بازگشت

حب و تكريم


و قطع الامام موسي شوطا من طفولته و هو ناعم البال يستقبل الحياة كل يوم بحفاوة و تكريم، فأبوه يغدق عليه بعطفه المستفيض، و جماهير المسلمين تقابله بالعناية والتكريم، و قد قدمه الامام الصادق (ع) علي بقية ولده، و حمل له من الحب ما لا يحمله لغيره، فمن مظاهر وده أنه وهب له قطعة من أرض تسمي البسرية، كان قد اشتراها بست و عشرين الف دينار [1] و سئل عن مدي حبه له فقال:

«وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبي أحد» [2] .

و تكلم الامام موسي و هو طفل بكلام أثار اعجاب أبيه فاندفع



[ صفحه 47]



أبوه قائلا:

«الحمدلله الذي جعلك خلفا من الآباء، و سرورا من الأبناء، و عوضا عن الاصدقاء» [3] .

و تعتقد الشيعة ان مقام الامامة كمقام النبوة بعيد عن المحاباة والاندفاع بعاطفة الحب، سوي ما يتصل بتأييد الفضيلة والاشادة بالايمان، و علي ضوء ذلك فالامام أبوعبدالله (ع) انما أعلن حبه العارم و مودته الوثيقة لولده لأنه رآه صورة صادقة عنه في مواهبه و عبقرياته، و رأي أنه الامام من بعده علي أمة جده.


پاورقي

[1] دلائل الامامة: ص 49 - 50.

[2] الاتحاف بحب الأشراف: ص 54.

[3] بحارالانوار: 11 / 237.