بازگشت

مع نفيع الانصاري


و شرف (ع) بلاط الملك هارون، فلما رآه حاجب البلاط قابله بالتكريم و الحفاوة و قدمه علي غيره لمقابلة هارون، و كان في مجلس الانتظار نفيع الأنصاري، فلما رأي تلك الحفاوة البالغة احترق قلبه من الغيظ وساءه تكريم الامام، فالتفت الي عبدالعزيز و كان معه فقال له:



[ صفحه 258]



- من هذا الشيخ؟.

- أوما تعرفه!! هذا شيخ آل أبي طالب، هذا موسي بن جعفر.

فانبري نفيع يندد بالعباسيين علي تكريمهم للامام قائلا:

ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما لئن خرج لأسوأنه.

فزجره عبدالعزيز و نهره قائلا:

«لا تفعل، فان هؤلاء أهل بيت لم يتعرض لهم أحد بخطاب الا و سموه - بالجواب - سمة يبقي عارها عليه أبد الدهر..».

و لما انتهي الامام من مقابلة هارون، و خرج من عنده اقبل عليه نفيع يشتد فامسك بزمام دابته و قال له:

- من انت؟

- يا هذا، ان كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله، وابن اسماعيل ذبيح الله، و ابن ابراهيم خليل الله، و ان كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عزوجل علي المسلمين و عليك ان كنت منهم الحج اليه، و ان كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركوا قومي بمسلمي قومك اكفاءا لهم حتي قالوا يا محمد اخرج الينا أكفاءنا من قريش، خل عن زمام دابتي.

وانصرف نفيع و هو لا يبصر طريقه من الخجل و العار الذي و سمه به الامام [1] .


پاورقي

[1] نزهة الناظر في تنبيه الخاطر: ص 45.