون. و لقد أجاب الامام عليه السلام سائله علي مسألته بأخصر بيان و أوضح برهان.

و نقل زكريا بن عمران أنه عليه السلام قال:

«لا يكون شي ء في السماوات و لا في الأرض الا بسبع: بقضاء، و قدر، و ارادة، و مشيئة، و كتاب، و أجل، و اذن. فمن زعم غير هذا فقد كذب علي الله، أو رد علي الله عزوجل» [28] .

و قال علي بن ابراهيم الهاشمي: «سمعت أباالحسن، موسي بن جعفر عليه السلام يقول:

لا يكون شي ء الا ماشاءالله و أراد و قدر وقضي.

قلت: ما معني شاء؟.

قال: ابتداء الفعل.

قلت: ما معني قدر؟.

قال: تقدير الشي ء من طوله و عرضه.

قلت: ما معني قضي؟.

قال: اذا قضي أمضاه. فذلك الذي لا مرد له» [29] .

و لا يخفي أن في أفعالنا الاختيارية مشيئة، و تقديرا، و قضاء. لأن المشيئة و الارادة هما المعني الذي لابد في الفعل الاختياري من تحققه في نفس الفاعل منا، بعد العلم و قبل الفعل. و هذا المعني من حيث ارتباطه



[ صفحه 347]



بالفعل يسمي مشيئة به. و من حيث ارتباطه بالفعل يسمي ارادة. و التقدير تعيين مقدار الفعل من حيث تعلق المشيئة به. والقضاء هو الحكم الأخير الذي لا واسطة بينه و بين الفعل.

و روي عن الحسن بن علي بن محمد العسكري عليه السلام، أن أباالحسن، موسي بن جعفر عليه السلام، قال:

«ان الله خلق الخلق فعلم ما هم اليه صائرون. و أمرهم، و نهاهم؛ فما أمرهم به من شي ء فقد جعل لهم السبيل الي الأخذ به، و ما نهاهم عنه من شي ء فقد جعل السبيل الي تركه. و لا يكونون آخذين، و لا تاركين الا باذنه. و ما جبر الله أحدا من خلقه علي معصيته، بل اختبرهم بالبلوي، و كما قال: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [30] .

و قوله: و لا يكونون آخذين و لا تاركين الا باذنه، يعني: بعلمه و بتخلية منه و ترك للاختيار لهم بالأخذ أو الترك. فاذنه هنا لا يعني أمره مطلقا.

و قد قل يونس بن عبدالرحمان:

«قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: بم أوحد الله؟.

فقال: يا يونس، لا تكونن مبتدعا. من نظر برأيه هلك و من ترك أهل بيت نبيه صلي الله عليه و اله و سلم ضل، و من ترك كتاب الله و قول نبيه كفر» [31] .

فاجعلنا اللهم من المؤمنين بك و بنبيك و بما جاء به من عندك، و من المتمسكين بولاية أهل بيته الطاهرين المعصومين، انك أنت أكرم الأكرمين.



[ صفحه 348]




پاورقي

[1] ذكره الأردبيلي في جامع الرواة ج 1 ص 28: محمد بن اسماعيل، عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبدالرحمان الحماني، عن أبي الحسن، موسي بن جعفر عليه السلام، في الكافي - باب النهي عن الجسم و الصورة. و الخبر في الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 385.

[2] الكافي م 1 ص 104 و 105 و التوحيد ص 99.

[3] المصدر السابق.

[4] ذكره الأردبيلي في جامع الرواة ج 2 ص 346 و نقل عن الكافي و التهذيب عدة روايات عنه، عن الصادق و الكاظم عليه السلام، و ورد اسمه فيها مرة يعقوب بن جعفر، و أخري يعقوب بن جعفر الجعفري، و ثالثة يعقوب بن جعفر بن ابراهيم الجعفري.

[5] سورة يس: 82.

[6] التوحيد ص 183 و الكافي م 1 ص 125 و الاحتجاج ج 2 ص 386.

[7] سورة المجادلة: 7.

[8] التوحيد ص 179 -178.

[9] المصدر السابق ص 76-75.

[10] المصدر السابق ص 284.

[11] سورة الشوري: 11.

[12] التوحيد ص 93 و معاني الأخبار ص 6.

[13] التوحيد ص 76.

[14] روي سهل بن زياد، عن جماعة، عن الامام الصادق عليه السلام، أنه قال: عجبا لأقوام يدعون علي أميرالمؤمنين عليه السلام ما لم يتكلم به قط!. خطب أميرالمؤمنين الناس بالكوفة فقال: الحمدلله الملهم عباده حمده، و فاطرهم علي معرفة ربوبيته، الدال علي وجوده بخلقه، و بحدوث خلقه علي أزله، و باشتباهم علي أن لا شبه له، المستشهد بآياته علي قدرته، الممتنعة في الصفات ذاته، و من الأبصار رؤيته، و من الأوهام الاحاطة به؛ لا أمد لكونه، و لا غاية - أي نهاية - لبقائه، لا تشمله المشاعر، و لا تحجبه الحجب، و الحجاب بينه و بين خلقه خلقه اياهم، لا متناعه عما يمكن في ذواتهم...(و ذلك في الكافي م 1 ص 140-139 في حديث طويل).

[15] الكافي م 1 ص 141-140.

[16] الاختصاص ص 60.

[17] الاحتجاج ج 2 ص 286 و الكافي م 1 ص 115-114 مع تصحيح المجلسي رحمه الله. و الآية الكريمة في سورة طه: 5 و الحسن بن راشد عده الشيخ في رجاله ص 267 من أصحاب الصادق عليه السلام، و أنه كوفي، و في أصحاب الكاظم عليه السلام ص 346 باسم الحسين بن راشد، و أنه بغدادي.

[18] التوحيد ص 230 و معاني الأخبار ص 4.

[19] أي لم يبتدع لعظمته مكانا اذ لا تحيط به الأماكن.

[20] التوحيد ص 142-141.

[21] سورة النجم: 11.

[22] التوحيد ص 116.

[23] التوحيد ص 175.

[24] سورة النجم: 9-8.

[25] الاحتجاج ج 2 ص 386.

[26] الكافي م 1 ص 125 و الاحتجاج ج 2 ص 386 و التوحيد ص 76 و الآية الكريمة في سورة الشعراء: 219-217.

[27] التوحيد ص 147.

[28] الكافي م 1 ص 150.

[29] المصدر السابق نفس الصفحة.

[30] سورة هود: 7. وانظر الكافي م 1 ص 56.

[31] المصدر السابق نفس الصفحة.